التشوه الشرياني الوريدي الدماغي
تؤثر الأوعية الدموية المتشابكة في الدماغ في تدفق الدم الطبيعي في هذه الحالة النادرة. تعرف على المزيد.
نظرة عامة
التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي هو شبكة من الأوعية الدموية التي تنشئ وصلات غير منتظمة بين الشرايين والأوردة في الدماغ.
تنقل الشرايين الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى الدماغ. وتحمل الأوردة الدم المستنفد منه الأكسجين وتعيده إلى الرئتين والقلب. ولكن التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي يعطل هذه العملية الحيوية.
يمكن أن يظهر التشوّه الشرياني الوريدي في أي مكان بالجسم، غير أن أشهر مواضعه هو الدماغ والحبل النخاعي. التشوهات الشريانية الوريدية الدماغية نادرة الحدوث على وجه العموم.
سبب الإصابة بالتشوهات الشريانية الوريدية الدماغية غير معروف. فغالبية الأشخاص المصابين يُولدون به، ثم يتشكّل في وقت لاحق من حياتهم. وفي حالات نادرة، يمكن أن يكون التَشوّه الشرياني الوريدي سمة تنتقل عبر العائلات.
قد تظهر على بعض المصابين بالتشوّه الشرياني الوريدي الدماغي أعراض، مثل الصداع أو نوبات الصرع. يمكن اكتشاف التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي بعد إجراء فحص للدماغ بحثًا عن مشكلات صحية أخرى. أحيانًا يُكتشف التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي بعد تمزق الأوعية الدموية ونزيفها، ويُسمى بالنزف.
فور تشخيص التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي، يمكن معالجته لمنع حدوث المضاعفات مثل تلف الدماغ أو السكتة الدماغية.
الأعراض
قد لا يسبب التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي أي أعراض حتى ينفجر التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي، مؤديًا إلى حدوث نزيف، ويُعرف باسم النزف. ومن ثَمَّ يكون النزف أول مؤشرات التشوه في نصف حالات التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي تقريبًا.
لكن قد تظهر على بعض المصابين بالتَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي أعراض أخرى غير النزيف، مثل:
- نوبات الصرع.
- صداع أو ألم في منطقة واحدة من الرأس.
- وهَن العضلات أو الشعور بالخَدَر في جزء واحد من الجسم.
قد تُصيب بعض الأشخاص أعراض أخطر حسب المنطقة المصابة بالتَشوّه الشرياني الوريدي، منها:
- الصداع الشديد للغاية.
- الوهن أو الخَدَر أو الشلل.
- فقدان البصر.
- صعوبة الكلام.
- التشوش الذهني أو عدم القدرة على فهم الآخرين.
- صعوبة في المشي.
قد تبدأ أعراض التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي في أي عمر، ولكنها تظهر عادةً بين سن 10 و40 عامًا. ويمكن للتَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي إحداث ضرر في أنسجة المخ بمرور الزمن. حيث تتراكم الآثار الناتجة عنه ببطء وتسبب حدوث الأعراض في بداية مرحلة البلوغ غالبًا.
لكن يظل التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي مستقرًا بحلول منتصف العمر، وتقل إمكانية أن يؤدي إلى ظهور أعراض.
متى تزور الطبيب
اطلب المساعدة الطبية الفورية إذا لاحظت أي أعراض للتَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي، مثل نوبات الصرع أو الصداع أو أعراض أخرى. فالتشوه الشرياني الوريدي الدماغي هو حالة مهددة للحياة وتتطلب رعاية طبية طارئة.
الأسباب
سبب حدوث التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي غير معروف. يعتقد الباحثون أن معظم التشوهات الشريانية الوريدية الدماغية تكون موجودة منذ الولادة، وتتشكل أثناء نمو الجنين داخل الرحم. ولكن قد يظهر أيضًا التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي في مرحلة عمرية لاحقة.
تظهر التشوهات الشريانية الوريدية الدماغية لدى بعض الأشخاص المصابين بتوسع الشعيرات النزفي الوراثي (HHT). يُعرف توسع الشعيرات النزفي الوراثي أيضًا باسم متلازمة أوسلر-ويبر-ريندو. يصيب توسع الشعيرات النزفي الوراثي أيضًا الطريقة التي تتكون بها الأوعية الدموية في مناطق متعددة من الجسم، ومنها الدماغ.
يرسل القلب في العادة الدم المحمل بالأكسجين إلى الدماغ عبر الشرايين. وتبطئ الشرايين تدفق الدم عن طريق تمريره عبر سلسلة من الأوعية الدموية الأصغر فالأصغر. وتسمى أصغر الأوعية الدموية الشعيرات الدموية. ثم توصل الشعيرات الدموية الأكسجين ببطء عبر جدرانها الرقيقة المسامية إلى نسيج الدماغ المحيط بها.
يمر الدم المستنفد منه الأكسجين إلى الأوعية الدموية الصغيرة ثم يصل إلى الأوردة الأكبر. تعيد الأوردة الدم إلى القلب والرئتين للحصول على مزيد من الأكسجين.
وتفتقر الشرايين والأوردة في حالة التَشوّه الشرياني الوريدي إلى هذه الشبكة الداعمة من الأوعية الدموية الأصغر والشعيرات الدموية. وبدلاً من ذلك، يتدفق الدم سريعًا ومباشرة من الشرايين إلى الأوردة. وعندما يحدث هذا، لا تحصل أنسجة الدماغ المحيطة على الأكسجين الذي تحتاج إليه.
عوامل الخطورة
يمكن أن يولد أي شخص مصابًا بتَشوّه شرياني وريدي دماغي، إلا أن العوامل التالية قد تزيد من احتمالية الإصابة به:
- الذكور. يزيد شيوع الإصابة بالتشوهات الشريانية الوريدية الدماغية بين الذكور.
- وجود سيرة مرضية عائلية للإصابة. نادرًا ما تحدث التشوهات الشريانية الوريدية الدماغية داخل بعض العائلات، ولكن ليس واضحًا ما إذا كان هناك عامل وراثي معين يزيد من خطر الإصابة بها. من المحتمل أيضًا أن تنتقل بعض الأمراض الأخرى وراثيًا، مثل توسُّع الشعيرات النزفي الوراثي (HHT)، ما يزيد احتمالية الإصابة بالتشوهات الشريانية الوريدية الدماغية.
المضاعفات
تشمل مضاعفات التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي:
-
نزيف الدماغ. يضغط التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي بشدة على جدران الشرايين والأوردة المصابة. ويسبب الضغط ضعف الشرايين والأوردة أو رقتها. وقد يؤدي هذا إلى انفتاح التَشوّه الشرياني الوريدي ونزيفه في الدماغ، ويُسمى بالنزف.
تتراوح احتمالية نزف مناطق التَشوّه الشرياني الوريدي بين 2% و3% كل عام. من الممكن أن يزداد خطر النزيف في بعض أنواع التَشوّه الشرياني الوريدي. ومن الممكن أن يزداد الخطر أيضًا لدى الأشخاص الذين أصيبوا بنزيف التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي في الماضي.
لا تزال هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث، على الرغم من أن الدراسات لم تتوصل إلى أن الحمل يزيد من خطر النزف لدى النساء المصابات بالتَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي.
لم تُكتشف بعض حالات النزف المرتبطة بالتشوهات الشريانية الوريدية في الدماغ، نظرًا إلى أنها لا تسبب أي أعراض رئيسية. ومع ذلك، من المحتمل حدوث نزيف خطر.
تسبب التشوهات الشريانية الوريدية في الدماغ نحو 2% من إجمالي السكتات الدماغية النزفية كل عام. بالنسبة إلى الأطفال واليافعين المصابين بالنزف في الدماغ، غالبًا ما تكون التشوهات الشريانية الوريدية في الدماغ هي السبب.
-
قلة الأكسجين الواصل إلى أنسجة الدماغ. في التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي، لا يتدفق الدم عبر شبكة الأوعية الدموية الصغيرة التي تُسمى الشعيرات الدموية. وبدلاً من ذلك، يتدفق مباشرة من الشرايين إلى الأوردة. يتدفق الدم سريعًا لأنه لا يتباطأ بسبب الأوعية الدموية الصغيرة.
ولا يستطيع نسيج الدماغ المحيط امتصاص الأكسجين بسهولة من الدم المتدفق سريعًا. ونظرًا إلى عدم كفاية الأكسجين، تضعف أنسجة الدماغ أو قد تتمزق تمامًا. ويؤدي هذا إلى أعراض شبيهة بالسكتة الدماغية، مثل صعوبة التحدث أو الشعور بالضعف أو الخدَر أو فقدان البصر أو فقدان الاتزان الشديد.
- ترقق الأوعية الدموية أو ضعفها. يضغط التشوه الشرياني الوريدي بشدة على جدران الأوعية الدموية الرقيقة والضعيفة. وقد يتشكل تورم في جدار الأوعية الدموية، ويُسمى بتمدد الأوعية الدموية. قد يكون تمدد الأوعية الدموية معرضًا لخطر التمزق.
-
تضرر الدماغ. يمكن أن يستعين الجسم بعدد أكبر من الشرايين لتوصيل الدم إلى منطقة التشوه الشرياني الوريدي الدماغي التي يتدفق فيها الدم بسرعة. ونتيجة لذلك، قد تتضخم بعض مناطق التشوهات الشريانية الوريدية ويتغير مكانها أو تضغط على أجزاء من الدماغ. وربما يؤدي هذا إلى منع السوائل الواقية من التدفق بحرية حول الدماغ.
عند تراكم السوائل، فإنها تضغط على نسيج الدماغ في اتجاه الجمجمة.
أحد أنواع التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي الذي يتضمن وعاءً دمويًا رئيسيًا يُسمى وريد جالينوس يسبب مضاعفات خطرة في الأطفال الرضع. تظهر الأعراض عند الولادة أو بعدها بفترة قصيرة. يؤدي هذا النوع من التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي إلى تراكم السوائل في الدماغ وتورم الرأس. قد تظهر الأوردة المتورمة على فروة الرأس، كما قد تحدث نوبات صرع. الأطفال المصابون بهذا النوع من التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي يمكن أن يصابوا بقصور في النمو وفشل القلب الاحتقاني.
التشخيص
سيراجع اختصاصي الرعاية الصحية أعراضك وسيجري لك فحصًا بدنيًا لتشخيص التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي.
يمكن استخدام اختبار واحد أو أكثر لتشخيص التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي. وعادة ما يُجري اختصاصيو الأشعة المتخصصون في تصوير الدماغ والجهاز العصبي اختبارات تصويرية.
تشمل الاختبارات المستخدمة لتشخيص التشوهات الشريانية الوريدية الدماغية ما يأتي:
-
تصوير الأوعية الدماغية. هو الاختبار الأكثر تفصيلاً لتشخيص التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي. يكشف تصوير الأوعية الدماغية عن موضع الشرايين المغذية والأوردة المصرِّفة، وهو أمر ضروري لوضع خطة العلاج. تصوير الأوعية الدماغية يُسمى أيضًا باسم تصوير الشرايين الدماغية.
في هذا الاختبار، يدخَل أنبوب طويل ورفيع يُسمى أنبوب قسطرة إلى أحد شرايين الأُربية أو المعصم. يُوجه أنبوب القسطرة إلى الدماغ باستخدام الأشعة السينية. وتُحقن صبغة في الأوعية الدموية للدماغ لجعلها مرئية أثناء التصوير بالأشعة السينية.
-
فحص التصوير المقطعي المحوسب. يستخدم التصوير المقطعي المحوسب سلسلة من صور الأشعة السينية لتكوين صور مقطعية مفصلة للدماغ.
وتُحقن أحيانًا صبغة عبر أنبوب إلى داخل أحد الأوردة لإجراء التصوير المقطعي المحوسب. يُعرف هذا النوع من الاختبار باسم التصوير المقطعي المحوسب للأوعية الدموية. هذه الصبغة تتيح رؤية الشرايين التي تغذي التَشوّه الشرياني الوريدي ورؤية الأوردة التي تصرف التَشوّه الشرياني الوريدي بمزيد من التفصيل.
-
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مغناطيسات قوية وموجات راديو لتكوين صور مفصلة للدماغ.
ويتميز التصوير بالرنين المغناطيسي بأنه أكثر حساسية من التصوير المقطعي المحوسب، ويمكنه إظهار التغيرات الدقيقة التي تطرأ على الدماغ وترتبط بالتَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي.
يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي أيضًا معلومات حول موقع التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي بالتحديد وأي حالات نزف مرتبطة به في الدماغ. وهو أمر مهم لتحديد الخيارات العلاجية المناسبة.
يمكن أيضًا حقن صبغة لمعاينة الدورة الدموية داخل الدماغ. يُعرف هذا النوع من الاختبار باسم تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي.
المعالجة
توجد العديد من الخيارات العلاجية المحتملة للتَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي. والهدف الرئيسي من العلاج هو منع النزيف، ويُسمى بالنزف. يمكن أن يساعد العلاج أيضًا على السيطرة على نوبات الصرع أو غيرها من الأعراض الدماغية.
يعتمد العلاج الأنسب على عمرك وحالتك الصحية وحجم التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي وموضعه.
يمكن استخدام الأدوية لعلاج الأعراض التي يسببها التَشوّه الشرياني الوريدي، مثل الصداع أو نوبات الصرع.
التدخل الجراحي هو العلاج الأكثر شيوعًا للتشوهات الشريانية الوريدية بالدماغ. وهناك ثلاثة حلول جراحية:
-
الاستئصال الجراحي. قد يوصى بإجراء جراحة في الدماغ في حالة نزف التَشوّه الشرياني الوريدي أو إذا كان في منطقة يمكن الوصول إليها بسهولة. وفي هذا الإجراء، يزيل الجراح جزءًا من الجمجمة للوصول إلى التشوه الشرياني الوريدي.
يستخدم الجراح مجهرًا عالي الطاقة لسد التشوه الشرياني الوريدي باستخدام مشابك خاصة، ويزيله بعناية من أنسجة الدماغ المحيطة به. ثم يعيد الجراح عظم الجمجمة إلى موضعه ويغلق الشق الجراحي في فروة الرأس.
عادة ما تُجرى عملية الاستئصال عندما يمكن إزالة التشوه الشرياني الوريدي دون وجود احتمالية كبيرة للإصابة بنزف أو نوبة صرع. أما حالات التَشوهات الشريانية الوريدية الموجودة في مناطق عميقة من الدماغ، فإنها تنطوي على خطر الإصابة بمضاعفات، وقد يوصي طبيبك بعلاجات أخرى.
-
الإصمام داخل الأوعية. في هذا الإجراء، يدخَل أنبوب قسطرة إلى أحد شرايين الأُربية في الساق أو المعصم. ثم يمرر أنبوب القسطرة عبر الأوعية الدموية وصولاً إلى الدماغ موجهًا بصور الأشعة السينية.
يوضع أنبوب القسطرة بعدئذ في أحد الشرايين المغذية للتشوه الشرياني الوريدي الدماغي. ثم يحقن الجراح عامل إصمام. وهو جزيئات صغيرة أو مادة شبيهة بالصمغ أو لفافات دقيقة أو مواد أخرى. يسد عامل الإصمام الشريان ويقلل تدفق الدم إلى منطقة التَشوّه الشرياني الوريدي.
الإصمام داخل الأوعية هو إجراء أقل توغلاً من الجراحة التقليدية. ويمكن إجراؤه وحده، ولكنه يستخدم كثيرًا قبل العلاجات الجراحية الأخرى لزيادة عامل الأمان فيها. ويحقق هذا الإجراء تلك النتيجة عن طريق تقليل حجم التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي أو احتمالية النزف.
يمكن استخدام الإصمام داخل الأوعية في بعض حالات التَشوّهات الشريانية الوريدية الدماغية الكبيرة لتقليل الأعراض الشبيهة بأعراض السكتة الدماغية عن طريق إعادة توجيه الدم إلى أنسجة الدماغ.
-
الجراحة الإشعاعية التجسيمية (SRS). تستخدم هذه الطريقة العلاجية حزمًا إشعاعية دقيقة التركيز لتدمير التَشوّه الشرياني الوريدي. ولا يتطلب هذا النوع من الجراحة إجراء شقوق في الجسم كما في العمليات الجراحية الأخرى.
توجّه الجراحة الإشعاعية التجسيمية، بدلاً من ذلك، كثيرًا من الحزم الإشعاعية دقيقة الاستهداف إلى منطقة التشوه الشرياني الوريدي لإتلاف الأوعية الدموية وإحداث ندوب فيها. وبعد ذلك تلتئم الأوعية الدموية المتندبة في منطقة التَشوّه الشرياني الوريدي ببطء في غضون سنة واحدة إلى ثلاث سنوات.
يكون هذا العلاج هو الخيار الأنسب لحالات التَشوّه الشرياني الوريدي صغيرة الحجم التي تصعب إزالتها بالجراحة التقليدية. ويمكن أيضًا استخدامه للتشوهات الشريانية الوريدية التي لا تسبب نزفًا يشكل خطورة على الحياة.
في بعض الأحيان يقرر اختصاصيو الرعاية الصحية مراقبة التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي بدلاً من علاجه. وقد يوصى بذلك إذا ظهرت عليك قليل من الأعراض أو لم تكن هناك أي أعراض، أو إذا كان التَشوّه الشرياني الوريدي في منطقة من الدماغ يصعب علاجها. وتتضمن عملية المراقبة إجراء فحوصات طبية منتظمة تحت إشراف فريق الرعاية الصحية.
العلاجات المستقبلية المحتملة
يدرس الباحثون طرقًا للتنبؤ بخطر النزف على نحو أفضل لدى الأشخاص المصابين بالتَشوّه الشرياني الوريدي (AVM) الدماغي. وهذا يمكن أن يساعد على اتخاذ قرارات علاجية أصوب. فعلى سبيل المثال، قد يكون هناك تأثير على خطر الإصابة بالنزف نتيجةً لارتفاع ضغط الدم في حالات التَشوّه الشرياني الوريدي والمتلازمات الوراثية الدماغية.
ويقيّم الباحثون أيضًا الابتكارات في تقنيات التصوير. وتشمل الابتكارات التصوير ثلاثي الأبعاد، ورسم خرائط مسارات الدماغ، والتصوير الوظيفي، الذي يُنشِئ صورًا لتدفق الدم إلى مناطق معينة من الدماغ. ويمكن لهذه التقنيات تحسين الدقة الجراحية وضمان السلامة في إزالة التَشوّهات الشريانية الوريدية الدماغية مع الحفاظ على الأوعية الدموية المحيطة.
تتيح الابتكارات المستمرة في تقنيات الإصمام والجراحة الإشعاعية والجراحة المجهرية أيضًا إمكانية استخدام الجراحة لعلاج التَشوّهات الشريانية الوريدية الدماغية التي كان يصعب الوصول إليها في السابق. وتزيد الابتكارات مستوى الأمان أيضًا عند إزالة التَشوّهات الشريانية الوريدية الدماغية أثناء الجراحة.
التأقلم والدعم
يمكنك اتخاذ خطوات للتأقلم مع المشاعر التي تصاحب تشخيصك بالتَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي ورحلة تعافيك. فكر في تجريب ما يأتي:
- تعرَّف على التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن رعايتك. استشِر اختصاصي الرعاية الصحية بشأن حجم التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي وموضعه. واسأل عن مدى تأثير ذلك في خيارات علاجك. كلما زادت معرفتك بالتَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي، زادت ثقتك بنفسك عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالعلاج.
- تقبَّل مشاعرك. يمكن أن تسبب مضاعفات التَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي، مثل النزف والسكتة الدماغية، مخاوف عاطفية وأخرى جسدية. واعلم أن المرور بالتقلبات العاطفية أمر شائع. وقد تكون بعض التغييرات العاطفية والمزاجية ناجمة عن الإصابة نفسها، وكذلك عن خطوات التكيف مع المرض.
- ابقَ قريبًا من أصدقائك وعائلتك. قد يكون إبقاء علاقاتك الوثيقة القوية عاملاً مساعدًا أثناء التعافي. يمكن أن يوفر أصدقاؤك وعائلتك المساندة العملية التي تحتاج إليها، مثل مرافقتك في مواعيد الرعاية الصحية الطبية وتقديم الدعم العاطفي.
- ابحث عن شخص ما للتحدث إليه. ابحث عن مستمع جيد يكون على استعداد للاستماع إليك وأنت تتحدَّث عن آمالك ومخاوفك. وقد يكون هذا الشخص صديقًا أو فردًا من العائلة. وقد تفيدك أيضًا أمور أخرى مثل الحصول على اهتمام ودعم أحد الاستشاريين أو اختصاصي طبي اجتماعي أو رجل دين أو مجموعة دعم.
يمكنكِ سؤال اختصاصي الرعاية الصحية عن مجموعات الدعم الموجودة في منطقتك. يمكنك أيضًا البحث عبر الإنترنت أو تَفقَّد المكتبة. قد تجد مجموعة دعم من خلال مؤسسة وطنية، مثل الجمعية الأمريكية للسكتة الدماغية أو مؤسسة أمراض تمدد الأوعية الدموية والتَشوّه الشرياني الوريدي.
التحضير للموعد
يمكن تشخيص التشوه الشرياني الوريدي الدماغي في حالات الطوارئ، وهذا على إثر حدوث نزيف. كما يمكن اكتشافه عقب ظهور أعراض أخرى تستدعي فحصًا للدماغ.
لكن في بعض الحالات، قد يُكتشف التشوه الشرياني الوريدي الدماغي عند تشخيص حالة طبية أخرى غير متعلقة به أو علاجها. وقد تُحال حينها إلى اختصاصي متدرب على علاج حالات الدماغ والجهاز العصبي على سبيل المثال، طبيب أعصاب أو جراح أعصاب.
نظرًا إلى كثرة النقاط المطروحة للمناقشة عادة، يُستحسن أن تكون مستعدًا لموعدك الطبي. إليك بعض النصائح لمساعدتك على الاستعداد ومعرفة ما يمكن توقعه من اختصاصي الرعاية الصحية.
ما يمكنك فعله
- اطلع على أي قيود ينبغي الالتزام بها قبل الموعد الطبي. عند تحديد الموعد الطبي، تأكد من السؤال عما إذا كان هناك أي شيء تحتاج إلى فعله مقدمًا.
- دوِّن أي أعراض تشعر بها، بما فيها الأعراض التي قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي حدَّدت الموعد الطبي من أجله.
- جهِّز قائمة بكل الأدوية والفيتامينات والمكمّلات الغذائية التي تتناولها.
- اطلب من أحد أفراد العائلة أو صديق لك أن يصحبك إلى الموعد، إذا أمكن. في بعض الأحيان يكون من الصعب تذكُّر كل المعلومات المقدمة إليك خلال الموعد الطبي. وقد يتذكر من يرافقك معلومة قد فاتتك أو نسيتها.
- دوّن الأسئلة التي تريد طرحها. لا تتردد أيضًا في طرح الأسئلة التي قد تخطر ببالك خلال الموعد الطبي.
وقت موعدك الطبي محدود عادة؛ لذلك سيساعدك تحضير قائمة بالأسئلة سابقًا على الاستفادة من وقتك إلى الحد الأقصى. وتشمل أمثلة الأسئلة الأساسية التي يمكن طرحها في ما يتعلق بالتَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي ما يأتي:
- ما الأسباب الأخرى المحتملة لأعراضي؟
- ما الاختبارات التي أحتاج إلى إجرائها لتأكيد التشخيص؟
- ما خياراتي العلاجية ومزايا وعيوب كل منها؟
- ما النتائج التي يمكنني توقعها؟
- ما نوع المتابعة التي يجب أن أتوقعها؟
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يسألك طبيب الأعصاب عن الأعراض التي لديك، ويجري لك فحصًا بدنيًا ويضع قائمة بالاختبارات المطلوبة لتأكيد التشخيص.
يجمع الطبيب من خلال الاختبارات معلومات عن حجم التشوّه الشرياني الوريدي وموضعه للمساعدة على تحديد الخيارات المناسبة للعلاج. وقد يطرح عليك طبيب الأعصاب الأسئلة الآتية:
- متى بدأ ظهور الأعراض؟
- هل أعراضك مستمرة أم متقطعة؟
- ما مدى شدة الأعراض لديك؟
- ما الذي يخفف الأعراض التي تشعر بها، إن وجد؟
- ما الذي يؤدي إلى تفاقم الأعراض التي تشعر بها، إن وجد؟
ما الذي يمكنك القيام به في هذه الأثناء
تجنب أي نشاط يمكن أن يرفع ضغط الدم لديك أو يسبب إجهادًا في منطقة التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي، كرفع الأشياء الثقيلة أو سحبها. وتجنب أيضًا تناول أي أدوية مميعة للدم، مثل وارفارين (Jantovin).
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use