السرطان الأمبولي
اعرف المزيد عن أسباب سرطان أمبولة فاتر وطرق تشخيصه وعلاجه.
نظرة عامة
يبدأ السرطان الأمبولي بنمو الخلايا في أمبولة فاتر. توجد أمبولة فاتر في نقطة التقاء تلتقي القناة الصفراوية بقناة البنكرياس، وتُفرِّغ محتوياتها في الأمعاء الدقيقة. والسرطان الأمبولي من الأمراض النادرة.
يتكوَّن السرطان الأمبولي بالقرب من مناطق كثيرة أخرى في الجهاز الهضمي. ويشمل ذلك الكبد والبنكرياس الأمعاء الدقيقة. وقد يؤثر السرطان الأمبولي عند نموه على هذه الأعضاء الأخرى.
ينطوي علاج السرطان الأمبولي غالبًا على تدخل جراحي لاستئصال السرطان. وقد يتضمن العلاج أيضًا العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية.
الأعراض
قد تشمل مؤشرات السرطان الأمبولي وأعراضه ما يلي:
- اصفرار الجلد وبياض العينين، وهو ما يُعرف باليرقان
- الإسهال
- البراز الفاتح
- ألم البطن
- الحمى
- دم في البراز
- الغثيان
- القيء
- فقدان الوزن
متى تزور الطبيب
احجز موعدًا لزيارة الطبيب أو غيره من اختصاصيي الرعاية الصحية إذا ظهرت عليك أي أعراض تُثير قلقك.
الأسباب
لا يُعرف تحديدًا سبب السرطان الأمبولي.
يبدأ السرطان الأمبولي عندما تطرأ تغيرات على الحمض النووي للخلايا الموجودة في أمبولة فاتر. والحمض النووي للخلية يحتوي على التعليمات التي توجّه الخلية لأداء الوظائف المطلوبة. وفي الخلايا السليمة، يُصدر الحمض النووي تعليمات للخلايا لتنمو وتتكاثر بمعدل معين. وتُوجّه الأوامر الخلايا للموت في وقت معين. وفي الخلايا السرطانية، تُسبب التغيّرات الطارئة على الحمض النووي إصدار تعليمات مختلفة، فتُكلّف الخلايا السرطانية بالتكاثر بسرعة. وقد تبقى الخلايا السرطانية حيّة في حين تموت الخلايا السليمة. مما يؤدي إلى وجود عدد كبير جدًا من الخلايا.
قد تُشكّل الخلايا السرطانية كتلة، تسمى ورمًا. ومن الممكن أن ينمو الورم ويغزو أنسجة الجسم السليمة ويُدمِّرها. وبمرور الوقت، يُمكن أن تَنفصل الخلايا السرطانية وتنتشر في أجزاء أخرى من الجسم. وعندما ينتشر السرطان، يُطلق عليه اسم السرطان النقيلي.
عوامل الخطورة
تشمل العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان الأمبولي:
- التقدم في العمر. تشيع الإصابة بالسرطان الأمبولي لدى البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 70 عامًا أكثر من غيرهم.
- تغيُّرات الحمض النووي المتوارثة في العائلات. يمكن لبعض تغيُّرات الحمض النووي التي تنتقل من الوالدين إلى أبنائهم أن تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان الأمبولي وغيره من أنواع السرطان. ومن الأمثلة على ذلك تغيُّرات الحمض النووي المرتبطة بمتلازمة لينش وداء السلائل الورمي الغدي العائلي ومتلازمة بويتز جيغرز.
لا توجد أي وسيلة للوقاية من السرطان النقيلي.
التشخيص
تشمل الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتشخيص السرطان الأمبولي ما يلي:
تمرير منظار مرن ورفيع عبر الحلق، ما يُطلَق عليه التنظير الداخلي
التنظير الداخلي هو إجراء طبي لفحص الجهاز الهضمي. ويُستخدَم فيه أنبوب طويل ورفيع مزود بكاميرا صغيرة، ويُطلَق عليه المنظار الداخلي. يمر المنظار الداخلي عبر الحلق ثم إلى المعدة والأمعاء الدقيقة. ويتيح لفريق الرعاية الصحية رؤية أمبولة فاتر.
يمكن تمرير أدوات خاصة عبر المنظار الداخلي لسحب عينات من الأنسجة من أجل فحصها.
يمكن أيضًا استخدام التنظير الداخلي لالتقاط الصور. فعلى سبيل المثال، قد يساعد التنظير الداخلي بالموجات فوق الصوتية على التقاط الصور للسرطان الأمبولي.
في بعض الأحيان، تُحقن صبغة في القناة الصفراوية باستخدام التنظير الداخلي. ويُطلَق على هذا الإجراء الطبي تصوير الأقنية الصفراوية والبنكرياس بالتنظير الداخلي بالطريق الراجع. تظهر الصبغة في الأشعة السينية. ويمكنها أن تساعد في إظهار الانسدادات في القناة الصفراوية أو قناة البنكرياس.
الفحوص التصويرية
تلتقط الفحوص التصويرية صورًا للجسم. ويمكن لهذه الصور توضيح موضع السرطان الأمبولي وحجمه. يمكن أن تساعد الفحوص التصويرية فريق الرعاية الصحية على فهم المزيد عن السرطان وتحديد ما إذا كان قد انتشر خارج أمبولة فاتر أم لا.
وقد تشمل الفحوص التصويرية:
- التنظير الداخلي بالموجات فوق الصوتية.
- تصوير الأقنية الصفراوية والبنكرياس بالتنظير الداخلي بالطريق الراجع.
- تصوير الأقنية الصفراوية والبنكرياس المغناطيسي.
- التصوير المقطعي المحوسب.
سحب عينة من الأنسجة لاختبارها (الخزعة)
الخزعة إجراء طبي لأخذ عينة من الأنسجة لفحصها في المختبر. وتخضع العينة للفحص في المختبر لمعرفة ما إذا كانت سرطانية أم لا. وتوجد اختبارات خاصة أخرى يمكن أن تعطي تفاصيل أكثر عن الخلايا السرطانية. وتستخدم فرق الرعاية الصحية هذه المعلومات لوضع خطة العلاج.
المعالجة
يبدأ علاج السرطان الأمبولي غالبًا بالتدخل الجراحي لاستئصال السرطان. وتشمل العلاجات الأخرى العلاجين الكيميائي والإشعاعي. ويمكن اللجوء إلى هذين العلاجين الآخرين قبل الجراحة أو بعدها. ويعتمد العلاج الأمثل للسرطان الأمبولي على عدة عوامل تشمل حجم السرطان والحالة الصحية العامة والتفضيلات.
الجراحة
قد تشمل خيارات الجراحة ما يلي:
- جراحة لإزالة السرطان والأنسجة المجاورة. يتضمن إجراء ويبل، المعروف أيضًا باسم استئصال البنكرياس والإثناعشري، إزالة السرطان عن طريق إزالة رأس البنكرياس. يزيل الجرّاح أيضًا جزءًا من الأمعاء الدقيقة والمرارة وجزءًا من القناة الصفراوية. يمكن تنفيذ إجراء ويبل باستخدام شق كبير في البطن. ويمكن أيضًا تنفيذه باستخدام عدة شقوق صغيرة.
- جراحة للسرطانات الصغيرة جدًا. في حالة السرطانات الأمبولية الصغيرة جدًا والأورام السابقة للتسرطن، قد يكون من الممكن إزالة السرطان باستخدام أدوات تمر عبر منظار داخلي. ويُطلق على ذلك اسم الجراحة بالتنظير الداخلي.
- جراحة لتركيب الدعامة. أحيانًا يكون الهدف من الجراحة هو أن تشعر بقدر أكبر من الراحة. إذا كنت مصابًا باليرقان، فيمكن استخدام الجراحة لوضع أنبوب شبكي سلكي صغير، يسمى الدعامة، في القنوات الصفراوية. ويساعد هذا الأنبوب على تصريف السائل الذي يسبب اصفرار الجلد والعينين.
الخيارات العلاجية الأخرى
قد تُستخدم علاجات أخرى، مثل:
-
الجمع بين العلاجين الكيميائي والإشعاعي. يعالج العلاج الكيميائي السرطان بأدوية قوية. أما العلاج الإشعاعي فيعالجه بحزم طاقة قوية، ويمكن أن تتولد هذه الطاقة من الأشعة السينية أو البروتونات أو غير ذلك من المصادر. ويمكن لهذين العلاجين إذا استُخدما معًا أن يكونا أكثر فاعلية للتخلص من السرطانات الأمبولية.
يمكن الجمع بين العلاجين الكيميائي والإشعاعي قبل الجراحة لزيادة احتمالات إزالة السرطان بالكامل أثناء العملية الجراحية. يمكن أيضًا اللجوء إلى ذلك العلاج المجمع بعد الجراحة للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية.
- العلاج الكيميائي وحده. تُستخدم المعالجة الكيميائية في أغلب الأحيان بعد الجراحة لقتل أي خلية سرطانية قد تبقى. ويمكن استخدام العلاج الكيميائي وحده لإبطاء نمو السرطان لدى المصابين بالسرطان الأمبولي المتأخر.
- العلاج الاستهدافي. يستخدم العلاج الاستهدافي أدوية تهاجم مواد كيميائية محددة في الخلايا السرطانية. ويمكن أن تقضي العلاجات الاستهدافية على الخلايا السرطانية عن طريق حجب هذه المواد الكيميائية. كذلك يُستخدم العلاج الاستهدافي مع السرطان الأمبولي الذي ينتقل إلى مواضع أخرى من الجسم أو ينتكس بعد علاجه. ولكن لا يُلجا إليه إلا في حالات محددة.
- العلاج المناعي. العلاج المناعي نوع من العلاج يُستخدم فيه دواء يساعد الجهاز المناعي في القضاء على الخلايا السرطانية. يتصدى الجهاز المناعي للأمراض عن طريق مهاجمة الجراثيم وغيرها من الخلايا التي لا ينبغي أن تكون موجودة في الجسم. تستطيع الخلايا السرطانية البقاء على قيد الحياة بالاختباء من الجهاز المناعي. ويساعد العلاج المناعي خلايا الجهاز المناعي في العثور على الخلايا السرطانية والقضاء عليها. وبذلك قد يكون أحد الوسائل المتاحة لعلاج السرطان الأمبولي الذي ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم أو ينتكس بعد علاجه، ولكن لا يُلجا إليه إلا في حالات معينة.
الرعاية التلطيفية
الرعاية التلطيفية نوع خاص من الرعاية الصحية التي تساعدك على تحسُّن حالتك عند الإصابة بمرض خطير. فإذا كنت مصابًا بالسرطان، فيمكن أن تساعد الرعاية التلطيفية على تخفيف الألم والأعراض الأخرى. يقدم الرعاية التلطيفية فريق مكون من الأطباء وطاقم التمريض وغيرهم من الاختصاصيين المدربين تدريبًا خاصًا. ويهدف فريق الرعاية هذا إلى تحسين جودة حياة المريض وأسرته.
يتعاون اختصاصيو الرعاية التلطيفية مع المريض وأسرته وسائر أعضاء فريق الرعاية المختص لتقديم مستوى إضافي من الدعم أثناء معالجة السرطان. يمكن اللجوء للرعاية التلطيفية في الوقت نفسه الذي تُجرى فيه علاجات السرطان القوية مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
ويمكن للرعاية التلطيفية مع غيرها من العلاجات أن تساعد مرضى السرطان في الشعور بالتحسن والبقاء على قيد الحياة مدة أطول.
التأقلم والدعم
ستجد مع مرور الوقت ما يساعدك على التكيف مع مشاعر بالشك والضيق الناتجة عن تشخيص إصابتك بالسرطان. وحتى ذلك الحين، قد يكون من المفيد أن تتبع النصائح التالية:
- اعرف المزيد عن السرطان الأمبولي لاتخاذ القرارات بشأن الرعاية التي ستتلقاها. استشر فريق الرعاية الصحية عن حالة السرطان لديك، بما في ذلك نتائج الاختبارات وخيارات العلاج، ويمكنك أيضًا أن تسأل عن مآل المرض. فكلما زاد ما تعرفه عن السرطان الأمبولي، يمكنك اكتساب مزيد من الثقة في اتخاذ قراراتك العلاجية.
- أبقِ أصدقاءك وعائلتك قريبين. قد يساعدك الحافظ على قوة علاقاتك بالمقربين منك على التعامل مع السرطان الأمبولي، إذ يمكن لأصدقائك وعائلتك تقديم الدعم العملي الذي ستحتاج إليه، مثل المساعدة في العناية بمنزلك إذا كنت في المستشفى. ويمكنهم كذلك تقديم الدعم العاطفي في حال شعورك بالارتباك الشديد بسبب السرطان.
-
اعثر على من يمكنك الحديث معه. ابحث عن شخص يكون على استعداد للاستماع إليك وأنت تتحدَّث عن آمالك ومخاوفك. قد يكون هذا الشخص صديقًا أو أحد أفراد الأسرة. وقد تفيدك أيضًا أن تلقى عناية وتفهُّمًا من أحد الاستشاريين أو الاختصاصيين الاجتماعيين الطبيين أو رجال الدين أو مجموعات دعم مرضى السرطان.
اسأل فريق الرعاية الصحية عن مجموعات الدعم الموجودة في منطقتك. ومن المصادر الأخرى للمعلومات المعهد الوطني للسرطان والجمعية الأمريكية للسرطان.
التحضير للموعد
إذا كنت تشعر بالقلق بشأن أي أعراض لديك، فاحجز موعدًا طبيًا مع طبيب أو أي اختصاصي رعاية صحية آخر.
إذا اشتبه الطبيب في إصابتك بالسرطان الأمبولي، فقد يحيلك إلى أحد الاختصاصيين. قد يكون هذا الآخر متخصصًا في علاج أمراض الجهاز الهضمي وحالاته المرَضية، وهو يُعرف باسم طبيب الجهاز الهضمي. إذا تأكدت إصابتك بالسرطان، فقد تحال إلى اختصاصي في علاج السرطان. ويُعرف باسم اختصاصي الأورام.
نظرًا لقصر مدة المواعيد الطبية، فمن المستحسن أن تستعد جيدًا. وإليك بعض المعلومات التي ستساعدك على الاستعداد له.
ما يمكنك فعله
- اطلع على أي قيود قبل الموعد الطبي. عند تحديد الموعد الطبي، احرص على الاستفسار عما إذا كانت هناك أي تدابير يجب اتخاذها مقدَّمًا، مثل اتباع نظام غذائي مقيد.
- دوِّن الأعراض تشعر بها، بما في ذلك الأعراض التي قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي حدَّدت الموعد الطبي من أجله.
- اكتب المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك الضغوط الرئيسية أو التغيرات الحياتية التي حدثت مؤخرًا.
- اكتب قائمة بجميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تستخدمها وجرعاتها.
- اصطحب معك أحد الأقارب أو الأصدقاء. في بعض الأحيان يكون من الصعب تَذَكُّر كل المعلومات المقدَّمة لكَ خلال موعد زيارتكَ الطبي. وقد يتذكر الشخص الذي يرافقك شيئًا قد فاتك أو نسيته.
- دوِّن الأسئلة التي ترغب في طرحها على فريق الرعاية الصحية.
سيكون وقتك مع فريق الرعاية الصحية محدودًا؛ لذلك سيساعدك إعداد قائمة بالأسئلة على الاستفادة القصوى من وقتكما معًا. أعد قائمة بالأسئلة من الأكثر إلى الأقل أهمية تحسبًا لنفاد الوقت. من الأسئلة الأساسية التي يمكنك طرحها بخصوص السرطان الأمبولي:
- ما السبب المرجح لظهور الأعراض؟
- بخلاف السبب المرجَّح، ما الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض؟
- ما الاختبارات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- ما أفضل إجراء يمكن اتِّخاذه؟
- ما البدائل للطريقة العلاجية الأولية التي تقترحها؟
- لديَّ حالاتٌ صحيَّةٌ أخرى، كيف يمكنني إدارة هذه الحالات معًا؟
- هل هناك قيود ينبغي عليَّ الالتزام بها؟
- هل يجب أن أراجع اختصاصيًا؟
- هل هناك أي كتيبات أو مطبوعات أخرى يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي توصي بزيارتها؟
لا تتردد في طرح أسئلة أخرى.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
كن مستعدًا للإجابة عن أسئلة مثل:
- متى بدأت الأعراض في الظهور لديك؟
- هل الأعراض مستمرة أم متقطعة؟
- ما درجة شدة الأعراض لديك؟
- ما الذي يُحسّن أعراضك، إن وُجد؟
- ما السبب المحتمل لتفاقم الأعراض، إن وُجد؟
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use