Schedule Now Pay Bill
be_ixf;ym_202411 d_21; ct_50

الصرع

تعرَّف على هذه الحالة التي تُسبب نوبات صرع. اكتشف الأعراض المرتبطة بأنواع مختلفة من نوبات الصرع وكيفية معالجتها.

نظرة عامة

الصرع - ويُسمى كذلك باضطراب النوبات - هو حالة مرضية دماغية تُسبب الإصابة بنوبات صرع متكررة. توجد أنواع عديدة للصرع. ويمكن تحديد سببه عند بعض الأشخاص. وفي حالات أخرى يكون سببه مجهولاً.

الصرع مرض شائع. يقُدَّر المصابون بالصرع النشط في الولايات المتحدة بنسبة 1.2%، وفق مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. يُصيب الصرع الأشخاص بمختلف أجناسهم وأعراقهم وخلفياتهم العرقية وأعمارهم.

يمكن أن تتفاوت أعراض نوبات الصرع تفاوُتًا كبيرًا. قد يفقد بعض الأشخاص وعيهم أثناء نوبة الصرع بينما لا يفقد آخرون الوعي. ويحدق بعض الأشخاص في الفراغ عدة ثوانٍ أثناء إصابتهم بنوبة صرع. وقد يتعرض آخرون لارتجافات متكررة في الذراعين أو الساقين، وهي حركات تُسمى التشنجات.

لا تعني الإصابة بنوبة صرع واحدة الإصابة بالصرع. حيث تُشخص الإصابة بالصرع إذا كنت قد أُصبت بنوبتَي صرع غير مبررتين كحد أدنى وتفصل بينهما 24 ساعة على الأقل. لا يوجد سبب واضح لنوبات الصرع غير المبررة.

يمكن أن يسيطر العلاج بالأدوية أو أحيانًا الجراحة على نوبات الصرع عند أغلب المصابين بالصرع. ويحتاج بعض الأشخاص إلى علاج مدى الحياة. ويُشفى آخرون من نوبات الصرع. وقد يُشفَى بعض الأطفال المصابين بالصرع مع تقدم العمر.

الأعراض

تختلف أعراض الصرع حسب نوع النوبة. ونظرًا إلى أن الصرع ناتج عن نشاط معين بالدماغ، فيمكن أن تؤثر هذه النوبات في أي عملية تحدث داخل الدماغ. تشمل أعراض نوبات الصرع:

  • التشوش المؤقت.
  • التحديق في الفراغ.
  • تيبس العضلات.
  • انتفاضات بالذراعين والساقين لا يمكن السيطرة عليها.
  • فقدان الوعي.
  • أعراض نفسية، مثل الخوف أو القلق أو وهم سبق الرؤية.

وفي بعض الأحيان، قد تطرأ بعض التغيرات السلوكية على المصابين بالصرع. كما قد تظهر لديهم أعراض مرض الذهان.

وفي معظم الحالات، يتعرض الشخص المصاب بالصرع لنوع النوبة ذاته في كل مرة؛ ومن ثمَّ تتشابه أعراض النوبة عادةً في كل مرة.

المؤشرات التحذيرية لنوبات الصرع

يشعر بعض المصابين بنوبات الصرع البؤرية بمؤشرات تحذيرية في اللحظات التي تسبق الإصابة بالنوبة. وتُعرف هذه المؤشرات التحذيرية بالأورة.

قد تشمل المؤشرات التحذيرية الإحساس بشعور ما بالمعدة. أو قد يشوبها مشاعر كالخوف. قد يشعر بعض الأشخاص بوهم سبق الرؤية. قد تكون الأورة على هيئة مذاق أو رائحة. وقد تكون شيئًا بصريًا كذلك، مثل ضوء ثابت أو وامض أو لون أو شكل. وقد يشعر بعض الأشخاص بالدوخة وفقدان التوازن. وقد يرى بعضهم أشياء غير موجودة، وهو ما يُعرف بالهلوسة.

تُصنف نوبات الصرع على أنها إما نوبات بؤرية أو نوبات متعمِّمة وذلك بناءً على طبيعة نشاط الدماغ المسبب للنوبة ومكانه.

حينما تكون نوبات الصرع ناتجة عن نشاط في منطقة واحدة فقط من الدماغ، تُسمى نوبات الصرع البؤرية. وتنقسم هذه النوبات إلى فئتين:

  • نوبات الصرع البؤرية دون فقدان الوعي. يُطلق على هذه النوبات مصطلح نوبات الصرع الجزئية البسيطة وهي لا تُسبب فقدان الإدراك المعروف كذلك بالوعي. وقد ينتج عنها تغير في المشاعر أو تغير في شكل الأشياء أو رائحتها أو ملمسها أو طعمها أو صوتها. ويشعر البعض بحالة وهم سبق الرؤية. قد يسبب هذا النوع من النوبات كذلك انتفاضات لا إرادية بجزء من الجسم، مثل الذراع أو الساق. وقد تسبب النوبات البؤرية أعراضًا حسية مثل الوخز والدوخة والأضواء الوامضة.
  • نوبات الصرع البؤرية المصحوبة بضعف الوعي. يُطلق على هذه النوبات مصطلح نوبات الصرع الجزئية المعقدة ويصاحبها حدوث تغير في الوعي أو فقدانه. وقد يبدو هذا النوع من النوبات كأنه حلم. فقد يبدو الشخص أثناء النوبة البؤرية المصحوبة بضعف الوعي محدقًا في الفضاء ولا يتجاوب بشكل طبيعي مع ما يدور حوله. وقد تصدر عنه كذلك حركات متكررة، مثل فرك اليدين أو المضغ أو البلع أو المشي في دوائر.

قد يحدث خلط بين أعراض نوبات الصرع البؤرية وبعض الحالات العصبية الأخرى، مثل الشقيقة (الصداع النصفي) أو التغفيق أو الأمراض العقلية. يجب إجراء فحوصات واختبارات شاملة لمعرفة ما إذا كانت الأعراض نتيجة للصرع أو حالة أخرى.

قد يؤدي أي فص من الدماغ إلى النوبات البؤرية. تتضمن بعض أنواع نوبات الصرع البؤرية:

  • نوبات الصرع الناشئة في الفص الصدغي. تحدث نوبات الصرع الناشئة في الفص الصدغي في المناطق التي تُسمى الفصوص الصدغية في الدماغ. تعالج الفصوص الصدغية المشاعر وتؤدي دورًا في الذاكرة قصيرة المدى. وعادةً ما يشعر المصابون بهذه النوبات بأورة. قد تتضمن الأورة مشاعر مفاجئة مثل الخوف أو الفرح. قد تكون كذلك طعمًا أو رائحة مفاجئة. أو قد تكون الأورة وهم سبق الرؤية أو إحساسًا متزايدًا في المعدة. أثناء نوبة الصرع، قد يفقد الأشخاص الإدراك بما حولهم. وقد يحدقون كذلك في الفضاء أو يلعقون شفاههم أو يبلعون أو يمضغون بشكل متكرر أو يحركون أصابعهم.
  • نوبات الصرع الناشئة في الفص الجبهي. تحدث نوبات الصرع الناشئة في الفص الجبهي في الجزء الأمامي من الدماغ. وهو الجزء من الدماغ الذي يتحكم في الحركة. تسبب نوبات الصرع الناشئة في الفص الجبهي تحريك الأشخاص لرؤوسهم وأعينهم إلى جانب واحد. كما أنها تجعلهم لا يتجاوبون مع من يتحدث إليهم وربما يصرخون أو يضحكون. وقد تجعلهم النوبات يمدون ذراعًا واحدة ويثنون الذراع الأخرى. وربما يقومون بحركات متكررة مثل التأرجح أو التبديل على الدراجة.
  • نوبات الصرع الناشئة في الفص القذالي. تحدث الإصابة بهذه النوبات في منطقة في الدماغ تُسمى الفص القذالي. ويؤثر هذا الفص في الرؤية وطبيعة الإبصار. وقد يصاب الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من النوبات بالهلوسات. أو يصابون بفقدان جزئي أو كلي للرؤية أثناء النوبة. قد تؤدي هذه النوبات كذلك إلى جعل العينين ترمشان أو تتحركان.

النوبات الصرعية المتعمِّمة

تُعرف نوبات الصرع التي يبدو أنها تصيب جميع أجزاء الدماغ بنوبات الصرع المتعمِّمة. تتضمن نوبات الصرع المتعمِّمة الآتي:

  • نوبات الصرع المصحوبة بغيبة. كانت نوبات الصرع المصحوبة بغيبة تُعرف سابقًا باسم نوبات الصرع الصغير، وتصيب الأطفال عادةً. وتشمل أعراضها التحديق في الفراغ مع حركات بسيطة في الجسم أو من دونها. قد تشمل الحركات طَرف العين أو لعق الشفاه وتدوم مدة تتراوح بين خمس وعشر ثوانٍ فقط. قد تحدث نوبات الصرع هذه في شكل مجموعات، وتحدث غالبًا بمقدار 100 مرة يوميًا، وتسبب فقدان الوعي لفترة وجيزة.
  • نوبات الصرع التوترية. تسبب نوبات الصرع التوترية تيبسًا في العضلات وقد تؤثر في الوعي. وتؤثر نوبات الصرع هذه عادةً في عضلات الظهر والذراعين والساقين وقد تسبب سقوط الشخص على الأرض.
  • نوبات الصرع الارتخائية. تسبب نوبات الصرع الارتخائية، المعروفة كذلك بنوبات الصرع المصحوبة بالسقوط، فقدان السيطرة على العضلات. ولأن هذا النوع في معظم الأحيان يؤثر في الساقين، فإنه غالبًا ما يُسبب السقوط المفاجئ على الأرض.
  • نوبات الصرع الرمعية. ترتبط نوبات الصرع الرمعية بحركات عضلية نفضية متكررة أو إيقاعية. وعادةً ما تصيب هذه النوبات الرقبة والوجه والذراعين.
  • نوبات الصرع الرمعية العضلية. عادةً ما تظهر نوبات الصرع الرمعية العضلية على شكل نفضات أو تشنجات قصيرة ومفاجئة في الجزء العلوي من الجسم والذراعين والساقين.
  • نوبات الصرع التوترية الرمعية. نوبات الصرع التوترية الرمعية، التي كانت تُعرف سابقًا بنوبات الصرع الكبير، هي أصعب أنواع نوبات الصرع. ويمكن أن تسبب فقدانًا مفاجئًا للوعي، وتيبسًا أو تشنجًا أو اهتزازًا في الجسم. وتؤدي أحيانًا إلى فقدان القدرة على التحكم في المثانة أو عض اللسان.

متى ينبغي زيارة الطبيب

اطلب المساعدة الطبية العاجلة في الحالات الآتية مع نوبات الصرع:

  • استمرار نوبة الصرع أكثرَ من خمس دقائق.
  • عدم معاودة التنفس أو الوعي بعد انتهاء النوبة.
  • حدوث نوبة صرع ثانية خلال فترة قصيرة.
  • الإصابة بحمى شديدة.
  • في حالة الحمل.
  • الإصابة بداء السكري.
  • إيذاء النفس أثناء النوبة.
  • استمرار الإصابة بنوبات صرع على الرغم من تناول الأدوية المضادة للصرع.

إذا كانت هذه المرة الأولى التي تصاب فيها بنوبة صرع، فاحرص على استشارة الطبيب.

الأسباب

لا يوجد سبب محدد للصرع لدى نصف المصابين بهذه الحالة المرضية. أما لدى النصف الآخر من المصابين، فقد يرجع ذلك إلى عوامل متنوعة، منها الآتي:

  • التأثير الوراثي. تسري بعض أنواع الصرع في العائلات. وفي تلك الحالات، يُرجَّح أن يكون ثمة تأثير وراثي. ولقد ربط الباحثون بعض أنواع الصرع بجينات بعينها. لكن بعض الأشخاص يصابون بصرع جيني غير وراثي. ويمكن أن تحدث التغيرات الوراثية في أحد الأبناء من دون انتقالها من أحد الوالدَين.

    ليست الجينات سوى جزء من سبب الصرع لدى أغلب الأشخاص. فقد تجعل جينات محددة الأشخاص أكثر حساسية لظروف بيئية تُحفز نوبات الصرع.

  • إصابة الرأس. يمكن أن يحدث الصرع نتيجة إصابة الرأس الناجمة عن حادث سيارة أو أي إصابة جسدية أخرى.
  • عوامل في الدماغ. يمكن لأورام الدماغ أن تسبب الصرع. ويمكن أن ينجم الصرع أيضًا عن طريقة تكوُّن الأوعية الدموية في الدماغ. ويمكن للمصابين بحالات مرضية في الأوعية الدموية مثل التَشوُّهات الشريانية الوريدية والتشوُّهات الكهفية أن يتعرضوا لنوبات صرع. والسكتة الدماغية هي السبب الرئيسي للإصابة بالصرع لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم على 35 عامًا.
  • حالات العَدوى. يمكن أن يؤدي التهاب السحايا وفيروس نقص المناعة البشري والتهاب الدماغ الفيروسي وبعض حالات العَدوى الطفيلية إلى الإصابة بالصرع.
  • الإصابة قبل الولادة. يكون الرُّضَّع قبل الولادة أكثر حساسية لتلف الدماغ الذي يمكن أن ينجم عن عوامل عديدة. قد تتضمن هذه العوامل عَدوى لدى الأم أو سوء التغذية أو عدم كفاية الأكسجين. ويمكن أن يؤدي هذا التلف في الدماغ إلى الإصابة بالصرع أو الشلل الدماغي.
  • الحالات المرضية النمائية. يمكن أن يُصاب الأشخاص ذوو الحالات المرضية النمائية بالصرع. ويكون مصابو التوحُّد أكثر عرضة للإصابة بالصرع من غيرهم من الأشخاص غير المصابين بالتوحُّد. وقد توصلت الأبحاث كذلك إلى أن الأشخاص المصابين بالصرع يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) وحالات مرضية نمائية أخرى. قد ترتبط الإصابة بكلتا الحالتين المرضيتين بالجينات.

مُحفزات نوبات الصرع

يمكن للعوامل البيئية أن تحفز نوبات الصرع. مُحفزات نوبات الصرع لا تسبب الصرع، لكنها قد تحفز حدوث النوبات لدى المصابين به. لا يوجد لدى معظم المصابين بالصرع مُحفزات ثابتة تؤدي إلى حدوث نوبات الصرع دائمًا. على الرغم من ذلك، يمكنهم عادةً تحديد العوامل التي تسهل الإصابة بنوبات الصرع. تتضمن مُحفزات نوبات الصرع المحتملة الآتي:

  • الكحوليات.
  • الأضواء الوماضة.
  • تعاطي المخدِّرات الممنوعة.
  • تفويت جرعات من الأدوية المضادة لنوبات الصرع أو تناول جرعات أكثر من الموصوفة.
  • قلة النوم.
  • التغيرات الهرمونية خلال دَورة الحيض.
  • التوتر.
  • الجفاف.
  • تفويت الوجبات.
  • المرض.

عوامل الخطورة

توجد عوامل معينة قد تزيد من خطر الإصابة بالصرع:

  • العمر. بداية الإصابة بالصرع تكون أكثر شيوعًا في الأطفال والبالغين الأكبر سنًا، ومع ذلك قد يحدث المرض في أي عمر.
  • السيرة المرضية للعائلة. إذا كانت لديك سيرة مرضية عائلية للإصابة بالصرع، فقد تكون عرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بنوبات الصرع.
  • إصابات الرأس. تتسبب إصابات الرأس في بعض حالات الصرع. يمكن تقليل الخطر من خلال ارتداء حزام الأمان أثناء ركوب السيارة. كما يجب ارتداء خوذة أثناء ركوب الدراجة أو التزلُّج على المنحدرات الثلجية أو ركوب الدراجة النارية أو ممارسة أي أنشطة ترتفع فيها خطورة التعرض لإصابة الرأس.
  • السكتة الدماغية وغيرها من أمراض الأوعية الدموية. يمكن أن تؤدي السكتة الدماغية وغيرها من أمراض الأوعية الدموية إلى تلف الدماغ. وقد يحفز تلف الدماغ الإصابة بالصرع ونوباته. يمكنك اتخاذ خطوات لتقليل خطر إصابتك بهذه الأمراض. يمكنك تقليل تناوُل المشروبات الكحولية والامتناع عن التدخين واتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين بانتظام.
  • الخَرَف. يمكن أن يزيد الخَرَف من خطر إصابة البالغين الأكبر سنًا بالصرع.
  • عَدوى الدماغ. يمكن لحالات العَدوى، مثل التهاب السحايا الذي يسبب التهابًا في الدماغ أو الحبل النخاعي، أن تزيد من خطر الإصابة بالصرع.
  • الإصابة بنوبات الصرع في مرحلة الطفولة. ترتبط أحيانًا الإصابة بحُمى شديدة في مرحلة الطفولة بحدوث نوبات الصرع. لكن لن يُصاب الأطفال الذين تعرضوا لنوبات الصرع نتيجة لحُمى شديدة بالصرع بشكل عام. يزداد خطر إصابة الطفل بالصرع إذا تعرض لنوبة صرع طويلة مصحوبة بحُمى، أو إذا كان لديه مرض آخر في الجهاز العصبي أو سيرة مرضية عائلية للإصابة بمرض الصرع.

المضاعفات

من الممكن أن يشكل التعرض لنوبات الصرع في أوقات معينة خطرًا عليك أو على الآخرين.

  • السقوط. عند السقوط أثناء نوبات الصرع، يمكن أن تتعرض لإصابة في الرأس أو كسر في العظام.
  • الغرق. تزيد احتمالية غرق الأشخاص المصابين بالصرع أثناء السباحة أو الاستحمام بنسبة 13 إلى 19 مرة مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالصرع. يكون الخطر أعلى لأنك قد تصاب بنوبة صرع أثناء وجودك في الماء.
  • حوادث السيارات. يمكن أن تكون نوبة الصرع التي تسبب فقدان الوعي أو التحكم خطيرة في حال قيادة السيارة أو تشغيل معدات أخرى.

    تفرض عديد من الولايات قيودًا خاصة بقدرة السائق على التحكم في نوبات الصرع عند منحه رخصة القيادة. وتحدد هذه الولايات حدًا أدنى للوقت الذي ينبغي أن يمر دون تعرض السائق لنوبات الصرع قبل السماح له بالقيادة. وقد يتراوح الوقت بين أشهر وأعوام.

  • اضطراب النوم. قد يواجه الأشخاص المصابون بالصرع صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم، ما يُعرف بالأرق.
  • مضاعفات الحمل. يعرض حدوث نوبات الصرع أثناء الحمل كلاً من الأم والطفل للخطر. كما توجد أدوية معينة مضادة لنوبات الصرع تزيد خطر الإصابة بعيوب ولادية. فإذا كنتِ مصابة بالصرع وتفكرين في الحمل، فاطلبي المساعدة الطبية عندما تخططين للحمل.

    فأغلب السيدات المصابات بالصرع يمكنهن الحمل وإنجاب أطفال أصحاء. وتجب مراقبتكِ بعناية طوال فترة الحمل. فقد تحتاجين إلى تعديل الأدوية التي تأخذينها. لهذا من المهم جدًا التعاون مع فريق الرعاية الصحية للتخطيط للحمل.

  • فقدان الذاكرة. يواجه المصابون ببعض أنواع الصرع مشكلات في الذاكرة.

مشكلات الصحة النفسية

الأشخاص المصابون بالصرع أكثر عرضة للإصابة بمشكلات الصحة العقلية. وقد ينتج ذلك عن الإصابة بالحالة نفسها بالإضافة إلى الآثار الجانبية للدواء كذلك. ولكن حتى الأشخاص الذين يمكن السيطرة على نوبات الصرع لديهم جيدًا معرضون بشكل كبير للإصابة بمشكلات الصحة العقلية. تتضمن مشكلات الصحة النفسية التي قد تؤثر في المصابين بالصرع ما يأتي:

  • الاكتئاب.
  • القلق.
  • الأفكار والسلوكيات الانتحارية.

مضاعفات الصرع الأخرى المهددة للحياة غير شائعة إلا أنها محتملة الحدوث. وتتضمن:

  • الحالة الصرعية. تحدث هذه الحالة في حال استمرار نشاط نوبة الصرع لأكثر من خمس دقائق. أو قد تحدث إذا كنت تصاب بنوبات صرع دون استعادة الوعي بالكامل فيما بينها. الأشخاص المصابون بهذه الحالة الصرعية معرضون بشكل أكبر لخطر تلف الدماغ الدائم والموت.
  • الموت المفاجئ غير المتوقع أثناء الصرع (SUDEP). الأشخاص المصابون بالصرع معرضون بنسبة منخفضة لخطورة الموت المفاجئ غير المتوقع. ولا يُعرف السبب في ذلك، إلا أن بعض الأبحاث أظهرت أنه قد يحدث نتيجة لأمراض في القلب أو التنفس.

    قد يكون الأشخاص المصابون بنوبات صرع توترية رمعية متكررة أو الذين لا تسيطر الأدوية على نوبات الصرع لديهم أكثر عرضة لخطر الموت المفاجئ غير المتوقع أثناء الصرع. وبوجه عام، تبلغ نسبة الوفاة بسبب الموت المفاجئ غير المتوقع أثناء الصرع 1% تقريبًا من إجمالي المصابين بالصرع. ويشيع حدوثه بين المصابين بالصرع الحاد الذي لا يستجيب للعلاج.

التشخيص

التخطيط الكهربائي لنشاط الدماغ

يسجل مخطط كهربية الدماغ النشاط الكهربائي للدماغ عبر أقطاب كهربائية تُثبت على فروة الرأس. وتُظهر نتائج مخطط كهربية الدماغ التغيرات الحادثة في نشاط الدماغ التي قد تساعد في تشخيص حالات الدماغ المَرضية، وبخاصة الصرع وغيره من الحالات المسببة لنوبات.

جهاز التصوير المقطعي المحوسب

يتيح التصوير المقطعي المحوسب رؤية كل أجزاء الجسم تقريبًا، ويُستخدم لتشخيص مرض أو إصابة ما، وكذلك لوضع خطة العلاج الطبي أو الجراحي أو الإشعاعي.

تُظهر مجموعة صور للدماغ تصويرًا مقطعيًا محوسبًا بالفوتونات المفردة عند عدم وجود نوبات صرع وتصويرًا مقطعيًا محوسبًا بالفوتونات المفردة عند وجود نوبات صرع وتصويرًا مقطعيًا محوسبًا بالفوتونات المفردة طرحيًا مُسجَّلًا مع تصوير بالرنين المغناطيسي.

تُظهر هذه الصور بالتصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة (SPECT) تدفق الدم داخل دماغ شخص عندما لا يكون هناك نشاط لنوبات الصرع (على اليسار) وأثناء نوبات الصرع (في المنتصف). يساعد التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة الطرحي المُسجَّل مع التصوير بالرنين المغناطيسي على تحديد منطقة نشاط نوبات الصرع من خلال تداخل نتائج التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة مع نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ.

لتشخيص الصرع، يراجع اختصاصي الرعاية الصحية الأعراض والسيرة المرضية الطبية. قد يطلب الطبيب منك إجراء عدة اختبارات لتشخيص الصرع وتحديد سبب حدوث النوبات. وقد تشمل:

  • فحص عَصَبي. يختبر هذا الفحص السلوك والحركات والوظائف العقلية ووظائف أخرى. يساعد الفحص على تشخيص الصرع ويُحدد النوع الذي أصابك.
  • اختبارات الدم. من الممكن أن يكشف اختبار عينة الدم عن مؤشرات العَدوى أو الحالات الوراثية أو حالات مَرضية أخرى قد تكون مرتبطة بنوبات الصرع.
  • اختبار الجينات. قد يوفر اختبار الجينات معلومات إضافية حول الحالة المرضية وكيفية علاجها لدى بعض الأشخاص المصابين بالصرع. ويُجرى اختبار الجينات غالبًا للأطفال، ولكنه قد يكون مفيدًا أيضًا لبعض البالغين المصابين بالصرع.

قد تُجرى اختبارات تصوير الدماغ الآتية للكشف عن التغيرات الدماغية:

  • مخطط كهربية الدماغ. هذا الاختبار هو الأكثر شيوعًا الذي يُستخدم لتشخيص الصرع. في هذا الاختبار، تُوصَّل أقراص معدنية صغيرة تُسمى أقطابًا كهربائية بفروة الرأس باستخدام مادة لاصقة أو قبعة. تُسجِّل الأقطاب الكهربائية النشاط الكهربائي للدماغ.

    في حال الإصابة بالصرع، من الشائع حدوث تغيرات في النمط الطبيعي لموجات الدماغ. تحدث هذه التغييرات حتى وإن لم تتعرض لنوبة في ذلك الوقت. قد يراقبك اختصاصي الرعاية الصحية من خلال الفيديو أثناء إجراء فحص مخطط كهربية الدماغ للكشف عن أي نوبات صرع وتسجيلها. ويمكن تنفيذ هذا الإجراء أثناء اليقظة أو النوم. من الممكن أن يساعد تسجيل النوبات في تحديد نوع النوبة التي تتعرّض لها أو استبعاد بعض الحالات المَرضية الأخرى.

    يمكن إجراء الاختبار في مكتب اختصاصي الرعاية الصحية أو في المستشفى. أو قد تحصل على تخطيط كهربية الدماغ المتنقل. يُسجِّل مخطط كهربية الدماغ نشاط نوبة الصرع على مدار بضعة أيام في المنزل.

    قد يطلب منك طبيبك الالتزام ببعض التعليمات كفعل شيء ما لتحفيز النوبات مثل الحصول على قسط غير كافٍ من النوم قبل الخضوع للاختبار.

  • مخطط كهربية الدماغ عالي الكثافة. في تنوعٍ لأشكال اختبار مخطط كهربية الدماغ، قد تحصل على مخطط كهربية دماغ عالي الكثافة. من أجل إجراء هذا الاختبار، توضَع الأقطاب الكهربائية بالقرب من بعضها البعض مقارنةً بمخطط كهربية الدماغ التقليدي. قد يساعد مخطط كهربية الدماغ عالي الكثافة على تحديد المناطق التي تصيبها النوبات في الدماغ بدقة أكبر.
  • الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT). يستخدم التصوير المقطعي المحوسب الأشعة السينية للحصول على صور مقطعية للدماغ. ويمكن لفحوص التصوير المقطعي المحوسب إظهار الأورام والنزيف والكيسات التي قد تكون سبب إصابتك بالصرع.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مجالاً مغناطيسيًا قويًّا وموجات لاسلكية للحصول على صورة مفصلة للدماغ. وكما هو الحال في التصوير المقطعي المحوسب، يفحص التصوير بالرنين المغناطيسي البنية التشريحية للدماغ للكشف عن الأسباب المحتملة لحدوث النوبات. إلا أن التصوير بالرنين المغناطيسي يعرض صورة أكثر تفصيلاً للدماغ مقارنةً بالتصوير المقطعي المحوسب.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI). يقيس التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي التغيرات التي تطرأ على تدفق الدم أثناء عمل أجزاء محددة من الدماغ. يمكن استخدام هذا الاختبار قبل الجراحة لتحديد المواقع الدقيقة للوظائف الحيوية مثل الكلام والحركة. ويتيح هذا للجراحين تجنُّب هذه المناطق أثناء الجراحة.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET). تُستخدَم في فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني كمية صغيرة من مادة مشعة بجرعة قليلة. تُحقن المادة في الوريد للمساعدة على رؤية النشاط الأيضي للدماغ وكشف التغيرات. حيث قد تشير مناطق الدماغ التي يكون فيها الأيض منخفضًا إلى المكان الذي تحدث فيه نوبات صرع.
  • التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة (SPECT). يُستخدَم هذا الاختبار إذا لم ينجح التصوير بالرنين المغناطيسي ومخطط كهربية الدماغ في تحديد مكان بدء نوبات صرع في الدماغ.

    تُستخدَم في اختبار التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة كمية صغيرة من مادة مشعة بجرعة قليلة. تُحقَن المادة في الوريد للحصول على مخطط مفصّل ثلاثي الأبعاد لتدفق الدم في الدماغ أثناء حدوث نوبات صرع. حيث تشير مناطق الدماغ التي يكون فيها تدفق الدم أعلى من الطبيعي إلى المنطقة الذي تحدث فيها نوبات صرع.

    يوجد نوع آخر من اختبارات التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة يُسمى بالتصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة الطرحي للنوبة والمسجل مع التصوير بالرنين المغناطيسي (SISCOM)، والذي قد يُوفر نتائج أكثر تفصيلاً. يعمل الاختبار على تداخل نتائج التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة مع نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي.

  • الاختبارات النفسية العصبية. تُستخدم هذه الاختبارات لتقييم التفكير والذاكرة ومهارات الكلام. وتساعد نتائجها على تحديد مناطق المخ المتأثرة بنوبات صرع.

إلى جانب الاختبارات المذكورة، يمكن استخدام مجموعة أخرى من التقنيات للمساعدة على تعيين المنطقة التي تبدأ منها نوبات صرع في المخ:

  • التخطيط الإحصائي البارامتري (SPM). يفحص التخطيط الإحصائي البارامتري مناطق الدماغ ذات تدفق الدم المتزايد أثناء نوبات الصرع. وتُقارَن بنفس المناطق في أدمغة الأشخاص غير المصابين بنوبات صرع. الأمر الذي قد يوصلنا إلى مكان بدء النوبات.
  • تصوير المصدر الكهربائي (ESI). تصوير المصدر الكهربائي هو تقنية تأخذ بيانات مخطط كهربية الدماغ وتعرضها على صورة الرنين المغناطيسي للدماغ. وذلك لرؤية المناطق التي تحدث بها نوبات صرع. وتقدم هذه التقنية تفاصيل أكثر دقة عن تلك التي يقدمها مخطط كهربية الدماغ بمفرده.
  • تخطيط الدماغ المغناطيسي (MEG). يقيس تخطيط الدماغ المغناطيسي المجالات المغناطيسية الناتجة عن نشاط الدماغ. يساعد هذا على العثور على المناطق المحتمَل بدء حدوث النوبات بها. يمكن أن يكون تخطيط الدماغ المغناطيسي أكثر دقة من مخطط كهربية الدماغ نظرًا إلى أن الجمجمة والأنسجة المحيطة بالدماغ تؤثر بشكل أقل في المجالات المغناطيسية. يوفر تخطيط الدماغ المغناطيسي والتصوير بالرنين المغناطيسي معًا صورًا تُظهر مناطق المخ المتأثرة وغير المتأثرة بالنوبات.

يُتيح لك تشخيص نوع النوبة ومكان بدايتها أفضل فرصة للعثور على علاج فعّال.

المعالجة

مولّد نبضات تحفيز العصب المُبَهم

في إجراء تنبيه العصب المُبهَم، يحفز مولد نبضات مزروع وسلك رصاصي العصب المُبهَم، ما يؤدي إلى استقرار النشاط الكهربي غير المنتظم في الدماغ.

التنبيه الدماغي العميق

يتضمن التنبيه الدماغي العميق زرع قطب كهربائي في أعماق الدماغ. ويكون التحكم في كمية التحفيز التي يوصلها القطب الكهربائي عن طريق جهاز يشبه منظم ضربات القلب يُثبَّت تحت الجلد في منطقة الصدر. ويُجرى تمرير سلك تحت الجلد ليصل الجهاز بالقطب الكهربائي.

التحفيز العميق للدماغ

يوضح الفحص بالتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحفيز الدماغ العميق موقع الأقطاب الموجودة في الدماغ.

يمكن أن يساعد العلاج في تقليل معدل نوبات الصرع أو إيقافها تمامًا لدى الأشخاص المشخصين بالإصابة بالصرع. تشمل العلاجات المحتملة ما يلي:

  • الأدوية
  • الجراحة
  • العلاجات التي تحفز الدماغ باستخدام جهازٍ ما
  • النظام الغذائي الكيتوني

الدواء

يمكن لمعظم المصابين بالصرع التعافي من نوبات الصرع عن طريق تناول دواء واحد مضاد لنوبات الصرع، ويُسمى كذلك الدواء المضاد للصرع. وقد يتمكن آخرون من تقليل عدد مرات الإصابة بنوبات الصرع وشدتها عن طريق تناول أكثر من دواء.

يمكن للكثير من الأطفال المصابين بالصرع الذين لا تظهر عليهم أعراض الصرع التوقف عن تناول الأدوية في نهاية المطاف والتمتع بحياة خالية من نوبات الصرع. يمكن كذلك للكثير من البالغين التوقف عن تناول الأدوية بعد مرور عامين أو أكثر من دون حدوث نوبات صرع. ويمكن لفريق الرعاية الصحية أن ينصحك بالوقت المناسب للتوقف عن تناوُل الأدوية.

قد يكون تحديد الدواء والجرعة المناسبَين أمرًا معقدًا. قد يراعي مزود الرعاية الصحية حالتك وعمرك ومدى تكرار نوبات الصرع لديك وغيرها من العوامل عند اختيار الدواء الذي يجب وصفه. ويمكن أن يراجع مزود الرعاية الصحية كذلك أي أدوية أخرى قد تتناولها للتأكد من أن الأدوية المضادة لنوبات الصرع لن تتفاعل معها.

قد تتناول دواءً واحدًا بجرعة قليلة أولاً. ثم، قد يزيد اختصاصي الرعاية الصحية الجرعة تدريجيًّا حتى يُسيطر على نوبات الصرع على نحو جيد.

يوجد أكثر من 20 نوعًا مختلفًا من الأدوية المضادة لنوبات الصرع. تعتمد الأدوية التي تتناولها على نوع نوبات الصرع التي تُصاب بها وعمرك وحالاتك الصحية الأخرى.

قد يكون للأدوية المضادة لنوبات الصرع بعض الآثار الجانبية. تشمل الآثار الجانبية الخفيفة الآتي:

  • الإرهاق.
  • الدوخة.
  • زيادة الوزن.
  • فقدان كثافة العظام.
  • الطفح الجلدي.
  • فقدان التناسق الحركي.
  • مشكلات النطق.
  • مشكلات الذاكرة والتفكير.

تشمل الآثار الجانبية الأكثر خطورة والنادرة الآتي:

  • الاكتئاب.
  • الأفكار والسلوكيات الانتحارية.
  • الطفح الجلدي الشديد.
  • التهاب بعض أعضاء الجسم، مثل الكبد.

لتحقيق أفضل قدر من السيطرة على نوبات الصرع باستخدام الأدوية، اتبع الخطوات الآتية:

  • تناوُل الأدوية بدقة حسب إرشادات الطبيب.
  • التحدث إلى اختصاصي الرعاية الصحية دائمًا قبل التبديل إلى صنف غير مرتبط بعلامة تجارية لدوائك أو قبل تناول أدوية أخرى. يتضمن ذلك الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية أو من دونها والعلاجات العشبية.
  • عدم التوقف عن تناول الأدوية من دون استشارة اختصاصي الرعاية الصحية.
  • أخبر اختصاصي الرعاية الصحية على الفور إذا لاحظت شعور بالاكتئاب أو ميل إلى الأفكار الانتحارية جديد أو زائد. تواصل مع اختصاصي الرعاية الصحية فورًا كذلك إذا حدثت تغيرات في مزاجك أو سلوكك.
  • أخبر اختصاصي الرعاية الصحية إذا كنت تصاب بحالات الشقيقة (الصداع النصفي). قد تحتاج إلى دواء مضاد لنوبات الصرع لمنع حدوث حالات الشقيقة (الصداع النصفي) ولعلاج الصرع.

يتعافى ما لا يقل عن نصف الأشخاص الذين شُخِّصوا حديثًا بالإصابة بالصرع من نوبات الصرع مع أول دواء يستخدمونه. لكن إذا لم تحقق الأدوية المضادة لنوبات الصرع نتائج جيدة، فيمكنك الخضوع للجراحة أو العلاجات الأخرى. سيحدد لك اختصاصي الرعاية الصحية على الأرجح مواعيد طبية منتظمة للمتابعة لفحص حالتك وأدويتك.

الجراحة

عندما لا تحقق الأدوية التحكم الكافي في نوبات الصرع، فقد تصبح جراحة الصرع خيارًا مطروحًا. وفي جراحة الصرع، يزيل الجرَّاحُ المنطقة التي تسبب نوبات الصرع من الدماغ.

تُجرى الجراحة عادةً عندما تُظهِر الاختبارات ما يأتي:

  • أن النوبات تبدأ في منطقة صغيرة ومحددة جيدًا في الدماغ.
  • أن الجراحة لن تؤثر في الوظائف الحيوية مثل النطق أو اللغة أو الحركة أو الرؤية أو السمع.

في بعض أنواع الصرع، قد تساعد النُهُج طفيفة التوغل مثل الاستئصال بالليزر التجسيمي الموجه بالتصوير بالرنين المغناطيسي على تخفيف الأعراض. يمكن استخدام هذه العلاجات عندما تكون الجراحة المفتوحة في غاية الخطورة. يتضمن هذا الإجراء توجيه مسبار ليزر حراري نحو المنطقة في الدماغ التي تسبب نوبات الصرع. ويقوم بتدمير النسيج لمحاولة السيطرة على نوبات الصرع بشكل أفضل.

قد تستمر في تناول الأدوية للمساعدة على الوقاية من نوبات الصرع بعد نجاح الجراحة. لكنك قد تتمكن من تناول أدوية أقل وتقليل جرعاتك.

يمكن أن تسبب جراحة الصرع مضاعفات لعدد قليل من الأشخاص. قد تتضمن المضاعفات تغيرًا دائمًا في قدرات التفكير. تحدث إلى أعضاء فريقك الجراحي حول خبراتهم ومعدلات النجاح ومعدلات حدوث مضاعفات للإجراء الذي تفكر فيه.

العلاجات

بالإضافة إلى تناول الأدوية والخضوع للجراحة، توفِّر طرق العلاج المحتملة الآتية بديلاً مناسبًا لعلاج الصرع:

  • تنبيه العصب الـمُبهَم. يمكن أن يكون تنبيه العصب الـمُبهَم خيارًا متاحًا في حال كانت الأدوية غير فعالة بما يكفي للسيطرة على نوبات الصرع، وإذا كانت الجراحة غير ممكنة. يُزرَع جهاز يشبه منظم ضربات القلب يُسمى منبه العصب المُبهَم تحت جلد الصدر. ويتصل المنبه بالعصب الـمُبهَم في الرقبة عن طريق أسلاك.

    يرسل الجهاز الذي يعمل بالبطارية دفعات من الطاقة الكهربية عبر العصب المُبهَم وصولاً إلى الدماغ. لم يتضح بعد كيف يؤدي هذا إلى تثبيط نوبات الصرع، إلا أن الجهاز يمكنه في العادة تقليل النوبات بنسبة تتراوح بين 20 و40%.

    لا يزال معظم الأشخاص بحاجة إلى تناول الأدوية المضادة للنوبات. لكن قد يتمكن بعض الأشخاص من خفض جرعة الدواء. قد يسبب تنبيه العصب المُبهَم آثارًا جانبية مثل الشعور بألم في الحلق أو بحة الصوت أو ضيق النفس أو السعال.

  • التنبيه العميق للدماغ. يزرع الجرَّاحون في التنبيه العميق للدماغ أقطابًا كهربائية في جزء محدَّد من الدماغ، عادة ما يكون منطقة المهاد. وتتصل هذه الأقطاب الكهربائية بمولِّد يُزرَع في الصدر. ويرسل المولِّد بانتظام نبضات كهربائية إلى الدماغ على فترات زمنية محددة ما يمكن أن يحد من نوبات الصرع. يُستخدَم التنبيه العميق للدماغ غالبًا مع الأشخاص الذين لا تتحسن نوبات الصرع لديهم باستخدام الأدوية.
  • التنبيه العصبي المستجيب. يمكن أن تساعد الأجهزة القابلة للزرع التي تشبه منظم ضربات القلب على الحد من عدد نوبات الصرع التي تحدث. تقوم الأجهزة بتحليل أنماط نشاط الدماغ للكشف عن النوبات عند بدايتها. وتوفِّر التنبيه الكهربائي لوقف النوبة. وقد أظهرت الأبحاث أن هذا العلاج محدود الآثار الجانبية ويمكن أن يخفف نوبات الصرع على المدى الطويل.

النظام الغذائي الكيتوني

يعمل بعض الأطفال والكبار على تقليل نوبات الصرع باتباع نظام غذائي عالي الدهون وقليل الكربوهيدرات. وقد يكون ذلك خيارًا مناسبًا إذا لم تساعد الأدوية على السيطرة على الصرع.

في هذا النظام، المعروف بالنظام الغذائي الكيتوني، يفتت الجسم الدهون بدلاً من الكربوهيدرات للحصول على الطاقة. بعد مرور بضع سنوات، قد يتمكن بعض الأطفال من التوقف عن النظام الغذائي الكيتوني والشفاء من نوبات الصرع. من المهم أن يكون ذلك تحت إشراف دقيق من خبراء الرعاية الصحية.

لا يعرف الخبراء بصورة وافية كيف يعمل النظام الغذائي الكيتوني على الحد من نوبات الصرع. لكن يعتقد الباحثون أن هذا النظام الغذائي يُحدث تغييرات كيميائية تساعد على وقف نوبات الصرع. كما أنه يُبدِّل وظائف خلايا المخ للحد من النوبات.

استشر الطبيب إذا كنت تفكر أنت أو طفلك في اتباع نظام غذائي كيتوني. ومن المهم الحرص على حصول طفلك على العناصر المغذية الكافية عند اتباعه النظام الغذائي.

قد تشمل الآثار الجانبية للنظام الغذائي الكيتوني الجفاف والإمساك والنمو البطيء نتيجة عدم الحصول على التغذية الكافية. كما قد تشمل الآثار الجانبية تراكم حمض اليوريا في الدم، ما قد يؤدي إلى تكوّن حصوات الكلى. لكن هذه الآثار الجانبية غير شائعة في حال تطبيق النظام الغذائي على النحو الصحيح، وتحت إشراف طبي.

قد يمثل الالتزام بالنظام الغذائي الكيتوني أمرًا شاقًا. يوفر كل من النظام الغذائي منخفض المؤشر الغلايسيمي ونظام أتكينز المُعدَّل بديلين أقل تقييدًا وقد يوفران بعض المساعدة للسيطرة على نوبات الصرع.

العلاجات المحتمَلة في المستقبل

يعكف الباحثون على دراسة العديد من العلاجات الجديدة المحتملة للصرع، ومنها:

  • التنبيه المستمر لموضع بدء نوبة الصرع، المعروف بالتنبيه دون العتبي. التنبيه دون العتبي تنبيه مستمر لمنطقة ما في الدماغ أقل من المستوى الملحوظ جسديًا. ويُظهر هذا النوع من العلاج تحسنًا في نتائج النوبات وجودة الحياة لدى بعض الأشخاص المصابين بنوبات الصرع. إذ يعمل التنبيه القشري على منع نوبة الصرع قبل حدوثها.

    قد يكون هذا العلاج فعالاً مع الأشخاص المصابين بنوبات صرع تبدأ من منطقة في الدماغ تُسمى المنطقة المسؤولة عن الحس والقدرة اللغوية. لا يمكن إزالة هذه المنطقة لأن ذلك قد يؤثر في الكلام والحركات. أو يمكن أن يساعد الأشخاص المصابين بأنواع نوبات صرع قد لا تتحسَّن مع التنبيه العصبي المستجيب.

  • الجراحات طفيفة التوغل. تُبشِّر الأساليب الجراحية الجديدة طفيفة التوغل -مثل الجراحة بالموجات فوق الصوتية المركَّزة والموجَّهة من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي بعلاج نوبات الصرع. تنطوي هذه الجراحات على مخاطر أقل نسبيًا من مخاطر جراحة الدماغ المفتوح التقليدية لعلاج الصرع.
  • التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS). يوجِّه التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة مجالات مغناطيسية مركَّزة إلى مناطق الدماغ التي تحدث بها نوبات الصرع، وذلك لعلاج نوبات الصرع من دون الحاجة إلى الجراحة. وقد يُستخدم مع المرضى الذين تبدأ نوبات الصرع لديهم من منطقة قريبة من قشرة الدماغ ولا يمكن علاجها بالجراحة.
  • التحفيز بالتيار المباشر عبر الجمجمة (tDCS). توفر هذه التقنية تحفيزًا كهربائيًا عبر فروة الرأس إلى الدماغ لتقليل نوبات الصرع بمرور الوقت. ويمكن توفير هذا العلاج في المنزل.

نمط الحياة وعلاجات منزلية

يمكن أن يساعدك فهم حالتك على التحكم فيها على نحو أفضل:

  • تناوُل الأدوية بشكل صحيح. عدم تغيير الجرعة قبل التحدث إلى أحد أعضاء فريق الرعاية الصحية. في حال الشعور بحاجة إلى تغيير الدواء، تحدث إلى اختصاصي الرعاية الصحية.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم. يمكن أن تحفز قلة النوم نوبات الصرع. فاحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة كل ليلة.
  • ارتداء سوار تنبيه طبي. سيساعد هذا السوار فريق الطوارئ على معرفة كيفية علاجك على نحو صحيح.
  • ممارسة التمارين. قد تساعد ممارسة التمارين على الحفاظ على صحتك الجسدية وتقليل الاكتئاب. الحرص على شرب كميات كافية من المياه والاستراحة في حال الشعور بالتعب أثناء ممارسة التمارين.

بالإضافة إلى ذلك، اتخذ قرارات تجعل نمط حياتك صحيًا. التحكم في التوتر وتقليل تناوُل المشروبات الكحولية والإقلاع عن التدخين.

التأقلم والدعم

قد يؤدي عدم القدرة على السيطرة على نوبات الصرع إلى الاكتئاب. ولكن يمكنك أن تعيش حياة نشيطة وحافلة مع مرض الصرع. وللتأقلم مع الحالة:

  • عليك بتوعية نفسك وأصدقائك وعائلتك بمرض الصرع حتى تتفهم أنت ومن حولك طبيعة الحالة.
  • حاول تجاهل ردود الأفعال السلبية الصادرة من الآخرين. من المفيد اكتساب الوعي بطبيعة الصرع حتى تعرف الحقائق والمفاهيم المغلوطة عن المرض. وحاول أن تحافظ على روح الدعابة لديك.
  • استقل بحياتك قدر الإمكان. واصل عملك إن أمكن. وإن كنت لا تستطيع القيادة بسبب نوبات الصرع، فيمكنك اللجوء إلى الخيارات المتاحة من وسائل المواصلات العامة الأقرب إليك. فإن لم يُسمح لك بالقيادة، ففكر في الانتقال إلى مدينة تتوفر بها وسائل مواصلات عامة جيدة.
  • اذهب إلى اختصاصي رعاية صحية يروق لك وترتاح إليه.
  • حاول ألا تشغل بالك بالإصابة بنوبات الصرع.
  • انضم إلى مجموعة دعم لمرضى الصرع للالتقاء بأشخاص يتفهمون ما تمر به.

إذا لم تستطع العمل خارج المنزل بسبب نوبات الصرع، ففكر في العمل من المنزل. وتوجد طرق أخرى للشعور بالارتباط مع الناس.

عرّف الأشخاص الذين تعمل وتعيش معهم بكيفية التعامل مع نوبة الصرع. فقد يساعدك ذلك إذا كانوا معك عندما تمر بنوبة. قدّم إليهم اقتراحات، مثل:

  • تحريك الشخص المصاب بعناية ليكون على أحد جانبيه لتجنب اختناقه.
  • وضع شيء لين تحت رأسه.
  • إرخاء الملابس الضيقة المحيطة برقبته.
  • تجنُب وضع الأصابع أو أي شيء آخر داخل فمه. لن "يبتلع" المصابون بالصرع ألسنتهم خلال نوبة صرع مطلقًا، حيث يستحيل ذلك جسديًا.
  • عدم محاولة إيقاف حركاته أثناء النوبة.
  • إبعاد الأغراض الخطرة عن الشخص في حال تحركه.
  • البقاء مع الشخص إلى أن يصل المسعفون إذا استدعى الأمر مساعدة طبية فورية.
  • مراقبة الشخص عن كثب لتتمكن من إخبار المسعفين بتفاصيل ما حدث.
  • تسجيل أوقات النوبات.
  • التحلي بالهدوء أثناء نوبات الصرع.

التحضير للموعد

يمكن البدء بزيارة طبيبك. ومع ذلك، قد تُحال على الفور إلى اختصاصي عند الاتصال لتحديد موعد طبي. وقد يكون هذا الاختصاصي مدربًا على أمراض الدماغ والجهاز العصبي، ويُعرف باسم طبيب الأعصاب. أو قد يحيلك إلى طبيب أعصاب متخصص في الصرع، يُسمى اختصاصي الصرع.

قد تكون مدة المواعيد الطبية قصيرة، ولديك الكثير من الأمور التي تود مناقشتها. لذلك من المستحسن أن تستعد جيدًا. وإليك هذه المعلومات التي ستساعدك على الاستعداد للموعد الطبي ومعرفة ما تتوقعه.

ما يمكنك فعله

  • الاحتفاظ بتقويم مفصل لنوبات الصرع. في كل مرة تحدث فيها نوبة الصرع، دوّن وقت حدوث النوبة ونوعها ومدة استمرارها. دوّن كذلك أي ظروف تحيط بنوبة الصرع. وقد تشمل تفويت موعد أي أدوية أو قلة النوم أو زيادة التوتر أو الحيض أو غيرها من الأحداث التي قد تحفز نشاط نوبات الصرع.

    اطلب المساعدة من الأشخاص الذين قد يلاحظون نوبات الصرع لديك، بما في ذلك العائلة والأصدقاء وزملاء العمل. يسمح لك ذلك بتسجيل معلومات قد لا تعرفها.

  • اطلع على أي قيود ينبغي الالتزام بها قبل الموعد الطبي. عندما تحدد الموعد الطبي، اسأل عما إذا كان هناك أي شيء يتعين عليك فعله مقدمًا، مثل الالتزام بنظام غذائي معين.
  • اكتب المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك أي أسباب للتوتر الشديد أو تغيرات حياتية أخيرة.
  • جهّز قائمة بجميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تتناولها.
  • اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو صديقًا. ففي بعض الأحيان قد يكون من الصعب تذكر كل المعلومات المقدمة إليك خلال الموعد الطبي. وقد يتذكر من يرافقك معلومة قد فاتتك أو نسيتها.

    قد لا تدرك كل ما يحدث عندما تصاب بنوبة صرع. قد يتمكن شخص آخر رأى نوبات الصرع لديك من الإجابة عن الأسئلة أثناء الموعد الطبي.

  • دوّن الأسئلة التي ترغب في طرحها على اختصاصي الرعاية الصحية. يساعدك تحضير قائمة بالأسئلة على تحقيق الاستفادة القصوى من وقت الموعد الطبي.

من الأسئلة الأساسية التي يمكنك طرحها عن الصرع:

  • ما السبب المرجح لنوبات الصرع؟
  • ما أنواع الاختبارات التي أحتاج إلى إجرائها؟
  • هل سيكون الصرع لديَّ عارضًا أم مزمنًا؟
  • ما العلاج الذي توصي به؟
  • ما بدائل العلاج الأساسي الذي تقترحه؟
  • كيف يمكن أن أتأكد من عدم إيذائي لنفسي إذا ما انتابتني نوبة صرع أخرى؟
  • لديَّ تلك المشكلات الصحية الأخرى. كيف يمكنني التعامل معها جميعًا على أفضل نحو؟
  • هل يجب عليَّ الالتزام بأي قيود؟
  • هل يجب أن أراجع اختصاصيًا؟ ما تكلفة ذلك، وهل سيغطيه تأميني الصحي؟
  • هل يوجد صنف غير مرتبط بعلامة تجارية بديل للدواء الذي تصفه؟
  • هل توجد أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذها معي إلى المنزل؟ ما المواقع الإلكترونية التي توصي بها؟

إضافة إلى الأسئلة التي أعددتها، لا تتردد في طرح أي أسئلة في أي وقت تشعر فيه بعدم فهمك لأي نقطة أثناء الموعد الطبي.

ما الذي تتوقعه من الطبيب

من المرجح أن يطرح عليك اختصاصي الرعاية الصحية عددًا من الأسئلة، مثل:

  • متى أُصبت بنوبات الصرع أول مرة؟
  • هل يبدو أن نوبات الصرع لديك تحفزها حوادث أو حالات مرضية معينة؟
  • هل تنتابك أحاسيس مماثلة قبل بدء نوبة الصرع مباشرة؟
  • هل تحدث نوباتك بشكل متكرر أم متقطع؟
  • ما الأعراض التي تشعر بها عندما تُصاب بنوبة صرع؟
  • ما الذي يُحسِّن نوبات الصرع لديك، إن وُجد؟
  • ما الذي يَزيد حدة نوبات الصرع لديك، إن وُجد؟

ما يمكنك فعله في الوقت الحالي

قد تؤدي بعض الحالات والأنشطة إلى حدوث نوبات الصرع، لذلك من المفيد الالتزام بالنصائح الآتية:

  • عدم الإفراط في تناوُل المشروبات الكحولية.
  • تجنُّب تدخين النيكوتين.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • الحد من التوتر.

من المهم أيضًا الاحتفاظ بسجل نوبات الصرع التي تصيبك قبل الموعد الطبي.

Last Updated: January 9th, 2024