الاعتلال العصبي المحيطي

نظرة عامة

يحدث الاعتلال العصبي المحيطي نتيجة لتلف في الأعصاب الموجودة خارج الدماغ والحبل النخاعي (الأعصاب المحيطية). وتُسبب هذه الحالة غالبًا الإصابة بضعف والشعور بخدَر وألم عادةً في اليدين والقدمين. يمكن أن تؤثر هذه الحالة أيضًا في مناطق أخرى من الجسم ووظائفها كالهضم والتبول.

يرسل الجهاز العصبي المحيطي معلومات من الدماغ والحبل النخاعي -الجهاز العصبي المركزي- إلى باقي أجزاء الجسم عبر الأعصاب الحركية. ترسل الأعصاب المحيطية أيضًا معلومات حسية إلى الجهاز العصبي المركزي من خلال الأعصاب الحسية.

يُمكن أن ينتج اعتلال الأعصاب المحيطية عن الإصابات الرضحية والعدوى ومشكلات الأيض والأسباب الموروثة والتعرض للسموم. وأحد أكثر الأسباب شيوعًا للاعتلال العصبي هو داء السكري.

يَصف الأشخاص الذين يعانون الاعتلال العصبي المحيطي الألم عادة بأنه كالطعن أو الحرق أو الوخز. تتحسن الأعراض في بعض الأحيان، خاصة إذا كانت ناتجة عن حالة يمكن علاجها. ويمكن أن تقلل الأدوية ألم الاعتلال العصبي المحيطي.

الأعراض

لكل عصب في الجهاز العصبي المحيطي وظيفة محددة. وتعتمد الأعراض على نوع الأعصاب المصابة. وتنقسم الأعصاب إلى:

• أعصاب حسية تستقبل المؤثرات الحسية، مثل الحرارة أو الألم أو الاهتزاز أو اللمس من الجلد.
• أعصاب حركية تتحكم في حركة العضلات.
• أعصاب مستقلة تتحكم في وظائف مثل ضغط الدم والتعرُّق ونبض القلب والهضم ووظائف المثانة.

تتضمن أعراض الاعتلال العصبي المحيطي ما يأتي:

• شعور تدريجي بالخدر أو التنميل أو القشعريرة يبدأ في اليدين والقدمين. وقد ينتقل هذا الشعور إلى الذراعين والساقين.
• الشعور بألم مبرح، أو واخز، أو نابض، أو حارق.
• الحساسية الشديدة للمس.
• الشعور بألم أثناء أداء الأنشطة التي لا ينبغي أن تسبب الوجع، مثل الشعور بألم في القدمين عند حمل أوزان، أو عند وضعهما أسفل بطانية.
• ضعف التناسق والسقوط.
• ضعف العضلات.
• الشعور كما لو أنك ترتدي قفازات أو جوارب في حين أنك لا ترتدي شيئًا.
• عدم القدرة على الحركة في حالة إصابة الأعصاب الحركية.

في حالة إصابة الأعصاب المستقلة، قد تتضمن الأعراض ما يأتي:

• عدم تحمل درجات الحرارة المرتفعة.
• فرط التعرق أو العجز عن التعرق.
• مشكلات في الأمعاء أو المثانة أو الهضم.
• انخفاضات في ضغط الدم تسبب الدوخة أو الدوار.

قد يصيب الاعتلال العصبي المحيطي عصبًا واحدًا، ويُسمى في هذه الحالة اعتلال العصب الأحادي. وإذا أصاب هذا الاعتلال عصبين أو أكثر من الأعصاب في مناطق مختلفة، فإنه يسمى اعتلال العصب الأحادي المتعدد، وإذا أصاب العديد من الأعصاب، فإنه يسمى اعتلال الأعصاب المتعدد. ومن أمثلة اعتلال العصب الأحادي متلازمة النفق الرسغي. يُصاب أغلب مرضى الاعتلال العصبي المحيطي بالاعتلال العصبي المتعدد.

متى تزور الطبيب؟

اطلب الرعاية الطبية في الحال إذا لاحظت وخزًا أو ضعفًا أو ألمًا في يديك أو قدميك على غير المعتاد. فسيمنحك التشخيص والعلاج المبكِّران أفضل فرصة للسيطرة على الأعراض والوقاية من الإصابة بضرر آخر في الأعصاب المحيطية.

الأسباب

الاعتلال العصبي المحيطي هو تلف الأعصاب الناجم عن عدّة حالات مَرضية مختلفة. ومن بين الحالات الصحية التي يمكن أن تسبب الاعتلال العصبي المحيطي ما يلي:

• أمراض المناعة الذاتية. وتشتمل هذه الأعراض على: متلازمة شوغرِن والذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي ومتلازمة غيلان باريه واعتلال الأعصاب المتعدد الالتهابي المزمن المزيل للميالين والتهاب الأوعية الدموية. ويمكن أيضًا أن تسبب بعض أنواع السرطان المتعلقة بالجهاز المناعي في الجسم اعتلال الأعصاب المتعدد. هذه الأمراض هي شكل من أشكال الاضطرابات المناعية الذاتية التي تسمى متلازمة الأباعد الورمية.
• السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي. هذا هو السبب الأكثر شيوعًا. فمن بين الأشخاص المصابين بالسكري، يُصاب أكثر من نصفهم بنوع من أنواع الاعتلال العصبي.
• حالات العدوى. تشمل هذه الحالات بعض الإصابات الفيروسية أو البكتيرية، بما في ذلك داء لايم والهربس النطاقي والتهاب الكبد B وC والجذام والخناق وفيروس نقص المناعة البشري.
• الاضطرابات الوراثية. الاضطرابات مثل داء شاركو-ماري-توث هي اعتلالات عصبية من النوع الوراثي تنتقل بين أجيال العائلات.
• الأورام. يمكن للأورام السرطانية التي تسمى أيضًا الأورام الخبيثة، والأورام غير السرطانية التي تسمى أيضًا الأورام الحميدة، أن تنمو على الأعصاب أو تضغط عليها.
• اضطرابات نخاع العظم. تشمل هذه الاضطرابات بروتينات في الدم لا تكون موجودة عادةً تسمى الاعتلالات الغامائية أحادية النسيلة، وهي شكل نادر من أشكال الورم النقوي الذي يؤثر على العظام، وسرطان الغدد اللمفاوية، والداء النشواني نادر الحدوث.
• أمراض أخرى. وتشمل هذه الأمراض الحالات المرتبطة بالأيض، مثل أمراض الكلى أو أمراض الكبد، وقصور نشاط الغدة الدرقية، المعروف أيضًا باسم قصور الدرقية.

ومن الأسباب الأخرى لاعتلال الأعصاب:

• اضطراب تعاطي المشروبات الكحولية. يمكن أن تؤدي الاختيارات الغذائية غير الصحية التي يتخذها المصابون باضطراب تعاطي المشروبات الكحولية، المعروف أيضًا باسم إدمان الكحول، وسوء امتصاص الفيتامينات إلى انخفاض كميات الفيتامينات الأساسية في الجسم.
• التعرض للسموم. تشمل المواد السامة المواد الكيميائية الصناعية والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق.
• الأدوية. يمكن أن تسبب بعض الأدوية، خاصةً العلاج الكيميائي المستخدم لعلاج السرطان، الإصابة بالاعتلال العصبي المحيطي.
• الإصابة أو الضغط على العصب. قد تؤدي الإصابات، مثل حوادث السيارات أو السقوط أو الإصابات الرياضية، إلى قطع الأعصاب المحيطية أو إتلافها. ويمكن أن يحدث الضغط على الأعصاب بسبب جَبيرة أو استخدام عكازات أو الحركات المتكررة مثل الكتابة على لوحة المفاتيح لفترات طويلة.
• انخفاض مستويات الفيتامينات. فيتامينات B، وتشمل B-1 وB-6 وB-12، بالإضافة إلى النحاس وفيتامين E ضرورية لصحة الأعصاب.

وفي بعض الحالات، لا يمكن تحديد سبب هذا. وهو ما يُعرَف بالاعتلال العصبي المحيطي مجهول السبب.

عوامل الخطورة

تشمل عوامل خطر الاعتلال العصبي المحيطي:

• داء السكري، خاصة إذا كانت مستويات السكر غير خاضعة للسيطرة جيدًا.
• إدمان الكحوليات.
• انخفاض مستوى الفيتامينات في الجسم، خاصة فيتامين B-12.
• حالات العدوى، مثل داء لايم والهربس النطاقي والتهاب الكبد B و C وفيروس نقص المناعة البشرية.
• أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة، التي يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم.
• اضطرابات الكليتين أو الكبد أو الغدة الدرقية.
• التعرض للسموم.
• الحركة المتكررة، مثل التي تؤدَّى في وظائف معيّنة.
• وجود تاريخ عائلي من الإصابة بالاعتلال العصبي.

المضاعفات

يمكن أن تشمل مضاعفات الاعتلال العصبي المحيطي:

• الحروق والإصابات الجلدية والجروح في القدمين. قد لا تشعر بتغيرات درجة الحرارة أو بألم في أجزاء جسمك المصابة بالخدَر.
• الالتهاب. قد تُصاب القدمان وغيرها من المناطق ضعيفة الإحساس دون علمك. فافحص هذه المناطق بانتظام، وارتد أحذية مغلقة من الأمام، وعالج الإصابات الطفيفة قبل تعرضها للعدوى خاصة إذا كنت مصابًا بداء السكري.
• السقوط. قد يرتبط الضعف وفقدان الإحساس بفقدان الاتزان والسقوط. ومن وسائل تقليل احتمالات السقوط تركيب درابزين في الحمام، واستخدام العصي أو المشاية عند الحاجة، والتأكد إضاءة الأماكن التي تمشي فيها إضاءةً جيدة.

الوقاية

التحكم في الحالات الأساسية

الطريقة الأفضل للوقاية من الاعتلال العصبي المحيطي هي علاج الحالات الطبية التي تعرضك للخطر.

اتبع نظام حياة صحي

تدعم هذه العادات صحة الأعصاب:

• اتبع نظامًا غذائيًا غنيًا بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات خفيفة الدهن للحفاظ على صحة الأعصاب. تمتع بالحماية من انخفاض مستويات فيتامين B-12 عن طريق تناول اللحوم والأسماك والبيض ومشتقات الحليب قليلة الدسم وحبوب الإفطار المعززة. إذا كنتَ نباتيًا بشكل جزئي أو بشكل كامل، فإن حبوب الإفطار المعززة مصدر جيد لفيتامين B-12، لكن استشر خبراء الرعاية الصحية بشأن المكملات الغذائية لفيتامين B-12.
• مارس التمارين الرياضية بانتظام. بموافقة خبراء الرعاية الصحية، حاول ممارسة التمارين الرياضية مدة تتراوح بين 30 دقيقة وساعة واحدة على الأقل لثلاث مرات في الأسبوع على الأقل.
• تجنَّب العوامل التي قد تسبب تلف الأعصاب. يمكن أن تشمل هذه العوامل الحركات المتكررة والتعرّض لمواد كيميائية سامة والتدخين وتناول كميات كبيرة للغاية من المشروبات الكحولية.

التشخيص

لاعتلال الأعصاب المحيطية العديد من الأسباب المحتملة. وفي العادة يتطلب التشخيص، إلى جانب الفحص الجسدي الذي قد يشمل تحاليل للدم:

• التاريخ الطبي الكامل. سيراجع خبير الرعاية الصحية تاريخك الطبي. ويشمل التاريخ الطبي الأعراض ونمط الحياة والتعرض للسموم وعادات تناوُل المشروبات الكحولية، والتاريخ العائلي للإصابة بأمراض الجهاز العصبي أو الأمراض العصبية.
• الفحص العصبي. قد يفحص خبير الرعاية الصحية ردود فعل الأوتار، وقوة العضلات وتجانسها، والقدرة على الشعور ببعض الأحاسيس، واتزان الجسم وتناسقه.

الاختبارات

قد يوصي الطبيب بإجراء بعض الاختبارات، بما في ذلك:

• فحوص الدم. يمكن أن تحدد هذه الاختبارات مستويات الفيتامينات المنخفضة، والإصابة بداء السكري، وعلامات الالتهاب أو مشكلات التمثيل الغذائي التي يمكن أن تسبب الاعتلال العصبي المحيطي.
• الاختبارات التصويرية. يمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للتحقق من حالات القرص المنفتق أو الأعصاب المنضغطة أو الأورام أو غيرها من المشكلات الأخرى التي تؤثر في الأوعية الدموية والعظام.

• اختبارات وظائف الأعصاب. يقيس مخطط كهربية العضل النشاط الكهربائي في العضلات ويسجله للكشف عن أي تلف في الأعصاب. حيث يدخل الطبيب إبرة رفيعة (القطب) داخل العضلة لقياس النشاط الكهربائي أثناء انقباض العضلات.

  ويُجرى عادة فحص توصيل الأعصاب مع إجراء مخطط كهربية العضل. وتُوضَع أقطاب كهربائية مسطحة على الجلد ويعمل التيار الكهربائي المنخفض على تحفيز الأعصاب. وسيسجل الطبيب طريقة استجابة الأعصاب للتيار الكهربائي.

• اختبارات أخرى لوظائف الأعصاب. وقد تشمل هذه الاختبارات شاشة اختبار المنعكس المستقلي (الذاتي). ويسجل هذا الاختبار طريقة عمل الألياف العصبية المستقلة. ويمكن أن تشمل الاختبارات الأخرى اختبار العرَق الذي يقيس قدرة الجسم على إفراز العرق، بالإضافة إلى الاختبارات الحسية التي تسجل كيفية شعورك باللمس والاهتزاز والبرودة والحرارة.
• خزعة العصب. ينطوي هذا الإجراء على استئصال جزء صغير من أحد الأعصاب، وعادة ما يكون أحد الأعصاب الحسية، بحثًا عن سبب الاعتلال العصبي.
• خزعة الجلد. ينطوي هذا الإجراء على استئصال جزء صغير من الجلد لفحص عدد النهايات العصبية.

المعالجة

يهدف العلاج إلى السيطرة على الحالة المَرَضية المسبِّبة للاعتلال العصبي وتحسين الأعراض. إذا لم تُظهِر الفحوص المختبرية أي حالة مَرَضية مسبِّبة للاعتلال العصبي، فقد ينصح خبير الرعاية الصحية بالانتظار اليقظ لمعرفة ما إذا كان الاعتلال العصبي لا يزال كما هو أم إنه يتحسَّن.

الأدوية

يمكن استخدام الأدوية لعلاج الحالات المرتبطة بالاعتلال العصبي المحيطي. وتوجد أدوية أيضًا تُستخدم لتحسين أعراض الاعتلال العصبي المحيطي. تشمل هذه الأدوية ما يلي:

• مسكنات الألم. يمكن للأدوية المتوفرة من دون وصفة طبية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، تحسين الأعراض الخفيفة.
• الأدوية المضادة لنوبات الصرع. تساعد الأدوية المخصصة لعلاج الصرع، مثل غابابنتين (Gralise وNeurontin وHorizant)، وبريغابالين (Lyrica)، على تخفيف ألم الأعصاب عادةً. وقد تتضمن الآثار الجانبية الشعور بالنعاس والدوخة.

• العلاجات الموضعية. يمكن وضع كريم ليدوكايين المتاح دون وصفة طبية على الجلد.

  واللصيقات الجلدية التي تحتوي على الليدوكايين علاج آخر يمكنك وضعه على الجلد لتخفيف الألم. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية الشعور بالنعاس والدوخة والخَدَر في مكان وضع اللصيقة الجلدية.

• مضادات الاكتئاب. يمكن أن تساعد بعض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل أميتريبتيلين ونورتريبتيلين (Pamelor)، على تخفيف الألم. إذ تتعارض هذه الأدوية مع العمليات الكيميائية في الدماغ والحبل الشوكي التي تسبب الشعور بالألم.

  ويسهم أيضًا مثبط إعادة امتصاص السيروتونين والنورإيبينيفرين المعروف باسم دولوكسيتين (Cymbalta) والفينلافاكسين المضاد للاكتئاب ممتد المفعول (Effexor XR) والديسفنلافاكساين (Pristiq) في تخفيف الشعور بآلام الاعتلال العصبي المحيطي الناجم عن داء السكري.

  قد تتضمن الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب جفاف الفم والغثيان والنعاس والدوخة وتغييرات في الشهية وزيادة في الوزن والإصابة بالإمساك.

العلاجات

قد تساعد كثير من طرق العلاج والإجراءات على تخفيف أعراض الاعتلال العصبي المحيطي.

• المعالجة بجهاز التشويش. يستخدم هذا العلاج نبضات كهربائية لإرسال رسائل غير مؤلمة إلى الدماغ. وهذه الرسائل تحل محل رسائل الألم التي ترسلها الأعصاب إلى الدماغ. والهدف من ذلك إعادة تدريب الدماغ على الاعتقاد بعدم وجود ألم.
• تحفيز الحبل النخاعي. يعتمد هذا النوع من العلاج على أجهزة توضع في الجسم. وتسمى هذه الأجهزة المنشطات العصبية. ترسل هذه الأجهزة نبضات كهربائية منخفضة المستوى يمكن أن تمنع إشارات الألم من الوصول إلى الدماغ.
• تبادل البلازما والستيرويدات والغلوبيولين المناعي الوريدي. غالبًا ما تستخدم هذه العلاجات إذا سببت الالتهابات أو أمراض المناعة الذاتية اعتلالاً عصبيًا مع الضعف أو التنميل أو عدم التوازن. ولا تستخدم هذه العلاجات وحدها لعلاج الألم.
• العلاج الطبيعي. إذا كان لديك ضعف في العضلات أو مشكلات في التوازن، فقد يساعد العلاج الطبيعي على تحسين قدرتك على الحركة. وقد تحتاج أيضًا إلى دعامات لليد أو القدم، أو عُكّاز، أو مشاية، أو كرسي متحرك.
• الجراحة. قد تتطلب الاعتلالات العصبية نتيجة الضغط على الأعصاب، مثل الضغط الناتج عن الأورام، إجراء جراحة.

الطب البديل

يلجأ بعض المصابين بالاعتلال العصبي المحيطي إلى تجربة العلاجات التكميلية بحثًا عن الراحة. لكن لم يدرس الباحثون هذه التقنيات بدقة مثلما درسوا معظم الأدوية. ومع ذلك، أظهرت بعض العلاجات الآتية نتائج واعدة:

• الوخز بالإبر. يتضمن الوخز بالإبر إدخال إبر رفيعة في مواضع مختلفة بالجسم، ما قد يخفف أعراض الاعتلال العصبي المحيطي. لكن قد يستدعي الأمر عدة جلسات عديدة قبل ملاحظة أي تحسن. والوخز بالإبر آمن بصفة عامة عندما يتولاه ممارس معتمد ويستخدم إبرًا معقمة.
• حمض الألفا ليبويك. بدأ استخدام هذا الحمض كعلاج للاعتلال العصبي المحيطي في أوروبا منذ سنوات، وتشير بعض الأدلة إلى أنه يمكن أن يكون مفيدًا في حالات الاعتلال العصبي السكري المؤلم. لكن تجب مناقشة إمكانية استخدام حمض الألفا ليبويك مع خبير الرعاية الصحية المتابع لك لأنه يمكن أن يؤثر في مستويات السكر في الدم. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية الأخرى اضطراب المعدة وطفحًا جلديًا.
• الأحماض الأمينية. قد تساعد الأحماض الأمينية -مثل الأسيتيل-إل-كارنيتين- المرضى الذين خضعوا للعلاج الكيميائي والمرضى المصابين بالسكري. وقد تشمل آثارها الجانبية الغثيان والقيء.

نمط الحياة وعلاجات منزلية

للمساعدة على علاج الاعتلال العصبي المحيطي، يجب اتباع ما يأتي:

• الاعتناء بالقدمين، خاصةً في حال الإصابة بداء السكري. افحص قدميك يوميًا بحثًا عن بثور أو جروح أو تكلسات. ارتد جوارب قطنية ناعمة وواسعة وأحذية مبطنة. يمكنك استخدام طوق نصف دائري، وهو متوفر في متاجر المستلزمات الطبية، لإبعاد أغطية السرير عن القدم الساخنة أو الحساسة.
• ممارسة التمارين الرياضية. يمكن لممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي ثلاث مرات أسبوعيًا، أن تقلل من آلام الاعتلال العصبي وتحسن قوة العضلات وتساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم. وقد تفيدك أيضًا التمارين الخفيفة مثل اليوغا والتاي تشي. وإذا كنت مصابًا بحالة اعتلال عصبي مؤلم في القدمين، فيُفضَّل تجربة التمارين المعتمدة على حمام السباحة مثل السباحة.
• الإقلاع عن التدخين. يمكن أن يسبب تدخين السجائر مشكلات في الدورة الدموية. وهذا يزيد من خطر الإصابة بمشكلات القدم والمضاعفات الأخرى لمرض الاعتلال العصبي.
• تناوُل وجبات صحية. من الضروري الاهتمام بالتغذية السليمة على وجه التحديد لضمان الخصول على الفيتامينات والمعادن المهمة. أدخِل الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الشحوم في نظامك الغذائي.
• عدم الإفراط في تناول الكحوليات. يمكن لتناول الكحول أن يؤدي إلى تفاقم حالة الاعتلال العصبي المحيطي.
• مراقبة مستويات السكر في الدم. إذا كنت مصابًا بداء السكري، فسيساعد ذلك على التحكم في نسبة السكر في الدم وقد يساعد على تحسين حالة اعتلال الأعصاب لديك.

التحضير للموعد

عادةً ما تكون الخطوة الأولى هي استشارة الطبيب. وقد يحيلك بعد ذلك إلى طبيب متمرس في علاج اضطرابات الجهاز العصبي، يسمى أيضًا طبيب الأعصاب.

وإليك بعض المعلومات لمساعدتك على الاستعداد لموعدك الطبي.

ما يمكنك فعله

عند تحديد الموعد الطبي، اسأل عما إذا كان هناك شيء يلزم القيام به مسبقًا، مثل الصوم من أجل إجراء اختبار معين. أعدّ قائمة بما يلي:

• الأعراض، بما في ذلك أي أعراض قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي حدّدت الموعد الطبي من أجله.
• المعلومات الشخصية الرئيسية، بما في ذلك الضغوط الحديثة أو التغييرات الحياتية الرئيسية والتاريخ الطبي للعائلة وتناول المشروبات الكحولية.
• جميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية الأخرى التي تتناولها، بما في ذلك الجرعات.
• الأسئلة التي تود طرحها على الطبيب.

اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، إن أمكن، لمساعدتك على تذكر المعلومات التي تُقدَّم إليك.

في ما يتعلق بالاعتلال العصبي المحيطي، تشمل الأسئلة الأساسية المطلوب طرحها ما يلي:

• ما سبب الشعور بهذه الأعراض على الأرجح؟
• هل هناك أسباب محتملة أخرى؟
• ما الفحوصات التي قد أحتاج إلى إجرائها؟
• هل هذه الحالة ستكون مؤقَّتة أم طويلة المدى؟
• ما السُّبُل العلاجية المتاحة، وما العلاج الذي تُوصِيني به؟
• ما الآثار الجانبية التي يمكن أن أتوقعها من العلاج؟
• هل ثمَّة بدائل للنهج الذي تقترحه؟
• لدي حالات صحية أخرى. كيف يمكنني التعامل مع هذه المشاكل معًا على النحو الأفضل؟
• هل سأحتاج إلى تقليل الأنشطة؟
• هل هناك منشورات أو مطبوعات أخرى يمكنني الحصول عليها؟ ما هي المواقع الإلكترونية التي تنصح بالاطلاع عليها؟

لا تتردد في طرح أسئلة أخرى.

ما الذي تتوقعه من طبيبك

من المرجح أن يطرح عليك خبير الرعاية الصحية أسئلة مثل:

• هل لديك أي حالات مَرَضية، مثل السكري أو مرض الكلى؟
• متى بدأت الأعراض في الظهور؟
• هل الأعراض مستمرة أم متقطعة؟
• ما هي درجة شدة الأعراض لديك؟
• هل هناك أي شيء يبدو أنه يُحسّن الأعراض التي تشعر بها؟
• ما الذي يزيد حدة أعراضك، إن وُجد؟
• هل تظهر على أي فرد في عائلتك أعراض تشبه التي تظهر عليك؟
• هل تعرضت للسقوط في السنة الماضية؟
• هل تعرضت قدماك لأي إصابات؟