التهاب البنكرياس المناعي
التهاب البنكرياس المناعي الذاتي هو مرض غير شائع في البنكرياس قد يُخلَط بينه وبين سرطان البنكرياس.
نظرة عامة
التهاب البنكرياس المناعي الذاتي هو التهاب يصيب البنكرياس. وقد يحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للبنكرياس. ويُشار إلى التهاب البنكرياس المناعي الذاتي بالاختصار AIP. هناك نوعان فرعيان معروفان الآن من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي، وهما التهاب البنكرياس المناعي الذاتي من النوع الأول ومن النوع الثاني.
يُعرف التهاب البنكرياس المناعي الذاتي من النوع الأول باسم المرض المرتبط بالغلوبولين المناعي G4. ويؤثر هذا النوع غالبًا على أعضاء متعددة، بما في ذلك البنكرياس والقنوات الصفراوية في الكبد والغدد اللعابية والكليتين والعقد اللمفية.
يؤثر النوع الثاني من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي فيما يبدو على البنكرياس فقط، رغم أن حوالي ثلث الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي يُصابون أيضًا بمرض الأمعاء الالتهابي المرتبط بهذه الحالة.
يمكن تشخيص التهاب البنكرياس المناعي الذاتي من النوع الأول عن طريق الخطأ على أنه سرطان البنكرياس. فهناك تداخل بين المؤشرات والأعراض الخاصة بالحالتين، ولكن طرق علاجهما مختلفة تمامًا، ولذا من المهم جدًّا التمييز بينهما.
الأعراض
يصعب تشخيص التهاب البنكرياس المناعي الذاتي، فهو غالبًا لا يسبب أي أعراض. تشبه أعراض التهاب البنكرياس المناعي الذاتي من النوع الأول أعراضَ سرطان البنكرياس.
قد تشمل أعراض سرطان البنكرياس ما يلي:
- البول الداكن
- البراز الباهت أو الذي يطفو على سطح الماء في المرحاض
- اصفرار الجلد والعينين
- الشعور بألم في الجزء العلوي من البطن أو منتصف الظهر
- الغثيان والقيء
- الضعف أو الإرهاق الشديد
- فقدان الشهية أو الشعور بالشبع
- فقدان الوزن لأسباب غير معروفة
اليرقان غير المصحوب بالألم من أبرز مؤشرات التهاب البنكرياس المناعي الذاتي من النوع الأول. يظهر اليرقان غير المصحوب بالألم لدى نحو 80% من المصابين بالتهاب البنكرياس المناعي الذاتي من النوع الأول. ويحدث هذا بسبب انسداد القنوات الصفراوية. أما المصابون بالتهاب البنكرياس المناعي الذاتي من النوع الثاني، فتحدث لديهم نوبات متكررة من التهاب البنكرياس الحاد. كما أن الشعور بالألم في الجزء العلوي من البطن، وهو من أشهر أعراض سرطان البنكرياس، لا يظهر غالبًا في حالة التهاب البنكرياس المناعي الذاتي.
تشمل الفروق بين النوع الأول والنوع الثاني من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي ما يلي:
- قد يؤثر التهاب البنكرياس المناعي الذاتي من النوع الأول على أعضاء أخرى بالإضافة إلى البنكرياس. أما التهاب البنكرياس المناعي الذاتي من النوع الثاني فيؤثر فقط في البنكرياس. ويرتبط هذا النوع كذلك بحالة مناعية ذاتية أخرى تسمى مرض الأمعاء الالتهابي.
- يصيب التهاب البنكرياس المناعي الذاتي من النوع الأول بشكل أساسي الرجال في العقد السادس والسابع من العمر.
- أما النوع الثاني من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي فيصيب كلاً من الرجال والنساء، وتبدأ الإصابة به عادةً في سن مبكرة عن تلك التي تبدأ فيها الإصابة بالنوع الأول من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي.
- ومن المرجح أن ينتكس النوع الأول من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي عند وقف العلاج.
متى تزور الطبيب
لا يتسبّب التهاب البنكرياس المناعي الذاتي غالبًا في ظهور أي أعراض. ولكن يجب استشارة الطبيب إذا نقص وزن الجسم بلا سبب، أو شعرت بألم في البطن أو أصابك اليرقان (الاصفرار) أو غير ذلك من الأعراض المزعجة.
الأسباب
لا يعرف الخبراء تحديدًا أسباب التهاب البنكرياس المناعي الذاتي، لكن يُعتقد أنه ناتج عن هجوم الجهاز المناعي للجسم على أنسجة الجسم السليمة. وهو ما يُعرف بمرض في المناعة الذاتية.
عوامل الخطورة
يحدث نوعا التهاب البنكرياس المناعي الذاتي بتواتر مختلف في أجزاء مختلفة من العالم. ففي الولايات المتحدة الأمريكية، يصاب ما يقرب من 80% من الأشخاص بالتهاب البنكرياس المناعي الذاتي من النوع الأول.
يكون الأشخاص المصابون بالتهاب البنكرياس المناعي الذاتي من النوع الأول غالبًا:
- من الذين تجاوزوا سن 60 عامًا.
- من الذكور.
الأشخاص المصابون بالتهاب البنكرياس المناعي الذاتي من النوع الثاني:
- يكونون أصغر غالبًا بعقد أو عقدين من أولئك المصابين بالنوع الأول.
- يتساوى احتمال كونهم إناثًا مع احتمال كونهم ذكورًا.
- من المرجح أن يكونوا مصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية، مثل التهاب القولون التقرحي.
المضاعفات
قد يسبب التهاب البنكرياس المناعي الذاتي مجموعة متنوعة من المضاعفات.
- قصور الإفراز الخارجي للبنكرياس. قد يؤثر التهاب البنكرياس المناعي الذاتي في قدرة البنكرياس على إفراز الإنزيمات الكافية. قد تشمل الأعراض الإسهال ونقص الوزن وداء العظم الاستقلابي ونقص الفيتامينات أو المعادن.
- داء السكري. نظرًا إلى أن البنكرياس هو العضو المسؤول عن إفراز الأنسولين، فقد يؤدي أي ضرر يلحق به إلى الإصابة بداء السكري. وقد تحتاج إلى العلاج عن طريق تناول الأدوية الفموية أو الأنسولين.
- ضيق البنكرياس أو القنوات الصفراوية، وهو ما يُسمى بالتضيُّق.
- تكلسات أو حصوات البنكرياس.
يمكن أيضًا أن تسبب علاجات التهاب البنكرياس المناعي الذاتي، مثل استخدم الستيرويدات طويل الأمد، مضاعفات. على الرغم من ذلك، يعيش الأشخاص الذين يُعالجُون من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي متوسط العمر المتوقع المعتاد، حتى مع وجود هذه المضاعفات.
لا يوجد ارتباط وثيق بين التهاب البنكرياس المناعي الذاتي وسرطان البنكرياس.
التشخيص
التهاب البنكرياس المناعي الذاتي من الحالات صعبة التشخيص لأن أعراضه تشبه إلى حد كبير أعراض سرطان البنكرياس. ومع ذلك، فإن التشخيص الدقيق مهم للغاية. وقد يؤدي عدم تشخيص السرطان إلى تأخير العلاج اللازم أو عدم تلقيه.
يُسبب التهاب البنكرياس المناعي الذاتي الإصابة بتضخم عام في البنكرياس، وقد تظهر لديهم أيضًا كتلة في البنكرياس. وللوصول إلى التشخيص الدقيق وتحديد نوع التهاب البنكرياس المناعي الذاتي، يجب إجراء تحاليل للدم وفحوص تصويرية.
الاختبارات
ليس هناك اختبار واحد أو سمة مميزة تحدد التهاب البنكرياس المناعي الذاتي. وتشمل المبادئ التوجيهية للتشخيص الموصى بها استخدام مجموعة من التصوير ونتائج اختبارات الدم والخزعة.
قد تشمل الاختبارات المحددة ما يلي:
- الاختبارات التصويرية. قد تشمل اختبارات البنكرياس والأعضاء الأخرى التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتنظير الداخلي بالموجات فوق الصوتية، وتصوير الطرق الصفراوية والبنكرياسية بالتنظير الداخلي بالطريق الراجع.
-
اختبارات الدم. قد تخضع للاختبار للكشف عن ارتفاع مستويات أحد الغلوبولينات المناعية الذي يُعرف بالغلوبولين المناعي G4. يُنتج الجهاز المناعي الغلوبولين المناعي G4. يكون الأشخاص المصابون بالنوع الأول من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي لديهم غالبًا مستويات مرتفعة من الغلوبولين المناعي G4 في الدم. ولا يُصاب الأشخاص المصابون بالنوع الثاني من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي بهذا العرض في الغالب.
ومع ذلك، فإن نتيجة الاختبار الإيجابية لا تعني بالضرورة أنك مصاب بالمرض. إذ يوجد عدد قليل من الأشخاص غير المصابين بالتهاب البنكرياس المناعي الذاتي، بما في ذلك بعض المصابين بسرطان البنكرياس، لديهم أيضًا مستويات مرتفعة من الغلوبولين المناعي G4 في الدم.
-
خزعة بالتنظير الداخلي. في هذا الاختبار، يحلل اختصاصي علم الأمراض عينة من نسيج البنكرياس في المعمل. يظهر التهاب البنكرياس المناعي الذاتي بشكل مميز يمكن لاختصاصي علم الأمراض التعرف عليه بسهولة تحت المجهر. يُجرى إدخال أنبوب صغير (منظار داخلي) من الفم إلى المعدة باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية. ثم تُسحب عينة من نسيج البنكرياس باستخدام إبرة خاصة.
تكمن الصعوبة في الحصول على عينة كبيرة من النسيج بما يكفي للدراسة، وليس بعض الخلايا القليلة. وهذا الإجراء ليس متاحًا على نطاق واسع، وربما لا تكون النتائج حاسمة.
- تجربة الستيرويدات. يستجيب التهاب البنكرياس المناعي الذاتي للستيرويدات بشكل عام، ويستخدم الأطباء أحيانًا مجموعة جرعات تجريبية من هذا الدواء لتأكيد التشخيص. ومع ذلك، ينبغي أن تتم هذه الاستراتيجية بشكل مثالي تحت إشراف الخبراء. ويجب أن تُستخدم باعتدال ولا تُجرى إلا عندما يكون هناك دليل قوي يدعم تشخيص التهاب البنكرياس المناعي الذاتي. تُقاس الاستجابة للكورتيكوستيرويدات بالتصوير المقطعي المحوسب ومدى التحسن في مستويات سائل الغلوبولين المناعي G4.
المعالجة
- تركيب الدعامات الصفراوية. قبل بدء العلاج بالأدوية، يُدخل الأطباء أو اختصاصي الرعاية الصحية أحيانًا أنابيب لتصريف القنوات الصفراوية. ويُطلَق على هذا الإجراء الطبي تركيب الدعامات الصفراوية، ويُجرى للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الصُفار الانسدادي. ومع ذلك، كثيرًا ما يتحسن الصُفار الانسدادي بالعلاج بالستيرويدات فقط. ويُوصى أحيانًا بالتصريف إذا كان التشخيص غير مؤكد. يمكن الحصول على عينات من الأنسجة وخلايا من القناة الصفراوية في وقت تركيب الدعامة.
- الستيرويدات. تتحسن أعراض التهاب البنكرياس الذاتي عادةً بعد فترة علاج قصيرة من استخدام أدوية بريدنيزولون أو بريدنيزون. يستجيب كثير من الأشخاص ربما تكون هائلة. وقد يتحسن بعض الأشخاص من دون علاج.
-
مثبطات المناعة والمُعدِّلات المناعية. من الوارد أن يحدث انتكاس للمرض. فالمصابون بالنوع الأول من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي يحدث لهم انتكاس للمرض بنسبة تتراوح بين 30% و 50%. أما المصابون بالنوع الثاني من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي، فينتكس المرض بنسبة أقل عن 10%. وتتطلب الحالات التي تعرضت للانتكاس المزيد من العلاج وفي بعض الأحيان يتلقون العلاج لمدة طويلة.
قد تُضاف الأدوية التي تثبط الجهاز المناعي أو تعدله إلى العلاج للمساعدة على تقليل الآثار الجانبية الخطيرة المرتبطة بالاستخدام المستمر للستيرويدات. وتسمى تلك الأدوية أحيانًا الأدوية المعوضة للستيرويدات. وقد تتمكن من التوقف عن تناول الستيرويدات تمامًا بناءً على استجابتك للأدوية المعوضة للستيرويدات.
تشمل مثبطات المناعة والمُعدِّلات المناعية الميكوفينولات (CellCept) والميركابتوبيورين (Purinethol و Purixan) وآزاثيوبرين مثل (Imuran و Azasan) وريتوكسيماب (Rituxan). وقد استخدمت هذه الأنواع من الأدوية عمومًا على عينة صغيرة من الأشخاص، وما زالت فوائدها على المدى الطويل محل دراسة.
- مراقبة إصابة عضو آخر. يشيع ارتباط النوع الأول من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي بإصابة أحد أعضاء الجسم الأخرى، بما في ذلك تضخم العقد اللمفية والغدد اللعابية وتندب القناة الصفراوية والتهاب الكبد وأمراض الكلى. ورغم أن هذه العلامات قد تقل أو تختفي تمامًا مع العلاج بالستيرويدات، فإن فريق الرعاية الصحية سيستمر في مراقبة حالتك.
التحضير للموعد
بادر بزيارة اختصاصي الرعاية الصحية إذا لاحظت أي أعراض تثير قلقك. فإذا اشتبه فريق الرعاية في احتمال إصابتك بالتهاب البنكرياس المناعي الذاتي، فقد يحيلك إلى اختصاصي رعاية صحية متخصص في علاج مشكلات الجهاز الهضمي -أو من يُعرف باختصاصي أمراض الجهاز الهضمي- أو إلى اختصاصي رعاية صحية متخصص في المشكلات ذات الصلة بالبنكرياس، أو من يُعرف باختصاصي أمراض البنكرياس.
ما يمكنك فعله؟
- اطلع على أي قيود قبل الموعد الطبي. عند حجز الموعد الطبي، اسأل عما إذا كان هناك ما تحتاج إلى فعله قبل الموعد، مثل الالتزام بنظام غذائي معين.
- دوّن أي أعراض تشعر بها، بما في ذلك الأعراض التي قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي تزور الطبيب لأجله.
- اكتبْ معلوماتكَ الشخصية الأساسية، بما في ذلك أي ضغوطات شديدة تعرضت لها أو تغييرات حياتية حدثت لك مؤخرًا.
- أعِدَّ قائمةً بجميع الأدوية، أو الفيتامينات أو المُكمِّلات الغذائية التي تتناوَلها.
- اطلب من أحد أفراد العائلة أو صديق المجيء معك. في بعض الأحيان يكون من الصعب تذكر كل المعلومات المقدمة لك خلال موعدك الطبي. وقد يتذكر الشخص الذي يرافقك شيئًا قد فاتك أو نسيته.
- دوِّن الأسئلة التي ترغب في طرحها على الطبيب أو غيره من اختصاصيي الرعاية الصحية.
سيكون وقتك مع اختصاصي الرعاية الصحية محدودًا. ولتحقيق أفضل استفادة من الوقت، احضر قائمة بالأسئلة عند ذهابك إلى الموعد الطبي. إليك بعض الأسئلة المحتملة عن التهاب البنكرياس المناعي الذاتي.
- هل يمكنك توضيح نتائج فحصي؟
- كيف يمكنك التأكد من أنني ليس لديَّ سرطان البنكرياس؟
- هل سأحتاج للمزيد من الفحوصات؟
- ما مدى تطور مرضي؟
- هل سيعود بعد العلاج المبدئي؟
- هل سأحتاج لعلاج مدى الحياة لمنع الانتكاس؟
- ماذا يجب أن أفعل إذا عاد المرض مُجددًا؟
- ما مدى حدة تلف البنكرياس لديَّ؟
- ما العلاجات التي يمكنها تخفيف الأعراض؟
- ما الآثار الجانبية المحتملة لكل علاج؟
- ما الأعراض التي تشير إلى أن حالتي آخذة في التفاقم وأنني أحتاج لتحديد موعد طبي آخر؟
- ما أعراض المضاعفات التي عليَّ مراقبتها؟
- لديَّ بعض المشكلات الصحية الأخرى. كيف يمكنني إدارة هذه الحالات معًا على النحو الأفضل؟
- هل يجب عليَّ اتباع أي تعليمات؟
- هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يُمكنني أخذها معي؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟
بالإضافة إلى الأسئلة التي قد أعددتها لطرحها على الطبيب، لا تتردد في طرح أي أسئلة قد تخطر على بالك أثناء موعدك الطبي.
ما يمكن أن يقوم به الطبيب
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عددًا من الأسئلة. والاستعداد للإجابة عن هذه الأسئلة يوفر المزيد من الوقت لمناقشة النقاط التي تريد طرحها. قد يطرح الطبيب الأسئلة التالية:
- متى بدأت تشعر بالأعراض؟
- هل لديك ألم في البطن، أو غمقان البول، أو شحوب البراز، أو الحكة، أو فقدان الوزن؟
- هل أعراضُك مُستمرَّة أم عرَضِية؟
- ما درجة شدة الأعراض لديك؟
- ما الذي يُحسّن أعراضك، إن وُجد؟
- ما الذي، إن وُجد، يؤدي لتفاقم الأعراض لديك؟
- هل شعرت بهذه الأعراض من قبل؟
- هل شُخِّصت من قبل بالإصابة بالتهاب البنكرياس؟
- هل بدأت أخذ أي أدوية جديدة قبل ظهور أعراضك؟
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use