ورم الدماغ
اكتشف المزيد من المعلومات عن الأنواع والمؤشرات والأعراض والأسباب المختلفة لأورام الدماغ التي تنشأ نتيجة لتكاثر الخلايا في الدماغ.
نظرة عامة
ورم الدماغ هو نمو للخلايا في الدماغ أو بالقرب منه. يمكن أن تحدث أورام الدماغ في أنسجة الدماغ. ويمكن أن تحدث بالقرب من أنسجة الدماغ. وتشمل هذه الأماكن القريبة الأعصاب والغدة النخامية والغدة الصنوبرية والأغشية التي تغطي سطح الدماغ.
يمكن أن تبدأ أورام الدماغ داخل الدماغ. ويطلَق عليها اسم أورام الدماغ الأولية. وأحيانًا، يصل السرطان من أجزاء أخرى من الجسم إلى الدماغ. وتُسمى هذه الأورام أورام الدماغ الثانوية، ويطلق عليها أيضًا أورام الدماغ النقيلية.
لأورام الدماغ الأولية عدة أنواع مختلفة. فبعض أورام الدماغ ليست سرطانية. ويطلَق عليها أورام الدماغ غير السرطانية أو أورام الدماغ الحميدة. وقد تنمو أورام الدماغ غير السرطانية بمرور الوقت وتضغط على أنسجة الدماغ. أما الأنواع الأخرى من أورام الدماغ الأخرى فهي سرطانات الدماغ، وتسمى أيضًا أورام الدماغ الخبيثة. وقد تنمو سرطانات الدماغ بسرعة. ويمكن للخلايا السرطانية أن تغزو أنسجة الدماغ وتدمرها.
يتراوح حجم أورام الدماغ بين الأورام الصغيرة جدًا والكبيرة جدًا. وتُكتشف بعض أورام الدماغ عندما تكون صغيرة جدًا لأنها تسبب أعراضًا تلاحظها على الفور. بينما تنمو أنواع أخرى من أورام الدماغ حتى حجم كبير جدًا قبل اكتشافها. بعض أجزاء الدماغ تكون أقل نشاطًا من غيرها. فإذا بدأ ورم الدماغ في جزء أقل نشاطًا من الدماغ، فقد لا يسبب ظهور أعراض على الفور. وقد يصل الورم إلى حجم كبير جدًا قبل اكتشافه.
تختلف خيارات علاج أورام الدماغ باختلاف نوع الورم وحجمه وموقعه. وتشمل العلاجات الشائعة الجراحة والعلاج الإشعاعي.
الأنواع
ثمة أنواع كثيرة من أورام الدماغ. ويعتمد نوع ورم الدماغ على نوع الخلايا التي تشكل الورم. يمكن أن توفر الفحوصات المختبرية لخلايا الورم معلومات عن الخلايا. ويستخدم فريق الرعاية الصحية هذه المعلومات لاكتشاف نوع ورم الدماغ.
تكون بعض أنواع أورام الدماغ عادةً غير سرطانية. ويطلَق عليها أورام الدماغ غير السرطانية أو أورام الدماغ الحميدة. وفي بعض الحالات، تكون بعض أنواع أورام الدماغ سرطانية. وتسمَّى هذه الأنواع سرطانات الدماغ أو أورام الدماغ الخبيثة. يمكن أن تكون بعض أنواع أورام الدماغ حميدة أو خبيثة.
وعادةً ما تكون أورام الدماغ الحميدة بطيئة النمو. بينما تكون أورام الدماغ الخبيثة غالبًا سريعة النمو.
تشمل أنواع أورام الدماغ:
- الأورام الدِبقية وأورام الدماغ المرتبطة بها. الأورام الدِبقية هي نمو غير طبيعي لخلايا تشبه الخلايا الدِبقية. والخلايا الدِبقية هي خلايا تحيط بالخلايا العصبية في أنسجة الدماغ وتدعمها. تشمل الأورام الدِبقية وأورام الدماغ المرتبطة بها الورم النجمي والورم الأرومي الدِبقي وورم الدِبقيات قليلة التغصُّن والورم البطاني العصبي. يمكن أن تكون الأورام الدِبقية حميدة، لكن معظمها أورام خبيثة. والورم الأرومي الدِبقي هو النوع الأكثر شيوعًا من أورام الدماغ الخبيثة.
- أورام الضفيرة المشيمية. تبدأ أورام الضفيرة المشيمية في الخلايا التي تفرز السائل المحيط بالدماغ والحبل النخاعي، ويُطلق على هذا السائل اسم السائل الدماغي النخاعي. تقع أورام الضفيرة المشيمية في التجاويف المملوءة بالسوائل في الدماغ، التي تسمى البُطينات. ويمكن أن تكون أورام الضفيرة المشيمية حميدة أو خبيثة. سرطان الضفيرة المشيمية هو الشكل الخبيث لهذا النوع من أورام الدماغ. وهو أكثر شيوعًا عند الأطفال.
- الأورام الجنينية. تبدأ الأورام الجنينية في الخلايا المتبقية من نمو الجنين. وتظل تلك الخلايا -التي تسمى الخلايا الجنينية- في الدماغ بعد الولادة. الأورام الجنينية هي أورام دماغية خبيثة تحدث غالبًا لدى الرضّع والأطفال الصغار. والنوع الأكثر شيوعًا من الأورام الجنينية هو الورم الأرومي النخاعي. ويحدث عادةً في الجزء السفلي الخلفي من الدماغ المُسمَّى المُخيخ.
- أورام الخلايا الجنسية. تبدأ أورام الخلايا الجنسية في الخلايا التناسلية -المعروفة أيضًا بالخلايا الجنسية- التي تتحول إلى خلايا نطفية وخلايا البويضات. توجد الخلايا الجنسية في الغالب في المِبيَضين والخصيتين، لكنها توجد أحيانًا في أجزاء أخرى من الجسم كالدماغ. وعند حدوث أورام الخلايا الجنسية في الدماغ، فإنها غالبًا ما تظهر بالقرب من الغدة الصنوبرية أو الغدة النخامية. وغالبًا ما تكون أورام الخلايا الجنسية حميدة. وهي أكثر شيوعًا عند الأطفال.
- الأورام الصنوبرية. تبدأ الأورام الصنوبرية في الغدة الصنوبرية في الدماغ وحول الغدة. تقع الغدة الصنوبرية في منتصف الدماغ. وتنتج هرمونًا يسمى الميلاتونين الذي يساعد على النوم. يمكن أن تكون الأورام الصنوبرية حميدة أو خبيثة. ورم الأرومة الصنوبرية هو نوع خبيث من الأورام الصنوبرية وهو أكثر شيوعًا عند الأطفال.
- الأورام السحائية. الأورام السحائية هي أورام دماغية تبدأ في الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل النخاعي. وتكون الأورام السحائية حميدة في الغالب، لكنها قد تكون خبيثة في بعض الأحيان. والأورام السحائية هي أكثر أنواع أورام الدماغ الحميدة شيوعًا.
- أورام الأعصاب. أورام الأعصاب هي نمو غير طبيعي يحدث في الأعصاب وحولها. والنوع الأكثر شيوعًا الذي يحدث في الرأس هو ورم العصب السمعي، ويسمى أيضًا الورم الشِفاني. يحدث هذا الورم الحميد على العصب الرئيسي الذي يربط الأذن الداخلية بالدماغ.
- أورام الغدة النخامية. يمكن أن تبدأ أورام الدماغ في الغدة النخامية وحولها، وهي غدة صغيرة تقع بالقرب من قاعدة الدماغ. معظم الأورام التي تحدث في الغدة النخامية وحولها أورام حميدة، وتحدث أورام الغدة النخامية في الغدة النخامية نفسها. ومن أورام الدماغ التي تحدث بالقرب من الغدة النخامية الورم القحفي البلعومي.
- أورام الدماغ الأخرى. يمكن أن تحدث أنواع كثيرة أخرى من الأورام النادرة في الدماغ وحوله. وقد تبدأ تلك الأورام في العضلات والأوعية الدموية والنسيج الضام المحيط بالدماغ. يمكن أن تتكون الأورام في عظام الجمجمة. وقد تبدأ أورام الدماغ الخبيثة من خلايا الجهاز المناعي المقاومة للجراثيم في الدماغ. ويُطلق على هذا النوع من سرطان الدماغ لمفومة الجهاز العصبي المركزي الأولية.
الأعراض
تختلف مؤشرات ورم الدماغ وأعراضه باختلاف حجم ورم الدماغ وموقعه. وقد تعتمد الأعراض أيضًا على مدى سرعة نمو ورم الدماغ، التي تسمى أيضًا درجة الورم.
قد تشمل المؤشرات والأعراض العامة الناتجة عن أورام الدماغ:
- صداعًا أو ضغطًا في الرأس يكون أشد في الصباح.
- صداعًا يتكرر حدوثه كثيرًا ويبدو أكثر حدة.
- نوبات صداع توصف أحيانًا بأنها شبيهة بالصداع الناتج عن التوتر أو الصداع النصفي.
- الغثيان أو القيء.
- مشكلات في العين، مثل ضبابية الرؤية أو الرؤية المزدوجة أو فقدان الرؤية الجانبية.
- فقدان الإحساس أو الحركة في أحد الذراعين أو إحدى الساقين.
- صعوبة الاتزان.
- مشكلات التحدث.
- الشعور بالتعب الشديد.
- الشعور بالتشوش في ممارسة الأمور اليومية.
- مشكلات الذاكرة.
- مواجهة صعوبة في اتباع الأوامر البسيطة.
- تغيرات في الشخصية أو السلوك.
- نوبات الصرع، خاصةً إذا لم يكن هناك سوابق للإصابة بنوبات الصرع.
- مشكلات في السمع.
- الدوخة أو الشعور بأن العالم يدور، ويسمى أيضًا الدوار.
- الشعور بالجوع الشديد وزيادة الوزن.
تسبب أورام الدماغ غير السرطانية في الأغلب أعراضًا تتطور ببطء. ويُطلق أيضًا على أورام الدماغ غير السرطانية اسم أورام الدماغ الحميدة. وقد تسبب أعراضًا بسيطة لا تلاحظها في البداية. وربما تأخذ الأعراض في التفاقم على مدار أشهر أو سنوات.
تسبب أورام الدماغ السرطانية أعراضًا تتفاقم بسرعة. ويُطلق أيضًا على أورام الدماغ السرطانية اسم سرطانات الدماغ أو أورام الدماغ الخبيثة. وتسبب أعراضًا تظهر فجأة، وتتفاقم خلال أيام أو أسابيع.
الصداع الناتج عن أورام الدماغ
الصداع هو أكثر أعراض أورام الدماغ شيوعًا. ويتعرض حوالي نصف المصابين بأورام الدماغ للإصابة بالصداع. قد يحدث الصداع نتيجة ضغط ورم دماغي آخذ في النمو على الخلايا السليمة المحيطة به. أو يمكن أن يسبب الورم الدماغي حدوث تورم في الدماغ يزيد بدوره من الضغط في الرأس ويؤدي إلى الصداع.
عادةً ما يزداد ألم الصداع الذي تسببه أورام الدماغ عند الاستيقاظ صباحًا. لكن يمكن الشعور به في أي وقت. ويصاب بعض الأشخاص بحالات صداع توقظهم من النوم. وكثيرًا ما تسبب حالات الصداع الناتجة عن أورام الدماغ ألمًا يزداد سوءًا مع السعال أو الإجهاد. غالبًا ما يبلغ الأشخاص المصابون بأورام الدماغ أن الصداع الذين يشعرون به يشبه الصداع الناتج عن التوتر. بينما يشبهه بعض الأشخاص بالشقيقة (الصداع النصفي).
قد تسبب أورام الدماغ التي تصيب مؤخرة الرأس صداعًا مع ألم في الرقبة. وفي حال كان الورم الدماغي موجودًا في مقدمة الرأس، فقد يشبه الصداع ألم العين أو ألم الجيوب الأنفية.
أعراض ورم الدماغ حسب موقعه
يسمى الجزء الرئيسي من الدماغ بالمخ. قد تسبب أورام الدماغ الموجودة في أجزاء مختلفة من المخ أعراضًا مختلفة.
- أورام الدماغ في مقدمة الدماغ. توجد الفصوص الجبهية في مقدمة الدماغ، وتتحكم في التفكير والحركة. قد تسبب أورام الدماغ التي تصيب الفص الجبهي مشكلات في الاتزان وصعوبة في المشي. وقد تكون أعراضها تغيرات في الشخصية، مثل النسيان وفقدان الاهتمام بممارسة الأنشطة المعتادة. يلاحظ أفراد العائلة أحيانًا أن الشخص المصاب بورم في الدماغ يبدو مختلفًا.
- أورام الدماغ في منتصف الدماغ. توجد الفصوص الجدارية أعلى منتصف الدماغ، وتساعد على معالجة معلومات حواس اللمس والتذوق والشم والبصر والسمع. وقد تسبب أورام الدماغ التي تصيب الفص الجداري مشكلات تتعلق بالحواس. ومن أمثلتها مشكلات في البصر والسمع.
- أورام الدماغ في مؤخرة الدماغ. توجد الفصوص القذالية في مؤخرة الدماغ، وتتحكم في البصر. ويمكن أن تسبب أورام الدماغ التي تصيب الفص القذالي فقدان البصر.
- أورام الدماغ في الجزء السفلي من الدماغ. توجد الفصوص الصدغية على جانبي الدماغ، وتعالج الذكريات والحواس. يمكن أن تسبب أورام الدماغ التي تصيب الفص الصدغي مشكلات في الذاكرة. وقد ينتج عنها أن يرى الشخص أو يتذوق أو يشم شيئًا غير موجود. وأحيانًا ما يكون المذاق أو الرائحة كريهَين أو غير معتادَين.
متى تزور الطبيب
حدد موعدًا مع الطبيب إذا كانت لديك مؤشرات وأعراض مستمرة تثير قلقك.
الأسباب
أورام المخ التي تبدأ في المخ
تُسمى أورام الدماغ التي تبدأ في صورة نمو لخلايا الدماغ بأورام الدماغ الأولية. وقد تبدأ في الدماغ مباشرة أو في الأنسجة المجاورة له. وقد تشمل هذه الأنسجة المجاورة الأغشية التي تغطي الدماغ وتُسمى السحايا. ويمكن أن تظهر أورام الدماغ أيضًا في الأعصاب والغدة النخامية والغدة الصنوبرية.
تظهر أورام الدماغ عندما تتعرض الخلايا الموجودة في الدماغ أو القريبة منه لتغيرات في الحمض النووي. ويحمل الحمض النووي للخلية التعليمات التي تُملى على الخلية الأوامر المطلوب تنفيذها. وتأمر التغيرات الخلايا بالنمو بسرعة ومواصلة دورة حياتها في الوقت الذي تموت فيه الخلايا السليمة كجزء من دورة حياتها الطبيعية. ويؤدي ذلك إلى وجود كثير من الخلايا الزائدة في الدماغ. وقد تشكل الخلايا نموًا يُسمى ورمًا.
ولم تتضح بعد العوامل المُسببة لتغيرات الحمض النووي التي تؤدي إلى أورام الدماغ. وبالنسبة إلى الكثيرين ممن يُصابون بأورام الدماغ، لا يُعرف السبب أبدًا. وتنتقل تغيرات الحمض النووي أحيانًا من الآباء إلى الأبناء.وقد تُزيد التغيرات من خطر الإصابة بورم في الدماغ. لكن أورام الدماغ الوراثية تلك نادرة الحدوث. إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بأورام الدماغ، فيُرجى مناقشة هذا الأمر مع الطبيب. وربما تفكر في مقابلة طبيب مدرَّب على العوامل الوراثية لتفهم ما إذا كان تاريخك العائلي يزيد من خطر إصابتك بورم في الدماغ.
عندما تظهر أورام الدماغ لدى الأطفال، ففي الغالب أنها تنتمي إلى أورام الدماغ الأولية. وفي البالغين، تكون أورام الدماغ على الأرجح سرطانًا بدأ في مكان آخر بالجسم وانتشر إلى الدماغ.
السرطان الذي ينتشر إلى الدماغ
تحدث أورام الدماغ الثانوية عندما يبدأ السرطان في مكان آخر وينتشر إلى الدماغ. وعندما ينتشر السرطان، يُطلق عليه اسم السرطان النقيلي.
يمكن لأي سرطان أن ينتقل إلى الدماغ، لكن تتضمن أنواعه الشائعة الآتي:
- سرطان الثدي.
- سرطان القولون.
- سرطان الكلى.
- سرطان الرئة.
- الورم الميلانيني.
لا يُعرف بشكل واضح السبب وراء انتشار بعض أنواع السرطانات إلى الدماغ، بينما من المرجح أن تنتشر أنواع أخرى إلى أماكن أخرى في الجسم.
تحدث أورام الدماغ الثانوية غالبًا لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الإصابة بالسرطان. لكن في حالات نادرة، قد يكون ورم الدماغ أول مؤشر على الإصابة بالسرطان الذي بدأ في مكان آخر من الجسم.
تَشيع الإصابة بأورام الدماغ الثانوية لدى البالغين بصورة أكبر من أورام الدماغ الأولية.
عوامل الخطورة
في معظم الحالات، تتعذر معرفة سبب الإصابة بأورام الدماغ الأوّلية. لكن الأطباء حددوا بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالات الإصابة.
وتشمل عوامل الخطورة:
- السن. يمكن أن تحدث أورام الدماغ في أي سن، لكنها غالبًا ما تصيب البالغين الأكبر سنًا. تصيب بعض أورام الدماغ البالغين بشكل رئيسي، وبعضها يظهر غالبًا بين الأطفال.
- العِرق. يمكن لأي شخص أن يصاب بورم في الدماغ. لكن بعض أنواع أورام الدماغ أكثر شيوعًا بين الأشخاص من أعراق معينة. فعلى سبيل المثال، يكثر الأورام الدِبقية بين ذوي البشرة البيضاء. بينما تشيع الأورام السحائية بين ذوي البشرة السوداء.
-
التعرض للإشعاع. يزداد احتمال تعرض الأشخاص الذين تعرضوا لنوع قوي من الإشعاع للإصابة بأورام الدماغ. ويُطلق على هذا النوع القوي من الإشعاع اسم الإشعاع المؤيِّن. ويتسم هذا الإشعاع بقوّته القادرة على إحداث تغيرات في الحمض النووي في خلايا الجسم. وقد تؤدي تغيرات الحمض النووي بدورها إلى الإصابة بالأورام والسرطانات. ومن أمثلة الإشعاعات المؤيِّنة العلاج الإشعاعي المستخدم في معالجة السرطان، والتعرض للإشعاع الناتج عن القنابل الذرية.
ليس هناك ارتباط بين الإشعاع منخفض المستوى المنبعث من الأدوات المستخدمة يوميًا وبين الإصابة بأورام الدماغ. وتشمل مستويات الإشعاع المنخفضة الطاقة المنبعثة من الهواتف المحمولة والموجات الراديوية. لا يوجد دليل مقنع على أن استخدام الهواتف المحمولة يسبب أورام الدماغ. غير أن هناك مزيد من الدراسات ما زالت جارية للتحقق من ذلك.
- المتلازمات الموروثة التي تزيد من احتمالات الإصابة بورم الدماغ. تسري بعض تغيرات الحمض النووي التي تزيد من خطر الإصابة بورم الدماغ بين أجيال العائلات. ومن أمثلتها تغيرات الحمض النووي التي تسبب الوُرام الليفي العصبي 1 و2 والتصلب الحدبي ومتلازمة لينش ومتلازمة لي-فروميني وداء فون هِيبل لينداو وداء السلائل الورمي الغدي العائلي ومتلازمة كاودن ومتلازمة غورلين.
الوقاية
لا توجد طريقة للوقاية من أورام الدماغ. وإذا أصبت بورم في الدماغ، فأنت لست السبب بأي حال من الأحوال في ذلك.
قد يتعين على الأشخاص المعرضين بشكل أكبر لخطر الإصابة بورم الدماغ التفكير في إجراء اختبارات فحص. لن يقي الفحص من الإصابة بورم الدماغ. لكنه قد يساعد على اكتشاف ورم الدماغ وهو صغير الحجم، وحينها يكون من المرجح نجاح العلاج.
إذا كان لديك تاريخ عائلي مع أورام الدماغ أو متلازمات موروثة تزيد من خطر الإصابة بأورام الدماغ، فتحدث عن الأمر إلى طبيبك. ويمكن أن تفكر في مقابلة استشاري أمراض وراثية أو طبيب آخر مدَّرب في الخصائص الوراثية. إذ يمكن أن يساعدك على فهم الخطر وطرق التعامل معه. على سبيل المثال، يمكنك التفكير في اختبارات فحص أورام الدماغ. وقد تشمل الاختبارات فحصًا تصويريًا أو فحصًا عصبيًا لفحص البصر والسمع والتوازن والتنسيق والمنعكسات.
التشخيص
إذا اشتبه الطبيب في إصابتك بورم في الدماغ، فقد يلزم إجراء عدد من الاختبارات والإجراءات للتأكد من ذلك. وقد يشمل ذلك:
- الفحص العصبي. يختبر الفحص العصبي أجزاء مختلفة من الدماغ للتعرف على طبيعة عملها. وقد يشمل هذا الفحص اختبار البصر والسمع والاتزان والتناسق الحركي والقوة وردود الفعل اللاإرادية. وفي حال وجود مشكلة في مكان واحد أو أكثر، يمكن أن يسترشد الطبيب به. لا يكشف الفحص العصبي عن ورم الدماغ. ولكنه يساعد الطبيب على معرفة جزء الدماغ الذي قد تكون المشكلة فيه.
- التصوير المقطعي المحوسب للرأس. يستخدم التصوير المقطعي المحوسب، الذي يُطلق عليه اختصارًا CT، الأشعة السينية لالتقاط صور. ويُستخدم هذا النوع من الفحص على نطاق واسع، وتخرُج نتائجه سريعًا. لذلك فقد يكون أول فحص تصويري يُجرى عند الإصابة بنوبات صداع أو غير ذلك من الأعراض التي قد ترجع لعدد من الأسباب المحتملة. يمكن للتصوير المقطعي المحوسب أن يكشف عن المشكلات الموجودة في الدماغ وحوله. وتقدم نتائجه للطبيب أدلة لتحديد الاختبار الذي يجب إجراؤه تاليًا. إذا رأى الطبيب ورمًا في الدماغ في نتائج التصوير المقطعي المحوسب، فقد يلزم تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي.
-
تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي. يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي، الذي يُطلق عليه اختصارًا MRI، مغناطيسات قوية لالتقاط صور للجسم من الداخل. وغالبًا ما يُستخدم لاكتشاف أورام الدماغ لأنه يُظهر الدماغ بشكل أوضح مما في الفحوص التصويرية الأخرى.
غالبًا ما تُحقن صبغة في أحد أوردة الذراع قبل إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي. وتزيد هذه الصبغة وضوح الصور. وهذا يجعل رؤية الأورام الصغيرة أسهل، ومن ثم تساعد فريق الرعاية الصحية على التمييز بين الورم والأنسجة السليمة في الدماغ.
يلزم أحيانًا إجراء نوع خاص من التصوير بالرنين المغناطيسي لالتقاط صور أكثر تفصيلاً. ومن الأمثلة على ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. يُظهر هذا النوع الخاص من التصوير بالرنين المغناطيسي أجزاء الدماغ التي تتحكم في التحدث والحركة والوظائف المهمة الأخرى. ويساعد ذلك الطبيب على التخطيط للجراحة والعلاجات الأخرى.
من اختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي الخاصة الأخرى قياس طيف الرنين المغناطيسي. ويستخدم هذا الاختبار التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس مستويات مواد كيميائية معينة في خلايا الورم. قد يوضح الارتفاع أو الانخفاض الكبيرَين في مستويات المواد الكيميائية لفريق الرعاية الصحية نوع ورم الدماغ الذي لديك.
تصوير الإرواء بالرنين المغناطيسي نوع خاص آخر من أنواع التصوير بالرنين المغناطيسي. ويستخدم هذا الفحص التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس كمية الدم في أجزاء من ورم الدماغ المختلفة. وقد تكون أجزاء الورم التي تحتوي على كمية أكبر من الدم هي الأكثر نشاطًا. ويستخدم فريق الرعاية الصحية هذه المعلومات لوضع خطتك العلاجية.
-
التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للدماغ. يمكن للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، الذي يُطلق عليه اختصارًا PET، اكتشاف بعض أورام الدماغ. يستخدم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني مادة تتبُّع مشعة تُحقن في أحد الأوردة. وتتنقل مادة التتبع عبر الدم وتلتصق بخلايا ورم الدماغ. تُظهر مادة التتبع خلايا الورم في الصور التي التقطها جهاز التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. وتمتص الخلايا التي تنقسم وتتضاعف بسرعة كمية أكبر من مادة التتبع.
يفيد التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني في الأغلب في اكتشاف أورام الدماغ سريعة النمو، ومن أمثلتها الأورام الأرومية الدبقية وبعض الأورام الدبقية قليلة التغصُّن. قد لا يكتشف التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أورام الدماغ بطيئة النمو. فغالبًا ما يكون نمو أورام الدماغ غير السرطانية أبطأ من غيرها، لذلك يكون التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أقل نفعًا في ما يتعلق باكتشاف أورام الدماغ الحميدة. لا يحتاج كل شخص مصاب بورم في الدماغ إلى الخضوع للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. فاسأل طبيبك ما إذا كنت بحاجة إلى الخضوع للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
-
سحب عينة من الأنسجة. خزعة الدماغ إجراء يهدف إلى سحب عينة من أنسجة ورم الدماغ لفحصها في المختبر. غالبًا ما يسحب الجراح العينة أثناء جراحة استئصال ورم الدماغ.
إذا لم يكن إجراء الجراحة ممكنًا، فيمكن أن تُسحب العينة بإبرة. تُسحب العينة من أنسجة ورم الدماغ بإبرة في إجراء يسمى الخزعة بالإبرة باستخدام التوجيه التجسيمي.
وخلال هذا الإجراء، يُحفر ثقب صغير في الجمجمة، ثم تُدخَل إبرة رفيعة فيه. وتُستخدم هذه الإبرة لسحب عينة من الأنسجة. تُستخدم الفحوص التصويرية -مثل التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي- لتوجيه الإبرة. لن تشعر بأي شيء أثناء الخزعة إذ يُستخدم دواء لتخدير هذه المنطقة. ستتلقى أيضًا في الغالب دواءً يجعلك في حال شبيهة بالنوم بحيث لا تكون مدركًا لما يجري.
يمكن إجراء الخزعة بالإبرة بدلاً من الجراحة إذا كان فريق الرعاية الصحية يخشى أن تلحق العملية ضررًا بجزء مهم من دماغك. وقد تقتضي الحاجة سحب عينة بالإبرة من أنسجة ورم الدماغ إذا كان الورم في مكان يصعب الوصول إليه بالجراحة.
قد تحدث بعض المضاعفات نتيجة لخزعة الدماغ. وتشمل المخاطر النزف في الدماغ وتلفًا في أنسجته.
- فحص عينة الأنسجة في المختبر. تُرسَل عينة الخزعة إلى المختبر لفحصها. ويمكن أن توضح الاختبارات ما إذا كانت الخلايا سرطانية أم لا. ويمكن لشكل الخلايا تحت المجهر أن يكشف لفريق الرعاية الصحية عن مدى سرعة نمو الخلايا، وهو ما يُطلق عليه درجة ورم الدماغ. يمكن للفحوص الأخرى اكتشاف تغيرات الحمض النووي الموجودة في الخلايا. ويساعد ذلك فريق الرعاية الصحية على وضع الخطة العلاجية.
درجات أورام الدماغ
تُحدَّد درجة ورم الدماغ عند اختبار خلايا الورم في المختبر. وتكشف درجة الورم لفريق الرعاية الصحية مدى سرعة نمو الخلايا وتكاثرها. وتعتمد الدرجة على شكل الخلايا تحت المجهر. وتتراوح الدرجات ما بين الأولى والرابعة.
ينمو ورم الدماغ من الدرجة الأولى ببطء. ولا تكون خلايا الورم مختلفة كثيرًا عن الخلايا السليمة المجاورة. وكلما زادت الدرجة، تتعرض الخلايا لتغيّرات تجعلها تبدو مختلفة بشدة. ينمو ورم الدماغ من الدرجة الرابعة بسرعة كبيرة. ويصبح شكل الخلايا مختلفًا تمامًا عن الخلايا السليمة المجاورة.
لا توجد مراحل لأورام الدماغ. لكن هناك أنواع أخرى من السرطان لها مراحل. وبالنسبة إلى هذه الأنواع الأخرى، تصف مرحلة السرطان مدى تقدمه وما إذا كان قد انتشر. ومن غير المرجح أن تنتشر أورام الدماغ وسرطانات الدماغ، لذلك ليس لها مراحل.
مآل المرض
يستخدم فريق الرعاية الصحية كل المعلومات التي يحصل عليها من الاختبارات التشخيصية لفهم مآل المرض. والمقصود بمآل المرض هو مدى احتمالية الشفاء من ورم الدماغ. وتشمل العوامل التي يمكن أن تؤثر في مآل المرض لدى الأشخاص المصابين بأورام الدماغ ما يلي:
- نوع ورم الدماغ.
- سرعة نمو ورم الدماغ.
- مكان الورم داخل الدماغ.
- تغيرات الحمض النووي الموجودة في خلايا ورم الدماغ.
- مدى إمكانية استئصال ورم الدماغ تمامًا بالجراحة.
- صحتك ورفاهك بشكل عام.
إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن مآل المرض، فيمكنك مناقشة ذلك مع فريق الرعاية الصحية.
المعالجة
يعتمد علاج ورم الدماغ على ما إذا كان الورم يصنَّف على أنه سرطان في الدماغ أو ورم غير سرطاني؛ أو ما يُطلق عليه أيضًا ورم الدماغ الحميد. وتعتمد خيارات العلاج أيضًا على نوع ورم الدماغ وحجمه ودرجته ومكانه. قد تشمل خيارات العلاج الجراحة والعلاج الإشعاعي والجراحة الإشعاعية والعلاج الكيميائي والعلاج الاستهدافي. عند النظر في خيارات العلاج المتاحة لك، سيأخذ فريق الرعاية الصحية أيضًا حالتك الصحية العامة وتفضيلاتك الشخصية بعين الاعتبار.
قد لا تستدعي الحالة علاجًا فوريًا. فربما لا تحتاج إلى علاج فوري إذا كان ورم الدماغ صغيرًا وليس سرطانيًا ولا يسبب ظهور أي أعراض. فبعض أورام الدماغ الصغيرة والحميدة قد لا تنمو أو تنمو ببطء شديد بحيث لا تسبب مشكلات على الإطلاق. قد تخضع لفحوص التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ بضع مرات في العام للتحقق من نمو ورم الدماغ. أما إذا كان ورم الدماغ ينمو بمعدل أسرع من المتوقع أو إذا ظهرت عليك أعراض، فقد تحتاج إلى تلقي علاج.
الجراحة
تهدف جراحة أورام الدماغ إلى استئصال كل خلايا الورم. إلا أنه قد لا يمكن دائمًا استئصال الورم بالكامل. ولذلك يعمل الجراح على استئصال أكبر قدر ممكن من ورم الدماغ بأمان عندما يكون ذلك ممكنًا. يمكن استخدام جراحة استئصال ورم الدماغ لعلاج سرطانات الدماغ وأورام الدماغ الحميدة.
تكون بعض أورام الدماغ صغيرة ويسهل فصلها عن النسيج المحيط بالدماغ، ما يجعل إزالة الورم بالكامل أمرًا ممكنًا. ولكن هناك أورام دماغ أخرى لا يمكن فصلها عن النسيج المحيط. ففي بعض الأحيان يقع الورم بالقرب من جزء مهم في الدماغ. وعندئذ تكون الجراحة خطيرة في هذه الحالة. قد يستأصل الجراح أكبر قدر تُمكن إزالته من الورم مع الحفاظ على سلامة المريض. ويُطلق على استئصال جزء فقط من ورم الدماغ أحيانًا الاستئصال الجزئي.
قد تساعد إزالة جزء من ورم الدماغ على تقليل الأعراض.
تُجرى جراحات استئصال ورم الدماغ بعدة طرُق. ويعتمد الخيار الأنسب لك على حالتك. ومن أمثلة أنواع جراحة أورام الدماغ:
-
إزالة جزء من الجمجمة للوصول إلى ورم الدماغ. يطلق على جراحة الدماغ التي تتضمن إزالة جزء من الجمجمة حج القحف. وهي الطريقة التي تُجرى بها معظم عمليات إزالة أورام الدماغ. تُستخدم طريقة حج القحف لعلاج أورام الدماغ السرطانية والحميدة.
يفتح الجراح شقًا في فروة الرأس، ويُبعد الجلد والعضلات. ثم يستخدم مثقابًا لقطع جزء من عظام الجمجمة، وتُزال العظام للوصول إلى الدماغ. وفي حال كان الورم موجودًا في منطقة عميقة داخل الدماغ، فقد تُستخدم أداة لإبعاد أنسجة الدماغ السليمة برفق. بعد ذلك يُستأصل ورم الدماغ باستخدام أدوات خاصة. وفي بعض الأحيان يُستخدم الليزر لتدمير الورم.
ستتلقى أثناء الجراحة دواءً لتخدير هذه المنطقة حتى لا تشعر بأي شيء، وستُعطى أيضًا دواءً يجعلك في حال تشبه النوم. في بعض الأحيان تكون يقِظًا أثناء إجراء جراحة الدماغ، ويسمى ذلك جراحة الدماغ أثناء اليقظة. وفي حال اليقظة تلك، قد يطرح عليك الجراح بعض الأسئلة ويراقب نشاط دماغك عند إجابتك عن هذه الأسئلة. ويساعد هذا على الحد من احتمالات تعريض أجزاء مهمة من الدماغ للضرر.
عند الانتهاء من جراحة إزالة الورم، يُعاد جزء عظام الجمجمة إلى موضعه.
-
استخدام أنبوب طويل ورفيع للوصول إلى ورم الدماغ. تتضمن جراحة الدماغ بالتنظير الداخلي إدخال أنبوب طويل ورفيع إلى الدماغ. ويُطلق على هذا الأنبوب المنظار الداخلي. يحمل الأنبوب مجموعة من العدسات أو كاميرا صغيرة تنقل الصور إلى الجراح. وتُدخَل أدوات خاصة عبر الأنبوب لإزالة الورم.
غالبًا ما تُستخدم جراحة الدماغ بالتنظير الداخلي لعلاج أورام الغدة النخامية. وتنمو هذه الأورام خلف تجويف الأنف مباشرةً. يُدخَل الأنبوب الطويل والرفيع عبر الأنف والجيوب الأنفية وصولاً إلى الدماغ.
تُستخدم جراحة الدماغ بالتنظير الداخلي أحيانًا لإزالة أورام الدماغ الموجودة في أجزاء أخرى منه. وقد يستخدم الجراح مثقابًا لفتح ثقب في الجمجمة. ثم يُدخَل الأنبوب الطويل والرفيع بعناية عبر أنسجة الدماغ. ويمتد الأنبوب حتى يصل إلى ورم الدماغ.
تنطوي جراحة إزالة ورم الدماغ على احتمال الإصابة بآثار جانبية ومضاعفات قد تشمل العَدوى والنزف والجلطات الدموية وإصابة أنسجة الدماغ. وقد تختلف المخاطر الأخرى باختلاف جزء الدماغ الذي يقع فيه الورم. فعلى سبيل المثال، قد تنطوي جراحة الورم الذي يقع بجوار الأعصاب المتصلة بالعين على احتمال فقدان البصر. ويمكن أن تؤدي جراحة إزالة الورم الموجود على العصب الذي يتحكم في السمع إلى فقدان السمع.
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي لأورام الدماغ حزم طاقة قوية لتدمير خلايا الورم. ويمكن أن تنبعث الطاقة من الأشعة السينية والبروتونات ومصادر أخرى. ويصدُر العلاج الإشعاعي لأورام الدماغ عادةً من جهاز خارج الجسم. وهو ما يُعرَف باسم الحزم الإشعاعية الخارجية. وفي حالات نادرة، يمكن وضع المصدر المُشّع داخل الجسم. ويُسمى ذلك المعالجة الكَثَبِية (المعالجة الإشعاعية الداخلية).
يمكن استخدام العلاج الإشعاعي لعلاج سرطانات الدماغ وأورام الدماغ الحميدة.
ويُجرى العلاج بالحزم الإشعاعية الخارجية عادةً في جلسات علاج يومية قصيرة. وقد تتضمن خطة العلاج النموذجية الخضوع لجلسات العلاج الإشعاعي خمسة أيام في الأسبوع لمدة تتراوح من أسبوعَين إلى ستة أسابيع.
يمكن أن تُركَّز الحزم الإشعاعية الخارجية على منطقة الورم في الدماغ فقط، أو يمكن توجيهها إلى الدماغ بالكامل. ويتلقى أغلب المصابين بورم في الدماغ إشعاعًا يستهدف المنطقة المحيطة بالورم. وإذا كانت هناك أورام متعددة، فقد يحتاج الدماغ بأكمله إلى العلاج الإشعاعي. وعند علاج الدماغ بأكمله، يُسمى ذلك العلاج الإشعاعي للدماغ بالكامل. غالبًا ما يُستخدم العلاج الإشعاعي للدماغ بالكامل لعلاج السرطان الذي ينتقل إلى الدماغ من جزء آخر من أجزاء الجسم حيث يكوِّن فيه أورام متعددة.
يعتمد العلاج الإشعاعي عادةً الأشعة السينية، لكن يوجد نوع أحدث من هذا العلاج يعتمد على الطاقة المنبعثة من البروتونات. ويمكن توجيه حزم البروتونات بمزيد من الحذر لاستهداف خلايا الورم فقط. وبذلك تقل احتمالية إصابة الأنسجة السليمة المجاورة. قد يكون العلاج بالبروتونات فعالًا في علاج أورام الدماغ عند الأطفال. وقد يساعد في علاج الأورام القريبة جدًا من الأجزاء المهمة في الدماغ. لا يتوفر العلاج بالبروتونات على نطاق واسع كما هو حال العلاج الإشعاعي التقليدي بالأشعة السينية.
تعتمد الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لأورام الدماغ على نوع الإشعاع الذي تتلقاه وجرعته. ومن الآثار الجانبية الشائعة التي تحدث أثناء العلاج أو بعده مباشرة، الشعور بالتعب ونوبات الصداع وفقدان الذاكرة وتهيج فروة الرأس وتساقط الشعر. وفي بعض الأحيان، تظهر الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي بعد عدة سنوات. وقد تشمل هذه الآثار الجانبية المتأخرة مشكلات في الذاكرة والتفكير.
الجراحة الإشعاعية
الجراحة الإشعاعية التجسيمية لأورام المخ هي شكل مكثف من العلاج الإشعاعي. في هذه التقنية العلاجية، يتم توجيه حزم من الإشعاع من عدة زوايا إلى ورم الدماغ. ولا تكون كل حزمة قوية بدرجة كبيرة. لكن نقطة التقاء الحزم تستقبل جرعة كبيرة جدًا من الإشعاع الذي يدمر خلايا الورم.
يمكن استخدام الجراحة الإشعاعية لعلاج سرطانات الدماغ وأورام الدماغ الحميدة.
هناك أنواع مختلفة من التقنيات المستخدمة في الجراحة الإشعاعية لتوصيل الإشعاع لعلاج أورام الدماغ. ومن أمثلتها ما يلي:
- الجراحة الإشعاعية باستخدام المسرِّع الخطي. تُعرف أجهزة المسرّع الخطي أيضًا اختصارًا باسم LINAC، وتشتهر بأسمائها التجارية، مثل CyberKnife وTrueBeam وغيرها. وهي تعمل على توجيه حزم من الطاقة يتم تشكيلها واحدة تلو الأخرى من عدة زوايا مختلفة بشكل دقيق. وتتكون الحزم من الأشعة السينية.
- الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين غاما. يوجِّه جهاز سكين غاما كثيرًا من حزم الإشعاع الصغيرة في الوقت نفسه. وتتكون الحزم من أشعة غاما.
- الجراحة الإشعاعية بالبروتونات. تستخدم الجراحة الإشعاعية بالبروتونات حزمًا مصنوعة من البروتونات. وهي أحدث أنواع الجراحة الإشعاعية. وقد أصبحت أكثر شيوعًا لكنها غير متوفرة في كل المستشفيات.
تُجرى الجراحة الإشعاعية عادةً خلال جلسة علاج واحدة أو عدة جلسات. ويمكنك العودة إلى المنزل بعد العلاج ولا تحتاج إلى البقاء في المستشفى.
تشمل الآثار الجانبية للجراحة الإشعاعية الشعور بالتعب الشديد وحدوث تغيرات في جلد فروة الرأس. وقد تشعر بجفاف في جلد الرأس وقد يصبح مثيرًا للحكة وحساسًا. وقد تصاب ببثور على الجلد أو تساقط الشعر. وفي بعض الأحيان، يكون تساقط الشعر دائمًا.
العلاج الكيميائي
يعتمد العلاج الكيميائي لأورام الدماغ على أدوية قوية لتدمير خلايا الورم. يمكن تناول أدوية العلاج الكيميائي في شكل أقراص أو يمكن حقنها في الوريد. وفي بعض الأحيان، يُوضع دواء العلاج الكيميائي في أنسجة المخ أثناء الجراحة.
يمكن استخدام العلاج الكيميائي لعلاج سرطانات الدماغ وأورام الدماغ الحميدة. ويُستخدم هذا العلاج أحيانًا في الوقت نفسه الذي يُستخدم فيه العلاج الإشعاعي.
تعتمد الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي على نوع الأدوية التي تتلقاها وجرعتها. ويمكن أن يسبب العلاج الكيميائي الغثيان والقيء وتساقط الشعر.
العلاج الاستهدافي
في العلاج الاستهدافي لأورام الدماغ، تُستخدَم أدوية تهاجم مواد كيميائية معينة موجودة داخل خلايا الورم. ويمكن أن تقضي العلاجات الاستهدافية على خلايا الورم عن طريق إعاقة عمل هذه المواد الكيميائية.
وتتوفر أدوية العلاج الاستهدافي لأنواع معينة من سرطانات الدماغ وأورام الدماغ الحميدة. ويمكن اختبار خلايا ورم الدماغ لمعرفة ما إذا كان من المرجح أن يكون العلاج الاستهدافي فعالاً.
التعافي بعد العلاج
قد تحتاج بعد العلاج إلى مساعدة ليستعيد الجزء المصاب بالورم من الدماغ وظائفه. وقد تحتاج إلى مساعدة على الحركة والتحدث والرؤية والتفكير. وقد يقترح الطبيب ما يلي بناءً على احتياجاتك الخاصة:
- العلاج الطبيعي لمساعدتك على استعادة المهارات الحركية أو القوة العضلية المفقودة.
- العلاج المهني لمساعدتك على العودة إلى أنشطتك اليومية المعتادة، كالعمل.
- معالجة النطق للمساعدة في حال وجود صعوبة في التحدث.
- تقديم دروس خاصة للأطفال في سن المدرسة لمساعدتهم على التأقلم مع التغيرات في ذاكرتهم وتفكيرهم.
الطب البديل
أُجرِيَ عدد قليل من الأبحاث حول العلاجات التكميلية والبديلة لأورام الدماغ. ولم تُثبِت أي علاجات بديلة فعاليتها في علاج أورام الدماغ. ومع ذلك، قد تساعد العلاجات التكميلية على التأقلم مع التوتر المصاحب لتشخيص الإصابة بورم الدماغ.
تتضمن بعض العلاجات التكميلية التي قد تساعدك على التأقلم ما يأتي:
- العلاج بالفن.
- ممارسة الرياضة.
- التأمل.
- العلاج بالموسيقى.
- تمارين الاسترخاء.
تحدث إلى فريق الرعاية الصحية بشأن الخيارات المتاحة لك.
التأقلم والدعم
يقول بعض الأشخاص إن التشخيص بورم الدماغ صعب التحمّل ومخيف. وقد يجعلك تشعر بأن قدرتك على التحكم في حالتك الصحية محدودة. وقد يساعدك في ذلك اتخاذ خطوات لفهم حالتك والتحدث عن مشاعرك. خذ في الاعتبار تجريب ما يلي:
- معرفة ما يكفي عن أورام الدماغ لاتخاذ القرارات المتعلقة برعايتك. اسأل طبيبك عن نوع ورم الدماغ الذي لديك. واسأل الطبيب عن خيارات العلاج، ومآل المرض لديك إذا رغبت في ذلك. فكلما تعرفت على مزيد من المعلومات عن أورام الدماغ، كان اتخاذ قرارات العلاج أسهل. اجمع المعلومات من مصادر موثوقة، مثل الجمعية الأمريكية للسرطان والمعهد الوطني للسرطان.
- الحفاظ على قربك من أصدقائك وعائلتك. يُساعدك التواصل مع أفراد عائلتك وأصدقائك المقربين على التعامل مع ورم الدماغ. فيمكن للأصدقاء وأفراد العائلة تقديم الدعم العملي الذي ستحتاجه، مثل المساعدة على العناية بمنزلك إذا كنت في المستشفى. ويُمكنهم كذلك منح الدعم العاطفي في حال شعورك بالارتباك الشديد بسبب السرطان.
العثور على شخص يمكنك الحديث معه. حاول العثور على مستمع جيد على استعداد لسماعك أثناء حديثك عن آمالك ومخاوفك. وقد يكون هذا الشخص صديقًا أو فردًا من العائلة أو أحد رجال الدين. اطلب من فريق الرعاية الصحية اقتراح استشاري أو اختصاصي اجتماعي طبي يمكنك التحدث إليه.
واسأل فريق الرعاية الصحية عن مجموعات الدعم الخاصة بأورام الدماغ الموجودة في منطقتك. فقد يكون من المفيد معرفة كيف يتعايش الآخرون المصابون بحالتك نفسها مع المشكلات الطبية المعقدة.
التحضير للموعد
حدد موعدًا طبيًا مع الطبيب المتابع لحالتك إذا ظهرت عليك أي أعراض تُثير قلقك. إذا جرى تشخيصك بالإصابة بورم الدماغ، فقد تُحال إلى اختصاصيين. ويشمل هؤلاء الاختصاصيون:
- الأطباء المتخصصين في اضطرابات الدماغ (أطباء الأعصاب).
- الأطباء الذين يستخدمون الأدوية لعلاج السرطان (اختصاصيي علاج الأورام بالأدوية).
- الأطباء الذين يستخدمون الإشعاع لعلاج السرطان (اختصاصيي علاج الأورام بالإشعاع).
- الأطباء المتخصصين في علاج سرطانات الجهاز العصبي (اختصاصيي الأورام العصبية).
- الجراحين الذين يجرون عمليات بالدماغ والجهاز العصبي (جراحي الأعصاب).
- اختصاصيي تأهيل.
- الأطباء المتخصصين في المساعدة على علاج مشكلات الذاكرة والتفكير التي يمكن أن تحدث لدى الأشخاص المصابين بأورام الدماغ. ويُطلق على هؤلاء الأطباء اسم اختصاصيي علم النفس أو اختصاصيي علم النفس السلوكي.
من الأفضل الاستعداد جيدًا لموعدك الطبي. وإليك بعض المعلومات التي ستساعدك على الاستعداد له.
ما يمكنك فعله
- التزم بأي محاذير يجب تجنبها قبل الموعد الطبي. عند تحديد الموعد الطبي، احرص على الاستفسار عما إذا كان هناك أية تدابير يجب اتخاذها مقدَّمًا، مثل اتباع نظام غذائي مقيد.
- دوِّن أي أعراض تشعر بها، بما في ذلك الأعراض التي قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي حدَّدت الموعد الطبي من أجله.
- دوِّن معلوماتك الشخصية الأساسية، ومن ضمنها أهم الضغوط التي تتعرض لها أو التغيرات التي طرأت مؤخرًا على حياتك.
- جهِّز قائمة بجميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تتناولها.
- ادرس إمكانية اصطحاب أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك معك. في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب تذكر كل المعلومات المقدمة لك خلال موعدك الطبي. وقد يتذكر الشخص المرافق لك معلومة قد فاتتك أو نسيتها. وقد يساعدك ذلك الشخص على فهم إرشادات فريق الرعاية الصحية.
- دوِّن الأسئلة التي ستطرحها على الطبيب.
وقتك مع الطبيب محدود. جّهز قائمة بالأسئلة مسبقًا لتحقيق الاستفادة القصوى من وقتك معه. حدد أهم ثلاثة أسئلة لديك. اسرد بقية الأسئلة من الأهم إلى الأقل أهمية تحسبًا لانتهاء الوقت. من الأسئلة الأساسية التي يجب طرحها بشأن ورم الدماغ ما يلي:
- ما نوع ورم الدماغ الذي لديَّ؟
- أين مكان الورم في الدماغ؟
- كم يبلغ حجم ورم الدماغ؟
- ما مدى عدوانية ورم الدماغ؟
- هل ورم الدماغ الذي لديّ من النوع السرطاني؟
- هل سأحتاج إلى مزيد من الاختبارات؟
- ما هي الخيارات العلاجية المناسبة لي؟
- هل يمكن لأي علاجات أن تشفي ورم الدماغ لديّ؟
- ما مزايا كل علاج ومخاطره؟
- هل يوجد علاج بعينه ترى أنه الأنسب لحالتي؟
- ماذا سيحدث إذا لم ينجح العلاج الأول؟
- ماذا سيحدث إذا قررت عدم تلقي العلاج؟
- أعلم أنه لا يمكنك التنبؤ بالمستقبل، لكن هل من المرجح أن أنجو من ورم الدماغ؟ بم يمكنك إخباري عن معدل نجاة الأشخاص الذين شُخصوا بهذه الحالة؟
- هل يجب أن أراجع اختصاصيًا؟ ما تكلفة ذلك، وهل سيُغطيه تأميني الصحي؟
- هل ينبغي لي طلب الرعاية في مركز طبي أو مستشفى به أشخاص متمرسين في علاج أورام الدماغ؟
- هل هناك منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذها معي؟ ما هي المواقع الإلكترونية التي تنصحني بقراءتها؟
- ما العوامل التي ستحدد ما إذا كنت سأحتاج إلى حجز زيارة أخرى لمتابعة حالتي؟
بالإضافة إلى الأسئلة التي أعددتها، لا تتردد في طرح الأسئلة الأخرى التي تخطر لك.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عددًا من الأسئلة. الاستعداد للإجابة على الأسئلة قد يُتيح لك المزيد من الوقت لتغطية النقاط الأخرى المرغوب نقاشها. قد يطرح عليك طبيبك الأسئلة التالية:
- متى شعرْتَ بالأعراض أول مرة؟
- هل الأعراض مستمرة أم تظهر من حين لآخر؟
- ما هي درجة شدة الأعراض لديك؟
- ما الذي يُحسّن أعراضك، إن وُجد؟
- ما الذي يزيد حِدّة أعراضك، إن وُجد؟
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use