النوبة القلبية
يمكن أن يتسبب انسداد تدفق الدم إلى القلب في تضرر عضلة القلب أو تدميرها.
نظرة عامة
تحدث النوبة القلبية عندما ينخفض تدفق الدم إلى القلب بشدة أو ينسد مساره. ويكون الانسداد في الغالب نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول ومواد أخرى في شرايين القلب (الشرايين التاجية). ويطلق على هذه الترسبات الدهنية التي تحتوي على الكوليسترول اسم لويحات. وتسمى عملية تراكم اللويحات بتصلب الشرايين.
يمكن أن تتمزق اللويحة في بعض الأحيان وتكوّن جلطة تمنع تدفق الدم. ويؤدي نقص تدفق الدم إلى إحداث ضرر في جزء من عضلة القلب أو إتلافها بالكامل.
يطلق على النوبة القلبية أيضًا اسم احتشاء عضلة القلب.
يلزم العلاج الفوري للنوبة القلبية لتجنب الوفاة. اتصل على الرقم 911 في الولايات المتحدة أو رقم المساعدة الطبية الطارئة في بلدك إذا كنت تعتقد أنك مصاب بنوبة قلبية.
الأعراض
تتفاوت أعراض النوبة القلبية. فبعض الأشخاص تكون أعراضهم خفيفة. بينما يصاب آخرون بأعراض شديدة. وبعض الأشخاص لا تظهر عليهم أي أعراض.
وتشمل أعراض النوبة القلبية الشائعة ما يلي:
- ألم في الصدر يشبه الإحساس بضغط أو ثقل أو ضيق أو ألم عاصر أو وجع
- الشعور بألم أو انزعاج يمتد إلى الكتف أو الذراع أو الظهر أو العنق أو الفك أو الأسنان وأحيانًا يصل إلى الجزء العلوي من البطن
- العرق البارد
- الإرهاق
- حرقة المعدة أو عسر الهضم
- شعور مفاجئ بالدوار أو الدوخة
- الغثيان
- ضيق النفَس
قد تشعر النساء بأعراض غير نمطية مثل ألم بسيط أو حاد في الرقبة أو الذراع أو الظهر. ويكون أحيانًا توقف القلب المفاجئ أول عَرَض من أعراض النوبة القلبية.
تحدث بعض النوبات القلبية فجأة، ولكن تظهر لدى العديد من الأشخاص أعراض ومؤشرات تحذيرية قبل النوبة القلبية بساعات أو أيام أو أسابيع. قد يكون الشعور المستمر بألم الصدر أو انضغاطه (الذبحة الصدرية) الذي لا يختفي مع أخذ قسط من الراحة علامةً تحذيرية مبكرة. وتنتج الذبحة الصدرية عن الانخفاض المؤقت في تدفق الدم إلى القلب.
متى تزور الطبيب
اطلب المساعدة فورًا إذا اعتقدت أنك مصاب بنوبة قلبية. اتبع الخطوات التالية:
- اطلب المساعدة الطبية الطارئة. إذا كنت تعتقد أنك مصاب بنوبة قلبية، فاتصل فورًا برقم 911 في الولايات المتحدة أو رقم الطوارئ المحلي. وإذا لم تتمكن من الوصول إلى الخدمات الطبية الطارئة، فاطلب من شخص ما نقلك إلى أقرب مستشفى. لا تقُد السيارة بنفسك إلا إذا لم يكن هناك خيار آخر.
- خذ النيتروغليسرين إذا وصفه طبيب الرعاية الأولية. خذ الدواء حسب تعليمات الطبيب أثناء انتظارك وصول المساعدة الطارئة.
-
خذ الأسبرين إذا وصفه الطبيب. قد يقلل أخذ الأسبرين أثناء النوبة القلبية من تضرر القلب، حيث يمنع تخثر الدم.
لكن قد يتفاعل الأسبرين مع الأدوية الأخرى. فلا تأخذ الأسبرين إلا بتعليمات من الطبيب أو فريق الرعاية الطبية الطارئة. لا تتأخر في الاتصال برقم 911 في الولايات المتحدة (أو رقم الطوارئ في بلدك) للتأكد مما إذا كان يمكن أخذ الأسبرين أم لا. اتصل أولاً لطلب المساعدة الطارئة.
ما يجب فعله إذا رأيت شخصًا مصابًا بنوبة قلبية
إذا فقد شخص وعيه وكنت تعتقد أنه مصاب بنوبة قلبية، فاتصل فورًا برقم 911 أو برقم الطوارئ المحلي في مدينتك، ثم افحصه للتحقق من أنه يتنفس وقلبه ينبض. وإذا لم يكن هناك تنفس أو نبض، عندها فقط ابدأ بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي.
- إذا كنت غير مدرب على الإنعاش القلبي الرئوي، فعليك إجراء الانعاش القلبي الرئوي باستعمال اليدين فقط. أي ادفع صدر الشخص بقوة وسرعة بمعدل من 100 إلى 120 ضغطة في الدقيقة.
- إذا كنت مدربًا على الإنعاش القلبي الرئوي وواثقًا من قدرتك على إجرائه بطريقة سليمة، فابدأ بتوجيه 30 ضغطة على الصدر قبل إعطاء نَفَسَي الإنقاذ.
الأسباب
يسبب مرض الشريان التاجي معظم النوبات القلبية. وفي مرض الشريان التاجي، يوجد انسداد في شريان واحد أو أكثر من شرايين القلب (الشريان التاجي). وعادةً ما يحدث هذا بسبب ترسّبات تحتوي على الكوليسترول، تُسمى اللويحات. وقد تسبب اللويحات ضيق الشرايين، ما يقلل تدفق الدم إلى القلب.
إذا انفجرت إحدى تلك اللويحات، فقد تتسبب في حدوث جلطة دموية في القلب.
وقد تحدث النوبة القلبية بسبب حدوث انسداد كامل أو جزئي في أحد شرايين القلب (الشريان التاجي). وهناك طريقة واحدة لتصنيف النوبات القلبية، وهي ما إذا كان تخطيط كهربية القلب يشير إلى وجود بعض التغيّرات المعيّنة (ارتفاع ST) التي تتطلب علاجًا طارئًا من خلال أحد الإجراءات الطبية المتوغلة. قد يستعين الطبيب بنتائج تخطيط كهربية القلب لوصف هذه الأنواع من النوبات القلبية.
- يعني الانسداد الكامل الحاد لشريان متوسط أو كبير في القلب عادةً أنك مصاب باحتشاء عضلة القلب المرتبط بارتفاع مقطع ST.
- ويعني الانسداد الجزئي غالبًا أنك مصاب باحتشاء عضلة القلب غير المرتبط بارتفاع مقطع ST. ومع ذلك، فإن بعض المصابين بمرض احتشاء عضلة القلب غير المرتبط بارتفاع مقطع ST لديهم انسداد كامل.
لا تحدث جميع النوبات القلبية بسبب انسداد الشرايين. وتشمل الأسباب الأخرى ما يأتي:
- تشنج الشريان التاجي. تحدث هذه الحالة نتيجة لاعتصار حاد لأحد الأوعية الدموية غير المسدودة. تتراكم على جدران الشريان عمومًا لويحات من الكوليسترول أو تظهر مؤشرات لتصلب وعائي مبكر بسبب التدخين أو عوامل الخطر الأخرى. هناك أسماء أخرى لحالات تشنج الشريان التاجي، وهي ذبحة برنزميتال الصدرية أو الذبحة الوعائية التشنجية أو الذبحة الصدرية المخالفة للمعتاد.
- حالات عَدوى معيّنة. يمكن أن يتسبب كوفيد 19 وحالات العَدوى الفيروسية الأخرى في تضرر عضلة القلب.
- التسلُّخ التلقائي للشريان التاجي. تظهر هذه الحالة المَرَضية المهددة للحياة نتيجة حدوث تمزق داخل أحد شرايين القلب.
عوامل الخطورة
تشمل عوامل خطر الإصابة بنوبة قلبية:
- العُمر. يصبح الرجال البالغين من العمر 45 عامًا فأكثر والنساء البالغات من العمر 55 عامًا فأكثر أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية من الرجال والنساء الأصغر سنًا.
- تعاطي التبغ. يشمل هذا التدخين والتعرض للتدخين السلبي فترة طويلة. فإذا كنت مدخنًا، أقلع عن التدخين.
- ارتفاع ضغط الدم. قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم بمرور الوقت إلى تلف الشرايين المؤدية إلى القلب. هذا بالإضافة إلى أن ارتفاع ضغط الدم المصاحب لحالات الحالة مَرَضية أخرى مثل السمنة وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري، يزيد من هذه الخطورة بشكل أكبر.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول أو الدهون الثلاثية. يؤدي ارتفاع مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (أو الكوليسترول "الضار") على الأرجح إلى ضيق الشرايين. ويزيد ارتفاع مستوى معين من دهون الدم تسمى الدهون الثلاثية أيضًا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية. وقد تنخفض مخاطر الإصابة بنوبة قلبية إذا كانت مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة -الكوليسترول "النافع"- في النطاق القياسي.
- السمنة. ترتبط السمنة بارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار وانخفاض مستويات الكوليسترول النافع.
- السكري. يرتفع سكر الدم عندما لا ينتج الجسم هرمونًا يسمى الأنسولين أو لا يستطيع استخدامه بشكل صحيح. ويزيد هذا من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
- متلازمة التمثيل الغذائي. هي مزيج من ثلاثة على الأقل من الأشياء التالية: زيادة محيط الخصر (السمنة المركزية) وارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستوى الكوليسترول النافع وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية وارتفاع نسبة السكر في الدم. وتضاعف الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي من احتمال تعرضك لأمراض القلب مقارنة بعدم إصابتك بها.
- التاريخ العائلي للإصابة بالنوبات القلبية. إذا تعرض أخوك أو أختك أو أحد والديك أو جدك أو جدتك لأزمة قلبية مبكرة (في سن 55 عامًا للذكور و65 عامًا للإناث)، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بها.
- عدم ممارسة ما يكفي من التمارين الرياضية. ترتبط قلة النشاط البدني (نمط الحياة الخامل) بزيادة احتمال الإصابة بالنوبات القلبية. وتحسّن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام صحة القلب.
- النظام الغذائي غير الصحي. يزيد النظام الغذائي مرتفع المحتوى من السكريات والدهون الحيوانية والأطعمة المعالَجة والدهون المتحولة والملح من فرص الإصابة بالنوبات القلبية. لذلك تناوَل الكثير من الفواكه والخضراوات والألياف والزيوت الصحية.
- التوتر. قد يزيد التوتر العاطفي -مثل الغضب الشديد- من فرص الإصابة بنوبة قلبية.
- تعاطي المخدرات غير القانونية. الكوكايين والأمفيتامينات من المنبهات. ويمكنهما أن يتسببا في حدوث تشنج في الشريان التاجي الذي قد يسبب نوبة قلبية.
- سبق الإصابة بمقدمات الارتعاج (تسمم الحمل). تؤدي هذه الحالة المَرَضية إلى ارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الحمل. وتزيد من الخطر العُمْري وخطر الإصابة بأمراض القلب.
- الإصابة بإحدى الحالات المَرَضية للمناعة الذاتية. من الممكن أن تؤدي الإصابة بحالات مرضية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة إلى زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية.
المضاعفات
كثيرًا ما يكون السبب في مضاعفات النوبة القلبية ضرر في عضلة القلب. ومن المضاعفات المحتملة للنوبة القلبية ما يلي:
- اضطراب أو عدم انتظام النظم القلبي. قد يؤثر الضرر الناتج عن النوبة القلبية في الإشارات الكهربية التي تنتقل عبر القلب، ما يسبب تغيرات في ضربات القلب. وبعض هذه التغيرات قد يكون خطيرًا، وبعضها الآخر قد يكون مميتًا.
- الصدمة القلبية. تحدث هذه الحالة النادرة عندما يعجز القلب فجأة ودون مقدمات عن ضخ الدم.
- فشل القلب. قد يتسبب تضرر نسيج عضلة القلب البالغ في عجز القلب عن ضخ الدم. ويمكن أن يكون فشل القلب مؤقتًا أو مستمرًا (مزمنًا).
- التهاب النسيج الشبيه بالجيب المحيط بالقلب (التهاب التأمور). تسبب النوبة القلبية أحيانًا استجابة خاطئة من الجهاز المناعي. وتُسمى هذه الحالة متلازمة دريسلر أو المتلازمة التالية لبضع التأمور أو المتلازمة التالية للإصابة القلبية.
- توقف القلب. في هذه الحالة يتوقف القلب بصورة مفاجئة. ويحدث توقف القلب المفاجئ بسبب تغير مفاجئ في إشارات القلب. وتؤدي الإصابة بنوبة قلبية إلى زيادة احتمال الإصابة بهذه الحالة المَرضية المهددة للحياة. وربما تؤدي أيضًا إلى الوفاة (الموت القلبي المفاجئ) إذا لم تعالج فورًا.
الوقاية
لم يفُت الأوان بعد لاتخاذ بعض الخطوات اللازمة للوقاية من النوبات القلبية حتى ولو كنت قد أُصبت من قبل بنوبة قلبية. وإليك بعض الطرق لتجنب الإصابة بنوبة قلبية.
- اتباع نمط حياة صحي. أقلع عن التدخين. وحافظ على وزن صحي مع نظام غذائي مفيد لصحة القلب. ومارس التمارين الرياضية بانتظام، وسيطر على مستوى توترك.
- التحكم في الحالات المرضية الأخرى. قد تزيد بعض الحالات المَرَضية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري أن تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية. فاسأل الطبيب عن عدد مرات الفحوص الدورية المطلوبة.
- تناوُل الأدوية حسب التوجيهات. قد يصف لك الطبيب بعض الأدوية لحماية الحالة الصحية لقلبك وتحسينها.
من الجيد أيضًا تعلم طريقة إجراء الإنعاش القلبي الرئوي بطريقة صحيحة حتى تتمكن من مساعدة شخص مصاب بنوبة قلبية. فكر في حضور دورة تدريبية معتمدة في الإسعافات الأولية، مثل دورات الإنعاش القلبي الرئوي، وكيفية استعمال مزيل الرجفان القلبي الخارجي التلقائي.
التشخيص
في العادة يجب أن يفحصك الطبيب خلال الفحوص الدورية لمعرفة ما إذا كانت هناك عوامل خطر يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية أم لا.
وغالبًا ما تشخص النوبة القلبية في أقسام الطوارئ. إذا كنت مصابًا بنوبة قلبية أو أصبت بها من قبل، فسيتخذ الأطباء خطوات عاجلة لعلاج حالتك. قد تُطرح عليك أسئلة عن أعراضك وتاريخك المرضي إذا كنت قادرًا على الإجابة.
يشمل تشخيص النوبة القلبية فحص ضغط الدم والنبض وقياس درجة الحرارة. وتُجرى بعض الفحوص لمعرفة طبيعة نبض القلب والتحقق من صحة القلب بشكل عام.
الاختبارات
تشمل الاختبارات المستخدمة لتشخيص النوبة القلبية ما يلي:
- تخطيط كهربية القلب. يُسجِّل هذا الاختبار الذي يبدأ تشخيص النوبات القلبية به الإشارات الكهربائية أثناء انتقالها عبر القلب. وتوضع فيه لصيقات جلدية (أقطاب) على الصدر، وأحيانًا على الذراعين والساقين. وتُسجَّل الإشارات في صورة موجات تظهر على الشاشة أو تُطبع على ورق. ويمكن أن يوضح تخطيط كهربية القلب ما إذا كنت مصابًا بنوبة قلبية أو سبق لك الإصابة بها أم لا.
- تحاليل الدم. تتسرب بعض بروتينات القلب ببطء إلى الدم بعد تضرر القلب الناتج عن النوبة القلبية. ويمكن إجراء تحاليل الدم لفحص هذه البروتينات (الدلالات القلبية).
- تصوير الصدر بالأشعة السينية. يُظهر تصوير الصدر بالأشعة السينية شكل القلب والرئتين وحجمهما.
- مخطط صدى القلب. هو موجات صوتية (فوق صوتية) تنتج صورًا للقلب أثناء حركته. ويُظهر كيفية تدفق الدم عبر القلب وصماماته. ويمكن أن يساعد مخطط صدى القلب في تحديد ما إذا كان هناك جزء من القلب قد تضرر.
- قسطرة الشريان التاجي (الصورة الوعائية). في هذا الاختبار، يُدخِل الطبيب أنبوب اختبار رفيعًا ومرنًا (قِسطارًا) في أحد الأوعية الدموية، عادة ما يكون في الساق، ويوجِّهه إلى القلب. وتتدفق الصبغة عبر القسطار للمساعدة في إظهار الشرايين بمزيد من الوضوح في الصور الملتقطة أثناء الاختبار.
- التصوير المقطعي المحوسب للقلب أو تصوير القلب بالرنين المغناطيسي. تكوّن هذه الفحوص صورًا للقلب والصدر. يستخدم التصوير المقطعي المحوسب للقلب الأشعة السينية. أما تصوير القلب بالرنين المغناطيسي فيستخدم مجالًا مغناطيسيًّا وموجات راديوية لالتقاط صور للقلب. وفي كلا الاختبارين، يتمدد الشخص عادة على طاولة تَنزلق إلى داخل جهاز طويل شبيه بالأنبوب. ويمكن استخدام كلا الاختبارين لتشخيص مشكلات القلب. ويمكن الاستعانة بهما في تحديد شدة الضرر الذي أصاب القلب.
العلاج
يتعرض المزيد من الأنسجة القلبية إلى التلف أو الموت مع كل دقيقة تمر بعد الإصابة بالنوبة القلبية. وفي هذه الحالة، يجب تقديم علاج فوري لتصحيح تدفق الدم واستعادة مستويات الأكسجين الطبيعية في الدم. ويجب إعطاء الأكسجين للمريض على الفور. ويعتمد العلاج المحدد للنوبة القلبية على حالة الانسداد الذي يعترض سبيل تدفق الدم، سواء أكان جزئيًا أم كليًا.
الأدوية
قد تتضمن الأدوية الموصوفة لمعالجة النوبة القلبية ما يلي:
- الأسبرين. يقلل الأسبيرين من تجلط الدم. وهو يحافظ على تدفق الدم عبر الشريان الضيق. إذا اتصلتَ بالرقم 911 أو رقم الطوارئ المحلي، فقط يُطلب منك مضغ الأسبرين. وقد يعطيك طبيب الطوارئ الأسبيرين على الفور.
- مذيبات الجلطات (الأدوية الحالّة للتخثر أو الفبرين). تساعد هذه الأدوية على تفتيت أي جلطات دموية تمنع تدفق الدم إلى القلب. وكلما سارعت في تناول الدواء الحالّ للتخثر بعد حدوث نوبة قلبية، قلَّ الضرر الذي قد يصيب القلب، وزادت فرصتك في النجاة.
- أدوية أخرى مضادة لتخثر الدم. يمكن إعطاء المريض دواءً يُسمى هيبارين عن طريق الحقن بالوريد. حيث يقلل هيبارين لزوجة الدم، ويُقلل احتمالية تكوُّن الجلطات.
- النيتروغليسرين. يعمل هذا الدواء على توسيع الأوعية الدموية. كما أنه يحسِّن تدفق الدم إلى القلب. ويُستخدَم النيتروغليسرين لعلاج الألم المفاجئ في الصدر (الذبحة الصدرية). وهو يُعطى للمريض كقرص تحت اللسان أو قرص للبلع أو عن طريق الحَقن.
- المورفين. يُعطى هذا الدواء لتخفيف ألم الصدر الذي لا يزول بتناول النيتروغليسرين.
- حاصرات مستقبلات بيتا. تعمل هذه الأدوية على إبطاء سرعة نبضات القلب وخفض ضغط الدم. يمكن لحاصرات مستقبلات بيتا الحد من مدى تضرُّر عضلة القلب، والحيلولة دون حدوث نوبات قلبية في المستقبل. وتُعطى لمعظم المصابين بنوبة قلبية.
- أدوية لضغط الدم تسمى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين. تخفض هذه الأدوية ضغط الدم وتقلل إجهاد القلب.
- الأدوية الخافِضة للكوليسترول. تساعد هذه الأدوية على خفض مستويات الكوليسترول الضار. ويمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار جدًا (البروتين الدهني منخفض الكثافة) بمستويات كبيرة إلى انسداد الشرايين.
الإجراءات الجراحية والإجراءات الأخرى
في حالة سبق الإصابة بنوبة قلبية، يمكن اللجوء للجراحة أو غيرها من الإجراءات لفتح أحد الشرايين المسدودة. وتشمل الإجراءات والعمليات الجراحية المستخدمة في علاج النوبة القلبية:
-
رأب الأوعية التاجية وتركيب الدعامات. تُجرَى هذه العملية لفتح شرايين القلب المسدودة. وقد يُطلق عليها أيضًا التدخل التاجي عن طريق الجلد. إذا سبق لك التعرّض لنوبة قلبية، فغالبًا ما تُجرى هذه العملية أثناء أحد إجراءات الكشف عن الانسداد (قسطرة القلب).
وأثناء عملية الرأب الوعائي، يُوجّه طبيب القلب أنبوبًا رفيعًا ومرنًا (قسطارًا) إلى الجزء الضيق في شريان القلب. ويُنفخ بالون صغير للمساعدة في توسيع الشريان المسدود وتحسين تدفق الدم.
يمكن إدخال أنبوب شبكي سلكي صغير (دعامة) في الشريان أثناء إجراء الرأب الوعائي. وتساعد هذه الدعامة في إبقاء الشريان مفتوحًا. وتعمل أيضًا على تقليل احتمال تضيُّقه ثانية. يمكن تغطية بعض الدعامات بدواء للمساعدة في إبقاء الشرايين مفتوحة.
- طُعم مجازة الشريان التاجي (CABG). وهي جراحة قلب مفتوحة يأخذ الجراح خلالها وعاءً دمويًا سليمًا من جزء آخر من الجسم لإنشاء مسار جديد للدم في القلب. وبذلك يتمكن الدم من المرور حول الشريان التاجي المسدود أو المتضيّق. ويمكن تنفيذ هذه الجراحة كإجراء طارئ عند الإصابة بنوبة قلبية. وقد تُجرى أحيانًا بعد النوبة القلبية بعدة أيام، أي بعد أن يتعافى القلب قليلاً.
إعادة تأهيل القلب
التأهيل القلبي هو برنامج تدريبي وتثقيفي مخصص، يهدف إلى تعليم طرق تحسين صحة القلب بعد الخضوع لجراحة قلبية. وهو يركز على ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي مفيد لصحة القلب والتحكم في التوتر والعودة التدريجية لممارسة الأنشطة المعتادة. توفر معظم المستشفيات التأهيل القلبي، حيث يبدأ في المستشفى. ويستمر البرنامج عادةً لبضعة أسابيع أو أشهر بعد العودة إلى المنزل.
وعادةً يعيش الأشخاص الذين حضروا برنامج تأهيل قلبي عقب التعرض لنوبة قلبية فترة أطول، وتقل غالبًا احتمالات تعرضهم لنوبة قلبية أخرى أو حدوث مضاعفات لها. وإذا لم يبادر طبيبك بالتوصية بمشاركتك في برنامج تأهيل قلبي خلال إقامتك بالمستشفى، فلا تنسَ سؤاله عنه.
الرعاية الذاتية
ولتحسين صحة القلب، عليك إجراء الخطوات الآتية:
- ممارسة الرياضة. تساعد الممارسة المنتظمة للرياضة على تحسين صحة القلب. وبشكل عام، احرص على ممارسة أنشطة بدنية معتدلة أو قوية لمدة 30 دقيقة على الأقل لخمسة أيام أو أكثر في الأسبوع. لكن إذا أُصبت بنوبة قلبية أو أجريت عملية جراحية في القلب، فقد تُفرض بعض القيود على ممارسة الأنشطة البدنية. فاستشر الطبيب لمعرفة القدر الأمثل لك من ممارسة النشاط البدني.
- اتباع نظام غذائي صحي للقلب. تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الدهون المشبعة والدهون المتحولة والملح والسكر، أو قلل من تناولها. واستبدلها بالحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والبروتينات خفيفة الدهن، مثل الأسماك والبقوليات.
- الحفاظ على وزن صحي. يؤدي الوزن الزائد إلى إجهاد عضلة القلب. كما يؤدي زيادة الوزن إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكري.
- الإقلاع عن التدخين. لا شيء يمكنك فعله لتحسين صحة قلبك أهم من الإقلاع عن التدخين. كما ينبغي تجنب التدخين السلبي. إذا كنت بحاجة إلى الإقلاع عن التدخين، فاستشر الطبيب للحصول على المساعدة.
- التقليل من تناول الكحوليات. إذا اخترتَ تناول المشروبات الكحولية، فتناولها باعتدال. أي أنه بالنسبة للبالغين الأصحاء تناول مشروب واحد في اليوم للنساء واثنين في اليوم للرجال.
- إجراء فحوصات صحية بشكلٍ دوري. لا تتسبب بعض عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالنوبات القلبية -المتمثلة في ارتفاع مستوى كوليسترول الدم وارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكري- في ظهور أي أعراض مبكرة.
- السيطرة على مستويات ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم. اسأل الطبيب عن عدد المرات التي تحتاج فيها إلى فحص مستويات ضغط الدم والسكر والكوليسترول لديك.
- التحكم في التوتر. تعلّم طرق تخفف بها من حدة التوتر والضغط العصبي. ومن بين الطرق المستخدمة في تخفيف التوتر ممارسة الرياضة بمعدل أكبر والتدرب على التركيز الذهني والتواصل مع الآخرين في مجموعات الدعم.
التأقلم والدعم
الإصابة بنوبة قلبية أمر مخيف للغاية. لذلك قد يفيدك التحدّث عن مشاعرك مع طبيبك أو أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك. أو يمكنك استشارة اختصاصي الصحة النفسية أو الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم. وتتيح لك هذه المجموعات التواصل مع غيرك ممن مرّوا بتجارب مماثلة من قبل.
أخبر الطبيب إذا شعرت بالحزن أو الخوف والاكتئاب، فمن الممكن أن تساعد برامج إعادة تأهيل القلب في الوقاية من الاكتئاب أو علاجه بعد التعرض لنوبة قلبية.
ممارسة الجنس بعد التعرُّض لأزمة قلبية
يشعر البعض بالقلق من ممارسة الجنس بعد الإصابة بنوبة قلبية. لكن بإمكان معظم الأشخاص العودة إلى ممارسة النشاط الجنسي بأمان بعد التعافي. إلا أنه يجب استشارة الطبيب أولاً. يتحدد الوقت الذي يمكنك فيه العودة إلى ممارسة الجنس حسب شعورك بالراحة البدنية واستعدادك العاطفي له وطبيعة نشاطك الجنسي السابق.
ربما تؤثر بعض أدوية القلب في الأداء الجنسي. فإذا واجهتك مشكلات متعلقة بالخلل الوظيفي الجنسي، فاستشر الطبيب.
الاستعداد لموعدك
وغالبًا ما تُشخَّص النوبة القلبية في أقسام الطوارئ. ولكن إذا كنت قلقًا بشأن احتمال إصابتك بنوبة قلبية، فتحدث إلى الطبيب. إذ يمكن إجراء تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لتحديد مستوى الخطر لديك.
وقد تُحال إلى طبيب متخصص في أمراض القلب.
فيما يلي بعض المعلومات التي تساعدك على الاستعداد لموعدك الطبي.
ما يمكنك فعله؟
عند تحديد موعد طبي، استفسر عن مدى وجود تحضيرات عليك وضعها في الاعتبار مقدمًا، كوضع قيود على نظامك الغذائي. فقد يكون عليك الامتناع عن الطعام أو الشراب لمدة معينة قبل إجراء اختبار الكوليسترول على سبيل المثال.
واكتب قائمةً بما يلي:
- الأعراض التي تشعر بها، بما في ذلك أي أعراض تبدو غير مرتبطة بأمراض القلب، ووقت بدء ظهورها
- التاريخ العائلي للإصابة بمشكلات في القلب، بما في ذلك أمراض القلب أو السكتة الدماغية أو ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري أو النوبات القلبية المبكرة
- المعلومات الشخصية المهمة، بما في ذلك الضغوطات الكبرى التي تعرضت لها أو تغيرات الحياة التي مررت بها مؤخرًا
- جميع الأدوية، والفيتامينات والمكملات الغذائية التي تتناولها، مع تحديد الجرعات
- الأسئلة التي ستطرحها على طبيبك
اصطحب معك صديقًا أو قريبًا، إن أمكن، لمساعدتك على تذكر المعلومات التي تحصل عليها.
تشمل بعض الأسئلة التي ستطرحها على الطبيب بشأن الوقاية من النوبة القلبية ما يلي:
- ما الاختبارات التي عليّ إجراؤها لتحديد حالة قلبي الصحية ؟
- ما الأغذية التي ينبغي عليّ تناولها أو تجنبها؟
- ما مستوى النشاط البدني الملائم؟
- ما الفترة التي عليّ الخضوع فيها لفحوصات مرض القلب؟
- لدي أمراض أخرى. فكيف يمكنني التعامل مع هذه الحالات معًا على أفضل نحو؟
- هل هناك أي كتيبات أو مطبوعات أخرى يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصح بالاطلاع عليها؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى.
ما يمكن أن يقوم به الطبيب
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عدة أسئلة تتضمن ما يأتي:
- ما مدى شدة الأعراض لديك؟
- هل الأعراض مستمرة أم متقطعة؟
- ما الذي يُحسّن أعراضك، إن وُجد؟
- إذا كنتَ تشعر بألم في الصدر، فهل يتحسن مع الراحة؟
- ما الذي يزيد حِدّة أعراضك، إن وُجد؟
- إذا كنت تشعر بألم في الصدر، فهل يزداد سوءًا مع النشاط الشديد؟
- هل شُخِّصت بارتفاع ضغط الدم، أو السكري، أو ارتفاع الكوليسترول؟
ما الذي يُمكنُك القِيام به في هذه الأثناء؟
لا بد من أن تبدأ فورًا في إدخال تغييرات صحيّة على نمط حياتك، مثل الإقلاع عن التدخين وتناوُل الأطعمة الصحية وممارسة المزيد من الأنشطة البدنية. وهذه الخطوات مهمة للوقاية من الإصابة بالنوبات القلبية وتحسين الصحة العامة.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use