الرجفان الأذيني
من الممكن أن يكون خفقان القلب وتسارع نبضاته ناتجًا عن الرجفان الأذيني، وهو أحد أشكال اضطراب النظم القلبي. تعرّف على مؤشرات المرض التحذيرية ومتى يكون العلاج ضروريًا.
نظرة عامة
الرجفان الأذيني، هو اختلال في نظم القلب، ويكون غالبًا عبارة عن سرعة شديدة في ضربات القلب. يُسمى عدم انتظام نظم القلب باضطراب النظم القلبي. يمكن أن يؤدي الرجفان الأذيني إلى تكوُّن جلطات دموية في القلب. وتزيد هذه الحالة المَرضية احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب وغيرهما من المضاعفات ذات الصلة بالقلب.
أثناء الرجفان الأذيني، تنبض حجرتا القلب العلويتان -الأذينان- دون تناسق وبشكل غير منتظم. حيث تنبضان بشكل غير متزامن مع حجرتي القلب السفليتين (البُطينين). وقد يصيب الرجفان الأذيني العديد من الأشخاص دون ظهور أعراض. لكن قد يسبِّب الرجفان الأذيني سرعة ضربات القلب أو خفقانه أو ضيق النفَس أو الدوار.
قد تأتي نوبات الرجفان الأذيني وتختفي، وربما تكون مستمرة. لا يشكل الرجفان الأذيني في حد ذاته تهديدًا للحياة. ولكنه حالة طبية خطيرة تحتاج إلى علاج مناسب للوقاية من السكتة الدماغية.
قد يتضمن علاج الرجفان الأذيني الأدوية، وعلاجًا لتوجيه صدمة إلى القلب بحيث يعود لنظمه المعتاد، وإجراءات لحجب إشارات القلب الخاطئة.
يمكن أن يتعرض المصاب بالرجفان الأذيني أيضًا لمشكلة متعلقة بالنظم القلبي تُسمى الرفرفة الأذينية. تتشابه طرق علاج الرجفان الأذيني والرفرفة الأذينية.
الأعراض
قد تشمل أعراض الرجفان الأذيني:
- الإحساس بسرعة أو رفرفة أو خفقان في ضربات القلب، يسمى خفقان القلب.
- ألم في الصدر.
- الدوخة.
- الإرهاق.
- الدوار.
- ضعف القدرة على ممارسة التمارين الرياضية.
- ضيق في التنفس.
- الضعف.
لا يلاحظ بعض الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني أي أعراض.
قد يكون الرجفان الأذيني:
- عرضيًا، وهو ما يسمى الرجفان الأذيني الانتيابي. تظهر أعراض الرجفان الأذيني وتختفي. وتستمر الأعراض عادةً من بضع دقائق إلى ساعات. ويصاب بعض الأشخاص بالأعراض لمدة تصل إلى أسبوع. ويمكن أن تحدث في صورة نوبات متكررة. وقد تختفي الأعراض من تلقاء نفسها. ويحتاج بعض الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني العرضي إلى علاج.
- مستمرًا. تستمر ضربات القلب غير المنتظمة. لا يمكن إعادة نظم القلب إلى حالته الطبيعية من تلقاء نفسه. في حال ظهور الأعراض، يلزم تلقي العلاج الطبي لتصحيح نظم القلب.
- مستمرًا لفترة طويلة. يستمر هذا النوع من الرجفان الأذيني ويبقى لمدة أطول من 12 شهرًا. ويتطلب العلاج بالأدوية أو الخضوع لإجراء عملية لتصحيح عدم انتظام ضربات القلب.
- دائمًا. في هذا النوع من الرجفان الأذيني، لا يمكن إعادة نظم القلب المضطرب إلى حالته الطبيعية. إذ يتطلب الأمر تناول أدوية للتحكم في معدل ضربات القلب ومنع حدوث جلطات دموية.
متى تزور الطبيب
إذا مررت بأعراض الرجفان الأذيني، فحدد موعدًا طبيًا لإجراء فحص طبية. فقد تُحال إلى طبيب متخصص في أمراض القلب، يُسمى طبيب القلب.
وإذا كنت تشعر بألم في الصدر، فاطلب المساعدة الطبية الفورية، فقد يعني ألم الصدر إصابتك بنوبة قلبية.
الأسباب
لفهم أسباب الرجفان الأذيني، قد يكون من المفيد التعرّف على طريقة نبض القلب في الحالة الطبيعية.
يحتوي القلب على أربع حجرات:
- تُعرف الحجرتان العلويتان باسم الأذينَين.
- تُعرف الحجرتان السفليتان باسم البُطينين.
تحتوي حجرة القلب العلوية اليُمنى على مجموعة من الخلايا تُسمى العقدة الجيبية. تُصدر العقدة الجيبية الإشارات التي تُطلِق كل نبضة من نبضات القلب.
تنتقل الإشارات عبر حجرتي القلب العلويتين. وبعد ذلك، تصل الإشارات إلى مجموعة من الخلايا، تُسمى العقدة الأذينية البُطينية، التي تتباطأ عندها تلك الإشارات عادةً. وتنتقل الإشارات بعدئذ إلى حجرتي القلب السفليتين.
عادةً تَجري عملية الإشارات هذه بسلاسة في القلب السليم. ويتراوح معدل سرعة القلب في حالة الراحة عادة في حالة الراحة من 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة.
ولكن في حالة الرجفان الأذيني تضطرب الإشارات في حجرتي القلب العلويتين. ونتيجة لذلك، ترتجف الحجرتان العلويتان أو تهتزان. ومن ثَمَّ تمتلئ العقدة الأذينية البطينية بالإشارات التي تحاول العبور إلى حجرتي القلب السفليتين. ويؤدي هذا إلى نظم قلبي سريع وغير منتظم.
قد يتراوح معدل سرعة القلب لدى المصابين بالرجفان الأذيني من 100 إلى 175 نبضة في الدقيقة.
أسباب الرجفان الأذيني
مشكلات بنية القلب هي أكثر أسباب الإصابة بالرجفان الأذيني شيوعًا.
وتشمل أمراض القلب والمشكلات الصحية التي قد تؤدي إلى الإصابة بالرجفان الأذيني ما يلي:
- مشكلة بالقلب تُولَد بها (عيب خلقي في القلب).
- مشكلة في منظم ضربات القلب الطبيعي، وتُعرف بمتلازمة العقدة الجيبية المريضة.
- اضطراب النوم المعروف باسم انقطاع النفس الانسدادي النومي.
- النوبة القلبية.
- أمراض صمامات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الأمراض الرئوية، بما في ذلك التهاب الرئة.
- ضيق الشرايين أو انسدادها، ويُسمى بمرض الشريان التاجي.
- أمراض الغدة الدرقية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.
- العَدوى نتيجة الفيروسات.
وقد يؤدي الخضوع لجراحة في القلب أو الإجهاد نتيجة جراحة أو مرض إلى الإصابة بالرجفان الأذيني. ولا يكون لدى بعض المصابين بالرجفان الأذيني مشكلات أو أضرار معروفة في القلب.
قد تشمل عادات نمط الحياة التي قد تؤدي إلى إحدى نوبات الرجفان الأذيني ما يلي:
- الإفراط في تناول المشروبات الكحولية أو الكافيين.
- تعاطي العقاقير غير المشروعة.
- التدخين أو تعاطي التبغ.
- تناول الأدوية التي تحتوي على منبهات، بما في ذلك أدوية الزكام والحساسية التي تُباع من دون وصفة طبية.
عوامل الخطورة
من العوامل التي قد تزيد من خطورة الرجفان الأذيني:
- السن. يزداد احتمال الإصابة بالرجفان الأذيني مع التقدُّم في السن.
- تناول الكافيين أو النيكوتين أو تعاطي العقاقير غير المشروعة. يمكن أن يُسبب الكافيين والنيكوتين وبعض العقاقير غير المشروعة —مثل الأمفيتامينات والكوكايين— تسريع ضربات القلب. وقد يؤدي استهلاك هذه المواد إلى الإصابة باضطرابات نظم قلبي أكثر خطورة.
- الإفراط في تناول الكحوليات. يمكن أن يؤثر الإفراط في تناول الكحول على الإشارات الكهربائية للقلب. وربما يزيد هذا من احتمالات الإصابة بالرجفان الأذيني.
- التغيرات في مستوى المعادن في الجسم. تساعد المعادن الموجودة في الدم التي تسمى الإلكتروليتات -مثل البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم- على تنظيم ضربات القلب. وإذا انخفضت هذه المواد أو ارتفعت بنسبة كبيرة، فقد يحدث عدم انتظام ضربات القلب.
- التاريخ العائلي. بعض العائلات معرضة بشكل أكبر لخطر الرجفان الأذيني.
- مشكلات القلب أو جراحة القلب. يزيد مرض الشريان التاجي وأمراض صمام القلب ومشكلات القلب التي تحدث عند الولادة من احتمال الإصابة بالرجفان الأذيني. كما أن سبق الإصابة بالنوبات القلبية أو الخضوع لجراحة في القلب يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
- ارتفاع ضغط الدم. يزيد ارتفاع ضغط الدم من احتمالات الإصابة بمرض الشريان التاجي. ومع مرور الوقت، قد يُسبب ارتفاع ضغط الدم تصلّب جزء من القلب وزيادة سُمكه. ومن شأن ذك أن يغير كيفية انتقال إشارات النبضات عبر القلب.
- السُمنة. تزداد احتمالات الإصابة بمضاعفات الرجفان الأذيني لدى المصابين بالسُمنة.
- الحالات المَرَضية الأخرى طويلة الأمد. قد تصبح أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني إذا كنت مصابًا بداء السكري أو مرض الكلى المزمن أو أمراض الرئة أو انقطاع النفَس النومي.
- بعض الأدوية والمكمّلات الغذائية. يمكن أن تُسبب بعض الأدوية الموصوفة طبيًا وبعض علاجات الزكام والسعال المتاحة دون وصفة طبية عدم انتظام ضربات القلب.
- مرض الغدة الدرقية. قد تزيد الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية من احتمالات الإصابة باضطراب نبضات القلب.
المضاعفات
الجلطات الدموية هي مضاعفات خطيرة للرجفان الأذيني. يمكن أن تؤدي الجلطات الدموية إلى الإصابة بالسكتة الدماغية.
ويزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الناتجة عن الرجفان الأذيني مع التقدُّم في السن. وقد تؤدي حالات صحية أخرى أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية نتيجة الرجفان الأذيني. وتتضمن هذه الحالات ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- السكري.
- فشل القلب.
- بعض أمراض صمامات القلب.
تُوصف الأدوية المميعة للدم بشكل شائع للوقاية من الجلطات الدموية والسكتات الدماغية لدى الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني.
الوقاية
يمكن لاختيارات نمط الحياة الصحي أن تقلل من خطر التعرض للإصابة بأمراض القلب، وقد تمنع الإصابة بالرجفان الأذيني. وإليك بعض النصائح الأساسية للحفاظ على صحة القلب:
- التحكم في ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليستيرول وداء السكري.
- الامتناع عن التدخين أو تعاطي منتجات التبغ.
- اتباع نظام غذائي منخفض الأملاح والدهون المشبعة.
- ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا معظم أيام الأسبوع، ما لم يوصى فريق الرعاية الصحية بخلاف ذلك.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم. ويجب على البالغين أن يحرصوا على النوم لمدة تتراوح من 7 إلى 9 ساعات يوميًا.
- الحفاظ على وزن صحي.
- التقليل من التوتر والتحكم فيه.
التشخيص
ربما لا تعلم أنّك مصاب بالرجفان الأذيني. وقد تُكتشف هذه الحالة أثناء إجراء فحص بدني لسبب آخر.
لتشخيص الرجفان الأذيني، يفحص الطبيب حالتك ويطرح أسئلة عن تاريخك الطبي والأعراض لديك. قد تُجرى بعض الفحوص بحثًا عن الحالات التي يمكن أن تُسبب عدم انتظام ضربات القلب، مثل أمراض القلب أو أمراض الغدة الدرقية.
الاختبارات
قد تشمل اختبارات تشخيص الرجفان الأذيني ما يلي:
- اختبارات الدم. تُجرى فحوصات الدم للبحث عن الحالات الصحية أو المواد التي قد تؤثر في القلب أو ضربات القلب.
- تخطيط كهربية القلب. يقيس هذا الاختبار السريع وغير المؤلم النشاط الكهربي للقلب. وفيه توضع لصيقات جلدية (أقطاب كهربائية) على الصدر، وأحيانًا على الذراعين والساقين. وتوجد أسلاك توصِّل الأقطاب الكهربائية بجهاز كمبيوتر يطبع نتائج الاختبار أو يعرضها. يمكن لتخطيط كهربية القلب عرض نظم القلب ومدى بطء ضربات القلب أو سرعتها. وهو الفحص الرئيسي المتبع لتشخيص الرجفان الأذيني.
- جهاز هولتر. يسجّل جهاز تخطيط كهربية القلب الصغير والمحمول هذا نشاط القلب. يُرتدى الجهاز لمدة يوم أو يومين أثناء ممارسة الأنشطة الروتينية.
- مسجِّل الأحداث. هذا الجهاز يشبه جهاز هولتر، لكنه لا يسجل نشاط القلب إلا في أوقات معينة لبضع دقائق في المرة الواحدة. ويُرتدى عادة لنحو 30 يومًا. ويعمل الجهاز غالبًا عن طريق الضغط على الزر عند الشعور بالأعراض. وتوجد أجهزة تسجل نشاط القلب تلقائيًا عند الكشف عن نظم قلبي غير طبيعي.
- المسجِّل الحلقي القابل للزرع. يسجّل هذا الجهاز ضربات القلب باستمرار لمدة تصل إلى ثلاثة أعوام. ويُعرف أيضًا باسم مسجِّل الأحداث القلبية. يعرض الجهاز كيفية نبض القلب أثناء ممارسة الأنشطة اليومية. ويمكن استخدامه لمعرفة عدد مرات الإصابة بنوبات الرجفان الأذيني. ويُستخدم أحيانًا للكشف عن نوبات الرجفان الأذيني النادرة لدى الأشخاص المعرَّضين لخطر الإصابة بمشكلة القلب. على سبيل المثال، قد تحتاج إلى هذا الجهاز إذا أصبت بسكتة دماغية مجهولة السبب.
- مخطط صدى القلب. تُستخدم في هذا الاختبار موجات صوتية لتكوين صور للقلب أثناء نبضه. ويمكن لهذا الاختبار أن يُظهِر كيفية تدفق الدم عبر القلب وصماماته.
- اختبارات الجهد. تتضمن هذه الاختبارات غالبًا المشي على جهاز المشي أو ركوب دراجة ثابتة أثناء فحص القلب. ويمكنها إظهار طبيعة تفاعُل القلب مع النشاط البدني. وفي حال عدم القدرة على ممارسة التمارين الرياضية، يمكن إعطاء دواء يزيد سرعة القلب على غرار ما تفعله التمارين الرياضية. ويمكن إجراء مخطط صدى القلب أحيانًا أثناء اختبار الجهد.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية. يوضح تصوير الصدر بالأشعة السينية حالة القلب والرئتين.
المعالجة
الأهداف المنشودة من علاج الرجفان الأذيني هي إعادة ضبط ضربات القلب والتحكم فيها والوقاية من الجلطات الدموية.
يعتمد العلاج على:
- مدة إصابتك بالرجفان الأذيني.
- الأعراض التي تشعر بها.
- سبب عدم انتظام ضربات القلب.
قد يشمل علاج الرجفان الأذيني ما يلي:
- الأدوية.
- العلاج لإعادة ضبط نظم القلب (يُسمى بتقويم نظم القلب).
- الجراحة أو إجراءات أنبوب القسطرة.
يمكنك أنت وفريق الرعاية الصحية معًا مناقشة خيار العلاج الأفضل لك. من المهم اتباع خطة علاج الرجفان الأذيني. في حال عدم ضبط الرجفان الأذيني جيدًا، قد يؤدي إلى مضاعفات أخرى، مثل السكتات الدماغية وفشل القلب.
الأدوية
قد يشمل علاج الرجفان الأذيني أدوية لأداء ما يأتي:
- التحكم في سرعة ضربات القلب.
- استعادة نظم القلب.
- منع تكوّن جلطات الدم، وهي إحدى المضاعفات الخطيرة التي يسببها الرجفان الأذيني.
تشمل الأدوية التي يمكن استخدامها ما يأتي:
- حاصرات مستقبلات بيتا. تساعد هذه الأدوية على إبطاء سرعة القلب.
- حاصرات قنوات الكالسيوم. يمكن لهذه الأدوية السيطرة على سرعة ضربات القلب، ولكن قد يلزم المصابين بفشل القلب أو انخفاض ضغط الدم تجنُّبها.
- ديغوكسين. وقد يتحكم هذا الدواء في سرعة القلب أثناء الراحة، ولكنه غير فعال أثناء النشاط. يحتاج معظم الأشخاص إلى أدوية إضافية أو بديلة، مثل حاصرات قنوات الكالسيوم أو حاصرات مستقبلات بيتا.
- الأدوية التي تتحكم في سرعة ضربات القلب ونظم القلب. يُطلق على هذا النوع من الأدوية أيضًا اسم مضادات اضطراب النظم القلبي، ويستخدم باعتدال. غالبًا ما تنجم عن أدوية التحكم في نظم القلب آثار جانبية أكثر مقارنة بأدوية التحكم في سرعة القلب.
- مضادات تخثر الدم. يُطلق على هذه الأدوية أيضًا اسم الأدوية المضادة للتخثر ويمكن أن تساعد على منع تكون الجلطات الدموية وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. تشمل مضادات تخثر الدم: الوارفارين (Jantoven)، وأبيكسابان (Eliquis)، ودابيغاتران (Pradaxa)، وإدوكسابان (Savaysa)، وريفاروكسابان (Xarelto). إذا كنت تتناول الوارفارين، فستحتاج إلى إجراء بعض اختبارات الدم بانتظام لمراقبة تأثيرات الدواء.
العلاج بتقويم نظم القلب.
إذا كانت أعراض الرجفان الأذيني مزعجة أو إذا كانت هذه هي النوبة الأولى من الرجفان الأذيني، فقد يحاول الطبيب إعادة ضبط نظم القلب باستخدام إجراء يسمى تقويم نظم القلب.
يمكن إجراء تقويم نظم القلب بطريقتين:
- تقويم نظم القلب كهربيًا. تُستخدم هذه الطريقة لإعادة ضبط نظم القلب من خلال إرسال صدمات كهربائية إلى القلب عبر أقطاب كهربائية أو لصيقات جلدية توضع على الصدر.
- تقويم نظم القلب دوائيًا. تُستخدم الأدوية التي تعطى من خلال الوريد أو الفم لإعادة ضبط نظم القلب.
يُجرى تقويم نظم القلب في المستشفى عادةً بموعد محدد سلفًا. لكن يمكن إجراؤه أيضًا في الحالات الطارئة. وفي حال كان سيُجرى وفق موعد محدد، قد يلزم تناول دواء مميع للدم مثل الوارفارين (Jantoven) لبضعة أسابيع قبل الإجراء، إذ يقلل هذا الدواء من مخاطر تكوّن جلطات دموية وحدوث سكتات دماغية.
بعد تقويم نظم القلب كهربيًا، قد يلزم استخدام أدوية للتحكم في نظم القلب مدى الحياة وذلك للمساعدة على الوقاية من تكرار نوبات الرجفان الأذيني مستقبلاً. لكن قد يتكرر الرجفان الأذيني حتى مع تناول الدواء.
الجراحة أو إجراءات القسطار
إذا لم يتحسن الرجفان الأذيني (AFib) بالأدوية أو العلاجات الأخرى، فقد يلزم الخضوع لإجراء يُعرف بالاستئصال القلبي. وفي بعض الحالات، يكون الاستئصال العلاج الأول.
يستخدم الاستئصال القلبي غالبًا الطاقة الحرارية أو طاقة البرودة لإحداث ندبات صغيرة في القلب. وتؤدي هذه الندبات إلى إعاقة إشارات القلب غير المنتظمة واستعادة انتظام ضربات القلب. يُدخل الطبيب أنبوبًا مرنًا يُسمى أنبوب قسطرة عبر أحد الأوعية الدموية، في الأربية عادةً، ووصولاً إلى القلب. وقد يُستخدم أكثر من أنبوب قسطرة. وتستخدم المستشعرات الموجودة على طرف أنبوب القسطرة طاقة التبريد أو الطاقة الحرارية.
وفي حالات قليلة، يُجرى الاستئصال باستخدام مشرط أثناء جراحة القلب المفتوح.
توجد أنواع عديدة من الاستئصال القلبي. ويعتمد تحديد النوع المُستخدم في علاج الرجفان الأذيني على الأعراض المحددة والحالة الصحية العامة وما إذا كنت ستخضع لعملية جراحية أخرى في القلب أم لا.
- استئصال العقدة الأذينية البطينية (AV). تُستخدم الطاقة الحرارية عادةً على أنسجة القلب الموجودة في العقدة الأذينية البطينية لتدمير الوصلة التي تنقل الإشارات الكهربية. بعد هذا العلاج، يلزم استخدام جهاز تنظيم ضربات القلب مدى الحياة.
-
إجراء المتاهة. يستخدم الطبيب طاقة حرارية أو طاقة برودة أو مشرطًا لتكوين نمط — أو متاهة — من النسيج الندبي في الغرفتين العلويتين للقلب. لا يوصل النسيج الندبي الإشارات الكهربية. لذا تتداخل المتاهة مع إشارات القلب الشاردة التي تسبب الرجفان الأذيني.
في حال استخدام مشرط لتكوين نمط المتاهة، تكون جراحة القلب المفتوح ضرورية. يُسمى ذلك بإجراء المتاهة الجراحية. هذا العلاج المفضّل لعلاج الرجفان الأذيني لدى الأشخاص الذين يحتاجون إلى جراحة قلب أخرى، مثل جراحة مجازة الشريان التاجي أو ترميم صمام القلب.
- الاستئصال الهجين للرجفان الأذيني. يجمع هذا العلاج نهجي الاستئصال مع الجراحة. ويُستخدم لعلاج الرجفان الأذيني المستمر منذ فترة طويلة.
- الاستئصال بالمجال النبضي. هذا علاج لبعض أنواع الرجفان الأذيني المستمر. ولا يستخدم طاقة حرارية أو طاقة برودة. وإنما يستخدم نبضات كهربية عالية الطاقة لإنشاء مناطق من النسيج الندبي في القلب. ويحجب هذا النسيج الندبي الإشارات الكهربية غير الطبيعية التي تسبب الرجفان الأذيني.
قد يعود الرجفان الأذيني بعد الاستئصال القلبي. وإذا حدث ذلك، فقد يوصى بإجراء استئصال قلبي آخر أو استخدام علاج مختلف للقلب. بعد الاستئصال القلبي، قد يلزم تناوُل الأدوية المميعة للدم مدى الحياة للوقاية من السكتات الدماغية.
إذا كنت مصابًا بالرجفان الأذيني ولكن لا يمكنك تناوُل الأدوية المميعة الدم، فقد تحتاج إلى الخضوع لإجراء لإغلاق كيس صغير في حجرة القلب العلوية اليسرى. وتتكون معظم الجلطات المرتبطة بالرجفان الأذيني في هذا الكيس الذي يُسمى باللاحقة. يُسمى هذا الإجراء بإغلاق لاحقة الأذين الأيسر. وفيه يُوجَّه جهاز الإغلاق برفق عبر أنبوب قسطرة إلى الكيس. ويُنزع أنبوب القسطرة بمجرد وصول الجهاز إلى مكانه. ويبقى الجهاز بشكل دائم. جراحة إغلاق لاحقة الأذين الأيسر خيار آخر أمام بعض الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني الذين يخضعون لجراحة أخرى في القلب.
نمط الحياة وعلاجات منزلية
يمكن أن يساعد اتباع نمط حياة مفيد لصحة القلب في الوقاية من بعض الحالات المرضية التي قد تؤدي إلى الرجفان الأذيني أو علاجها. ويوصى بإجراء التغييرات الآتية لتحسين صحة القلب:
- تناوُل الأطعمة الصحية. تناوَل كمية وفيرة من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة. الحد من تناوُل السكريات والأملاح والدهون المشبعة.
- ممارسة التمارين الرياضية والحفاظ على النشاط. تساعد ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام على التحكم في داء السكري وارتفاع الكوليستيرول وارتفاع ضغط الدم، وكل عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب. حاول ممارسة النشاط البدني لمدة تتراوح ما بين 30 و60 دقيقة في معظم أيام الأسبوع. واستشِر فريق الرعاية الصحية بشأن أنواع التمارين الأنسب لك والقدر المناسب لممارستها.
- الامتناع عن التدخين. التدخين أحد عوامل الخطورة الرئيسية المرتبطة بأمراض القلب. وإذا كنت تحتاج إلى مساعدة في الإقلاع عن التدخين، فاستشر فريق الرعاية الصحية.
- الحفاظ على وزن صحي. تزداد خطورة الإصابة بأمراض القلب مع زيادة الوزن. استشر الطبيب لتحديد أهداف واقعية لإنقاص الوزن.
- التحكم في ضغط الدم. التزم بفحص ضغط الدم كل عامين على الأقل إذا كان عمرك 18 عامًا فأكثر. وإذا كانت لديك عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب أو كان عمرك يزيد على 40 عامًا، فقد يتعين عليك إجراء هذه الفحوص على فترات متقاربة. اتبع خطة علاجك حسب الإرشادات إن كنت مصابًا بضغط الدم المرتفع.
- مراقبة مستوى الكوليستيرول. اسأل فريق الرعاية الصحية عن عدد المرات المطلوب فيها إجراء اختبارات الكوليستيرول. وقد يوصى بإجراء تغييرات على نمط الحياة والأدوية للتحكم في ارتفاع الكوليستيرول.
- الحد من تناول المشروبات الكحولية. يمكن للإفراط في شرب الكحول (تناوُل خمسة أكواب خلال ساعتين للرجال أو أربعة أكواب للنساء) أن يزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني. ويمكن للكميات الضئيلة من الكحول أن تؤدي إلى إصابة البعض بالرجفان الأذيني.
- احرص على اتباع عادات النوم السليمة. قد يُسبب انخفاض جودة النوم زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وغيره من الأمراض المزمنة. وينبغي للبالغين الحرص على النوم لمدة من سبع إلى تسع ساعات يوميًا.
ومن الضروري أيضًا إجراء فحوص صحية بانتظام. يُرجى إبلاغ فريق الرعاية الصحية في حال تفاقم أعراض الرجفان الأذيني.
التحضير للموعد
إذا مررت بنوبة اضطراب في نبض القلب أو تذبذبه، حدد موعدًا طبيًا لإجراء فحص طبي. فالاكتشاف المبكر للرجفان الأذيني يمكِّن من علاجه بمزيد من السهولة والفعالية. وقد تُحال إلى طبيب متخصص في أمراض القلب، ويسمى هذا النوع من الأطباء أطباء القلب.
إليك بعض المعلومات التي تساعدك على الاستعداد للموعد الطبي.
ما يمكنك فعله
- التزم بأي قيود يجب اتباعها قبل الموعد الطبي. عند تحديد الموعد الطبي، اسأل عما إذا كان هناك أي شيء يتعين عليك فعله سابقًا، مثل الالتزام بنظام غذائي معين. على سبيل المثال، قد تتلقى تعليمات بعدم تناوُل الطعام والشراب قبل بضع ساعات من الخضوع لاختبار الكوليستيرول.
- دوِّن أي أعراض تشعر بها، بما في ذلك أي أعراض قد تبدو غير ذي صلة بالرجفان الأذيني. وسجِّل وقت بدء ظهور الأعراض والأحداث التي كنت تؤديها لحظة ظهورها.
- دَوِّن المعلومات الشخصية المهمة، بما فيها التاريخ العائلي لأمراض القلب أو السكتة الدماغية أو ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري، بالإضافة إلى الضغوط الكبيرة أو التغيرات التي طرأت مؤخرًا على حياتك.
- أعدَّ قائمة بكل الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تتناولها، وحتى تلك التي تحصل عليها من دون وصفة طبية. واذكر الجرعات.
- اصطحب معك أحد الأشخاص، إن أمكن. حيث يمكن أن يساعدك الشخص المرافق لك على تذكر المعلومات التي ستتلقاها.
- دوِّن الأسئلة لطرحها على فريق الرعاية الصحية.
فيما يأتي بعض الأسئلة الأساسية المتعلقة بالرجفان الأذيني التي ينبغي طرحها على الطبيب:
- ما السبب المرجح وراء ظهور الأعراض أو الحالة المَرضية التي أصبتُ بها؟
- ما الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض أو الحالة التي لدي؟
- ما أنواع الفحوصات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- ما العلاج الأنسب؟
- هل هناك دواء بديل جنيس للدواء الذي تصفه لي؟
- ما الخيارات العلاجية الأخرى؟
- ما الأغذية التي ينبغي لي تناولها أو تجنبها؟
- ما مستوى النشاط البدني الملائم؟
- هل يجب عليَّ الالتزام بأي قيود أخرى؟
- كم عدد المرات التي ينبغي لي أن أخضع فيها لفحوصات الكشف عن الرجفان الأذيني أو مضاعفاته؟
- لديَّ مشكلات صحية أخرى. كيف يمكنني السيطرة على هذه الأمراض معًا؟
- هل يجب أن أراجع اختصاصيًا؟
- هل توجد أي كتيبات أو مطبوعات أخرى يمكنني أخذها معي إلى المنزل؟ ما المواقع الإلكترونية التي توصي بزيارتها؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى خلال موعدك الطبي.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
يُطرَح عليك عادةً كثير من الأسئلة أثناء الفحص الطبي. ولا شك في أن الاستعداد للإجابة عنها سيوفر وقتًا كافيًا لمناقشة أي تفاصيل أخرى ترغب في التطرق إليها. قد تُطرح عليك الأسئلة الآتية:
- متى بدأ ظهور الأعراض؟
- هل تشعر بالأعراض طوال الوقت أم أنها تظهر وتختفي؟
- ما درجة شدة الأعراض لديك؟
- ما الذي يُحسّن أعراضك، إن وُجد؟
- ما الذي يزيد حِدّة أعراضك، إن وُجد؟
الإرشادات التي يمكنك اتباعها حاليًا
كلما سارعت في إجراء تغييرات مفيدة لصحة القلب على نمط حياتك مثل الإقلاع عن التدخين، وتناول الأطعمة الصحية، وممارسة مزيد من التمارين الرياضية، كان ذلك أفضل لك بالتأكيد. فاتباع نمط حياة صحي هو أفضل طرق الوقاية من مشكلات القلب والمضاعفات المرتبطة بالقلب.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use