متلازمة القلب المنكسر
تعرَّف على المزيد عن هذه الحالة المرضية المؤقتة لعضلة القلب التي يمكن أن تحاكي الإصابة بنوبة قلبية. قد تسببها أحداث مسبِّبة للتوتر، مثل وفاة شخص عزيز.
نظرة عامة
متلازمة القلب المنكسر حالة مَرَضية للقلب تحدث غالبًا بسبب التعرض لمواقف مثيرة للتوتر ومشاعر شديدة الوطأة. ويمكن أن تحدث هذه الحالة أيضًا بسبب الإصابة بأمراض جسدية أو جراحات خطيرة. وتكون متلازمة القلب المنكسر مؤقتة عادةً. لكن قد يستمر الشعور بالإعياء بعد شفاء القلب لدى البعض.
قد يشعر المصابون بمتلازمة القلب المنكسر بألم مفاجئ في الصدر أو أنهم على وشك الإصابة بنوبة قلبية. تؤثر متلازمة القلب المنكسر على مجرد جزء من القلب فقط. فهي تعوق لفترة وجيزة تلك الطريقة التي يضخ بها القلب الدم. ويستمر باقي القلب في العمل كالمعتاد. في بعض الأحيان ينقبض القلب بمزيد من القوة.
تستخدم الأدوية لعلاج أعراض متلازمة القلب المنكسر.
قد يطلق أيضًا على متلازمة القلب المنكسر:
- اعتلال عضلة القلب الإجهادي.
- اعتلال تاكوتسوبو لعضلة القلب
- اعتلال عضلة القلب المتكرر تاكوتسوبو.
- متلازمة التضخم القِمِّي.
الأعراض
تتشابه أعراض متلازمة القلب المنكسر مع أعراض النوبة القلبية. وقد تشمل الأعراض:
- ألم الصدر.
- ضيق النفَس.
متى تزور الطبيب
قد ينتج أي ألم مستمر في الصدر عن نوبة قلبية. اتصل بالرقم 911 في الولايات المتحدة أو رقم الطوارئ المحلي في بلدك إذا شعرت بألم مجهول السبب في الصدر. اتصل أيضًا إذا كانت نبضات قلبك سريعة جدًّا أو غير منتظمة أو إذا شعرت بضيق في النفس.
الأسباب
لا يُعرف بشكل واضح السبب الدقيق للإصابة بمتلازمة القلب المنكسر. فيُعتقد أن زيادة هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين، قد تلحق ضررًا بالقلب لفترة قصيرة لدى بعض الأشخاص. ولا يتضح بدقة طبيعة الضرر التي قد تسببه هذه الهرمونات للقلب أو ما إذا كان هناك شيء آخر يسبب ذلك.
من الوارد أن يكون للانضغاط المؤقت في شرايين القلب الكبيرة أو الصغيرة دور في الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر. وقد يكون هناك تغيُّر في بنية عضلة القلب لدى المصابين بمتلازمة القلب المنكسر.
غالبًا يسبق متلازمة القلب المنكسر حدث بدني أو عاطفي بالغ الأثر. فأي شيء ينتج عنه رد فعل عاطفي قوي قد يسبب حدوث هذه الحالة. ومن الأمثلة على ذلك:
- المرض المفاجئ مثل نوبات الربو أو كوفيد 19.
- الخضوع لعملية جراحية كبيرة.
- التعرض لكسر مفاجئ في العظام.
- وفاة شخص عزيز أو صورة أخرى من صور الفقد.
- خوض جدال حاد.
في حالات نادرة، قد تنتج الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر عن استخدام أدوية معينة أو عقاقير غير مشروعة. ومنها:
- أدوية الحالات الطارئة المستخدمة في علاج التفاعلات التحسسية الشديدة أو نوبات الربو الحادة.
- بعض الأدوية المستخدمة في علاج القلق.
- الأدوية المستخدمة لعلاج احتقان الأنف.
- العقاقير المنبهة غير المشروعة، مثل الميثامفيتامين والكوكايين.
يجب إخبار فريق الرعاية الصحية دائمًا بجميع الأدوية التي تتناولها، بما في ذلك الأدوية المتاحة دون وصفة طبية. وعند بدء استخدام دواء جديد، تجب استشارة فريق الرعاية بشأن مخاطره وآثاره الجانبية المحتملة.
كيف تختلف متلازمة القلب المنكسر عن النوبة القلبية؟
تحدث النوبة القلبية عمومًا بسبب حدوث انسداد كامل أو شبه كامل في أحد شرايين القلب. وفي متلازمة القلب المنكسر، لا تكون الشرايين مسدودة. لكن قد يكون الدم المتدفق إليها قليلاً.
عوامل الخطورة
تشمل عوامل خطر الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر:
- الجنس. تشيع متلازمة القلب المنكسر بين السيدات أكثر من الرجال.
- العُمر. تزيد أعمار أغلب من يصابون بمتلازمة القلب المنكسر على 50 عامًا.
- مشكلات الصحة العقلية. قد يكون الأشخاص المصابون بالقلق أو الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب المنكسر.
المضاعفات
يتعافى معظم المصابين بمتلازمة القلب المنكسر بسرعة ولا تبقى لديهم آثار طويلة المدى عادةً. ولكن تعود الحالة في بعض الأحيان. وذلك يُعرف باسم اعتلال تاكوتسوبو المتكرر لعضلة القلب.
ونادرًا ما تؤدي متلازمة القلب المنكسر إلى الوفاة.
تشمل مضاعفات متلازمة القلب المنكسر ما يلي:
- تجمع السوائل في الرئتين أو ما يُعرَف باسم الوذمة الرئوية.
- انخفاض ضغط الدم.
- عدم انتظام ضربات القلب أو ما يُعرَف باسم اضطراب النظم القلبي.
- فشل القلب.
- تشكل جلطات دموية في القلب.
الوقاية
للوقاية من التعرض لنوبة أخرى من متلازمة القلب المنكسر، يوصي الكثير من اختصاصيي الرعاية الصحية بالعلاج طويل الأجل بحاصرات مستقبلات بيتا أو ما يماثلها من الأدوية. وتمنع هذه الأدوية الآثار محتملة الخطورة لهرمونات التوتر على القلب.
قد يزيد التوتر المزمن من مخاطر الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر. ويمكن لاتخاذ خطوات السيطرة على التوتر العاطفي أن تحسن صحة القلب ويمكن أن تساعد في الوقاية من متلازمة القلب المنكسر. ومن الطرق الممكن اتباعها لتخفيف التوتر والسيطرة عليه:
- زيادة ممارسة الرياضة.
- ممارسة التركيز الذهني.
- التواصل مع الآخرين في مجموعات الدعم.
التشخيص
تُشخَّص متلازمة القلب المنكسر غالبًا في قسم الطوارئ أو في المستشفى لأن أعراضها تشبه أعراض النوبة القلبية تلك.
لتشخيص متلازمة القلب المنكسر، يفحصك الطبيب ويطرح عليك بعض الأسئلة المتعلقة بالأعراض الظاهرة والسيرة المَرَضية الطبية. وقد يسألك أيضًا عمّا إذا كنت قد تعرضت لضغوط شديدة مؤخرًا، مثل وفاة شخص عزيز.
لا يعاني المصابون بمتلازمة القلب المنكسر عادةً من أي أعراض قلبية قبل تشخيص إصابتهم بتلك الحالة المَرَضية.
وتشمل الفحوص التي تساعد في تشخيص متلازمة القلب المنكسر:
- تحاليل الدم. يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القلب المنكسر غالبًا مستويات أعلى من مواد تسمى إنزيمات القلب في الدم.
-
مخطط كهربية القلب (ECG أو EKG). يقيس هذا الاختبار السريع النشاط الكهربي للقلب. وفيه تُثبّت لصيقات جلدية تُعرَف باسم الأقطاب الكهربية على الصدر، أو على الذراعين والساقين أحيانًا. وتتصل الأقطاب الكهربية بحاسوب يعرض نتائج الاختبار عبر أسلاك.
ويوضّح مخطط كهربية القلب مدى سرعة ضربات القلب أو بطئها. ويختلف شكل نتائج مخطط كهربية القلب لفحص متلازمة القلب المنكسر مختلفة عن نتائج فحص النوبة القلبية.
-
تصوير الأوعية التاجية. يُستخدَم هذا الاختبار في فحص الكشف عن وجود انسدادات في شرايين القلب. ويُستخدَم لاستبعاد الإصابة بنوبة قلبية. فالمصابون بمتلازمة القلب المنكسر لا تكون لديهم أي انسدادات في الأوعية الدموية. يُدخِل الطبيب أنبوبًا طويلاً ورفيعًا ومرنًا، يُسمى أنبوب قسطرة في أحد الأوعية الدموية، عادةً يكون في منطقة الأربية أو الرسغ. ويوجهه نحو القلب. تسري عبر أنبوب القسطرة هذا صبغة تصل إلى شرايين القلب. تساعد هذه الصبغة على إظهار الشرايين بمزيد من الوضوح في صور الأشعة السينية والفيديو.
بمجرد أن يتضح أنك لست مصابًا بنوبة قلبية، يتحقق الطبيب ممّا إذا كانت الأعراض ناتجة عن متلازمة القلب المنكسر أم لا.
- مخطط صدى القلب. يَستخدم هذا الاختبار موجات صوتية لتكوين صور للقلب أثناء نبضه. ويُظهر أيضًا كيفية تدفق الدم عبر القلب وصماماته. ويمكنه الكشف عمّا إذا كان القلب قد تضخم أو اتخذ شكلاً غير طبيعي. فقد تكون هذه التغيرات نتيجة للإصابة بمتلازمة القلب المنكسر.
- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي. يَستخدم هذا الاختبار مجالات مغناطيسية وموجات راديوية لتكوين صور مفصَّلة للقلب.
المعالجة
لا يوجد علاج قياسي واحد لمتلازمة القلب المنكسر، لكن علاجها يشبه علاج النوبة القلبية إلى أن يتضح تشخيص دقيق لها. يبقى معظم المرضى في المستشفى أثناء فترة التعافي.
ويتعافى كثيرون من مرضى متلازمة القلب المنكسر في خلال شهر أو نحو ذلك. وستحتاج إلى إجراء فحص مخطَّط صدى القلب خلال فترة من 4 إلى 6 أسابيع بعد ظهور الأعراض لأول مرة، وذلك للتأكُّد من تحسُّن قلبك. وفي بعض الحالات، تتكرر متلازمة القلب المنكسر بعد العلاج.
الأدوية
يمكن وصف أدوية لتقليل العبء عن القلب إذا اتضح أن متلازمة القلب المنكسر هي سبب الأعراض. ويمكن أيضًا أن تساعد الأدوية على الوقاية من الإصابة بنوبات متلازمة القلب المنكسر.
وتشمل هذه الأدوية:
- مثبطات الإنزيم المحوِّل للأنغيوتنسين.
- حاصرات مستقبلات الأنغيوتنسين 2.
- حاصرات مستقبلات بيتا.
- حبوب الماء، ويُطلق عليها أيضًا مُدرات البول.
- الأدوية المميعة للدم في حال وجود جلطة دموية.
العمليات الجراحية أو الإجراءات الأخرى
لا تجدي الإجراءات والجراحات التي تُستخدم غالبًا لعلاج النوبات القلبية نفعًا في علاج متلازمة القلب المنكسر. فهذه العلاجات تُستخدم لفتح الشرايين المسدودة. والشرايين المسدودة لا تسبب متلازمة القلب المنكسر.
التحضير للموعد
تُشخَّص متلازمة القلب المنكسر عادةً في قسم الطوارئ أو بالمستشفى.
اطلب من أحد الاقارب أو الأصدقاء الذهاب معك إلى المستشفى إن أمكن، حيث يمكن أن يساعدك الشخص الذي يرافقك على تذكُّر المعلومات التي تتلقَّاها.
شارك المعلومات المهمة التالية مع مرافقك إلى المستشفى إن أمكن:
- أي أعراض لديك ومنذ متى تشكو منها.
- المعلومات الشخصية المهمة، بما في ذلك أي متاعب شديدة، مثل وفاة شخص عزيز، أو تغيرات حياتية جديدة، مثل فقدان الوظيفة.
- تاريخك المَرَضي الشخصي والعائلي، بما في ذلك حالات مَرَضية معيّنة؛ مثل داء السكري أو ارتفاع الكوليسترول أو أمراض القلب.
- قائمة بجميع الأدوية، التي تأخذها بما في ذلك الأدوية المتاحة من دون وصفة طبية.
- أي إصابة حديثة في الصدر ربما تكون قد سببت ضررًا في الجسم مثل كسر ضلع أو انضغاط عصب.
ربما تكون لديك عدة أسئلة لطرحها في المستشفى. يمكنك طرح الأسئلة التالية إن أمكن:
- ما سبب الأعراض التي لديّ في اعتقادك؟
- توفي أحد الأشخاص الأعزاء إليّ فجأة مؤخرًا. فهل قد تكون أعراضي نتيجة لهذا الحدث؟
- ما أنواع الاختبارات التي قد أحتاج إلى إجرائها؟
- هل أنا بحاجة إلى الإقامة في المستشفى؟
- ما العلاجات التي قد أحتاجها الآن؟
- ما المخاطر المرتبطة بهذه العلاجات؟
- هل سيتكرّر هذا مجددًا؟
- هل عليّ الالتزام بأي قيود على النظام الغذائي أو النشاط البدني؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى.
ما المتوقع أن يجريه الطبيب
قد يطرح الطبيب الذي يفحصك بسبب ألم الصدر الأسئلة التالية:
- ما الأعراض التي لديك؟
- متى بدأت الأعراض؟
- هل ينتشر الألم إلى أجزاء أخرى من جسمك؟
- هل يتفاقم الألم الذي تشعر به مؤقتًا مع كل نبضة قلب؟
- ما الكلمات التي قد تستخدمها لوصف ما تشعر به من ألم؟
- هل تسبب التمارين الرياضية أو النشاط البدني تفاقم الأعراض؟
- هل لدى عائلتك تاريخ مَرَضي من مشكلات القلب؟
- هل تخضع للعلاج حاليًّا أو عولجتَ مؤخرًا من حالات مَرضية أخرى؟
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use