الإجهاض
تعرفي على الأسباب المحتملة لفقدان الحمل وأعراضه وكيفية التعامل معه.
نظرة عامة
الإجهاض التلقائي هو إسقاط الحمل دون سبب واضح أو فعل مقصود قبل الأسبوع العشرين. وتنتهي حوالي 10 إلى 20 بالمئة من حالات الحمل المعروفة بالإجهاض التلقائي. ولكن من المحتمل أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك؛ لأن العديد من حالات الإجهاض التلقائي تحدث مبكرًا قبل اكتشاف الحمل.
قد يشير مصطلح الإجهاض التلقائي إلى حدوث شيء خاطئ أثناء الحمل. ولكن نادرًا ما يكون الأمر كذلك. فكثير من حالات الإجهاض التلقائي تحدث بسبب عدم نمو الجنين نموًا طبيعيًا.
الإجهاض التلقائي هو تجربة شائعة نسبيًا، لكن ذلك لا يجعل الأمر سهلاً. إذا تعرضتِ لإجهاض تلقائي، فابدئي عملية التعافي النفسي بالسعي لمعرفة المزيد عن هذه الحالة. افهمي سبب حدوث الإجهاض التلقائي، والأمور التي تزيد خطورته، والرعاية الطبية التي قد يلزم اللجوء إليها.
الأعراض
تحدث معظم حالات الإجهاض التلقائي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، أي الأسابيع الـ 13 الأولى تقريبًا.
ويمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:
- نزف من المهبل بألم أو بدون ألم، بما في ذلك نزف خفيف يُسمى التبقيع
- الألم أو التشنج في منطقة الحوض أو أسفل الظهر
- خروج سوائل أو أنسجة من المهبل
- تسارع ضربات القلب
في حال خروج نسيج من المهبل، يجب وضعه في حاوية نظيفة، وإحضاره إلى عيادة اختصاصي الرعاية الصحية أو المستشفى. ويمكن للمختبر فحص الأنسجة للتحقق من علامات الإجهاض التلقائي.
يجب مراعاة أن تواصل معظم النساء المصابات بتبقيع أو نزف مهبلي في الأشهر الثلاثة الأولى حملهن بنجاح. لكن اتصلي بفريق رعاية الحمل على الفور إذا كان النزف شديدًا أو صاحبه ألم تشنجي.
الأسباب
جينات أو كروموسومات غير منتظمة
تحدث معظم حالات الإجهاض التلقائي بسبب عدم نمو الجنين نموًا طبيعيًا. ويرتبط حوالي نصف إلى ثلثي حالات الإجهاض التلقائي في الأشهر الثلاثة الأولى بزيادة الكروموسومات أو نقصها عن الوضع الطبيعي. والكروموسومات هي هياكل خلوية تحتوي على جينات، والتي تكون مسؤولة عن تحديد كل من المظهر الجسدي ووظائف الأفراد. عندما تتحد البويضة والحيوان المنوي، تتحد مجموعتان من الكروموسومات — واحدة من كل والد — معًا. ولكن إذا كانت أي من المجموعتين تحتوي على عدد كروموسومات أقل أو أكثر من المعتاد، فقد يؤدي ذلك إلى الإجهاض التلقائي.
قد تؤدي حالات الكروموسوم إلى ما يلي:
- الحمل اللاجنيني. ويحدث هذا عندما لا يتكون جنين. أو يتشكل الجنين ولكن يُمتص مرة أخرى في الجسم. الجنين هو مجموعة الخلايا التي تتطور إلى طفل لم يُولد بعد، ويُسمى أيضًا مضغة.
- موت الجنين داخل الرحم. في تلك الحالة، يتكون الجنين ولكن يتوقف عن النمو. ويموت قبل ظهور أي أعراض للحمل.
الحَمل العنقودي والحَمل العنقودي الجزئي. لا ينمو الجنين في حال الحمل العنقودي. ويحدث هذا غالبًا إذا جاءت كلتا المجموعتين من الكروموسومات من الحيوانات المنوية. ويرتبط الحمل العنقودي بالنمو غير المنتظم للمشيمة، وهي العضو المرتبط بالحمل الذي يزود الجنين بالأكسجين والمواد المغذية.
مع الحمل العنقودي الجزئي، قد ينمو الجنين، لكنه لا يستطيع البقاء على قيد الحياة. ويحدث الحمل العنقودي الجزئي عندما تكون هناك مجموعة إضافية من الكروموسومات، وتُسمى هذه الحالة أيضًا تثلث الصيغة الصبغية. وغالبًا تنشأ المجموعة الإضافية من الحيوان المنوي ولكن يمكن أن تنشأ أيضًا من البويضة.
لا يمكن أن يستمر الحمل العنقودي والحمل العنقودي الجزئي لأنه يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة. وفي بعض الأحيان، يمكن ربطه بتغيرات المشيمة التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان في المرأة الحاملة.
الحالات الطبية لدى الأم
في حالات قليلة، قد يحدث الإجهاض التلقائي نتيجة لإصابة الأم بحالات مَرضية معينة. ومن الأمثلة على ذلك:
- داء السكري غير المسيطَر عليه
- حالات العدوى
- المشكلات الهرمونية
- مشاكل الرحم أو عنق الرحم
- مرض الغدة الدرقية
- السمنة
ما الذي "لا" يسبب الإجهاض التلقائي
لا يسبب أيٌّ من الأنشطة الروتينية التالية الإجهاض التلقائي (إسقاط الحمل):
- ممارسة التمارين الرياضية، طالما أنكِ تتمتعين بصحة جيدة. ولكن استشيري فريق الرعاية الصحية أولاً. وتجنبي عن الأنشطة التي قد تؤدي إلى الإصابة مثل الرياضات الاحتكاكية.
- ممارسة الجنس.
- الجدال.
- تناوُل حبوب منع الحمل قبل حدوثه.
- العمل، طالما أنكِ لا تتعرضين لجرعات كبيرة من المواد الكيميائية أو الأشعة الضارة. استشيري طبيبكِ إذا كنتِ قلقة بشأن المخاطر المرتبطة بالعمل.
بعض السيدات اللاتي يتعرضن للإجهاض التلقائي يلُمن أنفسهن. فهن يعتقدن أنهن يفقدن الحمل بسبب السقوط أو تعرضهن لذعر شديد أو غير ذلك من الأسباب. في حين أن الإجهاض التلقائي يحدث غالبًا بسبب حدث عارض لا ذنب لأحد فيه.
عوامل الخطورة
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر التعرض للإجهاض التلقائي، منها:
- العمر. إذا كنت أكبر من 35 عامًا، فستكونين أكثر عرضة للإجهاض التلقائي مقارنةً بالنساء الأصغر سنًا. ففي عمر 35 عامًا، تكون نسبة الخطورة 20% تقريبًا. وفي عمر 40 عامًا، تكون نسبة الخطورة بين 33 إلى 40% تقريبًا. وفي عمر 45 عامًا، تتراوح النسبة بين 57 و 80%.
- حالات الإجهاض السابقة. إذا تعرضتِ لحالة إجهاض مبكر واحدة أو أكثر من قبل، فأنتِ أكثر عرضة لإسقاط الحمل.
- الحالات المرضية المزمنة. إذا كنتِ مصابة بحالة صحية مزمنة مثل مرض السكري غير المنضبط، فأنتِ أكثر عرضة لخطر الإجهاض.
- مشكلات الرحم أو عنق الرحم. قد تؤدي بعض أمراض الرحم أو ضعف أنسجة عنق الرحم، أو ما يُعرف باسم قصور عنق الرحم، إلى زيادة احتمال الإجهاض.
- التدخين وشرب الكحوليات والكافايين والعقاقير غير المشروعة. السيدات المدخنات يكنّ أكثر عرضة للإجهاض التلقائي مقارنةً بغير المدخنات. كما أن الاستهلاك المفرط للكافيين أو معاقرة الكحول يزيد من الخطورة. وكذلك تعاطي المواد المخدرة غير المشروعة، مثل الكوكايين أو الأمفيتامينات.
- الوزن. يرتبط انخفاض الوزن أو زيادته بزيادة خطر الإجهاض.
- الحالات المَرَضية الوراثية. في بعض الأحيان، قد يكون أحد الزوجين سليمًا ولكنه يحمل مشكلة وراثية تزيد من احتمال الإجهاض. على سبيل المثال، قد يكون لدى أحد الزوجين كروموسوم فريد يتشكل عند ارتباط أجزاء من كرموسومين مختلفين ببعضها. وهذا ما يسمى بالانتقال الكروموسومي. إذا كان أحد الزوجين يحمل انتقالاً كروموسوميًا، فإن نقله إلى الجنين يزيد احتمال الإجهاض.
المضاعفات
قد يؤدي بقاء أنسجة الحمل في الرحم بعد الإجهاض التلقائي في بعض الأحيان إلى حدوث عدوى في الرحم بعد ذلك بنحو يوم أو يومين، ويُطلَق على هذه الحالة الإجهاض التلقائي الإنتاني، ومن أعراضها ما يلي:
- التعرّض أكثر من مرتين لحُمّى تكون درجة حرارة الجسم فيها أعلى من 100.4 فهرنهايت (38 درجة مئوية).
- القشعريرة.
- ألم في منطقة أسفل البطن.
- خروج سوائل كريهة الرائحة من المهبل تُعرَف بالإفرازات.
- النزف المهبلي.
اتصلي بعيادة الطبيب المتابع لحالتكِ أو بفريق قسم التوليد المختص بتقييم الحالات أو قسم الطوارئ المحلي في منطقتكِ إذا ظهرت لديكِ هذه الأعراض. فمن الممكن أن تتفاقم هذه الحالة سريعًا وتصبح مُهددة للحياة إذا لم تُعالَج.
ومن المضاعفات الأخرى للإجهاض التلقائي حدوث نزف مهبلي غزير. ويحدث النزف غالبًا مصحوبًا بأعراض أخرى مثل:
- تسارع ضربات القلب.
- دوخة نتيجة انخفاض ضغط الدم.
- الشعور بالتعب أو الضعف بسبب انخفاض عدد كريات الدم الحمراء، المعروف أيضًا بفقر الدم.
لذلك، اطلبي الرعاية الطبية على الفور. إذ تحتاج بعض النساء ممن لديهن نزف إلى الحصول على دم من متبرِّع أو الخضوع إلى عملية جراحية.
الوقاية
في أغلب الأحيان، لا يوجد ما يمكنك فعله للوقاية من الإجهاض التلقائي. بل عليك التركيز على عنايتك بنفسك وبجنينك جيدًا.
- احصلي على الرعاية السابقة للولادة بانتظام أثناء فترة حملك وبعد الولادة مباشرة.
- وتجنبي عوامل الخطر المرتبطة بحدوث الإجهاض التلقائي، مثل التدخين وتناول الكحوليات واستخدام العقاقير غير المشروعة.
- وتناولي الفيتامينات المتعددة يوميًّا.
- إذا كنتِ قد تعرضتِ لإجهاض تلقائي مرة واحدة أو أكثر فيما مضى، فاسألي اختصاصي الرعاية الصحية عما إذا كان يجب تناول جرعة منخفضة من الأسبرين أم لا.
- قللي تناول الكافيين. يوصي العديد من الخبراء بعدم تناول أكثر من 200 ملليغرام يوميًّا أثناء فترة الحمل، وهذا هو مقدار الكافيين في فنجان قهوة سريعة التحضير بسعة 12 أونصة. راجعي أيضًا ملصقات المعلومات التغذوية لمعرفة مقادير الكافيين. لا يُعرف بشكل واضح مدى تأثير الكافيين على الجنين، لكن من الآثار المحتملة لتناوله بكميات زائدة الإجهاض التلقائي أو الولادة المبكرة. يمكنكِ سؤال فريق الرعاية المتابع لحملك عما يناسبك.
وإذا كنت مصابة بحالة مرضية مزمنة، فتعاوني مع فريق رعايتك الصحية لإبقائها تحت السيطرة.
التشخيص
قد يجري فريق الرعاية الصحية عدة فحوصات، منها:
- تحاليل الدم. يمكنها تحديد مستوى هرمون الحمل، المعروف بمُوَجِّهَة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية، في الدم. ويُكرر غالبًا قياس مستوى هذا الهرمون بعد مرور 48 ساعة. قد يكون انخفاض أو تراجع مستوى هرمون مُوَجِّهَة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية مؤشرًا على فقدان الحمل. وإذا كان نمط التغيرات في مستوى هرمون مُوَجِّهَة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية غير طبيعي، فقد يوصي اختصاصي الرعاية الصحية بإجراء تحاليل دم أخرى أو التصوير بالموجات فوق الصوتية. ويمكن أيضًا فحص فصيلة الدم. فإذا كانت فصيلة الدم لديكِ سالبة العامل الريسوسي، فمن المرجح أن يصف الطبيب دواء الغلوبولين المناعي Rh (RhoGAM) إلا إذا كان عُمر الحمل أقل من ستة أسابيع.
- فحص الحوض. قد يفحص اختصاصي الرعاية الصحية الطرف السفلي من الرحم، وهو عنق الرحم، لمعرفة ما إذا بدأ في الفتح أم لا. وفي حال كان عنق الرحم مفتوحًا، تكون المرأة أكثر عرضة للإجهاض التلقائي.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية. أثناء هذا الفحص التصوري، يقيس اختصاصي الرعاية الصحية نبضات قلب الجنين ويتبيّن ما إذا كان ينمو بشكل سليم أم لا. وإذا لم تكن نتيجة الفحص واضحة، فقد يستدعي الأمر إجراء تصوير آخر بالموجات فوق الصوتية خلال أسبوع تقريبًا.
- اختبارات الأنسجة. إذا خرج منكِ شيء يُشبه الأنسجة، فيمكن إرسالها إلى مختبر للتحقق من حدوث الإجهاض، وللتأكد من أن الأعراض لديكِ لا علاقة لها بسبب آخر.
- الفحوص الكروموسومية. إذا سبق لكِ التعرّض للإجهاض التلقائي مرتين أو أكثر، فقد يوصي اختصاصي الرعاية الصحية بإجراء تحاليل دم لكِ ولزوجكِ. يمكن أن تساعد هذه التحاليل في معرفة ما إذا كان تكوين الكروموسوم لديكِ أو لدى زوجِك مرتبطًا بزيادة احتمالات التعرض للإجهاض التلقائي أم لا.
إذا أظهرت نتائج التحاليل تعرُضكِ للإجهاض التلقائي أو أنكِ معرضة له، فقد يستخدم اختصاصي الرعاية الصحية أحد المصطلحات الطبية التالية لوصف ما حدث:
- الإجهاض المنذر. يشير إلى التعرّض لحدوث نزف مهبلي، ولكن عنق الرحم لم يبدأ في الفتح بعد. ولذلك، فقد يكون هناك احتمال لحدوث إجهاض تلقائي. وتكتمل حالات الحمل هذه عادةً دون حدوث أي مشكلات أخرى.
- الإجهاض الحتمي. يكون الإجهاض حتميًا عند حدوث نزف وتقلصات مؤلمة وفتح عنق الرحم.
- الإجهاض الناقص. يحدث ذلك عند خروج أنسجة الحمل ولكن يبقى بعضها في الرحم.
- الإجهاض الفائت. تظل الأنسجة المشيمية والجنينية في الرحم، إلا أن الجنين يكون قد مات أو لم يتكوَّن من الأساس.
- الإجهاض الكامل. يشير إلى خروج أنسجة الحمل بالكامل. ويشيع هذا النوع في حالات الإجهاض التي تحدث قبل مرور 12 أسبوعًا.
- الإجهاض الإنتاني. تحدث هذه الحالة عند الإصابة بعدوى في الرحم بعد الإجهاض التلقائي، وقد تكون مهددة للحياة، ومن ثمّ، تتطلب رعاية طبية على الفور.
المعالجة
الإجهاض المهدّد
إذا كنت تعانين من نزيف من المهبل في وقت مبكر من الحمل، فقد يوصي فريق الرعاية الصحية بالراحة حتى تتحسن الأعراض. وعلى الرغم من عدم وجود ما يثبت أن الراحة في الفراش وبعض العلاجات الأخرى تمنع الإجهاض التلقائي، فإن الأطباء ينصحون بها كإجراء وقائي. تجنبي استخدام السدادات القطنية أو ممارسة الجنس في أثناء استمرار النزيف، لأن ذلك قد يؤدي إلى الإصابة بعدوى في الرحم.
وفي بعض الحالات، يُنصح أيضًا بتأجيل السفر - خاصة إلى المناطق التي يصعب فيها الحصول على رعاية طبية عاجلة. اسألي فريق الرعاية الصحية عما إذا كان يجب عليكِ تأجيل أي رحلات خططتِ لها.
الإجهاض
إذا أظهرت الاختبارات حدوث إجهاض أو أنك معرضة لحدوث إجهاض، فقد يوصي فريق الرعاية الصحية بأحد خيارات العلاج التالية:
- التدبير التوقعي. إذا لم تظهر عليكِ أعراض تدل على حدوث التهاب، فقد يكون عليكِ اختيار ترك الإجهاض يستمر على نحو طبيعي. وسيحدث ذلك غالبًا خلال أسبوعين بعد التأكد من موت الجنين. لكن ربما يستغرق الأمر ما يصل إلى ثمان أسابيع. وقد تتأثر مشاعرك بشدة في هذا الوقت. في الغالب، يُلجأ إلى التدبير التوقعي في الأشهر الثلاثة الأولى. وإذا لم تخرج أنسجة الحمل من الجسم من تلقاء نفسها، فستحتاجين إلى العلاج بتناول الأدوية أو الخضوع لجراحة.
- العلاج الطبي. ويفيد في مساعدة الرحم على إخراج أنسجة الحمل خارج الجسم. ويكون الجمع بين أدوية الميفيبريستون (Korlym وMifeprex) ويزوبروستول (Cytotec) أكثر فعالية من الميسوبروستول وحده. فالجمع بين العلاجين تكون فعاليته أكبر في مساعدة الجسم على التخلص من جميع أنسجة الحمل المتبقية. ويرتبط استخدام الميفيبريستون مع الميسوبروستول أيضًا بانخفاض خطر الحاجة إلى إجراء عملية جراحية لإكمال العلاج، وذلك مقارنةً باستخدام الميسوبروستول وحده.
- العلاج الجراحي. يوجد خيار آخر وهو إجراء صغير يُعرف بالتوسيع والكشط بالشفط. خلال هذا الإجراء، يعمل فريق الرعاية الصحية على فتح عنق الرحم وإزالة الأنسجة من داخل الرحم. ويُسمى هذا الإجراء أيضًا شفط الرحم. ونادرًا ما يكون لهذا الإجراء مضاعفات، لكنه قد يتضمن حدوث تلف في النسيج الضام لعنق الرحم أو جدار الرحم. وستحتاجين إلى علاج جراحي إذا تعرضت لإجهاض مصحوب بنزيف غزير أو علامات تدل على حدوث عدوى.
وبعد الإجهاض، إذا كان دمك سالب العامل الريسوسي، فقد تتلقين أيضًا حقنة الغلوبولين المناعي للعامل الريسوسي. تحدثي إلى فريق الرعاية الصحية بشأن فصيلة دمك وما إذا كنتِ ستحتاجين إلى حقن الغلوبولين المناعي للعامل الريسوسي. وإذا كان دمك موجب العامل الريسوسي، فلن تحتاجين إلى حقنة الغلوبولين المناعي للعامل الريسوسي. تساعد هذه الحقنة على منع حدوث مشكلات في الحمل التالي. وتُعطى لبعض السيدات اللاتي يكون دمهن سالب العامل الريسوسي، وغالبًا يتوقف ذلك على عدد أسابيع الحمل. ويُقصد بمصطلح سالب العامل الريسوسي أن البروتين المعروف باسم عامل الريسوس غير موجود في دمك. وإذا حملت مرة أخرى وكان الجنين موجب العامل الريسوسي، أي أن دمه يحتوي على هذا البروتين، فقد يؤدي ذلك إلى إصابته بفقر الدم المهدد لحياته أو غيره من المشكلات.
التعافي الجسدي
في معظم الحالات، يستغرق التعافي الجسدي بعد الإجهاض التلقائي من بضع ساعات إلى عدة أيام. وخلال هذا الوقت، اتصلي بالطبيب إذا ظهرت عليكِ الأعراض التالية:
- نزف شديد، لدرجة تشبّع أكثر من فوطتين صحيتين بالدم كل ساعة لأكثر من ساعتين متتاليتين.
- الحمى.
- القشعريرة.
- ألم البطن.
معظم النساء اللاتي تعرضن للإجهاض تأتيهن الدورة الشهرية بعد أسبوعين تقريبًا من توقف أي نزف خفيف أو تبقيع دموي. وبإمكانكِ البدء في استخدام أي وسيلة من وسائل منع الحمل بعد الإجهاض مباشرةً. لكن عليكِ تجنب ممارسة الجنس أو إدخال أي شيء في المهبل، مثل السدادات القطنية، لمدة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين بعد الإجهاض. فهذا يساعد على الوقاية من الإصابة بعدوى.
الحمل المستقبلي
من المحتمل حدوث حَمل أثناء دورة الحيض التي تلي الإجهاض التلقائي مباشرةً. ولكن إذا قررتِ مع زوجكِ محاولة الحمل مرة أخرى، فاحرصي على الاستعداد لذلك بدنيًا ونفسيًا. واستشيري اختصاصي الرعاية الصحية بشأن الوقت المناسب لمحاولة الحمل مرة أخرى.
وتذكّري أن الإجهاض التلقائي يحدث غالبًا مرة واحدة فقط. فمعظم النساء اللاتي تعرضن للإجهاض، تكون لديهن فرصة للحمل دون مشكلات صحية بعد الإجهاض التلقائي. ويتعرض 2% فقط من النساء للإجهاض التلقائي مرتين متتاليتين. في حين يتعرض حوالي 1% منهن للإجهاض التلقائي ثلاث مرات متتالية.
إذا تعرضتِ للإجهاض التلقائي أكثر من مرة، فاحرصي على إجراء فحص لمعرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك. وقد يفيدك ذلك خاصةً إذا تعرضتِ للإجهاض مرتين أو ثلاث مرات على التوالي. وقد تكشف الفحوصات عن وجود مشكلات في الرحم أو الكروموسومات أو تخثر الدم أو الجهاز المناعي. في حال تعذُّر معرفة سبب حالات الإجهاض التلقائي، فلا تفقدي الأمل. فلا يزال بوسعك إنجاب طفل سليم. وبوجه عام، فالنساء اللاتي تعرضن للإجهاض التلقائي ثلاث مرات لا تزال لديهن فرصة بنسبة من 60% إلى 80% لإتمام مدة الحمل بسلام.
التأقلم والدعم
قد يستغرق التعافي العاطفي وقتًا أطول بكثير من التعافي الجسدي. فقد يكون الإجهاض التلقائي خسارة موجعة للقلب، لا يُدرك الآخرون من حولك حجمها الحقيقي. ربما تتراوح انفعالاتك بين الغضب والشعور بالذنب إلى اليأس. وقد تختلف انفعالات زوجكِ عن انفعالاتكِ. لكن لا تكبتي مشاعر الحزن على فقد حملك، واستعيني بأحبائك إذا كنت في حاجة إليهم.
ولعلك لا تنسين أبدًا آمالك وأحلامك المعلقة بهذا الحمل، ولكن تقبُّل الأمر قد يخفف من آلامك مع مرور الوقت. وإذا شعرت باستمرار حزنك أو توترك، فتحدثي مع اختصاصي الرعاية الصحية المتابع لحالتك. فربما تكون لديك حالة صحية يمكن علاجها مثل القلق أو الاكتئاب أو اضطراب الكرب التالي للصدمة. وقد يساعدك في ذلك حضور جلسات توجيه معنوي مع اختصاصي صحة عقلية. يمكن أن يساعدك أيضًا الحديث مع غيرك ممن فقدن حملهنّ في مجموعة دعم للإجهاض التلقائي.
التحضير للموعد
إذا ظهرت عليكِ أعراض الإجهاض التلقائي، فاتصلي بفريق الرعاية الصحية على الفور. وقد تحتاجين إلى رعاية طبية عاجلة حسب حالتك.
إليك بعض المعلومات التي ستساعدك على الاستعداد لموعدك الطبي ومعرفة ما تتوقعه منه.
ما يمكنك فعله
قبل موعدك الطبي:
- السؤال عن أي تعليمات مطلوبة. في أغلب الحالات، سيحدد لكِ الطبيب موعدًا على الفور. أما في حال لم يحدث ذلك، فاسألي الطبيب عما إذا كنتِ بحاجةٍ إلى الراحة والحد من نشاطكِ بعض الشيء أثناء انتظاركِ للموعد المحدَّد.
- محاولة العثور على شخص عزيز أو صديق يمكنكِ اصطحابه معك في موعدكِ الطبي. قد يزيد الخوف والتوتر من صعوبة التركيز على ما يقوله فريق الرعاية الصحية. اصطحبي شخصًا معكِ يساعدكِ على تذكُّر المعلومات.
- تدوين الأسئلة التي ستطرحينها على الطبيب. بهذه الطريقة، لن تغفلي عن أي شيء مهم ترغبين في السؤال عنه.
فيما يلي بعض الأسئلة الأساسية عن الإجهاض التلقائي التي يمكنكِ طرحها على الطبيب أو أحد أعضاء فريق الرعاية الصحية المتابع لحالتكِ.
- ما خيارات العلاج المتاحة؟
- ما الاختبارات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- هل يمكنني الاستمرار في القيام بالأنشطة المعتادة؟
- ما الأعراض التي تستدعي الاتصال بك أو الذهاب إلى المستشفى على الفور؟
- هل يمكنك أن تخبرني عن أسباب الإجهاض التلقائي الذي تعرضتُ له؟
- ما احتمالات أن يكون حملي صحيًا وناجحًا في المستقبل؟
لا تترددي أيضًا في طرح أسئلة أخرى أثناء موعدكِ الطبي، خاصةً إذا احتجتِ إلى المزيد من المعلومات أو إذا واجهتِ صعوبة في فهم شيء ما.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك اختصاصي الرعاية الصحية بعض الأسئلة أيضًا. ومنها على سبيل المثال:
- متى كانت آخر دورة حيض لك؟
- هل كنت تستخدمين أي وسيلة من وسائل منع الحمل في الوقت الذي ترجحين أنك أصبحتِ فيه حاملًا؟
- متى لاحظت أعراضك أول مرة وكم مرةً تأتيك الأعراض؟
- مقارنة بأيامك الأكثر غزارة في الدورة الشهرية، هل نزفكِ أكثر أو أقل أو هو نفسه تقريبًا؟
- هل أصبت بالإجهاض التلقائي من قبل؟
- هل سبق أن تعرضتِ لأي مضاعفات أثناء أي حمل سابق لكِ؟
- هل لديكِ أي حالات مَرَضية أخرى؟
- هل تعرفين فصيلة دمك؟
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use