التهاب الجلد التأتبي (إكزيما)
تعرَّف على أسباب وأعراض وعلاجات هذا الطفح الجلدي المثير للحكة الذي يبدأ غالبًا قبل سن الخامسة ويستمر ويمر بفترات اختفاء وانتكاس.
نظرة عامة
التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما) هو مرض يجعل الجلد جافًا ومثيرًا للحكة وملتهبًا. وهو أكثر شيوعًا لدى الأطفال الصغار، ولكن يمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية. حيث يستمر التهاب الجلد التأتبي لفترة طويلة (مزمن) ويمكن أن تزداد شدته في بعض الأحيان. وقد يكون مسببًا للتهيج ولكنه ليس معديًا.
ويتعرض الأشخاص المصابون بالتهاب الجلد التأتبي لخطر الإصابة بحساسية الطعام وحمى القش والربو.
ويمكن للمواظبة على الترطيب واتباع عادات أخرى للعناية بالبشرة أن يخفف الحكة ويقي من التفشي لمناطق جديدة (نوبات تهيج). قد يتضمن العلاج أيضًا مراهم علاجية أو كريمات.
الأعراض
يمكن أن تظهر أعراض التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما) في أي مكان في الجسم وتختلف بشكل كبير من شخص لآخر. وقد تشمل:
- جفاف الجلد وتشققه
- الحكة
- طفح على الجلد المتورم يختلف لونه وفقًا للون بشرتك
- نتوءات صغيرة بارزة على البشرة البنية أو السوداء
- النز والتقشير
- زيادة سُمك الجلد
- تصبغ الجلد بلون داكن في المنطقة المحيطة بالعينين
- تقرُّح الجلد وحساسيته للحكّ
غالبًا ما يبدأ التهاب الجلد التأتبي قبل عمر 5 سنوات وقد يستمر حتى مرحلة المراهقة والبلوغ. وفي بعض الحالات قد يتفاقم الالتهاب ويزول لفترة من الوقت يمكن أن تمتد لعدة سنوات.
متى تجب زيارة الطبيب
تحدث مع الطبيب إذا ظهرت عليك أو على طفلك الأعراض التالية:
- أعراض التهاب الجلد التأتبي
- تأثير المرض في النوم وممارسة الأنشطة اليومية، ما يسبب عدم الراحة بشكل كبير
- الإصابة بالتهاب بالجلد، افحص الجلد لاكتشاف وجود أي خطوط أو صديد أو قشور صفراء
- ظهور أعراض حتى بعد اتخاذ خطوات الرعاية الذاتية
اطلب الرعاية الطبية العاجلة إذا أُصبت أنت أو طفلك بحمّى أو إذا كان الطفح الجلدي يبدو مصابًا بعدوى.
الأسباب
يرتبط التهاب الجلد التأتبي عند بعض الأشخاص بتغير جيني يؤثر في قدرة الجلد على توفير الحماية. وبسبب ضعف وظيفة الحاجز، يكون الجلد أقل قدرة على الاحتفاظ بالرطوبة والحماية من البكتيريا والمهيجات والمواد المسببة للحساسية والعوامل البيئية مثل تدخين التبغ.
بينما يحدث التهاب الجلد التأتبي عند آخرين بسبب وجود الكثير من بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية على الجلد. وتحل هذه البكتيريا محل البكتيريا المفيدة وتُخل بوظائف حاجز الجلد.
قد يؤدي ضعف وظيفة حاجز الجلد أيضًا إلى تحفيز استجابة الجهاز المناعي التي تسبب التهاب الجلد والأعراض الأخرى.
التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما) واحد من عدة أنواع من التهاب الجلد. وتشمل الأنواع الشائعة الأخرى التهاب الجلد التماسي والتهاب الجلد المَثّي (قشرة الرأس). وجدير بالذكر أن التهاب الجلد غير ناقل للعدوى.
عوامل الخطورة
عامل الخطر الرئيسي للإصابة بالتهاب الجلد التأتبي هو الإصابة في الماضي بالإكزيما، أو الحساسية، أو حُمَّى القَشِّ، أو الربو. ويَزيد وجود أفراد في العائلة مصابون بهذه الحالات المرضية من خطورة إصابتك.
المضاعفات
قد تشمل مضاعفات التهاب الجلد التأتُّبي (الإكزيما) ما يلي:
- الربو وحمى القش. يُصاب كثير من الأشخاص الذين يعانون من التهاب الجلد التأتُّبي بالربو وحمى القش. ويمكن أن تظهر أعراض هذه الحالة قبل الإصابة بالتهاب الجلد التأتُّبي أو بعدها.
- الحساسية الغذائية. غالبًا ما يُصاب الأشخاص الذين لديهم التهاب الجلد التأتبي بحساسية غذائية. وأحد الأعراض الأساسية لهذه الحالة المَرضية هو ظهور الطفح الجلدي (الشَرَي).
- ظهور قشرة جلدية مثيرة للحكة بشكل مزمن. حالة مَرضية جلدية تُعرَف باسم الالتهاب الجلدي العصبي (أو الحزاز البسيط المزمن) تبدأ أعراضها ببقعة مثيرة للحكة على الجلد. وعند حك المنطقة المصابة، يشعر المريض براحة مؤقتة لأن الهرش يزيد في الواقع من الشعور بالحكة لأنه ينشط الألياف العصبية في الجلد. ومع مرور الوقت، قد تتحول الحكة إلى عادة. كما يمكن أن تتسبب هذه الحالة في تغيير لون الجلد وزيادة سماكته وتصلُّبه.
- ظهور بُقَع في الجلد أفتح أو أغمق لونًا من المنطقة المحيطة بها. تُعرَف هذه المضاعفات بعد شفاء الطفح الجلدي باسم فرط التصبغ أو نقص التصبغ ما بعد الإصابة بالالتهاب. ويكثُر شيوع هذه المضاعفات بين الأشخاص ذوي البشرة البنية أو السوداء. وقد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى يسترجع الجلد لونه الأصلي.
- عدوى الجلد. يمكن أن يؤدي الحك المتكرر الذي يخدش البشرة إلى ظهور تقرُّحات مفتوحة وتشققات في الجلد. وتزيد هذه التقرُّحات والتشققات من خطر الإصابة بالعدوى بسبب البكتيريا والفيروسات. وقد تنتشر هذه العدوى الجلدية في الجسم وربما تهدد حياة المريض.
- التهاب الجلد المهيِّج في اليد. يصيب هذا الالتهاب بشكل خاص الأشخاص الذين غالبًا ما تكون أيديهم مبللة ومعرضة للصابون والمنظفات والمطهرات المهيَّجة للجلد في العمل.
- التهاب الجلد التماسي التحسُّسي. تشيع هذه الحالة غالبًا بين الأشخاص المصابين بالتهاب الجلد التأتُّبي. ويُذكر أن التهاب الجلد التماسي التحسُّسي هو طفح جلدي مثير للحكة ينجم عن لمس المواد التي لديك حساسية منها. ويختلف لون الطفح الجلدي باختلاف لون الجلد.
- مشكلات النوم. يمكن للشعور بالحكة الناجم عن التهاب الجلد التأتُّبي أن يمنعك من النوم.
- الأمراض العقلية. يرتبط التهاب الجلد التأتُّبي بالإصابة بالاكتئاب والقلق. وقد يُعزى ذلك إلى الحكة المستمرة ومشكلات النوم الشائعة بين الأشخاص المصابين بالتهاب الجلد التأتُّبي.
الوقاية
قد يساعد وضع روتين أساسي للعناية بالبشرة على الوقاية من نوبات تهيج الإكزيما. قد تساعد النصائح التالية على تقليل الجفاف الناتج عن الاستحمام:
-
ترطيب البشرة مرتين يوميًا على الأقل. تحافظ الكريمات والمراهم وزبدة الشيا ومستحضرات الترطيب على رطوبة البشرة. اختر منتجًا أو منتجات تناسبك جيدًا. والمنتج الأنسب لحالتك في الأوضاع المثالية هو المنتج الذي يكون آمنًا وفعالاً وغير معطّر ومتوفرًا بأسعار معقولة.
وقد يساعد وضع هُلام النفط على بشرة الطفل في وقايته من الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي.
- الحرص على الاغتسال أو الاستحمام يوميًا. استخدم الماء الدافئ بدلاً من الماء الساخن واجعل وقت الاستحمام أو الاغتسال لا يتجاوز 10 دقائق تقريبًا.
- استخدام منظف خفيف لا يحتوي على الصابون. اختر منظفًا لا يحتوي على الصبغات والكحوليات والعطور. بالنسبة إلى الأطفال الصغار، يجب عادة ألا تستخدم سوى الماء الدافئ لتنظيف أجسامهم، ولا داعي لاستخدام الصابون أو سائل فقاعات الاستحمام إذ يمكن أن يهيج الصابون بشرة الأطفال الصغار على وجه الخصوص. وكذلك مع الأشخاص من أي فئة عمرية، يمكن أن يزيل الصابون المزيل للروائح الكريهة والصابون المضاد للبكتيريا الكثير من الزيوت الطبيعية ويجفف بشرتك. ولا تحك بشرتك بمنشفة أو لوفة.
- التربيت على البشرة حتى تجف. بعد الاستحمام، ربّت برفق على البشرة لتجفيفها باستخدام منشفة ناعمة. ضع المرطب بينما لا تزال بشرتك رطبة (في غضون ثلاث دقائق).
تختلف مهيجات التهاب الجلد التأتبي اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر. حاول معرفة المواد المهيجة التي تزيد من تفاقم الإكزيما، وتجنَّبها. وبوجه عام، تجنب أي شيء يسبب الحكة لأن حكّ الجلد يحفز التهيج في أغلب الحالات.
تشمل مهيجات التهاب الجلد التأتبي الشائعة ما يلي:
- القماش الصوفي الخشن
- جفاف الجلد
- إصابة الجلد بعدوى
- الحر والعرق
- التوتر
- منتجات التنظيف
- عثة الغبار ووبر الحيوانات الأليفة
- العفن
- حبوب اللقاح
- دخان التبغ
- الهواء البارد والجاف
- العطور
- المواد الكيميائية المهيجة الأخرى
قد تتفاقم نوبات التهيج لدى الرضع والأطفال من خلال تناول بعض الأطعمة مثل البيض وحليب البقر. تحدث إلى الطبيب المتابع لحالة طفلك بشأن تحديد المواد المسببة لحساسية الطعام المحتملة.
بمجرد أن تفهم مهيجات الإكزيما، تحدث إلى الطبيب بشأن كيفية التحكم في الأعراض والوقاية من نوبات التهيج.
التشخيص
لتشخيص الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي، من المرجح أن يتحدث إليك الطبيب عن الأعراض التي تشعر بها، ويفحص جلدك ويراجع تاريخك الطبي. وقد يجب عليك إجراء فحوصات لتحديد أنواع الحساسية لديك واستبعاد أمراض الجلد الأخرى.
إذا كنت تعتقد أن تناول طعام معين قد تسبب في إصابة طفلك بطفح جلدي، فيمكنك سؤال الطبيب عن حساسيات الطعام المحتملة.
اختبار اللطخة
قد ينصح الطبيب بإجراء اختبار لطخة الجلد. وفي هذا الاختبار، يضع الطبيب كميات قليلة من مواد مختلفة على الجلد ثم يغطيه. وأثناء الزيارات خلال الأيام القليلة التالية، يفحص الطبيب الجلد بحثًا عن مؤشرات للتفاعل. ويمكن أن يساعد اختبار اللطخة على تشخيص أنواع معينة من الحساسية التي تسبب التهاب الجلد.
المعالجة
قد يعالَج التهاب الجلد التأتبي في البداية بالترطيب المستمر وعادات العناية الشخصية الأخرى. وإذا لم تساعد تلك الخطوات، فقد يقترح الطبيب كريمات دوائية تعالج الحكة وتساعد على ترميم الجلد. وفي بعض الأحيان تُستخدم هذه الكريمات الدوائية مع العلاجات الأخرى.
وقد يكون التهاب الجلد التأتبي مستديمًا. وربما تحتاج إلى تجربة أنواع علاجات مختلفة على مدى شهور أو سنوات للسيطرة عليه. وحتى إذا كان العلاج ناجحًا فقد تظهر (تشتد) الأعراض مجددًا.
الأدوية
-
المستحضرات الطبية الموضوعة على الجلد. تتوفر عدة خيارات للسيطرة على الحكة وتحسين حالة الجلد. وهناك عدة مستحضرات بتركيزات مختلفة، مثل الكريمات والهلام والمراهم. فتحدّث مع طبيبك عن الخيارات المناسبة لك وتفضيلاتك. وأيًا كان المستحضر الذي تستخدمه، ينبغي استخدامه وفق التعليمات (غالبًا ما يوضع مرتين يوميًا) قبل ترطيب جلدك. يمكن أن يسبب الإفراط في استخدام مستحضرات الكورتيكوستيرويدات على الجلد بعض الآثار الجانبية، مثل ترقُّق الجلد.
قد تكون أيضًا الكريمات أو المراهم المحتوية على مثبط الكالسينيورين خيارًا جيدًا للمصابين الذين تتجاوز أعمارهم عامين. ومن أمثلتها التاكروليماس (Protopic) والبيميكروليماس (Elidel). ينبغي وضع هذه العلاجات طبقًا للتعليمات وقبل ترطيب الجلد. ويجب أيضًا تجنب ضوء الشمس عند استخدام هذه المستحضرات.
تشترط إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وضع تحذير داخل مربع أسود على هذه المنتجات يشير إلى احتمال الإصابة باللمفومة. ويستند هذا التحذير إلى ظهور حالات نادرة للإصابة باللمفومة بين الأشخاص الذين يستخدمون مثبطات الكالسينيورين الموضعية. لكن بعد 10 سنوات من الدراسة، لم يُتوصل إلى علاقة سببية بين تلك المستحضرات واللمفومة، ولم يزداد خطر الإصابة بالسرطان.
- أدوية مكافحة العدوى. قد يصف لك الطبيب أقراص مضادات حيوية لعلاج العدوى.
- أدوية السيطرة على الالتهاب. في حالات الإكزيما الأكثر شدة، يمكن أن يصف الطبيب أقراص للمساعدة في السيطرة على الأعراض. وقد تشمل خيارات تلك الأدوية الساكلوسبورين والميثوتريكسات والبريدنيزون والميكوفينولات والأزاثيوبرين. ورغم فعالية هذه الأقراص، فإنه لا يمكن استخدامها لمدة طويلة بسبب احتمال التعرض لآثار جانبية خطيرة.
- الخيارات الأخرى لعلاج حالات الإكزيما الشديدة. قد تكون الأدوية الحيوية القابلة للحقن (الأجسام المضادة أحادية النسيلة)، مثل دوبيلوماب (Dupixent) وترالوكينوماب (Adbry)، من الخيارات الممكنة لعلاج المصابين بحالات مَرَضية متوسطة إلى شديدة ولا يبدون استجابة جيدة للعلاجات الأخرى. وقد أثبتت الدراسات أمانها وفعاليتها في تخفيف أعراض التهاب الجلد التأتُّبي. يوصف دوبيلوماب لمن تتجاوز أعمارهم 6 سنوات، بينما يوصف ترالوكينوماب للبالغين.
العلاجات
- الضمادات المبللة. وهي طريقة فعالة ومكثفة لعلاج الإكزيما الشديدة يُستخدم فيها مرهم يحتوي على أحد الكورتيكوسترويدات ويوضع على قطعة مبللة من الشاش وطبقة أخرى جافة. يمكن استخدام هذه الطريقة أحيانًا في المستشفى مع الأشخاص الذين لديهم آفات منتشرة لأنه يحتاج إلى أكثر من فرد ويتطلب خبرة تمريضية. أو يمكنك سؤال الطبيب عن تعلم كيفية ممارسة هذه الطريقة في المنزل بأمان.
-
العلاج بالضوء. يُستخدم هذا العلاج مع الأشخاص الذين لا تتحسن حالتهم باستخدام العلاجات الموضعية أو تظهر عليهم الأعراض بسرعة مرة أخرى بعد العلاج. ويشمل أبسط شكل من أشكال العلاج بالضوء تعريض المنطقة المُصابة لكميات محددة من ضوء الشمس الطبيعي. وتُستخدم الأشكال الأخرى الأشعة فوق البنفسجية الاصطناعية A والأشعة فوق البنفسجية B ضيقة النطاق وحدها أو مع أدوية أخرى.
وبالرغم من فعالية العلاج بالضوء، فإن له آثارًا ضارة عند استخدامه على المدى الطويل، ومنها الشيخوخة المبكرة للجلد، وتغيرات لون الجلد (فرط التصبغ) وزيادة احتمال الإصابة بسرطان الجلد. ولهذه الأسباب، يقل استخدام العلاج بالضوء مع الأطفال الصغار ولا يُستخدم مع الرضع. تحدث مع طبيبك عن إيجابيات العلاج بالضوء وسلبياته.
- التوجيه المعنوي. إذا كنت تشعر بالخجل أو الإحباط بسبب حالة جلدك، فيمكن أن يفيدك التحدث مع أحد المعالجين أو الاستشاريين الآخرين.
- الاسترخاء وتعديل السلوك والارتجاع البيولوجي. يمكن أن تساعد هذه الأساليب الأشخاص الذين يحكّون جلودهم على سبيل العادة.
إكزيما الأطفال
تشمل الخيارات العلاجية لإكزيما الأطفال عند الرضّع ما يلي:
- تحديد العوامل المهيّجة للجلد وتجنبها
- تجنب درجات الحرارة المفرطة
- تحميم الطفل الرضيع لمدة قصيرة في ماء دافئ ووضع كريم أو مرهم على الجلد بينما لا يزال رطبًا
ينبغي استشارة طبيب الطفل إذا لم تنجح هذه الخطوات في تحسين حالة الطفح الجلدي أو إذا بدا عليه أنه مصاب بالعدوى. فقد يحتاج الطفل إلى دواء يُصرف بوصفة طبية للسيطرة على الطفح الجلدي أو علاج العدوى. يمكن أن يوصي الطبيب أيضًا بأخذ أحد مضادات الهيستامين الفموية للمساعدة في تخفيف الحكة والتسبب في النعاس، الأمر الذي قد يكون مفيدًا في التغلب على الشعور بالحكة والانزعاج ليلاً. تجدر الإشارة إلى أن نوع مضادات الهيستامين الذي يسبب النعاس ربما يؤثر تأثيرًا سلبيًا على أداء بعض الأطفال دراسيًا.
نمط الحياة وعلاجات منزلية
العناية بالبشرة الحساسة هي الخطوة الأولى في علاج التهاب الجلد التأتبي والوقاية من نوبات التهيج. وللمساعدة على تقليل الحكة وتهدئة الجلد الملتهب، جرب تدابير الرعاية الذاتية الآتية:
- رطب بشرتك مرتين يوميًا على الأقل. ابحث عن مستحضر أو مجموعة مستحضرات تناسبك. ويمكنك تجربة زيوت الاستحمام أو الكريمات أو مستحضرات الترطيب أو زبدة الشيا أو المراهم أو البخاخات. وبالنسبة إلى الأطفال، قد يناسبهم نظام علاج مرتين يوميًا باستخدام مرهم يُدهن قبل النوم وكريم قبل المدرسة. المراهم دهنية أكثر، لكنها الشعور بالوخز قد يكون أقل عند وضعها. ويوصى باختيار المستحضرات الخالية من الأصباغ والكحول والعطور وغيرها من المكونات التي قد تهيج الجلد. اترك المرطب مدة كافية كي يمتصه الجلد قبل ارتداء الملابس.
- ادهن كريمًا مضادًا للحكة على المنطقة المصابة. يمكن لاستخدام كريم يُصرف من دون وصفة طبية يحتوي على نسبة 1% على الأقل من مادة هيدروكورتيزون أن يخفف من الحكة مؤقتًا. ويمكن استخدامه مرتين يوميًا على الأكثر على المنطقة المصابة قبل الترطيب. وبمجرد أن يزول التفاعل التحسسي، يمكنك استخدام هذا النوع من الكريم مرات أقل لمنع نوبات التهيج.
- تناول أدوية الحساسية أو الأدوية المضادة للحكة التي تؤخذ عن طريق الفم. تشمل الخيارات أدوية الحساسية التي تُصرف من دون وصفة طبية (مضادات الهيستامين) — مثل السيتريزين (Zyrtec Allergy) وفيكسوفينادين (Allegra Allergy). قد يكون ديفينهيدرامين (Benadryl، وغيره) مفيدًا أيضًا إذا كانت الحكة شديدة. ولكنه يسبب النعاس، لذا من الأنسب تناوله قبل النوم. تجدر الإشارة إلى أن نوع مضادات الهيستامين الذي يسبب النعاس ربما يؤثر تأثيرًا سلبيًا في أداء بعض الأطفال دراسيًا.
- لا تحكّ الجلد. بدلاً من حك الجلد عند الشعور بالحكة، حاول الضغط على الجلد أو التربيت عليه. وإذا لم تستطع منع نفسك من حك المنطقة المثيرة للحكة، فغطِّها. واحرص على تقليم أظافرك باستمرار. بالنسبة إلى الأطفال، قد يكون من المفيد تقليم أظافرهم وجعلهم يرتدون الجوارب أو القفازات ليلاً.
- احرص على الاغتسال أو الاستحمام يوميًا. استخدم المياه الدافئة بدلاً من الساخنة. وعند الاستحمام، رش على الماء دقيق الشوفان الغروي، وهو دقيق الشوفان المطحون جيدًا المصنوع للاستحمام (Aveeno، وغيره). اغمر الجلد في الماء لمدة أقل من 10 دقائق، ثم جففه برفق. ضع المرطب بينما لا يزال جلدك رطبًا (خلال ثلاث دقائق).
- استخدم منظفًا لطيفًا لا يحتوي على الصابون. اختر نوعًا لا يحتوي على أصباغ أو كحول أو عطور. إذ يمكن للصابون القاسي أن يزيل الزيوت الطبيعية من جلدك. ولا تنسَ شطف المنظف بالكامل.
-
خذ حمامًا بمبيِّض الملابس. توصي الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية بالاستحمام بمبيِّض الملابس للتخفيف من التوهجات الشديدة أو المتكررة. تحدث إلى الطبيب حول ما إذا كان هذا الخيار مناسبًا لحالتك أم لا.
حيث يساعد الاستحمام بمبيِّض مخفف على تقليل البكتيريا الموجودة على الجلد والعدوى التي تسببها. أضِف نصف كوب (118 ملليلترًا) من المبيِّض المنزلي غير المركز في حوض استحمام سعة 40 غالونًا (151 لترًا) مملوء بماء ساخن. تسري هذه المقاييس على حوض بحجم قياسي أمريكي ممتلئ حتى ثقوب تصريف الدفق الزائد.
اغمر جسمك من الرقبة لأسفل أو المناطق المصابة فقط لمدة تتراوح بين 5 و10 دقائق. لا تضع رأسك تحت الماء. اشطف الماء المخلوط بالمبيِّض بماء الصنبور. خذ حمامًا باستخدام مبيِّض مرتين إلى 3 مرات في الأسبوع.
- استخدم جهازًا لترطيب الهواء. يمكن أن يسبب الهواء الداخلي الجاف والساخن جفاف البشرة الحساسة ويزيد من الحكة وتقشر البشرة. ويضيف جهاز ترطيب الهواء المنزلي المتحرك أو الملحق بالمدفأة رطوبة إلى الهواء داخل منزلك.
- ارتدِ ملابس باردة وناعمة النسيج. تجنب الملابس الخشنة أو الضيقة أو التي يمكن أن تسبب الخدش. واختر أيضًا، في الطقس الحار أو أثناء ممارسة الرياضة، ارتداء الملابس الخفيفة التي تسمح بتهوية الجلد. وعند غسل ملابسك، تجنب استخدام المنظفات ومنعمات الأقمشة القوية التي تُضاف أثناء دورة التجفيف.
- عالج التوتر والشعور بالقلق. يمكن أن يؤدي الإجهاد والاضطرابات العاطفية الأخرى إلى تفاقم التهاب الجلد التأتبي. لهذا فالانتباه للتوتر والقلق واتخاذ خطوات لتحسين صحتك النفسية يمكن أن يساعد أيضًا على تحسين حالة جلدك.
الطب البديل
جرّب الكثير من المصابين بالتهاب الجلد التأتُّبي طرق الطب البديل (التكاملي) لتخفيف أعراضهم. وتدعم بعض هذه الطرق دراسات سريرية.
- الكانابينويدات. ثبُت أن الكريمات المحتوية على الكانابينويدات تخفف الحكة وزيادة سُمك الجلد عند وضعها على الجلد. وقد أثبتت عدة دراسات استمرت لأكثر من 10 سنوات بعض الفوائد من استخدامها.
- الزيوت الطبيعية. يمكن أن تساعد الزيوت الطبيعية على تحسين حالة الجلد الجاف عند إضافتها إلى مياه الاستحمام. ومن أمثلة هذه الزيوت زيت فول الصويا والزيت المعدني. لكن ينبغي توخي الحذر عند وضع الزيوت في حوض الاستحمام، إذ إنها قد تجعله زلقًا.
- عسل المانوكا. ثبُت أن عسل المانوكا يهدئ ردود فعل الجلد عند وضعه عليه. وهو من المستحضرات المستخدمة منذ قرون كمضاد للميكروبات. ويحظر استخدامه مع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، إذ ينطوي استخدامه على خطر تعرض الأطفال للتسمم السجقي.
- العلاج بالوخز بالإبر والإرقاء الإبري. أظهرت عدة دراسات أن العلاج بالوخز بالإبر والإرقاء الإبري يمكن أن يقلل الحكة الناتجة عن التهاب الجلد التأتُّبي.
إذا كنت تفكر في اللجوء إلى العلاجات البديلة، فتحدث مع طبيبك عن إيجابياتها وسلبياتها.
التأقلم والدعم
يمكن أن يجعلك التهاب الجلد التأتُّبي تشعر بالخجل من نفسك وعدم الارتياح. وقد يكون مسببًا للتوتر أو محبطًا أو محرجًا بشكل خاص بالنسبة إلى المراهقين واليافعين، حيث يمكن أن يؤثر على نومهم، وقد يؤدي بهم إلى الاكتئاب.
وقد يرى بعضهم أنه من المفيد التحدث إلى معالج أو استشاري آخر أو أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء. أو قد يفيد البحث عن إحدى مجموعات الدعم المخصصة للمصابين بالإكزيما الذين يدركون جيدًا الظروف المصاحبة للتعايش مع مثل هذه الحالة المَرَضية.
التحضير للموعد
عادةً ما تكون الخطوة الأولى هي استشارة الطبيب. أو قد تستشير طبيبًا متخصصًا في تشخيص الأمراض الجلدية (طبيب الجلد) أو الحساسية (اختصاصي الحساسية) وعلاجها.
وإليك بعض المعلومات لمساعدتك على الاستعداد لموعدك الطبي.
ما يمكنك فعله
- أعدّ قائمة بالأعراض التي تشعر بها، ومتى بدأت، ومدة استمرارها. وقد يفيدك أيضًا سرد العوامل التي أدت إلى تحفيز أعراضك أو تفاقمها، مثل الصابون أو المنظفات، أو تدخين التبغ، أو التعرُّق، أو الاستحمام لمدة طويلة بماء ساخن.
- أعدّ قائمة بكل الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية والأعشاب التي تأخذها. والأفضل أن تصحب معك الزجاجات الأصلية وقائمة بالجرعات وتعليمات استخدام الأدوية.
- أعدّ قائمة بالأسئلة التي تريد طرحها على طبيبك. اطرح الأسئلة عندما تريد استيضاح أمر ما.
ومن الأسئلة الأساسية التي يمكنك طرحها على الطبيب بخصوص التهاب الجلد التأتُّبي ما يلي:
- ما الأسباب المحتملة للأعراض التي تظهر عليّ؟
- هل يلزم إجراء فحوص لتأكيد التشخيص؟
- ما العلاج الذي تنصحني به، إن وجد؟
- هل هذه الحالة مؤقتة أم مزمنة؟
- هل يمكنني الانتظار إلى أن تزول الأعراض من تلقاء نفسها؟
- ما بدائل النهج الذي تقترحه؟
- ما أنواع روتين العناية بالجلد الذي توصي به لتحسين الأعراض؟
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عدة أسئلة. وسيوفر استعدادك للإجابة عنها الوقت لمناقشة أي نقاط تود قضاء المزيد من الوقت في التحدث عنها. قد يطرح عليك الطبيب الأسئلة التالية:
- ما الأعراض التي تشعر بها ومتى بدأت؟
- هل هناك عوامل تُسبب ظهور الأعراض؟
- هل أنت أو أي من أفراد عائلتك مصاب بالحساسية أو الربو؟
- هل تتعرض لأي مواد مهيِّجة في عملك أو عند ممارسة هواياتك؟
- هل شعرت مؤخرًا بالاكتئاب أو تعرضت لأي توتر غير عادي؟
- هل تتعامل بشكل مباشر مع الحيوانات الأليفة أو أي حيوانات أخرى؟
- ما المنتجات التي تستخدمها على جلدك، بما في ذلك الصابون والدَهون ومستحضرات التجميل؟
- ما منتجات التنظيف المنزلية التي تستخدمها؟
- ما مدى تأثير الأعراض على جودة حياتك، بما في ذلك قدرتك على النوم؟
- ما العلاجات التي جرَّبتها حتى الآن؟ هل أفادك أي منها؟
- ما معدل استحمامك أو اغتسالك؟
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use