الحمل والسمنة: تعرفي على المخاصر

قد يكون لارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) أثناء الحمل تأثير كبير على صحتكِ وصحة طفلكِ. تعرفي على المضاعفات المحتملة والتوصيات الخاصة بزيادة الوزن وما يمكنك فعله لتعزيز الحمل الصحي.

متى يصبح الوزن الزائد سمنة؟

يُعد الشخص مصابًا بالسُمنة عندما يبلغ مؤشر كتلة الجسم ‏لديه 30 أو أعلى من ذلك. لحساب مؤشر كتلة الجسم، اقسم وزنك بالأرطال على طولك بالبوصة المربعة ثم اضرب الناتج في 703. أو اقسم وزنك بالكيلوغرام على طولك بالمتر المربع.

هل يؤثر ارتفاع مؤشر كتلة الجسم في قدرتي على الحمل؟

يمكن أن يسبب ارتفاع مؤشر كتلة الجسم ضررًا لخصوبة المرأة من خلال تثبيط عملية التبويض المنتظمة. حتى لدى النساء ذوات الإباضة المنتظمة، فكلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم، طالت المدة اللازمة لحدوث الحمل. تشير بعض الأبحاث أيضًا بأنه كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم، زادت احتمالات فشل عملية الإخصاب المخبري.

كيف يمكن أن يؤثر مؤشر كتلة الجسم (BMI) العالي في حملي؟

يؤدي ارتفاع مؤشر كتلة الجسم أثناء الحمل إلى زيادة احتمالية التعرض لمضاعفات الحمل المختلفة، ومنها:

• الإجهاض التلقائي وولادة جنين ميت والإجهاض التلقائي المتكرر
• السكري الحملي
• تشمل مضاعفات الحمل ارتفاع ضغط الدم وظهور مؤشرات على تضرر أحد أجهزة الجسم أو أعضائه الأخرى، غالبًا ما يكون الكبد والكليتين (مقدمات الارتعاج)
• مشكلات في القلب
• انقطاع النفس النومي
• الحاجة إلى الولادة القيصرية واحتمالية الإصابة بمضاعفاتها، مثل عدوى الجروح

كيف يمكن للسمنة أن تؤثر على طفلي؟

يرتبط ارتفاع مؤشر كتلة الجسم أثناء الحمل بزيادة احتمالية تعرض الطفل لمشكلات صحية مختلفة، منها:

• الاضطرابات الخلقية
• زيادة حجم المولود عن المتوسط عند ولادته (عملقة الجنين)
• مشكلات النمو
• ربو الأطفال
• سمنة الأطفال
• مشكلات إدراكية وتأخر في النمو

لكن ثمة عوامل أخرى قد تؤدي دورًا في ظهور هذه النتائج.

كم من الوزن ينبغي أن أزيد خلال فترة الحمل؟

من المهم مراجعة وزنكِ ومؤشر كتلة جسمك قبل الحمل عند تحديد مقدار الوزن الذي تحتاجين إلى اكتسابه أثناء الحمل. لذلك تعاوني مع طبيبك لمعرفة الأفضل في حالتك، وللتحكم في وزنكِ خلال فترة الحمل.

ابدئي بوضع هذه الإرشادات في اعتبارك بشأن اكتساب الوزن أثناء الحمل والسمنة:

• الحمل بجنين واحد. إذا كان مؤشر كتلة جسمك 30 أو أكثر وتحملين جنينًا واحدًا، فالزيادة في الوزن الموصى بها تتراوح بين 5 إلى 9 كغم (من 11 إلى 20 رطلاً تقريبًا).
• حمل التوائم. إذا كان مؤشر كتلة جسمك 30 أو أكثر وتحملين توأمًا أو أكثر، فالزيادة في الوزن الموصى بها تتراوح بين 11 إلى 19 كغم (من 25 إلى 42 رطلاً تقريبًا).

وربما يحثكِ طبيبك على التركيز على تجنب الزيادة المفرطة في الوزن أثناء الحمل بدلاً من توصيتك باكتساب قدر محدد من الوزن.

هل أحتاج إلى رعاية خاصة أثناء الحمل؟

إذا كان مؤشر كتلة الجسم 30 أو أعلى، فسيتابع الطبيب حالة الحمل عن كثب. وقد يُوصي طبيبك بما يلي:

• الخضوع المبكر لفحوص السكري الحملي. غالبًا ما تخضع السيدات المعرضات بدرجة متوسطة لخطر الإصابة بالسكري الحملي لفحص للكشف عن المرض يُسمى اختبار تحدي الغلوكوز في الفترة بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل. إذا كان مؤشر كتلة الجسم 30 أو أعلى، فربما ينصحك طبيبك بالخضوع لفحص للكشف عن المرض في أول زيارة لك خلال الحمل. وإذا أظهرت نتائج فحوصك أن مستويات الغلوكوز لديك في النطاق الطبيعي، فمن المرجح أن تكرري الفحص بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل. أما إذا أظهرت النتائج ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم، فسيكون عليك إجراء مزيد من الفحوص. ويمكن أن يرشدك طبيبك إلى كيفية متابعة مستوى السكر في الدم والسيطرة عليه.
• تغيرات في تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية. عادةً ما يجرى تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية في الفترة بين الأسبوعين 18 و20 من الحمل، وذلك لتقييم نمو الطفل من الناحية التشريحية. لكن الموجات فوق الصوتية لا تخترق الأنسجة الدهنية في البطن بسهولة. وقد يعوق هذا فعالية تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية. فتحدثي مع الطبيب عن أفضل طريقة للتصوير الدقيق بالموجات فوق الصوتية.
• فحص احتمالية الإصابة بانقطاع النفس النومي. انقطاع النفس النومي أحد اضطرابات النوم محتملة الخطورة، ويتسبب في توقف التنفس وعودته بشكل متكرر أثناء النوم. وتُصبح النساء اللاتي يعانين انقطاع النفس الانسدادي النومي خلال الحمل أكثر عُرضة للإصابة بمقدمات الارتعاج وغيره من المضاعفات. ستخضعين على الأرجح للفحص في أولى زيارات متابعة الحمل. وفي حالة اشتباه الطبيب في الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي، فقد يحيلك إلى أحد اختصاصيي طب النوم لتقييم الحالة ووصف العلاج الممكن لها.

ما الخطوات التي يمكنني اتخاذها لتعزيز الحمل الصحي؟

يمكنكِ الحد من تأثير ارتفاع مؤشر كتلة الجسم والمساعدة على صحتكِ وصحة طفلكِ. على سبيل المثال:

• حددي موعدًا طبيًا لزيارة مزود الرعاية الصحية قبل الحمل. إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديكِ 30 أو أعلى وتفكرين في الإنجاب، فناقشي المسألة مع الطبيب. فقد يوصيكِ الطبيب بأخذ فيتامينات ما قبل الحمل يوميًا ويحيلك إلى أطباء آخرين -مثل اختصاصي النظم الغذائية المسجل- الذي يمكنه مساعدتك على الوصول إلى وزن صحي قبل الحمل.
• اطلبي رعاية سابقة للولادة. يمكن لزيارات ما قبل الولادة مساعدة الطبيب في متابعة صحتكِ وصحة طفلك. ويجب أن تخبري الطبيب بأي حالة مرضية لديك، مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو انقطاع النفس أثناء النوم، وناقشي معه ما يمكنكِ فعله للسيطرة على هذه الحالات.
• اتبعي نظامًا غذائيًا صحيًا. ينبغي أن تتعاوني مع مزود الرعاية الصحية أو اختصاصي نُظم غذائية مسجَّل للحفاظ على نظام غذائي صحي وتجنب الزيادة المفرطة في الوزن. وضعي في اعتبارك أنه خلال فترة الحمل، ستحتاجين إلى المزيد من حمض الفوليك والبروتين والكالسيوم والحديد وغيرها من العناصر المغذية الأساسية.
• مارسي الأنشطة البدنية. استشيري مزود الرعاية الصحية بشأن الطرق الآمنة للبقاء نشيطة بدنيًا خلال فترة الحمل، مثل المشي أو السباحة أو التمارين الرياضية منخفضة التأثير.
• تجنبي المواد الخطرة. إذا كنتِ من المدخنين، فاطلبي من مزود الرعاية الصحية أن يساعدكِ على الإقلاع. يحظر تناول الكحوليات أو الأدوية غير المشروعة أيضًا. وعليكِ الحصول على موافقة مزود الرعاية الصحية قبل البدء أو التوقف عن تناول أي أدوية أو مكملات غذائية.

يمكن أن يؤدي مؤشر كتلة الجسم (BMI) عند 30 أو أعلى أثناء الحمل إلى الزيادة من خطر حدوث مضاعفات لكِ ولطفلكِ. ولذا فإن التعاون مع مزود الرعاية الصحية قد يساعدكِ على إدارة المخاطر وتعزيز فرص الحصول على حمل صحي خالٍ من المشاكل.