القَرْطوم: غير آمن وغير فعَّال
يزعم المستخدمون أن القرطوم يحسن المزاج ويعزز الطاقة، لكن هناك العديد من المشكلات المتعلقة بمأمونيته والأسئلة حول ما إذا كان القرطوم فعالاً أم لا. تعلَّم أكثر عنه قبل تجربته.
إذا كنت تقرأ أخبار الصحة أو تزور متاجر بيع الفيتامينات، فمن المحتمل أنك قد سمعت عن القرطوم. القرطوم مكمّل غذائي يُباع على أنه معزز للطاقة، ومحسِّن للمزاج، ومسكن للألم، وعلاج للأعراض الناجمة عن التوقف عن تعاطي الأفيونيات، أو ما يسمى بالامتناع عن التعاطي. لكن الحقيقة وراء القرطوم ليست بهذا القدر من البساطة؛ إذ يرتبط باستخدامه مشكلات تتعلق بالسلامة.
القرطوم خلاصة عشبية تُستخرج من أوراق شجرة دائمة الخضرة تنمو في جنوب شرق آسيا، وتسمى ميتراجينا سبيسيوزا. يمكن أن يمضغ مستخدمو القرطوم أوراق الشجرة، أو يبتلعوا القرطوم أو يَعُدوا مشروبًا منه، أو يضيفوا خلاصته إلى سائل.
ذكر مستخدمو القرطوم أنه عند استخدامه بجرعات صغيرة، تكون له فعالية المواد المحفِّزة، ويسمى بالمنبه. يشير ذلك إلى أنه يرفع مستوى الانتباه لديهم ويعزز طاقتهم. أما عند استخدامه بجرعات أعلى، فإنه يخفف الألم ويهدئهم ويقلل القلق لديهم، ويسمى مُسكِّنًا.
يتناول بعض الأشخاص القرطوم لتخفيف حدة الأعراض الناجمة عن التوقف عن تعاطي الأفيونيات، أو ما يسمى بالامتناع عن التعاطي. وقد يَسهل الحصول على القرطوم مقارنةً بالأدوية التي تُصرف بوصفة طبية. لكنه ينطوي على مخاطر تتعلق بالإدمان.
يعتقد الأشخاص الذين يتناولون القرطوم ليسترخوا أو ليكونوا اجتماعيين بدرجة أكبر أنه طبيعي وآمن على الأرجح لأن مصدره نبات. لكن مقدار الجزء النشط في أوراق القرطوم قد يتباين بدرجة كبيرة. لذلك، يصعب التعرف على تأثيرات أي جرعة محدَّدة.
توصلت بعض الدراسات إلى أن بعض بائعي القرطوم يضيفون مقدارًا من المكون النشط يزيد عن ما هو موجود في القرطوم بصورة طبيعية. ونظرًا إلى عدم وجود ملصقات واضحة على منتجات القرطوم، من غير الممكن تحديد كمية القرطوم التي يتناولها الأشخاص.
يبدأ مفعول القرطوم في غضون دقائق، وتستمر آثاره لبضع ساعات. وكلما ازدادت كمية القرطوم، ازدادت شدة التأثيرات.
قد يسبب تناول القرطوم ضررًا سيتوقف على كمية المكون النشط في المنتج وصحة مَن يتناوله. ولنتمكن من تقييم الادعاءات التي تذكر فوائد القرطوم، سنجد عددًا قليلاً للغاية من الدراسات.
الآثار الجانبية والمخاوف المتعلقة بالأمان
يعتقد مَن يتناولون القرطوم أنه يساعدهم. لكن لم يَثبت أنه آمن أو أنه يعالج أي حالات مَرضية. وقد حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من تناوله بسبب الأضرار المحتملة التي يمكن أن يسببها. كما تصف إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية القرطوم بأنه دواء يثير القلق.
تلقّت مراكز مكافحة السموم في الولايات المتحدة أكثر من 3400 تقرير متعلق بتناول القرطوم في المدة بين 2014 و2019. يشمل هذا العدد تقارير الوفاة كذلك. تتضمن الآثار الجانبية المذكورة في التقارير ارتفاع ضغط الدم والتشوش الذهني ونوبات الصرع.
تتضمن الآثار الجانبية المعروفة الناجمة عن القرطوم ما يلي:
- إنقاص الوزن.
- جفاف الفم.
- الغثيان والقيء.
- الإمساك.
- تلف الكبد.
- آلام العضلات.
- ارتفاع ضغط الدم.
يؤثر القرطوم أيضًا في العقل والجهاز العصبي، ويسبب ما يلي:
- الدوخة.
- النُعاس.
- روائح ومذاقات ومشاهد ولمسات وأصوات تبدو حقيقية لكنها ليست كذلك، ويسمى ذلك الهلوسة.
- اعتقادات خاطئة، ويسمى ذلك التوهّم.
- الاكتئاب.
- صعوبة التنفس.
- التشوش الذهني والرُعاش ونوبات الصرع.
صاحب تناول منتجات القرطوم عدد قليل من الوفيات. مقارنةً بالوفيات الناجمة عن الأدوية الأخرى. كما أن غالبية الوفيات الناجمة عن القرطوم تنطوي على أدوية أو مواد أخرى قد تكون مضرة.
يحدث كثير من المشكلات المصاحبة لمسكنات الألم عند تناولها بجرعات كبيرة أو لمدة طويلة. لا يعرف الخبراء كمية القرطوم التي قد تسبب هذه المشكلات. وقد يتناول الأشخاص جرعة مفرطة من القرطوم، لكن ذلك نادرًا ما يحدث.
الأبحاث مستمرة
يواصل الباحثون دراسة تأثيرات القرطوم. وتوصلت الدراسات حتى الآن إلى أن القرطوم يسبب مشكلات كثيرة تتعلق بالسلامة.
أُفيد بأن القرطوم يتفاعل مع الأدوية الأخرى. وقد يُحدث ذلك آثارًا حادة، مثل تلف الكبد والوفاة. لكن لا تزال تدعو الحاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث.
وفي دراسة أُجريت على القرطوم بوصفه علاجًا لأعراض التوقف عن تعاطي الأفيونيات، أو ما يسمى الامتناع، أبلغ الأشخاص الذين استخدموا القرطوم لمدة أطول من ستة أشهر أنهم شعروا بأعراض شبيهة بأعراض الامتناع عن تعاطي الأفيونيات. وقد يبدأ مستخدمو القرطوم بالشعور برغبة ملحّة لتناوله. لذا، قد يحتاجون إلى تلقي علاجات الإدمان على الأفيونيات، مثل البوبرينورفين (Brixadi، وSublocade، وغيرهما)، والبوبرينورفين والنالوكسون (Suboxone، وZubsolv).
يؤثر القرطوم كذلك في الأطفال الرضَّع أثناء الحمل. ففي حال تناولت الأم القرطوم، قد يُولد الطفل الرضيع مصابًا بأعراض الامتناع عن التعاطي وسيحتاج إلى العلاج.
تبين أن منتجات القرطوم تحتوي على معادن ثقيلة، مثل الرصاص، وجراثيم ضارة، مثل السَلْمونيلَة. التي قد يسبب سمها الوفاة. وقد ربطت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أكثر من 35 حالة وفاة بالقرطوم الملوَّث بالسَلْمونيلَة.
لا يخضع القرطوم في الولايات المتحدة الأمريكية للتنظيم. لكن الوكالات الفيدرالية تتخذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الادعاءات الخاطئة المتعلقة بالقرطوم. وأكثر الخيارات أمانًا في المرحلة الراهنة التعاون مع اختصاصي الرعاية الصحية لإيجاد علاجات أخرى.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use