اضطراب الوسواس القهري (OCD)
يتسم اضطراب الوسواس القهري بوجود أفكار ومخاوف تساور المريض من دون رغبته، تُسمى الوساوس. تُسبب هذه الوساوس سلوكات متكررة، تُسمى السلوكات القهرية، تعيق ممارسة الأنشطة اليومية.
نظرة عامة
ينطوي اضطراب الوسواس القهري على نمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها تُسمى الوساوس. وتدفعك تلك الوساوس إلى سلوكيات تُكرر فيها فعل الأشياء، وتُسمى كذلك السلوكيات القهرية. تُعوق هذه الوساوس والسلوكيات القهرية الأنشطة اليومية وتسبب ضيقًا شديدًا.
وفي النهاية، تشعر بأنك مضطر لممارسة السلوكيات القهرية في محاولة لتخفيف التوتر. وحتى عندما تحاول تجاهل هذه الأفكار أو الرغبات الملحة المزعجة أو التخلص منها، فإنك تعاودك مرارًا وتكرارًا. ويدفعك ذلك إلى التصرف استنادًا إلى الطقوس القهرية. وهذه هي الحلقة المفرغة لاضطراب الوسواس القهري.
يتمحور اضطراب الوسواس القهري غالبًا حول موضوعات محددة، مثل الخوف المفرط من التعرض للتلوث بسبب الجراثيم. ولتخفيف مخاوفك من التعرض للتلوث، قد تغسل يديك مرارًا وتكرارًا حتى تصابا بالتقرح والتشقق.
قد يسبب لك اضطراب الوسواس القهري شعورًا بالخجل والحرج والإحباط. ولكن العلاج قد يكون فعالاً.
الأعراض
يشمل اضطراب الوسواس القهري عادةً كلاً من الوساوس والأفعال القهرية. ولكن من الممكن أيضًا أن تظهر عليك أعراض وساوس فقط أو أعراض أفعال قهرية فقط. ربما تدرك أو لا تدرك أن الوساوس والأفعال القهرية التي تعاني منها غير منطقية. ولكنها تستهلك قدرًا كبيرًا من وقتك وتقلل جودة حياتك وتعوق روتينك ومسؤولياتك اليومية.
أعراض الوسواس
وساوس اضطراب الوسواس القهري أفكار مستمرة وغير مرغوب فيها ومتكررة أو رغبات ملحة أو صور اقتحامية تسبب الضيق أو القلق. وقد تحاول تجاهلها أو التخلص منها بالتصرف استنادًا إلى الطقوس القهرية. تقتحم هذه الوساوس الذهن عادةً عندما تحاول التفكير في أشياء أخرى أو القيام بها.
تتمحور هذه الوساوس غالبًا حول موضوعات معينة مثل:
- الخوف من التلوث أو القاذورات.
- الشك وصعوبة التعامل مع عدم اليقين.
- الحاجة إلى ترتيب الأشياء والحفاظ على اتزانها.
- أفكار عدوانية أو مروعة حول فقدان السيطرة وإيذاء نفسك أو الآخرين.
- أفكار غير مرغوب فيها، بما في ذلك العنف أو الموضوعات الجنسية أو الدينية.
تشمل أعراض الوسواس:
- الخوف من التعرض للتلوث بسبب لمس أشياء لمسها الآخرون.
- الشك في أنك أغلقت الباب أو أطفأت الموقد.
- التوتر الشديد عندما تكون الأشياء غير مرتبة أو في اتجاه معين.
- تخيُّل قيادة السيارة مصطدمًا بحشد من الناس.
- أفكار حول الصراخ بألفاظ بذيئة أو التصرف بشكل غير لائق في الأماكن العامة.
- تصورات جنسية مزعجة.
- تجنُّب المواقف التي يمكن أن تسبب الوساوس، مثل المصافحة بالأيدي.
أعراض الوساوس
الأفعال القهرية الناجمة عن اضطراب الوسواس القهري هي سلوكيات تكرارية تشعر بأنك مدفوع لفعلها. وتهدف هذه السلوكيات التكرارية أو الأفعال العقلية إلى تقليل القلق المرتبط بالوساوس أو منع حدوث شيء سيئ. ولكن الانخراط في الأفعال القهرية لا يجلب أي متعة، وقد لا يمنحك سوى راحة محدودة من القلق.
يمكنك وضع قواعد أو طقوس لاتباعها لتساعد على التحكم في القلق عندما تكون لديك أفكار قهرية. هذه الأفعال القهرية غير منطقية، وتكون غير مرتبطة غالبًا بالمشكلة المُفترَض أن تحلها.
وكما هو الحال مع الوساوس، تتمحور الأفعال القهرية غالبًا حول موضوعات معينة مثل:
- الغسيل والتنظيف.
- التحقق والتأكد.
- العدّ.
- الحفاظ على النظام.
- اتباع روتين صارم.
- المبالغة في التأكد.
تتضمن أمثلة أعراض الأفعال القهرية ما يلي:
- غسل اليدين حتى يصبح الجلد مؤلمًا نتيجة شدة فرك اليدين.
- التحقق من الأبواب مرارًا وتكرارًا للتأكد من قفلها.
- التحقق من الموقد مرارًا وتكرارًا للتأكد من إيقاف تشغيله.
- العدّ بأنماط معينة.
- تكرار الدعاء أو الكلمة أو العبارة بصمت.
- محاولة استبدال فكرة سيئة بفكرة جيدة.
- ترتيب البضائع المُعلَّبة لديك لتصبح جميعها في الاتجاه ذاته.
درجات حدة متفاوتة
يبدأ اضطراب الوسواس القهري عادةً في سن المراهقة أو سنوات الشباب، لكنه قد يبدأ كذلك في مرحلة الطفولة. تبدأ الأعراض متدرجة عادةً، وتتغير درجة خطورتها على مدى العمر. وربما تتغير كذلك أنواع الهواجس والأفعال القهرية التي تتعرض لها مع مرور الوقت. تتفاقم الأعراض في العموم عندما تكون متوترًا بشدة، بما في ذلك المراحل الانتقالية وفترات التغيير. وقد تتراوح درجة شدة أعراض اضطراب الوسواس القهري، الذي يستمر مدى الحياة عادةً، بين الخفيفة إلى المعتدلة، أو قد تكون شديدة للغاية وتستنفد الوقت إلى درجة تعيقك عن ممارسة أنشطتك اليومية.
متى يجب زيارة الطبيب
هناك فارق بين السعي إلى الكمال -وهو سعى الشخص إلى نتائج أو أداء لا تشوبه شائبة- وبين الإصابة باضطراب الوسواس القهري. فأفكار اضطراب الوسواس القهري ليست مجرد مخاوف مفرطة بشأن مشكلات حقيقية في حياتك أو الرغبة في تنظيف الأشياء أو ترتيبها بطريقة معينة.
إذا كانت الوساوس والدوافع القهرية تؤثر في جودة حياتك، فاستشر الطبيب أو اختصاصي الصحة العقلية.
الأسباب
لا يزال سبب اضطراب الوسواس القهري غير مفهوم بالكامل. وتشمل النظريات الرئيسية ما يلي:
- العوامل الحيوية. قد يكون اضطراب الوسواس القهري نتيجة لحدوث تغيرات في كيمياء الجسم الطبيعية أو وظائف الدماغ.
- الخصائص الوراثية. قد يكون لاضطراب الوسواس القهري مكون وراثي، لكن لم تُكتشف حتى الآن جينات بعينها لها دور في الإصابة به.
- التعلم. يمكن تعلم المخاوف الوسواسية والسلوكيات القهرية من مشاهدة أفراد الأسرة أو مع مرور الوقت.
عوامل الخطورة
تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري ما يلي:
- السيرة المَرَضية العائلية. قد تزيد إصابة الوالدين أو أفراد الأسرة الآخرين بالاضطراب من خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري.
- الأحداث الحياتية المسببة للتوتر. إذا كنت قد تعرضت لصدمة نفسية أو أحداث مسببة للتوتر، فقد تزداد مخاطر إصابتك. فقد يؤدي رد الفعل هذا إلى إثارة الأفكار والطقوس الروتينية والاضطرابات العاطفية التي تميز اضطراب الوسواس القهري.
- اضطرابات الصحة العقلية الأخرى. قد يكون اضطراب الوسواس القهري مرتبطًا ببعض اضطرابات الصحة العقلية الأخرى، مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب أو معاقرة المخدرات أو الكحول أو اضطرابات العَرّة.
المضاعفات
تتضمن المشكلات التي يسببها اضطراب الوسواس القهري ما يلي:
- قضاء وقت مفرط في أداء الشعائر والطقوس.
- مشكلات صحية، مثل التهاب الجلد التماسي الناتج عن غسل اليدين المتكرر.
- مواجهة صعوبة في الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- اضطراب في العلاقات.
- تدنِّي جودة الحياة.
- التفكير في الانتحار أو السلوكيات المرتبطة بالانتحار.
الوقاية
لا توجد طريقة أكيدة للوقاية من اضطراب الوسواس القهري. ومع ذلك، فإن الحصول على العلاج في أسرع وقت ممكن قد يساعد على منع تدهور حالة اضطراب الوسواس القهري وتعطيل أنشطتك وعاداتك اليومية.
التشخيص
قد تشمل خطوات المساعدة على تشخيص اضطراب الوسواس القهري ما يلي:
- التقييم النفسي. يتضمن ذلك التحدث عن أفكارك ومشاعرك وأعراضك وأنماط سلوكك لاكتشاف ما إذا كانت لديك هواجس أو سلوكيات قهرية تعوق جودة حياتك. وقد يتضمن التقييم أيضًا التحدث إلى عائلتك أو أصدقائك بعد موافقتك.
- الفحص البدني. قد يساعد الفحص على استبعاد المشكلات الأخرى التي قد تسبب أعراضك والتحقق من عدم وجود أي مضاعفات ذات صلة.
صعوبات التشخيص
يصعب أحيانًا تشخيص اضطراب الوسواس القهري لأن الأعراض يمكن أن تكون مشابهة لأعراض اضطراب الشخصية الوُسواسيَّة أو اضطرابات القلق أو الاكتئاب أو الفصام أو اضطرابات الصحة العقلية الأخرى. ومن الممكن أن تتعرض لكل من اضطراب الوسواس القهري واضطراب آخر في الصحة العقلية في الوقت نفسه. وتعاون مع طبيبك حتى تتمكن من الحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.
المعالجة
قد لا يؤدي علاج اضطراب الوسواس القهري إلى الشفاء منه. لكنه يمكن أن يساعد في السيطرة على الأعراض حتى لا تتحكم في حياتك اليومية. واستنادًا إلى مدى خطورة اضطراب الوسواس القهري الذي تواجهه، قد تحتاج إلى علاج طويل الأمد أو مستمر أو أكثر كثافة.
العلاجان الرئيسيان لاضطراب الوسواس القهري هما العلاج النفسي والأدوية. ويُعرف العلاج النفسي أيضًا بالمعالجة بالمحادثة. في كثير من الأحيان، يكون مزج العلاجين معًا هو الأكثر فعالية.
العلاج النفسي
العلاج السلوكي المعرفي أحد أنواع العلاجات النفسية الفعالة للعديد من الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري. تمثل طريقة التعرض ومنع الاستجابة (ERP) جزءًا من العلاج السلوكي المعرفي، وتتضمن تعريضك تدريجيًا لعنصر مخيف أو وسواس ما، مثل الأوساخ. ثم ستتعلم طرقًا لعدم ممارسة طقوسك القهرية. وتتطلب طريقة التعرض ومنع الاستجابة جهدًا وممارسة، لكنك ستتمكن من الاستمتاع بجودة الحياة أفضل بمجرد أن تتعلم كيفية التحكم في الوساوس والدوافع القهرية لديك.
الأدوية
تستطيع بعض الأدوية النفسية المساعدة في السيطرة على الهواجس والأفعال القهرية المرتبطة باضطراب الوسواس القهري. ويبدأ العلاج عادةً بتجربة مضادات الاكتئاب.
تشمل مضادات الاكتئاب المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج اضطراب الوسواس القهري ما يلي:
- فلوكسيتين (Prozac) للبالغين والأطفال من عمر 7 أعوام فأكثر.
- فلوفوكسامين (Luvox) للبالغين والأطفال من عمر 8 أعوام فأكثر.
- باروكسيتين (Paxil) للبالغين فقط.
- سيرترالين (Zoloft) للبالغين والأطفال من عمر 6 أعوام فأكثر.
- كلوميبرامين (Anafranil) للبالغين والأطفال من عمر 10 أعوام فأكثر.
لكن قد يصف الطبيب مضادات اكتئاب وأدوية نفسية أخرى.
أمور يجب أخذها في الاعتبار بشأن الأدوية
عند التحدث مع الطبيب بشأن أدوية اضطراب الوسواس القهري، ضع النقاط التالية في الاعتبار.
- اختيار الأدوية. بصفة عامة، يكون الهدف هو السيطرة الفعالة على الأعراض بأقل جرعة ممكنة. في بعض الأحيان، قد يتطلب اضطراب الوسواس القهري وصف جرعات أعلى من الأدوية للسيطرة على الأعراض بفاعلية. ومن المعتاد تجربة العديد من الأدوية قبل العثور على دواء فعال. قد يوصي طبيبك بأكثر من دواء واحد للسيطرة على الأعراض بفاعلية. ويمكن أن يستغرق الأمر أسابيع أو شهورًا للشعور بتحسن بعد البدء في تناول الأدوية.
- الآثار الجانبية. قد يكون لجميع أدوية العلاج النفسي أعراض جانبية. تحدث مع طبيبك بشأن الآثار الجانبية المحتملة وعن أي متابعة صحية لازمة أثناء تناول أدوية الأمراض النفسية. وأخبر طبيبك إذا شعرت بأي آثار جانبية مقلقة.
- خطر الانتحار. معظم مضادات الاكتئاب آمنة بشكل عام، ولكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تشترط أن تحمل جميع مضادات الاكتئاب تحذيرات المربع الأسود، وهي أكثر تحذيرات صرامةً للوصفات الطبية. في بعض الحالات، قد تزداد الأفكار أو السلوكيات الانتحارية لدى الأطفال والمراهقين واليافعين تحت سن 25 عامًا عند تناول مضادات الاكتئاب، خاصة خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد بدء تناولها أو عند تغير الجرعة. إذا راودتك أفكار انتحارية، اتصل بطبيبك على الفور أو اطلب مساعدة الطوارئ. وضع في حسبانك أن مضادات الاكتئاب ستحد على الأرجح من خطر الإقدام على الانتحار على المدى الطويل بتحسين الحالة المزاجية للمريض.
- التفاعلات مع المواد الأخرى. عند تناول دواء مضاد للاكتئاب، أخبر طبيبك عن أي أدوية أخرى تُصرف بوصفة طبية أو بدونها أو أعشاب أو مكمِّلات غذائية أخرى تتناولها. فبعض مضادات الاكتئاب قد تقلل من فعالية بعض الأدوية الأخرى وقد تسبب ردود فعل خطيرة عند تناولها مع أدوية أو مكمِّلات غذائية عشبية معينة.
- التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب. مضادات الاكتئاب ليست مسببة للإدمان، ولكن أحيانًا يمكن أن تؤدي إلى الاعتماد الجسدي. وهذا لأن التوقف عن تناول الأدوية فجأة أو إهمال تناول عدة جرعات قد يؤدي إلى ظهور أعراض تشبه أعراض الانسحاب. وأحيانًا يُطلَق على هذه الحالة اسم متلازمة الانقطاع. لا تتوقف عن تناول أدويتك دون التحدث إلى طبيبك، حتى إذا كنت تشعر بتحسُّن، فقد يكون لديك انتكاس لأعراض اضطراب الوسواس القهري. يتعيَّن عليك التعاون مع الطبيب لتخفيض الجرعة تدريجيًّا بشكل آمن.
تحدث إلى طبيبك عن مخاطر وفوائد استخدام أدوية معينة.
علاج آخر
أحيانًا، لا يكفي العلاج النفسي والأدوية في السيطرة على أعراض اضطراب الوسواس القهري. وفي الحالات التي لا تستجيب للعلاج، يمكن طرح خيارات أخرى تشمل ما يلي:
- برامج علاج مكثفة للمرضى الخارجيين والمرضى المقيمين. قد تكون برامج العلاج الشاملة التي تركز على مبادئ العلاج بأسلوب التعرُّض ومنع الاستجابة مفيدة للأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري الذين يجدون صعوبة في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي نظرًا لشدّة الأعراض لديهم. وتستمر هذه البرامج عادةً لعدة أسابيع.
- التحفيز العميق للدماغ. اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام التحفيز العميق للدماغ لعلاج اضطراب الوسواس القهري لدى البالغين من عمر 18 عامًا فأكثر، ممَّن لا يستجيبون لأساليب العلاج التقليدية. ويتضمّن التحفيز العميق للدماغ زرع أقطاب كهربائية داخل مواضع معينة من الدماغ. وتُصدِر هذه الأقطاب نبضات كهربائية قد تساعد في السيطرة على النبضات غير الطبيعية. ولكن التحفيز العميق للدماغ ليس متاحًا على نطاق واسع، ونادرًا ما يُستخدَم.
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة. لقد اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام ثلاثة أجهزة للتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة -وهي: BrainsWay و MagVenture و NeuroStar- في علاج اضطراب الوسواس القهري لدى البالغين. وتُستخدَم هذه الأجهزة عندما يكون العلاج التقليدي غير فعّال. لا يتطلب التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة الجراحة. فهو يستخدم المجالات المغناطيسية لتحفيز الخلايا العصبية في الدماغ لتخفيف أعراض اضطراب الوسواس القهري. وأثناء جلسة التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، توضع وشيعة كهرومغناطيسية على فروة الرأس بالقرب من الجبهة. وتُصدر هذه الوشيعة نبضًا مغناطيسيًا يحفز الخلايا العصبية في الدماغ.
إذا كنت تفكّر في استخدام التحفيز العميق للدماغ أو التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، فاستشر الطبيب للتأكد من أنك على دراية بجميع الإيجابيات والسلبيات والمخاطر الصحية المحتملة لهذين الإجراءين.
نمط الحياة وعلاجات منزلية
اضطراب الوسواس القهري حالة طبية مزمنة، وهذا يعني أنها قد تكون دائمًا جزءًا من حياتك. في حين ينبغي علاج اضطراب الوسواس القهري على يد اختصاصي، يمكنك اتباع بعض النصائح لتزيد من فعالية خطة العلاج:
- مارس ما تتعلمه. تعاون مع اختصاصي الصحة العقلية لتحديد الوسائل التي تساعد على التحكم في الأعراض. وتدرَّب على تلك الوسائل بانتظام.
- تناول الأدوية حسب التوجيهات. حتى إذا شعرت بتحسُّن، فلا تتوقف عن تناول الأدوية. لأنك إن توقفت عن تناولها، فمن المحتمل أن تعود أعراض اضطراب الوسواس القهري.
- انتبه إلى المؤشرات التحذيرية. ربما تكون قد حَدّدت أنت وطبيبك المشكلات التي يمكن أن تسبب أعراض اضطراب الوسواس القهري لديك. فضع خطة حتى تكون مستعدًّا لما يجب فعله إذا عادت الأعراض للظهور مرةً أخرى. اتصل بطبيبك أو معالجك إذا لاحظت أي تغييرات في الأعراض أو في مشاعرك.
- تحقق أولاً قبل تناول الأدوية الأخرى. اتصل بالطبيب الذي يعالجك من اضطراب الوسواس القهري قبل أن تتناول الأدوية المصروفة لك بوصفة طبية من طبيب آخر أو قبل تناول أي أدوية متاحة دون وصفة طبية أو الفيتامينات أو العلاجات العشبية أو المكمِّلات الأخرى. إذ يساعد ذلك على تقليل التفاعلات المحتملة.
التأقلم والدعم
قد يكون التعايش مع اضطراب الوسواس القهري أمرًا صعبًا. وقد تكون للأدوية آثار جانبية غير مرغوب فيها، وربما تشعر بالإحراج أو الغضب من الإصابة بحالة تتطلب علاجًا طويل الأمد.
إليك بعض الطرق للمساعدة على التعايش مع اضطراب الوسواس القهري:
- تعرف على اضطراب الوسواس القهري. يمكن أن يساعد التعرف على الحالة التي أصابتك على الالتزام بخطة العلاج الموضوعة لك.
- حافظ على التركيز على أهدافك. ضع أهداف التعافي نصب عينيك وتذكر أن التعافي من اضطراب الوسواس القهري عملية مستمرة.
- انضمّ إلى إحدى مجموعات الدعم. قد يوفر لك التواصل مع غيرك ممن يواجهون تحديات مماثلة الدعم ويساعدك في التأقلم مع التحديات.
- اكتشف وسائل تنفيس صحية. اكتشف طرقًا صحية لتوجيه طاقتك مثل الهوايات والأنشطة الترفيهية. مارِس الرياضة بانتظام واتبع حمية غذائية صحية واحصل على قسط كافٍ من النوم.
- تعلم الاسترخاء والتحكم في التوتر. بالإضافة إلى العلاج التخصصي، قد تساعد أساليب التحكم في التوتر مثل التأمل أو التخيل أو إرخاء العضلات أو التدليك أو التنفّس العميق أو اليوغا أو التاي تشي على تخفيف التوتر والقلق.
- التزم بأنشطتك العادية. حاول ألا تتجنب الأنشطة المفيدة. واذهب إلى العمل أو المدرسة كما تفعل عادةً. واقضِ بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء. ولا تَدَع اضطراب الوسواس القهري يُعيق حياتك.
التحضير للموعد
يمكنك البدء بزيارة فريق الرعاية الأولية. ونظرًا إلى أن اضطراب الوسواس القهري يتطلب في كثير من الأحيان رعاية متخصصة، فقد تحتاج إلى زيارة اختصاصي صحة عقلية، مثل طبيب نفسي أو اختصاصي علم نفس.
ما يمكنك فعله
للاستعداد لموعدك الطبي، فكر في احتياجاتك وأهدافك من العلاج. أعِدَّ قائمة بالآتي:
- أي أعراض قد لاحظتها، بما في ذلك أنواع الهواجس والأفعال القهرية التي مررت بها والأشياء التي قد تتجنبها أو تتوقف عن فعلها بسبب ضيقك.
- المعلومات الشخصية الرئيسية، بما في ذلك أي ضغوط رئيسية أو تغيُّرات حياتية حدثت مؤخرًا وأفراد الأسرة الذين يعانون من أعراض مماثلة.
- جميع الأدوية أو الفيتامينات أو العلاجات العشبية أو المكملات الغذائية الأخرى التي تتناولها، وكذلك جرعاتها.
- الأسئلة التي تريد طرحها على طبيبك أو معالجك.
تشمل الأسئلة التي يمكنك طرحها ما يلي:
- هل تعتقد أنني أعاني من اضطراب الوسواس القهري (OCD)؟
- كيف تعالج اضطراب الوسواس القهري؟
- كيف يمكن أن يساعدني العلاج؟
- هل توجد أدوية قد تساعد؟
- هل سيساعد علاج التعرض ومنع الاستجابة؟
- ما المدة التي سيستغرقها العلاج؟
- ما الذي يُمكنني القيام به لمساعدة نفسي؟
- هل هناك أي كتيبات أو مطبوعات أخرى يمكنني الحصول عليها؟
- هل يمكنك أن توصي بأي مواقع إلكترونية؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى خلال موعدك الطبي.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب بعض الأسئلة، مثل:
- هل تنتاب بعض الأفكار ذهنك مرارًا وتكرارًا على الرغم من محاولاتك تجاهلها؟
- هل يتعين عليك ترتيب الأشياء بطريقة معينة؟
- هل يتعين عليك غسل يديك، أو عد الأشياء أو تفقدها مرارًا وتكرارًا؟
- متى بدأ ظهور الأعراض؟
- هل كانت الأعراض مستمرة أم عرَضية؟
- ما الذي يحسن من الأعراض، إن وُجد؟
- ما الذي يجعل الأعراض تتفاقم، إن وُجد؟
- كيف تؤثر الأعراض على حياتك اليومية؟ هل تتجنب أي شيء بسبب الأعراض التي تعانيها؟
- في يومك العادي، ما مقدار الوقت الذي تقضيه في التفكير في الأفكار الوسواسية والسلوك القهري؟
- هل سبق أن أُصيب أي من أقاربك بأحد اضطرابات الصحة العقلية؟
- هل تعرضت لأي صدمة أو ضغط نفسي شديد؟
سوف يسألك طبيبك أو اختصاصي الصحة العقلية أسئلة إضافية بناءً على إجاباتك وأعراضك واحتياجاتك. وسيساعدك استعدادك وتوقعك لهذه الأسئلة على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموعد الطبي.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use