اعتلال الأعصاب السكري: هل بوسع المكملات الغذائية المساعدة؟
وإلى جانب اتباع نظام غذائي صحي، قد تؤدي بعض مستحضرات الفيتامينات ومضادات الأكسدة دورًا في منع أو إبطاء هذه المضاعفات الشائعة للسكري.
الاعتلال العصبي السكري نوع من تلف الأعصاب قد يحدث نتيجة الإصابة بداء السكري. يمكن -بالإضافة إلى النظام الغذائي المتوازن- أن تساعد بعض المكملات الغذائية على تخفيف أعراض الاعتلال العصبي السكري.
يمكن أن يسبب الاعتلال العصبي السكري شعورًا بالألم ووخزًا في اليدين والقدمين ومشكلات في الهضم ومشكلات في الوظائف الجنسية. ويمكن أن يؤدي الاعتلال العصبي المتأخر في القدم إلى:
- فقدان الإحساس.
- عدم شفاء القُروح.
- إصابة أصابع القدم أو القدم أو أسفل الساق بعدوى خطيرة قد تستلزم استئصال الجزء المصاب بالجراحة.
يؤدي الالتزام بنظام غذائي متوازن دورًا رئيسيًا في السيطرة على داء السكري. ويمكن أن تساعد الأطعمة والمشروبات الصحية على إبقاء مستوى السكري في الدم ضمن النطاق الصحي له. ويمكن أيضًا أن تساعد السيطرة على مستويات السكر في الدم على الوقاية من الاعتلال العصبي السكري وغيره من المشكلات المرتبطة بالسكري. ويمكنه أيضًا أن يبطئ تفاقُم تلف الأعصاب الموجود بالفعل.
تحدث إلى اختصاصي الرعاية الصحية قبل إضافة أي مكملات إلى نمط غذائك الصحي. فقد تؤثر بعض المكملات على أدوية السكري أو تمتزج معها بشكل ضار، وقد يسبب بعضها الآخر ضررًا في الكلى. ولذلك اسأل اختصاصي الرعاية الصحية عما إذا كانت المكملات التالية مناسبة لك أم لا.
فيتامين B-12
يوجد فيتامين B-12 في بعض الأطعمة. يحتاج جسمك إلى هذا العنصر الغذائي لإنتاج خلايا الدم الحمراء والخلايا العصبية والحمض النووي. قد يكون الأشخاص الذين لا يحصلون على كمية كافية من فيتامين B-12 عرضة بشكل أكبر للإصابة بالاعتلال العصبي وغيره من مشكلات الجهاز العصبي.
قد تسبب بعض الأدوية انخفاض فيتامين B-12 في الجسم، وتشمل ما يلي:
- الميتفورمين (Fortamet و Glumetza)، وهو دواء يُستخدم لعلاج مرض السكري من النوع الثاني.
- مثبطات مضخات البروتون التي تقلل إفراز حمض المعدة. وتشمل لانزوبرازول (Prevacid 24 HR) وأوميبرازول (Prilosec المتاح من دون وصفة طبية) وبانتوبرازول (Protonix) وإيسوميبرازول (Nexium).
- حاصرات الهيستامين (H-2) التي تقلل إفراز حمض المعدة أيضًا. وتتضمن فاموتيدين (Pepcid AC) والسيميتيدين (Tagamet HB).
لم تتضح مدى فعالية تناوُل مكمّلات فيتامين B-12 الغذائية في علاج الاعتلال العصبي السكري. وتشير بعض الدراسات البسيطة إلى أن هذه المكمّلات الغذائية يمكن أن تخفف آلام الاعتلال العصبي السكري وغيرها من الأعراض. ولكن لن تساعدك هذه المكمّلات الغذائية إلا إذا كان الجسم يحتوي على كمية فيتامين B-12 منخفضة.
من المُعتقد أن مكمّلات فيتامين B-12 الغذائية آمنة بصفة عامة في حال تناوُلها حسب التوجيهات. ويمكنك كذلك الحصول على فيتامين B-12 من بعض الأطعمة مثل الأسماك واللحوم خفيفة الدهن وحبوب الإفطار المعززة بالفيتامينات.
حمض الألفا ليبويك
حمض الألفا ليبويك أحد مضادات الأكسدة الموجودة في العديد من الأغذية. يمكن أن يستخدم الجسم مضادات الأكسدة لمنع العملية المؤدية إلى تلف الأنسجة التي تُسمى الإجهاد التأكسدي أو التحكم بها. والإجهاد التأكسدي هو جزء من العملية التي تؤدي إلى مرض الاعتلال العصبي السكري. يمكن أن يخفض حمض الألفا ليبويك مستويات سكر الدم، لكن ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد ذلك.
تشير بعض الدراسات المصغرة إلى أن حمض الألفا ليبويك يمكن أن يخفف ألم الاعتلال العصبي السكري وغيره من الأعراض مثل الخدر والوخز. ولكن نتائج هذه الدراسات متباينة، وما تزال هناك حاجة إلى دراسات أكبر.
في العموم، يُعتقد أن المكملات الغذائية المحتوية على حمض الألفا ليبويك آمنة شريطة تناوُلها طبقًا للتعليمات. ولكن تناولها ينطوي على مخاطر في حال كان الجسم يعاني نقصًا في فيتامين B1 الذي يُطلق عليه أيضًا الثيامين. ويُطلق على الحالة التي يقل فيها الثيامين في الجسم نقص الثيامين. يمكن أن يؤدي تناول الأشخاص الذين يعانون نقص الثيامين لجرعات مرتفعة من مكملات حمض الألفا ليبويك إلى آثار جانبية خطيرة مثل نوبات الصرع. ومن عوامل الخطورة المرتبطة بنقص الثيامين تناول المشروبات الكحولية. لذلك لا تستخدم حمض الألفا ليبويك إذا كنت كثيرًا ما تتناول كميات كبيرة من المشروبات الكحولية.
من الأطعمة التي تحتوي على حمض الألفا ليبويك السبانخ والبروكلي والبطاطا وبطاطا اليام والجزر واللحوم الحمراء.
الأسيتل -إل- كارنيتين.
الأسيتل إل-كارنيتين مركب كيميائي يفرزه الكبد والكلى والدماغ بصورة طبيعية، ويساعد على تحويل الطعام إلى طاقة. يخفف هذا المركب عملية إتلاف الأنسجة التي تسمى الإجهاد التأكسدي. ويسهم الأسيتل إل-كارنيتين أيضًا في الحفاظ على صحة الخلايا العصبية.
أشارت بعض الدراسات إلى أن المصابين بالاعتلال العصبي السكري الذين تناولوا مكملات الأسيتل إل-كارنيتين كانوا يشعرون بألم أقل. وشعرواً أيضًا بتحسن في قدرتهم على الشعور بالاهتزازات، وفي اختبارات وظائف الأعصاب. ويشير بعض هذه الدراسات إلى أن الأسيتل إل-كارنيتين يقلل الألم بدرجة أفضل عندما يبدأ المصابون بالاعتلال العصبي تناوله بعد بدء الإصابة به بفترة قصيرة. لكن الأمر لا يزال يحتاج إلى مزيد من الأبحاث.
يُعتقد عمومًا أن مكملات الأسيتل إل-كارنيتين آمنة عند تناولها طبقًا للتعليمات. وقد تشمل آثارها الجانبية جفاف الفم وانخفاض الشهية للطعام وصعوبة النوم والصداع والهياج.
يمكن أن تؤثر مكملات الأسيتل إل-كارنيتين على بعض الأدوية. فلا تستخدم هذه المكملات إذا كنت تتناول دواء الوارفارين (Jantoven) المميع للدم. فالأسيتل إل-كارنيتين يمكن أن يزيد من مفعول هذا الدواء، ويمكن أن يزيد ذلك احتمال التعرض للنزف. تجنب أيضًا استخدام الأسيتل إل-كارنيتين إذا كنت تستخدم دواء الهرمون الدرقي لعلاج قصور الدرقية. فقد يؤثر هذا المكمل على كفاءة عمل دواء الغدة الدرقية.
يمكن أن تؤدي مكملات الأسيتل إل-كارنيتين أيضًا إلى تفاقُم بعض الحالات المرَضية مثل الاضطراب ثنائي القطب. وأيضًا إذا سبق وتعرضت في الماضي لنوبات صرع، فإن الأسيتل إل-كارنيتين يمكن أن يزيد احتمالات الإصابة بمزيد من تلك النوبات.
النظام الغذائي الصحي هو الأساس
هناك الكثير من الأبحاث الجارية على العلاقة بين المكملات الغذائية وبين الاعتلال العصبي السكري. لذلك ينبغي أن تركز على الالتزام بنظام غذائي متوازن، واستهدف وضع خطة توفر لك العناصر المغذية ومنخفضة الدهون والسعرات الحرارية. تُركز خطط الوجبات الصحية على ما يلي:
- الخضراوات والفاكهة والبقوليات والحبوب الكاملة.
- مشتقات الحليب منزوعة الدسم ومنخفضة الدسم.
- اللحوم خفيفة الدهن والأسماك والدواجن المنزوعة الجلد.
تلعب الأنشطة البدنية دورًا مهمًا أيضًا
ممارسة الرياضة جزء أساسي أيضًا من عملية التحكم في مستويات السكر في الدم. تُرجى استشارة فريق الرعاية قبل بدء نوع جديد من الأنشطة البدنية. وهو أمر مهم خاصةً إذا كنت تتناول أدوية تعمل على خفض نسبة السكر في الدم. وتتضمن تلك الأدوية الأنسولين ومستحضرات السلفونيل مثل الغليميبرايد (Amaryl) والغليبيزيد (Glucotrol XL).
احرص على ممارسة الأنشطة الهوائية المتوسطة إلى الشاقة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا. على سبيل المثال، يمكنك ممارسة المشي السريع لمدة 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع. واحرص أيضًا على ممارسة تمارين تقوية العضلات مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا.
اشرب الماء قبل التمارين وفي أثنائها وبعدها للوقاية من الجفاف. واحرص على ارتداء أحذية مريحة وداعمة.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use