الأطفال والهوية الجنسية: دعم طفلك

إذا كانت لدى طفلك أسئلة حول الهوية الجنسانية والتعبير الجنساني، فمن المحتمل أن تكون لديك هذه الأسئلة أيضًا. اكتشف ما يمكنك فعله لمساعدة طفلك ودعمه.

ما أساسيات الهوية الجنسية؟

الجنس المحدد عند الولادة والهوية الجنسية أمران منفصلان. يُحدد الجنس عند الولادة بناءً على تشريح الأعضاء التناسلية الخارجية. لكن الهوية الجنسية هي الإحساس الداخلي بكونك ذكرًا أو أنثى أو جنسًا يتراوح بين الذكر والأنثى. يعرّف الأشخاص حقيقة جنسهم للآخرين عبر التعبير الجنساني. ويمكن أن يكون ذلك عن طريق السلوك والملابس وطريقة تصفيف الشعر.

وتتطور الهوية الجنسية بشكل منفصل عن التوجه الجنسي. فالتوجه الجنسي للأشخاص مرتبط بمن ينجذبون لهم جسديًا وعاطفيًا ورومانسيًا.

هل طفلي متحول جنسيًا؟

تكون الهوية الجنسية لدى الأطفال المتحولين جنسيًا غير متوافقة مع جنسهم المحدد عند الميلاد.

وفي كثير من الحالات، سيعبر الأطفال عما يشعرون به. وقد يؤكدون بدقة ما إذا كانوا ذكورًا أم إناثًا. وفي بعض الأحيان يحددون أنهم ليسوا ذكورًا تمامًا ولا إناثًا تمامًا (غير ثنائيين).

يمر معظم الأطفال بفترات للاستكشاف الجنسي من خلال طريقة ارتدائهم للملابس والدُمى التي يختارونها وعند تمثيل الأدوار. وقد يصر بعضهم على أنهم من جنس مخالف لجنسهم عند الميلاد. ولكن من المرجح ألا يكون هذا مجرد مرحلة إذا استمروا في هذا السلوك مع زيادة أعمارهم.

يستطيع معظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهرًا و24 شهرًا التعرف على المجموعات المنتمية إلى الجنسين وتمييزها. وقد يحددون الآخرين على أنهم بنات أو نساء أو إناث. أو قد يصنفون الآخرين على أنهم أولاد أو رجال أو ذكور. ويصنف معظمهم كذلك جنسهم الشخصي عندما يبلغون من العمر 3 أعوام.

ورغم ذلك، يميل المجتمع إلى تبني منظور ضيق إزاء الجنس. ونتيجة لذلك، يتعلم بعض الأطفال التصرف بطرق قد لا تعكس هويتهم الجنسية. بداية من عمر 5 أعوام أو 6 أعوام، يتصلب معظم الأطفال للجنس والتفضيلات. وتصبح هذه المشاعر أكثر مرونة مع التقدم في العمر.

ومن الضروري تذكر أن الهوية الجنسية والتعبير الجنسي مفهومان مختلفان. لا تؤدي هوية الطفل الجنسية دائمًا إلى تعبير جنسي معين. ولا يشير تعبير الطفل الجنسي دائمًا إلى هوية الطفل الجنسية.

وقد تشمل السلوكيات والتعبيرات الجنسية ما يلي:

• سلوك معين في الحمام مثل إصرار فتاة على الوقوف أثناء التبول
• النفور من ارتداء زي السباحة المناسب لجنس الطفل المحدد عند الميلاد
• تفضيل الملابس الداخلية المناسبة للجنس المعاكس عادةً
• رغبة ملحة في اللعب بالألعاب الملائمة للجنس المعاكس عادةً

لا تتعجل في تصنيف طفلك. فبمرور الوقت سيستكمل طفلك إخبارك عما يشعر بأنه صحيح.

كيف يمكنني دعم طفل متحول جنسيًا أو طفل غير متوافق مع نوع الجنس المحدد عند الولادة؟

استمع إلى مشاعر طفلك المتعلقة بالهوية الجنسية. تحدث مع طفلك واطرح عليه الأسئلة دون إصدار أحكام. لدعم طفلك، يمكنك فعل ما يلي:

• اسمح لطفلك بالتعبير عن جنسه في الأماكن العامة أو خلال ممارسة الأنشطة العائلية. ومن الضروري فعل ذلك حتى لو كان هذا الأمر سيُسبب شعورك أو شعور أي شخص آخر بعدم الارتياح.
• مكّن طفلك من الوصول إلى أصدقاء أو أنشطة أو موارد تتسم بالتنوع الجنسي.
• لا تفترض أن التعبير الجنسي لدى طفلك يمثل أحد أشكال التمرد أو التحدي.
• لا تحاول احتقار تعبير طفلك الجنسي أو تعاقبه عليه.
• ولا تسمح لأفراد العائلة الآخرين بالسخرية من طفلك أو إهانته بسبب تعبيره الجنسي.
• افهم أن التعرض للتمييز ليس خطأ طفلك.

واحرص على التحدث بإيجابية عن طفلك أمامه وأمام الآخرين على حد سواء. أظهر موافقتك على هوية طفلك الجنسية وتعبيره عنها. يؤدي السماح لطفلك بالتعبير عن تفضيلاته إلى تعزيز شعوره الإيجابي بذاته. وستساعد أيضًا على بقاء خطوط التواصل مفتوحة.

حاول أيضًا التخلي عن التوقعات التي ربما راودتك بشأن مستقبل طفلك. ولكن ركّز على الأمور التي تجعله يشعر بالفرحة والأمان. فالطفل الذي يعيش مع مقدِّمي رعاية ووالدين داعمين يكون على الأرجح طفلاً أكثر سعادة.

ما نوع الرعاية الطبية التي يحتاج إليها طفلي؟

يحتاج طفلك إلى طبيب يتسم بالاحترام والمعرفة الواسعة. تحدث إلى طبيب طفلك حول هوية طفلك الجنسية وسلوكياته. وقد يوصي طبيب طفلك باستشارة اختصاصي. إذا كنت تواجه صعوبة في العثور على طبيب متمرس في مشكلات الهوية الجنسية، فاطلب من مجموعة الدعم أن تقترح متخصصًا.

ومن المهم للغاية التحدث إلى أحد المعالجين أيضًا. اطلب من طبيب طفلك أن يساعدك في العثور على استشاري حاصل على التدريب فيما يخص احتياجات المتحولين جنسيًا.

ماذا يعني الانتقال الاجتماعي؟

الانتقال الاجتماعي خطوة عكسية يعيش فيها الطفل جزئيًا أو كليًا في دور نوع الجنس المفضل. وقد ينطوي هذا على تغيير تصفيفات الشعر والملابس واستخدام الضمائر وربما الأسماء. ويشير عدد محدود من الأبحاث إلى أن الانتقال الاجتماعي قد يساعد على تخفيف شعور الطفل بالاكتئاب أو القلق فيما يتعلق بالهوية الجنسية.

تحدث مع طفلك واتخذا معًا قرارًا بشان تفاصيل الانتقال. وربما ينبغي أن تفكرا في الأشخاص الذين يمكن إخبارهم بشأنه. ويمكنكما أيضًا التخطيط لتحديد الحمام أو غرفة تبديل الملابس التي سيستخدمها الطفل. سيكون عليكما التفكير أيضًا فيما إذا كان الانتقال داخل المدرسة أو المجتمع سيعرض الطفل إلى الخطر أم لا. واحرص على طلب استشارة إحدى الهيئات الاجتماعية أو مجموعات المساندة لمساعدتك على تحديد مدى سلامة هذا الانتقال.

كيف يمكنني دعم طفلي؟

ربما يساورك القلق بشأن تعرُّض طفلك المتحول جنسيًا للاستبعاد والتمييز. وقد تشعر بالقلق أيضًا بشأن تعرضه للأذى البدني في المدرسة أو في مجتمعك. وقد يُفيد دعمك لطفلك في منع هذه المشكلات من الحدوث. اتبع الخطوات الآتية:

• تواصل مع العائلات الأخرى التي لديها أطفال متنوعين جنسيًا. قد يساعد ذلك على تقليل الشعور بالعزلة الذي قد تواجهه أنت وطفلك. ابحث عن مجموعة دعم وجهًا لوجه أو على الإنترنت.

• تعاون مع مدرسة طفلك ومعلميه. تحدث معهم عن كيفية إيقاف التحيز والتنمر أو الوقاية منهما قبل حدوثهما. اطلب إدراج برنامج تدريبي قائم على الجنس في برامج تطوير الموظفين.

  ضع أيضًا خطة بشأن كيفية التعامل مع طفلك في المدرسة، والحمام الذي سيستخدمه طفلك. ومن المفيد التحدث مع مسؤولي مدرسة الطفل عن كيفية فهم قواعد الاشتراك في الفرق والنوادي والأنشطة الليلية. اختر ما إذا كنت ترغب في مشاركة المعلومات عن الهوية الجنسية لطفلك مع أولياء الأمور الآخرين أم لا.

  إذا تعرض طفلك للمضايقة أو التمييز في المدرسة، فتحدث مع إدارة المدرسة. وإذا أخفق نظام المدرسة في حل المشكلة، فابحث عن الخيارات القانونية.

• ساهم في توعية أفراد مجتمعك. خارج المؤسسة التعليمية، تعاون مع المؤسسات المحلية لكي تصبح أكثر أمانًا للأطفال متغيري الجنس والمتحولين جنسيًا. فكر أيضًا في دعم المجموعات المعنية بالتنوع الجنسي أو التطوع فيها لمعرفة المزيد ولمساعدة الآخرين.

وأيًا كانت هوية طفلك الجنسية، احرص على أداء واجبك واطلب الرعاية المناسبة. وسيساعد إظهار حبك الأطفال وتقبلك لهم على الشعور بالارتياح بشأن أجسامهم وفي العالم من حولهم.