تضيق الصمام التاجي
عندما يضيق الصمام الموجود بين حجرتي الشق الأيسر من القلب، لا يحصل القلب على القدر الكافي من الدم. تعرف على أعراض هذا النوع من اعتلال صمامات القلب وأسبابه وعلاجه.
نظرة عامة
تضيّق الصمام التاجي، ويُعرف أحيانًا بالتضيّق التاجي، هو تضيّق يحدث في الصمام الواقع بين الحجرتين الموجودتين في الجانب الأيسر من القلب، مما يقلل أو يعوق تدفق الدم إلى حجرة الضخ الرئيسية في القلب، وهي الحجرة السفلية اليسرى بالقلب، ويُطلق عليها أيضًا البطين الأيسر.
ويمكن أن يؤدي تضيّق الصمام التاجي إلى الشعور بالإرهاق وضيق النفَس، ومن أعراضه الأخرى عدم انتظام ضربات القلب والدوخة وألم الصدر والسعال المصحوب بالدم. إلا أن بعض الأشخاص لا يلاحظون أي أعراض.
من الممكن أن يحدث تضيّق الصمام التاجي كإحدى مضاعفات الإصابة بالتهاب الحلق العقدي، والتي تسمى الحمى الروماتيزمية، إلا أن الحمى الروماتيزمية أصبحت نادرة الحدوث الآن في الولايات المتحدة.
قد يشمل علاج تضيّق الصمام التاجي استخدام الأدوية أو إجراء جراحة ترميم الصمام التاجي أو استبداله. فبعض الأشخاص لن يكونوا بحاجة إلا إلى الخضوع للفحوص الطبية الدورية. ويعتمد العلاج على شدة الحالة المَرَضية ومدى تفاقمها. وقد يؤدي تضيّق الصمام التاجي في حال عدم علاجه إلى حدوث مضاعفات خطيرة بالقلب.
الأعراض
عادة ما يتفاقم مرض تضيّق الصمام التاجي ببطء، ومن الممكن ألا يظهر على الشخص المُصاب به أي أعراض، أو قد تظهر عليه أعراض خفيفة على مدار سنوات عديدة. يمكن أن تظهر أعراض تضيّق الصمام التاجي في أي عُمر، حتى في مرحلة الطفولة.
ومن أعراض تضيّق الصمَّام التاجي:
- ضيق النفَس، وبخاصة عند ممارسة أي نشاط أو عند الاستلقاء
- الإجهاد، وبخاصة أثناء النشاط الزائد
- تورم القدمين أو الساقين
- الإحساس بسرعة أو رفرفة أو خفقان في ضربات القلب
- الدوخة أو الإغماء
- صوت قلبي غير معتاد، أو ما يُعرف بالنفخة القلبية
- تراكم السوائل في الرئتين
- اضطراب في نظم القلب
- الإحساس بضيق أو ألم في الصدر
- السعال المصحوب بدم
قد تظهر أعراض تضيّق الصمام التاجي أو تتفاقم عند زيادة معدل ضربات القلب، على سبيل المثال أثناء أداء التمارين الرياضية. ويمكن أن يؤدي أي شيء يجهِد الجسم -بما في ذلك الحمل أو حالات العدوى- إلى ظهور تلك الأعراض.
متى تجب زيارة الطبيب
إذا شعرت بألم في الصدر، أو بسرعة أو رفرفة أو خفقان في ضربات القلب، أو ضيق في النفَس أثناء ممارسة أي نشاط، فتواصل مع طبيبك لتحديد موعد طبي عاجل. وقد يُوصيك الطبيب بزيارة طبيب متخصص في أمراض القلب. ويسمى هذا النوع من الأطباء طبيب القلب.
إذا شُخِّصت إصابتك بتضيّق الصمام التاجي لكن لم تكن قد ظهرت عليك أي أعراض، فاسأل الطبيب عن عدد مرات الزيارة اللازمة لمتابعة لحالتك.
الأسباب
قد تُساعد معرفة آلية عمل القلب في فهم أسباب مرض الصمام التاجي.
فالصمام التاجي أحد من صمامات القلب الأربعة التي تعمل على إبقاء الدم متدفقًا في الاتجاه الصحيح. ويحتوي كل صمام على سدائل -تُعرف أيضًا بالوُريقات- تُفتح وتُغلق مرة واحدة مع كل نبضة قلب. وفي حال لم يُفتح أحد الصمامات أو يُغلق بالشكل الصحيح، يمكن أن يقل تدفق الدم عبر القلب إلى الجسم.
في حالات تضيّق الصمام التاجي، تضيق فتحة الصمام. ومن ثم يكون على القلب العمل بقوة أكبر لدفع الدم عبر فتحة الصمام المتضيقة. ونتيجة لذلك، قد يقل تدفق الدم بين حجرتَي القلب اليسرى العلوية والسفلية.
وتشمل أسباب تضيّق الصمام التاجي:
- الحُمّى الروماتيزمية. أكثر أسباب تضيّق الصمام التاجي شيوعًا هو مضاعفات التهاب الحلق العقدي. وفي حال سببت الحمى الروماتيزمية ضررًا في الصمام التاجي، تُسمى هذه الحالة اعتلال الصمام التاجي الروماتويدي. من الممكن ألا تظهر أعراض اعتلال الصمام التاجي إلا بعد الحمى الروماتيزمية بعشرات السنين.
- ترسّبات الكالسيوم. مع التقدم في العُمر، يمكن أن تتراكم ترسبات الكالسيوم حول الصمام التاجي. وقد يؤدي هذا إلى تضيُّق البنى الداعمة لسدائل الصمام التاجي. ويطلق على هذه الحالة تكلس الحلقة التاجية أو (MAC) اختصارًا. يمكن أن يسبب تكلس الحلقة التاجية الحاد ظهور أعراض تضيّق الصمام التاجي. وهو من الحالات صعبة العلاج حتى بالجراحة. غالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يتعرضون لتراكم ترسبات الكالسيوم حول الصمام التاجي مشكلات مماثلة في الصمام الأورطي للقلب.
- العلاج الإشعاعي. يُستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج أنواع معينة من السرطان. ويمكن أن يُسبب تعرض منطقة الصدر للإشعاع زيادة سُمك الصمام التاجي وتيبسه في بعض الأحيان. وعادة ما يظهر تلف في صمامات القلب بعد العلاج الإشعاعي بمدة من 20 إلى 30 سنة.
- الإصابة بمشكلة في القلب منذ الولادة، أو ما يطلق عليه عيب خِلقي في القلب. يولد الأطفال في حالات نادرة بتضيّق في الصمام التاجي تنتُج عنه مشكلات مع مرور الوقت.
- الحالات المَرَضية الأخرى. في حالات نادرة، يمكن أن تُسبب الذئبة وغيرها من أمراض المناعة الذاتية تضيّق الصمام التاجي.
عوامل الخطورة
تشمل عوامل الخطر المسببة لتضيّق الصمام التاجي:
- ترك العدوى العقدية دون علاج. يزداد احتمال الإصابة بتضيّق الصمام التاجي عند وجود تاريخ مَرَضي للإصابة بالتهاب الحلق العقدي أو الحُمّى الروماتيزمية التي لم تعالَج. لكن تجدر الإشارة إلى أن الحمى الروماتيزمية من الحالات النادرة في الولايات المتحدة. غير أنها ما زالت من المشكلات التي تواجهها الدول النامية.
- التقدم في السن. تتزايد مخاطر تراكم الكالسيوم حول الصمام التاجي بين كبار السن.
- العلاج الإشعاعي. يسبب الإشعاع تغيرات في شكل الصمام التاجي وبنيته. وفي حالات نادرة، قد يُصاب بتضيق الصمام التاجي الأشخاص الذين يتلقون علاجًا إشعاعيًا في منطقة الصدر لعلاج نوع ما من السرطان.
- تعاطي العقاقير غير المشروعة. يزيد عقار الميثيل إينيديوكسي اميثامفيتامين الثلاثي والرباعي —أو ما يُعرف باسم عقار مولي أو إكستاسي— من احتمال الإصابة بتضيُّق الصمام التاجي.
- استخدام أدوية معينة. تحتوي بعض أدوية الصداع النصفي على فئة من الأدوية تُسمى قلويدات الإرغوت. ومن أمثلتها الإرغوتامين. وقد تسبب قلويدات الإرغوت في حالات نادرة تندب صمامات القلب ما يؤدي إلى تضيُّق الصمام التاجي. وكذلك ترتبط أدوية إنقاص الوزن القديمة التي كانت تحتوي على الفينفلورامين (Pondimin) أو الديكسفينفلورامين (Redux) بالإصابة بأمراض صمامات القلب وغيرها من مشكلات القلب. ومن أمثلتها ذلك الفينفلورامين الذي لم يَعُد يُباع في الولايات المتحدة.
المضاعفات
قد يؤدي تضيّق الصمام التاجي في حال عدم علاجه إلى مضاعفات منها:
- عدم انتظام ضربات القلب. يُطلق على عدم انتظام ضربات القلب اضطراب النظم القلبي. قد يسبب تضيّق الصمام التاجي اضطرابًا في نظم القلب يُسمى الرجفان الأُذيني. وتشيع تسميته بالرجفان الأذيني. والرجفان الأذيني هو أحد المضاعفات الشائعة لتضيق الصمام التاجي. وتزداد احتمالات الإصابة به مع التقدم في العمر ومع شدة التضيق.
- الجلطات الدموية. قد يؤدي عدم انتظام ضربات القلب المرتبط بتضيق الصمام التاجي إلى تكوّن جلطات دموية في القلب. وإذا انتقلت الجلطة الدموية من القلب إلى الدماغ، فقد تحدث سكتة دماغية.
- ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية. المصطلح الطبي الذي يصف هذه الحالة هو فرط ضغط الدم الرئوي. وقد تحدث تلك الحالة إذا أدّى تضيق الصمام التاجي إلى إبطاء تدفق الدم أو توقفه. يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى ارتفاع الضغط في الشرايين الرئوية. ومن ثم يكون على القلب العمل بجهد أكبر لضخ الم عبر الرئتين.
- فشل الجانب الأيمن من القلب. تؤدي التغيرات في تدفق الدم في الشرايين الرئوية وارتفاع ضغط الدم فيها إلى إجهاد القلب. ويكون على القلب العمل بجهد أكبر لضخ الدم إلى حجرتي القلب اليُمنين. ويؤدي هذا الجهد الزائد في نهاية المطاف إلى ضعف عضلة القلب وفشلها.
الوقاية
الحمى الروماتيزمية هي السبب الأكثر شيوعًا لتضيّق الصمام التاجي. لذلك، تتمثل الطريقة الأفضل للوقاية من تضيق الصمام التاجي في الوقاية من الحمى الروماتيزمية. ولن يمكنك القيام بذلك إلا بزيارتك أنت وأطفالك الطبيب لعلاج الإصابة بالتهابات الحلق، إذ يمكن أن يتطور التهاب الحلق العقدي حال عدم معالجته إلى حمى روماتيزمية. وعادةً ما يُعالج التهاب الحلق العقدي بالمضادات الحيوية بكل سهولة.
التشخيص
لتشخيص تضيق الصمام التاجي، سيفحصك الطبيب ويطرح عليك بعض الأسئلة المتعلقة بالأعراض والتاريخ الطبي. ويسألك أيضًا عن التاريخ المرَضي لعائلتك.
سيستمع الطبيب إلى قلبك أيضًا باستخدام جهاز يُسمى سماعة الطبيب. يسبّب تضيق الصمام التاجي غالبًا صدور صوت غير طبيعي من القلب نتيجة لتضيّق الفتحة، ويسمى هذا الصوت النفخة القلبية. يستخدم الطبيب السماعة الطبية للاستماع إلى رئتيك. يمكن لتضيق الصمام التاجي أن يسبب تراكم السوائل في الرئتين. وقد يسمي الطبيب هذه الحالة بالاحتقان.
إذا كانت لديك أعراض لتضيّق الصمام التاجي، فستُجرى لك اختبارات لفحص صحة القلب.
الاختبارات
يمكن للاختبارات التصويرية الكشف عن صحة القلب. حيث يساعد بعضها في تأكيد الإصابة بتضيُّق الصمام التاجي وتحديد أسبابه. ويساعد الطبيب كذلك في تحديد العلاج المناسب.
وقد تشمل هذه الاختبارات ما يلي:
-
تخطيط صدى القلب. يمكن لاختبار تخطيط صدى القلب تأكيد الإصابة بتضيق الصمام التاجي. تصدر في هذا المخطط موجات صوتية لالتقاط صور للقلب أثناء نبضه. ويساعد هذا الاختبار في الكشف عن مناطق ضعف تدفق الدم والمشكلات الموجودة في صمامات القلب. كما يمكن أن يساعد في تحديد درجة الإصابة بتضيق الصمام التاجي.
في تخطيط صدى القلب العادي — ويُعرَف باسم تخطيط صدى القلب عبر الصدر — تُوجّه الموجات الصوتية إلى القلب باستخدام جهاز يشبه العصا يسمى محوّل الطاقة. ويُضغط على الجهاز بإحكام باتجاه جلد الصدر.
إذا دعت الحاجة إلى الحصول على صور أكثر تفصيلاً، فقد يُجرى نوع آخر من تخطيط صدى القلب، يُعرَف باسم تخطيط صدى القلب عبر المريء. وفيه يُدخل جهاز يشبه العصا متصل بطرف أنبوب أسفل الحلق والمريء، ما يعني الاقتراب أكثر من القلب؛ ومن ثم عرض صور أكثر تفصيلاً لبنية القلب. ويُخدر الحلق موضعيًا لإجراء هذا النوع من تخطيط صدى القلب.
إذا شُخصت الحالة بأنها تضيق حاد في الصمام التاجي، فيجب إجراء تخطيط صدى القلب مرة كل عام. ويحتاج المرضى الذين يعانون من ضيق أقل حدة في الصمام التاجي إلى إجراء تخطيط صدى القلب مرة كل 3 إلى 5 أعوام تقريبًا. يجب استشارة الطبيب بشأن معدل إجراء تخطيط صدى القلب.
- تخطيط كهربية القلب. يقيس اختبار تخطيط كهربية القلب السريع وغير المؤلم النشاط الكهربي للقلب. وفيه تُثبّت لصيقات جلدية تُعرَف باسم الأقطاب الكهربية على الصدر، وفي بعض الحالات على الذراعين والساقين. وتُوصّل الأقطاب الكهربية سلكيًا بجهاز كمبيوتر يعرض نتائج الاختبار. ويبيِّن تخطيط كهربية القلب مدى تسارع ضربات القلب أو بطئها. يمكن للطبيب تحليل أنماط الإشارات للكشف عن وجود ضربات قلب غير منتظمة من عدمه.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية. يكشف تصوير الصدر بالأشعة السينية عن حالة القلب والرئتين. كما يمكن أن يكشف عما إذا كان القلب متضخمًا أم لا، ما قد يكون مؤشرًا على أنواع معينة أمراض صمامات القلب.
- اختبارات الجهد. غالبًا ما تتضمن هذه الاختبارات المشي على جهاز المشي أو ركوب دراجة ثابتة أثناء فحص القلب. وتساعد اختبارات الجهد في الكشف عن طبيعة استجابة القلب للنشاط البدني وظهور أعراض لاعتلال صمامات القلب أثناء ممارسة التمارين الرياضية. وفي حال تعذر أداء التمارين الرياضية، يمكن إعطاء أدوية تحاكي تأثير بذل الجهد على القلب.
- فحص القلب بالتصوير المقطعي المحوسب. يجمع هذا الاختبارات بين عدة صور بالأشعة السينية معًا من أجل توفير صور مقطعية عالية الدقة للقلب وصماماته. وعادةً ما يُجرى التصوير المقطعي المحوسب للقلب لتقييم مدى حدة تضيُق الصمام التاجي غير الناتج عن الحمّى الروماتيزمية.
- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي. يستخدم هذا الاختبار مجالات مغناطيسية وموجات راديو لالتقاط صور تفصيلية للقلب. ويمكن إجراؤه للكشف عن مدى تضيق الصمام التاجي.
- القسطرة القلبية. لا يُستخدَم هذا الاختبار عادةً في تشخيص تضيُق الصمام التاجي، لكن يمكن إجراؤه إذا لم تتمكَّن الاختبارات الأخرى من تشخيص الحالة المرَضية أو تحديد مدى شدتها. وفي هذا الاختبار، يُدخل الطبيب أنبوبًا مرنًا يُسمى قسطارًا داخل أحد الأوعية الدموية، عادةً ما يكون في منطقة الأربية أو الرسغ، ويوجهه نحو القلب. تسري عبر هذا القسطار صبغة تصل إلى شرايين القلب. وهذه الصبغة تساعد في إظهار الشرايين بوضوح أكبر في صور الأشعة السينية والفيديو.
المعالجة
تحديد مرحلة المرض
بعد تأكيد الفحوص تشخيص الإصابة بمرض في الصمام التاجي أو غيره من صمامات القلب، قد يخبرك الطبيب بالمرحلة التي وصل إليها المرض. حيث يساعد تصنيف مراحل المرض على تحديد العلاج الأنسب.
ويعتمد تحديد مرحلة مرض صمام القلب على عدة أمور، منها الأعراض وشدة المرض وهيكل الصمام أو الصمامات وتدفق الدم عبر القلب والرئتين.
وتنقسم مراحل مرض صمام القلب إلى أربع مجموعات رئيسية:
- المرحلة الأولى: عرضة للخطر. وفيها تكون عوامل الخطر لمرض صمام القلب موجودة.
- المرحلة الثانية: مرض متقدم. يكون فيها مرض الصمام خفيفًا أو متوسطًا. ولا تكون هناك أعراض مرتبطة بصمام القلب.
- المرحلة الثالثة: مرض حاد دون أعراض. وفيها لا تظهر أعراض على صمام القلب، إلا أن مرض الصمام يكون حادًا.
- المرحلة الرابعة: مرض حاد مصحوب بأعراض. يكون مرض الصمام فيها حادًا ويُسبب ظهور أعراض.
في العادة، يقدم طبيب متخصص في أمراض القلب الرعاية للمصابين بتضيّق الصمام التاجي. ويسم هذا النوع من الأطباء طبيب القلب.
إذا كان تضيُّق الصمام التاجي لديك خفيفًا أو متوسطًا ولا يسبب أي أعراض، فقد لا تحتاج إلى علاج فوري. ولكنك ستخضع لفحوص دورية منتظمة عند الطبيب لمعرفة ما إذا كانت الحالة تتفاقم أم لا.
تشمل طرق علاج تضيّق الصمام التاجي الأدوية أو ترميم الصمام التاجي أو استبداله أو جراحة القلب المفتوح.
الأدوية
تُستخدم الأدوية لتقليل أعراض تضيّق الصمام التاجي.
وقد يصف طبيبك واحدًا أو أكثر من الأدوية التالية:
- مدرّات البول لتقليل تراكم السوائل في الرئتين أو في مناطق الجسم الأخرى.
- مميعات الدم وتُسمى أيضًا مضادات التخثر، للمساعدة على منع الإصابة بجلطات دموية في حال الإصابة باضطراب نظم القلب المسمّى الرجفان الأذيني.
- حاصرات مستقبلات بيتا أو محصرات قنوات الكالسيوم أو الأدوية القلبية الأخرى لإبطاء سرعة القلب.
- أدوية نظم القلب لعلاج الرجفان الأذيني أو اضطرابات النظم القلبي الأخرى. ويُطلق على هذه الأنواع من الأدوية اسم مضادات اضطراب النظم القلبي.
- المضادات الحيوية لمنع عودة الحمّى الروماتيزمية إذا كانت هي السبب في تلف الصمام التاجي.
العمليات الجراحية الإجراءات الأخرى
قد يحتاج الصمام التاجي المتضرر في نهاية المطاف إلى ترميم أو استبدال، حتى ولو لم تكن لديك أعراض. وإذا كنت بحاجة إلى إجراء جراحة لعلاج حالة مَرَضية أخرى في القلب، فقد يُجري الجراح ترميمًا أو استبدالاً للصمام التاجي في الوقت نفسه.
يمكنك بالتعاون مع الطبيب المعالج مناقشة أفضل علاج متاح لك. وفيما يلي الجراحات والإجراءات الطبية لعلاج تضيّق الصمام التاجي:
-
رأب الصمام بالبالون. يُستخدم هذا الإجراء الطبي لترميم الصمام التاجي ذي الفتحة الضيقة. يُستخدم أنبوب مرن ومجوف يسمى أنبوب قسطرة بالإضافة إلى بالون صغير. يُدخل الطبيب أنبوب القسطرة برأسه البالوني في أحد الشرايين، عادةً في الأربية، ويوجهه نحو الصمام التاجي. ويُنفخ البالون، ما يؤدي إلى توسيع فتحة الصمام التاجي، ثم يُفرغ البالون. يُخرج الطبيب بعد ذلك أنبوب القسطرة والبالون.
يمكن إجراء عملية رأب الصمام حتى إذا لم تكن لديك أعراض. ولكن لا يناسب هذا الأمر جميع الأشخاص المصابين بتضيّق الصمام التاجي. لذا، يجب استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان هذا الخيار مناسبًا أم لا.
فهذا الإجراء الطبي أحد أنواع العلاج التدخلي عبر أنبوب القسطرة. ويُطلق على هذا الإجراء الطبي أيضًا رأب الصمام التاجي بالبالون أو بضع الصوار التاجي بالبالون عن طريق الجلد، أو بضع الصوار التاجي عبر الوريد عن طريق الجلد.
- جراحة القلب المفتوح لترميم الصمام. إذا لم يكن إجراء القسطرة الطبي الخيار المناسب، فقد يجري الجراح جراحة قلب مفتوح تُعرف برأب الصمام بدلاً من ذلك، ويُطلق عليها أيضًا البضع الجراحي للصوار، ويزيل ترسبات الكالسيوم وغيرها من الأنسجة الندبية التي تسد فتحة الصمام التاجي. يجب إيقاف عمل القلب لمنع حدوث نزيف في منطقة الصدر أثناء هذه الجراحة، ليتولى جهاز القلب والرئة أداء وظيفة القلب مؤقتًا. وقد يلزم تكرار الخضوع لهذا الإجراء الطبي في حال عودة الإصابة بتضيّق الصمام التاجي.
-
استبدال الصمام التاجي. إذا تعذَّر ترميم الصمام التاجي، فقد تكون هناك حاجة إلى إجراء جراحة لاستبدال الصمام المتضرر. فيحل محله صمام ميكانيكي أو صمام مصنوع من أنسجة قلب بقرة أو خنزير أو إنسان. يطلق على الصمام المصنوع من نسيج الحيوان أو الإنسان اسم صمام النسيج البيولوجي.
تتحلل صمامات الأنسجة البيولوجية بمرور الوقت، وقد تحتاج إلى استبدالها. يحتاج الأشخاص الذين لديهم صمامات ميكانيكية إلى أخذ مضادات لتخثر الدم مدى الحياة لمنع الجلطات. يجب مناقشة الطبيب في مزايا ومخاطر كل نوع من أنواع الصمامات لتحديد الخيار الأفضل.
بوجه عام، ينعم الأشخاص الذين يخضعون لإجراء طبي أو جراحة لعلاج تضيق الصمام التاجي بحياة جيدة. إلا أن التقدم في السن، وضعف الحالة الصحية، ووجود الكثير من ترسبات الكالسيوم على الصمامات أو حولها، يزيد من خطر حدوث مضاعفات للجراحة. وقد يؤدي فرط ضغط الدم الرئوي طويل المدى إلى ازدياد التنبؤات بخصوص سير المرض سوءًا بعد إجراء جراحة الصمام.
نمط الحياة وعلاجات منزلية
يمكن أن يعمل إجراء تغييرات على نمط الحياة على تحسين صحة القلب. وفي حال الإصابة بتضيق الصمام التاجي، فقد يوصي الطبيب بما يلي:
- اتباع نظام غذائي مفيد لصحة القلب. تناول مختلف أنواع الفاكهة والخضروات ومشتقات الحليب قليلة أو منزوعة الدسم والدواجن والأسماك والحبوب الكاملة. وتجنُّب الدهون المشبّعة والمتحولة. وتقليل الملح والسكر في الطعام.
- الحد من الملح في الطعام. يمكن أن يؤدي وجود الملح في الأطعمة والمشروبات إلى زيادة الضغط على القلب. كذلك يجب تجنُّب الأطعمة الغنية بالصوديوم. ولا تضف الملح إلى الطعام. اقرأ ملصقات الأغذية، واطلب أطباقًا منخفضة الملح عند تناول الطعام خارج المنزل.
- الحفاظ على وزن صحي. إذا كان وزنك زائدًا أو كنت مصابًا بالسُمنة، فقد يُوصيك الطبيب بإنقاص الوزن. فاسأل الطبيب عن الوزن الصحي المناسب لك.
- الإقلاع عن التدخين. إذا كنت مدخنًا، فأقلع عن التدخين. اسأل الطبيب عن أي موارد متاحة قد تساعدك في الإقلاع عن التدخين. وقد يفيدك الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم.
- الحد من شُرب الكحوليات وغيرها من المنبهات. يمكن أن يؤدي شُرب الكحوليات وتعاطي الكافيين وتدخين النيكوتين وما شابهها من المنبهات بإفراط إلى تسارع ضربات القلب. كما يمكن أن يؤدي اعتياد المنبّهات إلى تفاقم حالات عدم انتظام ضربات القلب، أو ما يُعرَف باسم اضطراب النظم القلبي.
- استفسر عن إمكانية ممارسة التمارين الرياضية. قد تعتمد مدة ممارسة التمارين الرياضية ومستوى شدتها على مدى خطورة الإصابة بتضيق الصمام التاجي وقوة التمارين التي تمارسها. فاستشر الطبيب بشأن أنواع التمارين المناسبة لحالتك والقدر المناسب لممارستها، وخاصةً إذا كنت تفكر في ممارسة أي رياضة من الرياضات التنافسية، مع العلم بأن يجب ألا يمارس المصابون بتضيق حاد في الصمام التاجي أي رياضات تنافسية.
- إجراء الفحوص الطبية بانتظام. من الأهمية بمكان زيارة الطبيب بانتظام في حال الإصابة بتضيق الصمام التاجي. كما يلزم إجراء تخطيط صدى القلب مرة على الأقل كل عام. وإذا زاد معدل الشعور بتسارع نبض القلب، يجب طلب المساعدة الطبية. ذلك لأن تسارع نظم القلب لا يلبث أن يتفاقم في حال عدم علاجه لدى المصابين بتضيق الصمام التاجي.
- التخلص من التوتر. حاول إيجاد طرق لتخفيف التوتُّر من خلال ممارسة أنشطة مثل الاسترخاء والتأمُّل الذاتي والأنشطة البدنية وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.
- ممارسة عادات النوم الصحية. قد يؤدي سوء النوم إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وغيرها من الحالات المَرضية المزمنة. والقدر المستهدف من النوم عند البالغين يتراوح بين 7 إلى 9 ساعات يوميًا. بينما يحتاج الأطفال في كثير من الأحيان إلى ساعات نوم أكثر. واظب على النوم والاستيقاظ في المواعيد نفسها كل يوم، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع. إذا كنت تواجه مشكلة في النوم، فاستشر الطبيب بشأن الاستراتيجيات المساعدة.
الحمل
إذا كنتِ مصابة بتضيّق الصمام التاجي وتخططين للحمل، فمن المهم أن تتحدثي أولاً إلى الطبيب. وذلك لأن الحمل يجعل القلب يعمل بجهد أكبر. يعتمد تحمل القلب المصاب بتضيّق الصمام التاجي لهذا العبء الإضافي على درجة تضيُّق الصمام وكفاءة القلب في ضخ الدم. وإذا كنتِ حاملاً وتعانين من تضيّق في الصمام التاجي، فينبغي أن يتابع الأطباء حالتك عن قرب. ويمكن للطبيب أن يوضح لكِ الأدوية التي يمكنكِ تناولها بأمان أثناء الحمل. ويمكنكِ مناقشة الطبيب لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء ما لعلاج صمام القلب قبل الحمل.
التحضير للموعد
ربما يكون طبيب الرعاية الأولية هو أول من يفكر في احتمال إصابتك بتضيّق الصمام التاجي. لذا، فإنه بعد أول موعد طبي لك قد يُحيلك إلى طبيب القلب.
وفيما يلي بعض المعلومات لمساعدتك في الاستعداد لموعدك الطبي.
ما يمكنك فعله
- دوِّن الأعراض التي تشعر بها وتوقيت بدء ظهورها.
- اكتب المعلومات الطبية المهمة، بما في ذلك المشكلات الصحية الأخرى، وأي تاريخ عائلي لأمراض القلب.
- اكتب جميع الأدوية التي تأخذها، بما في ذلك الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية، مع ذكر الجرعات.
- اصطحب أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء إلى الموعد الطبي، إن أمكن. فقد يساعدك الشخص الذي سيرافقك في تذكر أي معلومة بشكل أفضل.
- دوِّن الأسئلة التي ترغب في طرحها على الطبيب.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من الأسئلة التي قد يطرحها الطبيب المختص بفحص الحالة للكشف عن احتمال وجود تضيق في الصمام التاجي ما يلي:
- ما الأعراض التي تشعر بها؟
- متى بدأ ظهور الأعراض؟
- هل تشعر بالأعراض طوال الوقت أم أنها تظهر وتختفي؟
- هل تشعر بسرعة ضربات القلب أو تذبذبها أو اضطرابها؟
- هل سبق الإصابة بسعال مصحوب بدم؟
- هل تسبب التمارين الرياضية أو النشاط البدني تفاقم الأعراض؟
- هل يوجد أي من أفراد العائلة مصابًا باعتلال صمام القلب؟
- هل أصبت بالحمى الروماتيزمية من قبل؟
- هل تخضع للعلاج حاليًا أو عولجتَ مؤخرًا من حالات مَرَضية أخرى؟
- هل تدخن حاليًا أو كنت مدخنًا؟ وما معدل التدخين؟ ومتى أقلعت عنه؟
- هل تشرب الكحوليات أو تتعاطى الكافيين؟ وما معدل التدخين؟
- هل تخططين للحمل في المستقبل؟
ما الذي يمكنك القيام به في هذه الأثناء
أثناء انتظارك الموعد الطبي، اسأل أفراد أسرتك عما إذا كان أحد الأقارب مصابًا بمرض قلبي. تتشابه أعراض تضيّق الصمام التاجي مع أمراض القلب الأخرى. وبعضها قد يكون متوارثًا في العائلات. وتساعد معرفة تاريخ العائلة المَرَضي الطبيب في تحديد التشخيص والعلاج.
إذا كانت التمارين تزيد أعراضك سوءًا، فأوقفها حتى تزور الطبيب.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use