الصدفية
تعرَّف على هذا المرض الجلدي الشائع الذي يسبب بقعًا حمراء متقشرة ومثيرة للحكة وطريقة الجمع بين الأدوية وعادات العناية الذاتية لإدارته.
نظرة عامة
الصدفية مرض جلدي يسبب طفحًا جلديًا وبقعًا قشرية تظهر غالبًا على الركبتين والمرفقين وجذع الجسم وفروة الرأس وتكون مثيرة للحكة.
والصدفية من الأمراض الشائعة طويلة الأمد (المزمنة) التي لا يوجد علاج شاف لها. وقد تسبب ألمًا وتؤثر على النوم وتعوق التركيز. غالبًا ما تمر هذه الحالة المَرَضية عبر عدة دورات، فتحتد لبضعة أسابيع أو أشهر، ثم تهدأ لفترة. ومن المحفزات الشائعة لها لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لمرض الصدفية؛ الالتهابات والجروح والحروق وبعض الأدوية.
هناك عدة علاجات للمساعدة في السيطرة على الأعراض. ويمكنك تجربة عادات نمط الحياة واستراتيجيات التأقلم لمساعدتك على التعايش مع الصدفية بشكل أفضل.
الأعراض
تشمل المؤشرات والأعراض الشائعة للصدفية ما يلي:
- طفح جلدي على شكل بقع يتفاوت شكله كثيرًا من شخص لآخر، ويتراوح ما بين بقع تشبه قشرة الرأس وطفح جلدي شديد على نطاق واسع من الجسم
- الطفح الجلدي متنوع اللون الذي يميل إلى درجات الأرجواني مع قشور رمادية على البشرة البنية أو السوداء، أو قد يميل الطفح إلى درجات الوردي والأحمر مع قشور فضية على الجلد الأبيض
- بقع صغيرة متقشرة (تشيع بين الأطفال)
- جلد جاف متشقق وقد ينزف
- الحكة أو الحرقان أو الوجع
- الطفح الجلدي الدوري الذي يحتدم لبضعة أسابيع أو أشهر ثم يهدأ
هناك عدة أنواع من الصدفية، يختلف كل منها في المؤشرات والأعراض:
- الصدفية اللويحية. تسبب الصدفية اللويحية، وهي أكثر أنواع الصدفية شيوعًا، ظهور بقع جلدية (لويحات) جافة ومثيرة للحكة وبارزة ومغطاة بقشور. وقد تكون قليلة أو كثيرة. وتظهر عادةً على المرفقين والركبتين وأسفل الظهر وفروة الرأس. وتختلف البقع في اللون حسب لون البشرة. وقد يشفى الجلد المصاب مع ترك تغيرات مؤقتة في اللون (فرط التصبغ التالي للالتهاب)، خاصة على البشرة البنية أو السوداء.
- صدفية الأظافر. قد تؤثر الصدفية على أظافر اليدين والقدمين، مما يؤدي ظهور حُفَرٍ صغيرة في الأظافر وتغير لونها ونموها بشكل غير طبيعي. وقد تصبح الأظافر المصابة بأعراض الصدفية رخوة ومنفصلة عن قاعدة الظفر (انفكاك الظفر). وقد تؤدي الحالات الشديدة إلى تفتت الظفر.
- الصدفية النقطيةأو القَطْرية. تؤثر الصدفية النقطية في المقام الأول على اليافعين والأطفال. وعادةً ما تحدث بسبب عدوى بكتيرية مثل التهاب الحلق العقدي. وتتميز ببقع قشرية صغيرة على شكل قطرات على الجذع أو الذراعين أو الساقين.
- صدفية الثنيات. تؤثر صدفية الثنيات بشكل رئيسي في ثنيات الجلد، ولا سيما في الأُربية والأليتين والثدي. وتتسبب في ظهور بقع ملساء من الجلد الملتهب تزداد سوءًا مع الاحتكاك والتعرق. وقد تؤدي الالتهابات الفطرية إلى ظهور هذا النوع من الصدفية.
- الصدفية البثرية. تسبب الصدفية البثرية، وهي نوع نادر، بثورًا ظاهرة مليئة بالصديد. ويمكن أن تظهر على شكل بقع منتشرة أو في مناطق صغيرة على راحة اليد أو باطن القدم.
- الصدفية الـمحمِّرة للجلد. يمكن أن يغطي النوع الأقل شيوعًا من الصدفية، وهو الصدفية المحمِّرة للجلد، الجسم بالكامل بطفح جلدي متقشر يمكن أن يسبب شعورا شديدا بالحكة أو الحرق. ويمكن أن تكون قصيرة الأجل (حادة) أو طويلة الأجل (مزمنة).
متى تجب زيارة الطبيب
إذا شككت في إصابتك بالصدفية، فاستشر الطبيب. واطلب الرعاية الطبية أيضًا إذا كانت الحالة المَرَضية كالآتي:
- حادة أو منتشرة
- تسبب لك الانزعاج والألم
- تسبب لك القلق من مظهر الجلد
- لا تتحسن بالعلاج
الأسباب
يعتقد الباحثون أن الصدفية مشكلة في الجهاز المناعي تسبب نمو خلايا الجلد أسرع من المعتاد. وينتج عن هذا النمو السريع للخلايا في أكثر أنواع الصدفية شيوعًا -المعروف باسم الصدفية اللويحية- بقع قشرية جافة.
لا يُعرف بشكل واضح سبب الإصابة بالصدفية. لكن يُعتقد أنها مشكلة في الجهاز المناعي تهاجم فيها الخلايا المقاومة للعدوى خلايا الجلد السليمة على سبيل الخطأ. ويعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية والبيئية تؤدي دورًا في هذا الأمر. وهذه الحالة ليست معدية.
محفزات الصَّدفية
قد لا تظهر الأعراض على العديد من الأشخاص المعرضين للإصابة بالصدفية لسنوات حتى تحفز بعض العوامل البيئية المرض. وتتضمن المحفِّزات الشائعة للصدفية ما يلي:
- حالات العدوى، مثل التهاب الحلق العقدي أو حالات العدوى الجلدية
- أحوال الطقس، خاصةً الأجواء الباردة والجافة
- إصابات الجلد مثل: الجروح أو الخدوش أو لدغات الحشرات أو حروق الشمس الشديدة
- التدخين والتعرض للتدخين السلبي
- الإفراط في شُرب الكحوليات
- أدوية معينة، من بينها الليثيوم وأدوية ارتفاع ضغط الدم والأدوية المضادة للملاريا
- الامتناع السريع عن تعاطي الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم أو الحقن
عوامل الخطورة
يمكن أن يُصاب أي إنسان بالصدفية. ويبدأ حوالي ثلث حالات الإصابة في مرحلة الطفولة. وقد تزيد العوامل التالية من خطر الإصابة بالمرض:
- التاريخ العائلي المرضي. تسري الحالة المَرضية في العائلات. فإصابة أحد الوالدين بالصدفية يزيد من خطر إصابتك بالمرض، كما أن إصابة الوالدين معًا بالصدفية يزيد من احتمالية إصابتك بالمرض بشكل أكبر.
- التدخين. لا يؤدي تدخين التبغ إلى زيادة احتمالية الإصابة بالصدفية فحسب، بل قد يزيد أيضًا من شدة المرض.
المضاعفات
إذا كنت مصابًا بالصدفية، فأنت أكثر عرضة للإصابة بحالات مَرَضية أخرى؛ منها:
- التهاب المفاصل الصدفي الذي يسبب الألم والتيبس والتورم في المفاصل وحولها
- تغيرات مؤقتة في لون الجلد (فرط التصبغ أو نقص التصبغ التاليين للالتهاب) في المناطق التي تلتئم فيها اللويحات
- أمراض العين، مثل التهاب الملتحمة والتهاب الجفن والتهاب العنبية
- السُمنة
- مرض السكري من النوع الثاني
- ارتفاع ضغط الدم
- المرض القلبي الوعائي
- أمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل الداء البطني والتصلب ومرض الأمعاء الالتهابي المسمى داء كرون
- مشكلات الصحة العقلية مثل تراجع الثقة بالنفس والاكتئاب
التشخيص
سيطرح عليك الطبيب أسئلة عن صحتك ويفحص جلدك وفروة رأسك وأظافرك. وقد يأخذ الطبيب أيضًا عيِّنة صغيرة من الجلد (خزعة) لفحصها تحت المجهر. ويساعد ذلك في تحديد نوع الصدفية واستبعاد أي اضطرابات أخرى.
المعالجة
تهدف علاجات الصدفية إلى منع خلايا الجلد من النمو بسرعة وإزالة القشور. تشمل خيارات العلاج الكريمات والمراهم (العلاج الموضعي) والعلاج الضوئي والأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن.
تعتمد العلاجات التي تستخدمها على مدى شدة الصدفية ومدى استجابتها للعلاج السابق وتدابير العناية الذاتية. قد تحتاج إلى تجربة أدوية مختلفة أو مجموعة من العلاجات قبل أن تجد نهجًا علاجيًا فعالاً. حتى مع العلاج الناجح، عادةً ما يعود المرض.
العلاج الموضعي
-
الكورتيكوستيرويدات. هذه الأدوية هي الأكثر شيوعًا في وصفات علاج الصدفية الخفيفة إلى المتوسطة. وتتوفر في شكل زيوت ومراهم وكريمات ودَهونات وهُلام ورغوات وبخاخات وشامبوهات. يوصى عادةً باستخدام مراهم الكورتيكوستيرويدات الخفيفة (الهيدروكورتيزون) للمناطق الحساسة، مثل الوجه أو طيات الجلد، ولعلاج البقع المنتشرة. ويمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعية مرة واحدة يوميًا أثناء فترات تفاقم حدة المرض، وكل يومين أو خلال عطلات نهاية الأسبوع أثناء فترة انخفاض حدة المرض.
قد يصف الطبيب كريم أو مرهم كورتيكوستيرويد أقوى -مثل تريامسينولون (Trianex) أو كلوبيتاسول (Cormax أو Temovate أو غيرهما)- للمناطق الأصغر أو الأقل حساسية أو التي يصعب علاجها.
يُرجى العلم بأن استخدام الكورتيكوستيرويدات القوية لمدة طويلة أو الإفراط في استخدامها قد يسبب ترقق الجلد. بمرور الوقت، قد تتوقف فاعلية الكورتيكوستيرويدات الموضعية.
- نظائر فيتامين D. تعمل الأشكال الاصطناعية من فيتامين D -مثل كالسيبوترين (Dovonex وSorilux) وكالسيتريول (Vectical) على إبطاء نمو خلايا الجلد. يمكن استخدام هذا النوع من الأدوية بمفرده أو مع الكورتيكوستيرويدات الموضعية. قد يسبب كالسيتريول تهيجًا أقل في المناطق الحساسة. عادة ما يكون كالسيبوترين وكالسيتريول أغلى من الكورتيكوستيرويدات الموضعية.
-
الريتينويدات. يتوفر تازاروتين (Tazorac وAvage وغيرهما) في شكل هلام أو كريم. ويوضع على الجلد مرة أو مرتين في اليوم. وتشمل آثاره الجانبية الأكثر شيوعًا تهيج الجلد وزيادة الحساسية للضوء.
ولا ينصح باستخدام تازاروتين أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية أو إذا كنت تخططين للحمل.
-
مثبطات الكالسينورين. تهدئ مثبطات الكالسينورين، مثل تاكروليموس (Protopic) وبيميكروليموس (Elidel) الطفح الجلدي وتقلل تراكم القشور. ويمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص في مناطق الجلد الرقيق -كالمنطقة المحيطة بالعينين- حيث تكون الكريمات الستيرويدية أو الريتينويدات مزعجةً أو ضارة.
ولا يُنصح باستخدام مثبطات الكالسينورين أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية أو إذا كنت تخططين للحمل. هذا الدواء أيضًا غير مخصص للاستخدام على المدى الطويل بسبب زيادة احتمال تسببه في الإصابة بسرطان الجلد والأورام اللمفية.
- حمض الساليسيليك. يقلل شامبو حمض الساليسيليك ومحاليل علاج فروة الرأس من قشور الصدفية في فروة الرأس. ويتوفر بتركيزات مختلفة بوصفة طبية ودون وصفة طبية. ويمكن استخدام هذا النوع من المنتجات وحده أو مع علاج موضعي آخر لتجهيز فروة الرأس لامتصاص الدواء بسهولة أكبر.
-
قطران الفحم. يقلل قطران الفحم القشور والحكة والالتهاب. ويتوفر بتركيزات مختلفة بوصفة طبية ودون وصفة طبية. ويأتي بأشكال مختلفة مثل الشامبو والكريم والزيت. قد تسبب هذه المنتجات تهيّج الجلد. وتسبب كذلك كثيرًا من الانزعاج إذ تبقّع الملابس والفُرُش، وقد تكون لها رائحة كريهة نفاذة.
ولا يُنصح بالعلاج بقطران الفحم في حال كنتِ حاملاً أو ترضعين.
- أنثرالين. أنثرالين هو كريم من القطران يبطئ نمو خلايا الجلد. ويمكنه أيضًا إزالة القشور وجعل الجلد أكثر نعومة. ولكنه غير مناسب للاستخدام على الوجه والأعضاء التناسلية. يمكن أن يتسبب أنثرالين في تهيج الجلد، ويتسبب في تبقع أي شيء يلمسه تقريبًا. وعادةً ما يوضع لفترة قصيرة ثم يُزال بالغسل.
العلاج الضوئي
العلاج بالضوء هو خيار العلاج الأول للصدفية المتوسطة إلى الشديدة، إما بمفرده أو بجانب تناوُل الأدوية. ويتضمن تعريض الجلد لكميات محسوبة من الضوء الطبيعي أو الاصطناعي. ويلزم تكرار جلسات العلاج عدة مرات. تحدث إلى مزود الرعاية الصحية حول ما إذا كان العلاج بالضوء في المنزل من بين الخيارات المناسبة لحالتك.
- أشعة الشمس. قد يؤدي التعرض اليومي لفترات وجيزة لأشعة الشمس (العلاج الشمسي) إلى تحسين الصدفية. وقبل البدء في نظام العلاج بأشعة الشمس، اسأل مزود الرعاية الصحية عن الطريقة الأكثر أمانًا لاستخدام الضوء الطبيعي لعلاج الصدفية.
- النطاق العريض للأشعة فوق البنفسجية "B" (UVB). تستطيع الجرعات المحسوبة بدقة من ضوء النطاق العريض للأشعة فوق البنفسجية "B" من مصدر ضوء اصطناعي أن تعالج بقع الصدفية المنفردة والصدفية المنتشرة والصدفية التي لا تتحسن باستخدام العلاجات الموضعية. وقد تشمل الآثار الجانبية قصيرة المدى الحكة والتهاب الجلد وجفافه.
- النطاق الضيق للأشعة فوق البنفسجية "B". قد يكون العلاج بالضوء باستخدام النطاق الضيق للأشعة فوق البنفسجية "B" أكثر فعالية من العلاج بالنطاق العريض للأشعة فوق البنفسجية "B". وقد حل هذا النوع من العلاج محل المعالجة واسعة النطاق في الكثير من الأماكن. وعادةً ما يُعطى مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع حتى يتحسن الجلد، ثم يُعطى بجرعات أقل كثيرًا كعلاج وقائي. لكن قد يسبب العلاج بالضوء باستخدام النطاق الضيق للأشعة فوق البنفسجية "B" آثارًا جانبية أكثر شدة من النطاق العريض للأشعة فوق البنفسجية "B".
-
السورالين والأشعة فوق البنفسجية "A" (PUVA). يتضمن هذا العلاج تناوُل دواء حساس للضوء (سورالين) قبل تعريض الجلد المصاب لضوء الأشعة فوق البنفسجية "A". حيث يخترق ضوء الأشعة فوق البنفسجية "A" مناطق أعمق من الجلد مقارنة بضوء الأشعة فوق البنفسجية "B"، ويجعل السورالين الجلدَ أكثر استجابة للتعرض للأشعة فوق البنفسجية "A".
يحسِّن هذا العلاج الأكثر فعالية حالة الجلد باستمرار ويُستخدم غالبًا لعلاج الصدفية الأكثر شدة. وقد تتضمن الآثار الجانبية قصيرة المدى الغثيان والصداع والحرقان والحكة. وتتضمن الآثار الجانبية طويلة المدى المحتملة جفاف الجلد وتجعده والنمش وزيادة الحساسية للشمس وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، بما في ذلك الورم الميلانيني.
- ليزر إكسيمر. مع هذا النوع من العلاج بالضوء، يستهدف ضوء الأشعة فوق البنفسجية "B" القوي المنطقة المصابة من الجلد فقط. ويتطلب العلاج بليزر إكسيمر جلسات أقل من العلاج بالضوء التقليدي بسبب استخدام ضوء أكثر قوة من الأشعة فوق البنفسجية "B". قد تتضمن الآثار الجانبية الأخرى الالتهابات والتقرح.
الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو عن طريق الحقن
إذا كان مرض الصدفية لديك بين المتوسط والشديد، أو في حال عدم نجاح العلاجات الأخرى، فقد يصف لك الطبيب أدوية تؤخذ إما عن طريق الفم، أو عن طريق الحقن لتسهيل وصولها إلى كل الجسم. يُستخدم بعضها لفترات قصيرة فقط، وقد تُسختدَم بالتناوب مع علاجات أخرى لما لها من آثار جانبية حادة محتملة.
- الستيرويدات. إذا كان لديك عدد قليل من بقع الصدفية الصغيرة الدائمة، فقد يقترح الطبيب حَقنها مباشرةً بالتريامسينولون.
- الريتينويدات. أسيتريتين وغيره من الريتينويدات هي أقراص تُستخدم لتقليل إنتاج الخلايا الجلدية. ومن آثارها الجانبية المحتملة جفاف الجلد وألم العضلات. ولا يُنصح بأخذ هذه الأدوية أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية أو للمُقْبِلات على الحمل.
-
الأدوية الحيوية. تعمل هذه الأدوية التي تُؤخذ عادةً عن طريق الحقن على تغيير الجهاز المناعي بطريقة تؤدي إلى وقف دورة المرض وتحسين أعراضه ومؤشراته في غضون أسابيع. وقد حصلت العديد من هذه الأدوية على الموافقة لعلاج حالات الصدفية التي تتراوح بين المتوسطة والشديدة لدى الأشخاص الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأولية. تتضمن الخيارات إيتانرسيبت (Enbrel) وإنفليكسيماب (Remicade) وأداليموماب (Humira) وأوستكينوماب (Stelara) وريسانكيزوماب-رزا (Skyrizi) وإكسيكيزوماب (Taltz). ومنها ثلاثة فقط معتمدة للأطفال وهي إيتانرسيبت وإيكسيكيزوماب وأوستكينوماب. وهذه الأنواع من الأدوية باهظة الثمن، وقد لا يغطيها التأمين الصحي.
يجب استخدام الأدوية الحيوية بحذر لأنها تنطوي على خطورة تثبيط الجهاز المناعي بطرق تزيد من احتمال الإصابة بعدوى شديدة. ويجب فحص الأشخاص الذين يأخذون هذه العلاجات للكشف عن مرض السل.
-
ميثوتريكسات. يُعطى ميثوتريكسات (Trexall) عادةً كجرعة فموية واحدة أسبوعيًا، ويعمل عن طريق تقليل إنتاج الخلايا الجلدية وتثبيط الالتهاب. وهو أقل فعالية من أداليموماب وإنفليكسيماب. وقد يسبب اضطراب المعدة وفقدان الشهية والإرهاق. ويحتاج الأشخاص الذين يأخذون ميثوتريكسات لمدة طويلة إلى اختبارات مستمرة لمتابعة إحصاءات الدم ووظائف الكبد.
يجب التوقف عن أخذ ميثوتريكسات قبل الإقدام على الحمل بثلاثة أشهر على الأقل، ولا يُنصح بهذا الدواء للمرضعات.
-
سيكلوسبورين. يُؤخذ سيكلوسبورين (Gengraf أوNeoral أوSandimmune) عن طريق الفم لعلاج الصدفية الحادة، ويعمل عن طريق تثبيط الجهاز المناعي. وهو مشابه لميثوتريكسات في الفعالية ولكن لا يمكن مواصلة استخدامه لأكثر من عام. ومثل بقية الأدوية المثبطة للمناعة، يزيد سيكلوسبورين من خطر الإصابة بالعدوى وغيرها من المشكلات الصحية، بما في ذلك السرطان. ويحتاج الأشخاص الذين يأخذون سيكلوسبورين لمدة طويلة إلى اختبارات مستمرة لمراقبة ضغط الدم ووظائف الكلى.
ولا يُنصح بأخذ هذه الأدوية أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية أو للمُقْبِلات على الحمل.
- أدوية أخرى. ثيوغوانين (Tabloid) وهيدروكسي يوريا (Droxia أو Hydrea) من الأدوية التي يمكن استخدامها في حالة تعذُّر استخدام الأدوية الأخرى. استشر طبيبك بشأن الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية.
اعتبارات العلاج
ستحدد مع الطبيب النهج العلاجي استنادًا إلى احتياجاتك ونوع الصدفية لديك وشدتها. ومن المحتمل أن تبدأ بالعلاجات الأكثر اعتدالاً، مثل الكريمات الموضعية والمعالجة بالإضاءة فوق البنفسجية (العلاج بالضوء). وإذا لم تتحسن حالتك بعد ذلك، فقد تبدأ في استخدام العلاجات الأقوى.
يحتاج الأشخاص المصابون بالصدفية البثرية أو الصدفية المحمِّرة للجلد إلى البدء بأدوية أقوى (علاج مجموعي لكل الجسم) عادةً.
ويتمثل الهدف في إيجاد الطريقة الأكثر فاعلية لإبطاء تجدد الخلايا بأقل كم ممكن من الآثار الجانبية لكل الحالات.
الطب البديل
الطب البديل
تدعي بعض الدراسات أن العلاجات البديلة (الطب التكاملي) — المنتجات والممارسات التي ليست جزءًا من الرعاية الطبية التقليدية أو التي طُوّرت بعيدًا عن الممارسات الغربية التقليدية — تخفف من أعراض الصدفية. ومن أمثلة العلاجات البديلة التي يستخدمها المصابون بالصدفية الأنظمة الغذائية الخاصة والفيتامينات والوخز بالإبر والمنتجات العشبية التي توضع على الجلد. هذه الأساليب آمنة بشكل عام على الرغم من عدم وجود أدلة قوية تثبت فعاليتها، وقد تساعد على تقليل الشعور بالحكة والتقشر لدى المصابين بالدرجات الخفيفة إلى المتوسطة من الصدفية.
- كريم خلاصة الألوفيرا. قد يقلل كريم خلاصة الألوفيرا، المستخرجة من أوراق نبات الألوفيرا، من التقشر والحكة والالتهابات. وربما يتطلب الأمر استخدام الكريم عدة مرات يوميًا لمدة شهر أو أكثر لملاحظة أي تحسن في الجلد.
- المكمّلات الغذائية التي تحتوي على زيت السمك. قد يقلل العلاج بتناول زيت السمك عن طريق الفم إلى جانب العلاج بالأشعة فوق البنفسجية B حجم الطفح الجلدي. وربما يؤدي دَهن الجلد المُصاب بزيت السمك وتغطيته بضمادة لمدة ست ساعات يوميًا على مدار أربعة أسابيع إلى تقليل التقشر.
- عنب أوريغون. يوضع عنب أوريغون، الذي يُعرف أيضًا باسم الباربيري، على الجلد وقد يقلل من شدة الصدفية.
إذا كنت تفكر في الطب البديل لتخفيف مؤشرات الصدفية وأعراضها، فتحدث إلى مزود الرعاية الصحية عن إيجابيات هذه الأساليب وسلبياتها.
نمط الحياة وعلاجات منزلية
جرب تدابير العناية الذاتية التالية للسيطرة على الصدفية بشكل أفضل:
- الاستحمام يوميًا. عند الاغتسال أو الاستحمام، اغسل جلدك بلطف بدلاً من فركه. واستخدم ماءً فاترًا وصابونًا خفيفًا يحتوي على زيوت أو دهون إضافية. وقد تفيدك إضافة زيت الاستحمام أو كبريتات المغنيسيوم (الملح الإنجليزي) أو دقيق الشوفان إلى ماء الاستحمام وغمر جسمك به لمدة 15 دقيقة على الأقل.
-
الحفاظ على رطوبة الجلد. ضع مرطب الجلد يوميًا. وإذا كنت تستخدم المرطب بعد الاستحمام، فربّت على الجلد برفق حتى يجف، ثم ضع مستحضرك المفضل بينما لا يزال جلدك رطبًا. أما الجلد شديد الجفاف، فقد تكون الزيوت أو المرطبات المحتوية على مرهم كثيف خيارًا مفضلاً إذ إنها تظل على الجلد مدة أطول من الكريم أو الدَّهون. وفي حال ظهر أن المرطبات تحسّن حالة جلدك، فضع هذا المستحضر أكثر من مرة يوميًا.
وإذا كان الهواء في مكانك جافًا جدًا، فاستخدم جهاز ترطيب لإضافة بعض الرطوبة إلى الهواء.
- تغطية المناطق المصابة طوال الليل. قبل الذهاب إلى الفراش، ضع مرهم ترطيب على المنطقة المصابة من الجلد ولفّها بغلاف بلاستيكي. وعند الاستيقاظ، انزع الغلاف البلاستيكي وأزل القشور.
- تعريض جلدك لكميات ضئيلة من ضوء الشمس. اسأل الطبيب عن الطريقة المثلى لعلاج جلدك بأشعة الشمس الطبيعية. فقد يؤدي التعرُّض لكمية معتدلة من ضوء الشمس إلى تحسين حالة الصدفية، إلا أن التعرض لقدر كبير من ضوء الشمس يمكن أن يسبب انتشار المرض أو تفاقمه وزيادة احتمال الإصابة بسرطان الجلد. سجّل مدة تعرضك لضوء الشمس، واحمِ المناطق غير المصابة بالصدفية من جلدك بقبعة أو بقطعة قماش أو بمستحضر واقٍ من أشعة الشمس يحتوي على عامل وقاية من الشمس (SPF) بدرجة لا تقل عن 30.
- تجنُّب حك الجلد. قد يفيدك وضع أحد الكريمات أو المراهم المضادة للحكة المتاحة دون وصفة طبية وتحتوي على الهيدروكورتيزون أو حمض الساليسيليك. وإذا كنت مصابًا بصدفية فروة الرأس، فجرب أحد أنواع الشامبو العلاجي الذي يحتوي على قطران الفحم. وأبقِ أظفارك قصيرة بحيث لا تؤذي جلدك عند حكّه. ارتدِ أقمشة ناعمة لا تسهم في زيادة الحكة.
- تجنُّب محفزات الصدفية. انتبه إلى العوامل المحفزة للصدفية، واتخذ التدابير لمنعها أو تجنُّبها. فقد تتفاقم الصدفية بسبب العدوى وإصابات الجلد والتدخين والتعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة.
- الحفاظ على برودة الجسم. قد تسبب سخونة الجسم الشديدة الشعور بالحكة. فارتدِ ملابس خفيفة إذا ذهبت إلى أماكن مفتوحة في الأيام الحارة. وإذا كان لديك مكيّف هواء، فاستخدمه في الأيام الحارة للحفاظ على برودة جسمك. واحتفظ بعبوات تبريد في المجمّد (الفريزر) وضعها على المناطق التي تشعر بحكة فيها لبضع دقائق لتلطيفها. يمكنك أيضًا تجربة تخزين الدَهون المرطب في المبرّد (الثلاجة) لإضافة لكي يكون باردًا عند ستخدامه.
- محاولة الحفاظ على نمط حياة صحي. جرّب ممارسة عادات حياتية صحية أخرى للسيطرة على الصدفية. ومن هذه العادات النشاط البدني وتناول الطعام الصحي والحد من الكحوليات أو تجنُّبها والحفاظ على وزن صحي للجسم.
التأقلم والدعم
يمكن أن يمثّل التعامل مع الصدفية تحديًا، خاصة إذا كان الجلد المُصاب يغطي مساحة كبيرة من جسمك أو كان مرئيًا للآخرين. فمن الممكن أن تسبب لك الانزعاج والشعور بالحرج. لا تسهم الطبيعة المستمرة والدائمة للمرض وتحديات العلاج إلا في زيادة العبء.
فيما يأتي بعض الطرق التي من شأنها أن تساعدك على التعايش مع الصدفية والشعور بتحكم أكبر في الأمور:
- تعرّف على مزيد من المعلومات حول الصدفية اكتشف قدر ما تستطيع عن المرض، وابحث عن خيارات العلاج المتاحة أمامك. افهم المحفزات المحتملة للمرض حتى تتمكن من منع نوبات المرض بشكل أفضل. ثقّف مَن حولك — بما في ذلك العائلة والأصدقاء — حتى يتمكنوا من التعرّف على جهودك في التعامل مع المرض وتقديرها ومساندتها.
- اتبع توصيات مقدم الرعاية الصحية. حاول الالتزام بالنصائح الطبية المتعلقة بالعلاج وتغيرات نمط الحياة. اطرح الأسئلة في حالة عدم وضوح أي أمور لديك.
- اعثر على إحدى مجموعات الدعم. فكر في الانضمام إلى مجموعة دعم تضم أشخاصًا مصابين بالمرض. يشعر بعض الأشخاص بالراحة في مشاركة تجاربهم ومقابلة الأشخاص الذين يواجهون تحديات مماثلة. اطلب من مقدم الرعاية الصحية الحصول على أي معلومات حول مجموعات الدعم لمرضى الصدفية في منطقتك أو عبر الإنترنت.
- استخدم وسائل التغطية عند الحاجة. في الأيام التي تشعر فيها بالخجل بشكل واضح، غط الصدفية بالملابس أو باستخدام مستحضرات التجميل لإخفاء عيوب البشرة، مثل: مستحضرات تجميل الجسم أو خافي عيوب البشرة. يمكن أن تؤدي هذه المنتجات إلى تهيّج الجلد، لذا لا تستخدمها على القروح المفتوحة أو الجروح أو البقع الجلدية غير الملتئمة.
- قلِّل من التوتر. إن العلاقة بين التوتر والصدفية غير واضحة، وتحتاج إلى مزيد من الدراسة. ولكن من الممكن أن يساعد تخفيف التوتر في حياتك على تقليل النوبات والحكة المتعلقة بالصدفية. حاول ممارسة الأشياء التي تستمتع بها والأنشطة التي تدفع عقلك للتركيز على أمر آخر غير مرتبط بالتوتر. جرِّب ممارسة التأمل، والتاي تشي، واليوجا، وقضاء الوقت مع الأصدقاء والأشخاص الأعزاء.
التحضير للموعد
من المرجح أن تبدأ بزيارة طبيب الرعاية الأولية. وفي بعض الحالات رُبما تُحال مباشرةً إلى اختصاصي أمراض الجلد (طبيب جلدية).
إليك بعض المعلومات التي تساعدك على الاستعداد لموعدك الطبي ومعرفة ما قد تتوقعه من طبيبك.
ما يمكنك فعله
حضِّر قائمة بما يلي:
- الأعراض التي تظهر عليك، بما في ذلك أي أعراض قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي حددت الموعد الطبي من أجله
- جميع الأدوية والفيتامينات والأعشاب التي تتناولها، مع تحديد جرعاتها
- الأسئلة التي تود طرحها على الطبيب
وتتضمن بعض الأسئلة الأساسية التي يمكن طرحها فيما يتعلق بالصدفية ما يلي:
- ما الأسباب المحتملة لمؤشرات المرض والأعراض التي تظهر عليّ؟
- هل أحتاج إلى اختبارات تشخيصيَّة؟
- ما العلاجات المتاحة، وما العلاج الذي توصيني به؟
- ما الآثار الجانبية التي يمكن أن أتوقعها؟
- هل سيؤدي العلاج الذي أوصيت به إلى تخفيف الأعراض؟
- بأي سرعة يمكنني توقع النتائج؟
- ما البدائل للطريقة العلاجية الأولية التي تقترحها؟
- لديّ حالات طبية أخرى. فكيف يمكنني التعامل مع هذه الحالات معًا؟
- ما طرق العناية بالجلد والمنتجات التي توصي بها لتحسين الأعراض لدي؟
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عدة أسئلة، منها:
- متى بدأت تشعر بالأعراض؟
- كم مرة ظهرت لديك هذه الأعراض؟
- هل أعراضك مستمرة أم عرَضِية؟
- هل هناك أيُّ شيء قد يُحسِّن من الأعراض التي تشعرين بها؟
- ما الذي يؤدي إلى تفاقم الأعراض التي تشعر بها، إن وُجد؟
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use