اعتلال الدماغ الحوفي السائد المرتبط بالعمر الناتج عن البروتين المرتبط بالحمض النووي 43 للاستجابة التفاعلية
يسبب الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المرتبط بالعمر الناتج عن بروتين TDP-43 أعراضًا تشبه أعراض داء الزهايمر، ولكنه قد يتفاقم بسرعة أقل.
الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المصاحب لتقدم العمر الناتج عن بروتين TDP-43 هو نوع من الخرف الذي يؤثر على الذاكرة والتفكير والمهارات الاجتماعية.
عندما يفكر الأفراد في مشكلات الذاكرة، يتبادر إلى الذهن على الفور داء الزهايمر. ولكن الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المصاحب لتقدم العمر الناتج عن بروتين TDP-43 هو مرض مختلف وله سماته الخاصة به. في بعض الأحيان، تظهر على المرضى أعراض كلتا الحالتين ومؤشراتهما: الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المصاحب لتقدم العمر الناتج عن بروتين TDP-43 وداء الزهايمر.
تظهر لدى الأشخاص المصابين بمرض الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المصاحب لتقدم العمر الناتج عن بروتين TDP-43 مشكلات في الذاكرة، ولكن غالبًا ما يكون معدل التغير السريري لديهم أبطأ من الأشخاص المصابين بداء الزهايمر. وقد يلاحظون مدى صعوبة تذكر الحقائق والحوارات والأحداث مع مرور الوقت. يكرر الأشخاص المصابين بالاعتلال الدماغي الحوفي السائد المصاحب لتقدم العمر الناتج عن بروتين TDP-43 كلامهم كثيرًا، وينسون الأحداث ويواجهون صعوبة في إيجاد الكلمات الصحيحة والمناسبة خلال الحوارات. كما أنهم قد يجدون صعوبة في فهم الكلمات.
قد تظهر الأعراض التالية على الأشخاص المصابين بالاعتلال الدماغي الحوفي السائد المصاحب لتقدم العمر الناتج عن بروتين TDP-43:
- يجوبون الأماكن بلا هدف أو يضلون طريقهم
- يتخذون قرارات غير سليمة
- يضعون الأشياء في غير موضعها
- يجدون صعوبة في قيادة السيارة
- يجدون صعوبة في العناية بنظافتهم الشخصية
وفي نهاية الأمر، يواجه الشخص المصاب بالاعتلال الدماغي الحوفي السائد المصاحب لتقدم العمر مشكلة في ممارسة أنشطة الحياة اليومية، مثل ارتداء الملابس أو الطهي أو دفع الفواتير. ويكون معدل التدهور العقلي في حال هذا الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المرتبط بالعمر أبطأ منه في الأنواع الأخرى للخرف. ويؤدي هذا بدوره إلى تفاقم الأعراض ببطء، وليس بشكل سريع.
ما الفئات المعرضة للإصابة بالاعتلال الدماغي الحوفي السائد المرتبط بالعمر؟
يصيب الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المرتبط بالعمر عادة الأشخاص الأكبر سنًا، وبخاصة من تزيد أعمارهم على 80 عامًا. على الرغم من أن التقدم في السن هو أحد عوامل الخطورة المرتبطة بالاعتلال الدماغي الحوفي السائد المرتبط بالعمر، فإن الخرَف ليس في العادة جزءًا من مسار الشيخوخة.
يمكن أن تزيد الخصائص الوراثية أيضًا من فرص الإصابة بالاعتلال الدماغي الحوفي السائد المرتبط بالعمر. فهناك خمسة جينات على الأقل ترتبط باحتمال الإصابة بالاعتلال الدماغي الحوفي السائد المرتبط بالعمر. وهذه الجينات نفسها يمكنها أيضًا أن تزيد من احتمال الإصابة بأشكال أخرى من الخرَف.
كيف يُشخَّص الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المصاحب لتقدم العمر الناتج عن بروتين TDP-43؟
لا يمكن تشخيص هذا الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المرتبط بالعمر بشكل قاطع في الوقت الراهن إلا من خلال تشريح الجثة بعد الوفاة. ولكن في حال الأشخاص الذين تظهر لديهم الأعراض، قد يقترح الطبيب تشخيص الإصابة بهذا الاعتلال الدماغي الحوفي من خلال ما يلي:
- التاريخ السريري
- نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام فلوروديوكسي غلوكوز
- استبعاد الأسباب الأخرى
قد يكشف الطبيب عن وجود تغيّرات في الدماغ قد تكون ناجمة عن هذا الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المرتبط بالعمر، ومنها مؤشرات حدوث انكماش (ضمور) في الدماغ وترقق أجزاء به مسؤولة عن تكوين الذاكرة. يمكن رؤية هذه التغيّرات من خلال الفحص باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي وعمليات تشريح الجثث. يبدو أن ترقق أجزاء بالدماغ من أقوى المؤشرات على مدى خطورة المرض مقارنةً بالضمور.
ربما يكون تراكم البروتين المرتبط بالحمض النووي 43 للاستجابة التفاعلية مؤشرًا آخر على الإصابة بهذا الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المصاحب لتقدم العمر. ويساعد هذا البروتين الطبيعي في نمو الأعصاب. يحدث تراكم هذا البروتين عادةً في جزء الدماغ الذي يدعم الذاكرة والعاطفة والسلوك والحالة المزاجية (الجهاز الحوفي). ولا يوجد حتى الآن اختبار بسيط لمعرفة ما إذا كان لدى الشخص نسبة مفرطة من البروتين المرتبط بالحمض النووي 43 أم لا، لأنه لن يُكتَشف ذلك إلا من خلال تشريح الجثة.
ومن المؤشرات الأخرى التي قد تدل على الإصابة بهذا الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المرتبط بالعمر تصلّب جدران الشرايين وزيادة سُمكها (التصلب الشُرَيني)، الذي يشيع حدوثه بين المصابين بهذا الاعتلال الدماغي.
قد يوصي الطبيب بإجراء فحص الحالة العقلية للمريض لمعرفة مدى خطورة ضعف الإدراك لديه إذا اشتبه في احتمال إصابته بالاعتلال الدماغي الحوفي السائد المرتبط بالعمر.
يعمل الباحثون على إيجاد طريقة أبسط لتشخيص الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المرتبط بالعمر، وأنواع الخَرَف الأخرى، لاكتشاف هذه الأمراض بسرعة. كما يعكف الباحثون على استحداث فحص بسيط للدم للكشف عن الخَرَف، وكذلك الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المرتبط بالعمر، ولكن ما يزال هذا الأمر قيد الدراسة.
طرق العلاج الحالية
لا يوجد علاج نهائي للاعتلال الدماغي الحوفي السائد المصاحب لتقدم العمر الناتج عن بروتين TDP-43 حتى الآن.
للمساعدة في تحسين الصحة العامة والسيطرة على أعراض الخرف، قدمت منظمة الصحة العالمية توصيات تضمنت ما يلي:
- زيادة النشاط البدني
- اتباع نظام غذائي صحي
- تقليل المشروبات الكحولية أو التوقف عنها
- تجنُّب التدخين
- علاج الحالات المَرضية المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والاكتئاب والسمنة والسكري
تقترح منظمة الصحة العالمية أيضًا تيسير الحصول على الرعاية الصحية وتوفير اختصاصيين اجتماعيين لمساعدة المصابين بالخرف ومقدمي الرعاية لهم.
تُجرى المزيد من الدراسات في الوقت الراهن للتوصل إلى أفضل طرق لتشخيص الاعتلال الدماغي الحوفي السائد المصاحب لتقدم العمر الناتج عن بروتين TDP-43 وعلاجه.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use