إيذاء النفس/جرح النفس
يمثل إيذاء الجسم عن عمد، مثل إحداث جروح أو حروق، طريقة ضارة للتأقلم مع الألم العاطفي والغضب الشديد والإحباط.
نظرة عامة
إيذاء النفس غير الانتحاري، والذي يُسمى غالبًا إيذاء النفس فقط، هو إيذاء الشخص لجسمَه عمدًا، كأن يجرح الشخص نفسه أو يحرقها. وعادة لا يكون هذا لمحاولة الانتحار. ولكن هذا النوع من إيذاء النفس يكون بمثابة رد فعل مؤذٍ للتأقلم مع الألم العاطفي والحزن والغضب والتوتر.
ومع أن إيذاء النفس قد يُشعِر الشخص بالهدوء والتخلص من التوتر البدني والعاطفي لفترة قصيرة، فإنه عادةً ما يتبعه شعور بالذنب والخزي وعودة المشاعر المؤلمة. لا يقصد الشخص في هذه الحالة التسبب في إصابات مميتة، لكن من المحتمل حدوث ضرر أكثر خطورة بل ربما مميتًا.
يمكن أن يساعدك الحصول على العلاج المناسب على تعلُّم طرق تأقلم أفضل.
الأعراض
يمكن أن تتضمن أعراض إيذاء النفس ما يلي:
- الندوب التي غالبًا ما تتخذ شكلاً نمطيًا.
- الجروح القطعية الحديثة والخدوش والكدمات وعلامات العض أو الجروح الأخرى.
- فرك منطقة ما من الجلد بشكل مُفرِط لإحداث تسلُخ.
- إبقاء الأدوات الحادة أو الأدوات المستَخدمة لإيذاء النفس في المتناول.
- ارتداء أكمام أو سراويل طويلة حتى في الطقس الحار لإخفاء علامات إيذاء النفس.
- بلاغات متكررة عن إصابات عارضة.
- مشاكل في العلاقات مع الآخرين.
- السلوكيات والانفعالات المندفعة والحادة وغير المتوقعة والمتغيّرة سريعًا.
- عبارات تشير إلى قلة الحيلة وفقدان الأمل أو الإحساس بالضآلة.
أشكال إيذاء النفس
يؤذي الشخص نفسه غالبًا عندما يكون بمفرده. ويحدث هذا بطريقة منتظمة أو بالأسلوب ذاته في كل مرة في أغلب الحالات، ما يترك نمطًا على الجلد. وتتضمن أمثلة إيذاء النفس ما يأتي:
- القطع أو الخدش أو الطعن بأداة حادة، وهذه أكثر الطرق شيوعًا.
- الحرق باستخدام الأعواد المشتعلة أو السجائر أو الأدوات الحادة الساخنة مثل السكاكين.
- نحت كلمات أو رموز على الجلد.
- الضرب الذاتي أو اللكم أو العض أو هز الرأس بعنف.
- ثقب الجلد بآلات حادة.
- إدخال أشياء تحت الجلد.
ويستهدف المريض في أغلب الحالات الذراعين والساقين والصدر والبطن لإيذاء نفسه. لكن يمكن أن يستهدف أي عضو آخر من الجسم، وأحيانًا باستخدام أكثر من طريقة.
يمكن أن يحفز الشعور بالاستياء الرغبة في إيذاء النفس. ويؤذي معظم هؤلاء الأشخاص أنفسهم بضع مرات ثم يتوقفون عن ذلك. لكن بالنسبة إلى البعض الآخر، يمكن أن يصبح إيذاء النفس سلوكًا طويل الأمد ومتكررًا.
متى تزور الطبيب؟
إذا كنت تؤذي نفسك حتى ولو بشكل بسيط أو إذا كنت تفكر في إيذاء نفسك، فابحث عن المساعدة. يمثل إيذاء النفس بأي طريقة مؤشرًا على ضغوطات أكبر تحتاج إلى الانتباه.
تحدث إلى شخص تثق به، مثل صديق أو فرد من العائلة أو طبيب أو قائد روحي أو المرشد المعنوي في المدرسة أو ممرضة أو مدرس. إذ يمكنهم المساعدة على اتخاذ الخطوات الأولى نحو العلاج الناجح. وإذا كنت تشعر بالخجل والحرج من سلوكك، يمكنك العثور على المساعدة الداعمة والرعاية من أشخاص لن يحكموا عليك.
عندما يؤذي صديق أو فرد من العائلة نفسه
إذا كان لديك صديق أو فرد في العائلة يؤذي نفسه، فقد تكون مصدومًا وخائفًا. تعامل مع كل مناقشات إيذاء النفس بجدية. رغم أنك قد تشعر بخيانة الثقة، فإن إيذاء النفس مشكلة كبيرة لا يمكن تجاهلها أو التعامل معها بمفردك. إليك بعض الوسائل للمساعدة.
- طفلك. يمكن أن تبدأ بالتحدث إلى طبيب الأطفال أو طبيب آخر يمكنه إجراء تقييم أولي أو إحالة إلى اختصاصي الصحة العقلية. أفصح عن مخاوفك، لكن لا تصرخ في طفلك أو تهدده أو تتهمه.
- طفل في مقتبل المراهقة أو صديق مراهق. اقترح على صديقك التحدث إلى الوالدين أو المعلم أو المرشد المعنوي في المدرسة أو أحد الأشخاص البالغين الآخرين الموثوقين.
- البالغون. أفصح عن مخاوفك بهدوء، وشجع الشخص على طلب العلاج الصحي الطبي والعقلي
متى تحصل على الرعاية الطارئة
إذا كنت قد جرحت نفسك بشدة أو كنت تعتقد أن إصابتك قد تكون مهددة للحياة أو إذا كنت تعتقد أنك قد تؤذي نفسك أو تحاول الانتحار، فاتصل برقم 911 أو رقم الطوارئ المحلي فورًا.
وإذا كانت تراودك أفكار انتحارية أيضًا، فيمكنك التفكير في الخيارات الآتية:
- اتصل بطبيب الصحة العقلية المتابع لحالتك.
- تواصل مع الخط الساخن لمكافحة الانتحار. اتصل من داخل الولايات المتحدة على الرقم 988 أو أرسل إليه رسالة نصية للتواصل مع الخط الوطني الساخن لمكافحة الانتحار والمساعدة في الأزمات 988 المتاح على مدار 24 ساعة في اليوم طوال أيام الأسبوع. أو يمكنك استخدام خدمة دردشة الخط الوطني الساخن لمكافحة الانتحار. هذه الخدمات مجانية وسريّة. يوفر خط الحياة للانتحار والأزمات في الولايات المتحدة خطًا هاتفيًا باللغة الإسبانية على الرقم 1-888-628-9454 (رقم مجاني داخل الولايات المتحدة).
- اطلب المساعدة من ممرضة المدرسة أو الاستشاري أو المعلم أو الطبيب.
- تواصل مع أحد الأصدقاء المقربين أو أحد أفراد الأسرة.
- تواصل مع أحد المرشدين الروحيين أو غيرهم من رجال الدين في مجتمعك.
الأسباب
لا يوجد سبب واحد أو بسيط قد يدفع شخصًا إلى إيذاء نفسه. بوجه عام، قد يكون إيذاء النفس ناتجًا عما يأتي:
- ضعف مهارات التأقلم. عادةً ما يكون إيذاء النفس غير الانتحاري ناتجًا عن عدم القدرة على التأقلم مع التوتر والألم العاطفي بطرق صحية.
- صعوبة التحكم في المشاعر. قد تؤدي صعوبة التحكم في المشاعر أو التعبير عنها أو فهمها إلى إيذاء الشخص لنفسه. ويكون مزيج المشاعر الذي يسبب إيذاء النفس معقدًا. على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بانعدام القيمة والوحدة والذعر والغضب والذنب والرفض وكراهية الذات. وقد يمثل التعرض للتنمر أو الرغبة في طرح أسئلة بشأن الهوية الجنسية جزءًا من مزيج المشاعر هذا.
وقد يكون إيذاء النفس محاولة من أجل ما يأتي:
- التعامل مع القلق أو الضيق الشديدين أو الحد منهما والشعور بالراحة.
- الإلهاء عن المشاعر المؤلمة من خلال الألم البدني.
- محاولة الشعور بالسيطرة على الجسم أو المشاعر أو المواقف الحياتية.
- الشعور بشيء؛ أي شيء حتى لو كان الألم البدني، عند الشعور بالفراغ العاطفي.
- التعبير عن المشاعر الداخلية بطريقة خارجية.
- نقل مشاعر التوتر أو الاكتئاب إلى العالم الخارجي.
- معاقبة النفس.
عوامل الخطورة
المراهقون واليافعون هم أكثر الأشخاص عرضة لإيذاء أنفسهم، إلا أن هناك بعض الأشخاص من فئات عمرية أخرى يُقْدِمون على ذلك أيضًا. يبدأ إيذاء النفس غالبًا في المرحلة السابقة على المراهقة أو سنوات المراهقة المبكرة، وهي المراحل التي تكون وتيرة التقلبات العاطفية فيها أسرع وربما غير متوقعة. يواجه المراهقون في هذه المرحلة ضغوطًا متزايدة من أقرانهم وشعورًا بالوحدة وصراعًا مع الوالدين أو غيرهم من الشخصيات ذات السلطة.
هناك عوامل معيَّنة قد تزيد من احتمال الإقدام على إيذاء النفس، ومنها:
- صداقة أشخاص يقدمون على إيذاء أنفسهم. تؤدي مصادقة أشخاص يؤذون أنفسهم عمدًا إلى زيادة احتمال إقدام الشخص على إيذاء نفسه.
- مشكلات الحياة. قد يزداد احتمال إيذاء النفس نتيجة تعرُّض الشخص سابقًا للإهمال أو الإيذاء الجنسي أو البدني أو النفسي، أو غير ذلك من الأحداث صادمة. وكذلك الحال بالنسبة إلى النشأة والعيش في بيئة مضطربة أُسريًا. ومن عوامل الخطر الأخرى حيرة الشخص تجاه هويته الشخصية أو الجنسية، وشعوره بالعزلة الاجتماعية.
- المشكلات النفسية. يزداد احتمال إيذاء النفس في حال نقد الذات بشدة ومواجهة صعوبات في حل المشكلات. يرتبط إيذاء النفس أيضًا ببعض الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب الشخصية الحَدّية والاكتئاب واضطرابات القلق واضطراب الكرب التالي للصدمة واضطرابات الأكل.
- تعاطي الكحول أو المخدرات. يزداد احتمال الإقدام على إيذاء النفس عند الوقوع تحت تأثير الكحوليات أو المخدرات الترفيهية.
المضاعفات
من الممكن أن يسبب إيذاء النفس بعض المضاعفات، ومنها:
- تفاقُم الشعور بالخِزي والذنب وتراجع الثقة بالنفس.
- الإصابة بالعَدوى، إمَّا بسبب الجروح أو مشاركة الأدوات.
- الإصابة بندوب دائمة أو لحاق ضرر دائم آخر بالجسم.
- تفاقم المشكلات والأمراض الكامنة، إن لم تُعالج بشكل صحيح.
- التعرض لإصابة خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
خطر الانتحار
لا يكون إيذاء النفس عادةً محاولة للانتحار، إلا أنه يمكن أن يزيد من احتمال الإقدام على الانتحار بسبب المشكلات العاطفية التي تحفز إيذاء النفس. ويمكن للنمط المتبع في إضرار الجسد في أوقات الحزن أن يجعل من الانتحار أمرًا أكثر احتمالاً.
الوقاية
لا توجد طريقة مؤكدة لمنع الشخص من انتهاج سلوك يؤذي به نفسه. لكن الحد من المخاطر يستلزم تبني استراتيجيات تستهدف الأفراد والمجتمعات على حد سواء. يمكن للوالدين أو أفراد الأسرة أو المعلمين أو ممرضات المدارس أو المدربين أو الأصدقاء تقديم المساعدة.
- معرفة الشخص المعرض للخطر ومساعدته. يمكن تعليم الشخص المعرض للخطر كيفية السيطرة على التوتر والتعامل مع مشكلات الحياة بشكل أفضل. ويمكن أن يتعلم الشخص مهارات التأقلم الصحية للاستعانة بها أثناء فترات الضيق.
- التشجيع على تكوين علاقات اجتماعية داعمة. قد يكون الشعور بالوحدة والانعزال عن الآخرين جزءًا من إيذاء النفس. يمكن أن يؤدي تمكين الشخص المعرض لخطر إيذاء النفس من التواصل السليم مع أشخاص لا يؤذون أنفسهم إلى مساعدته على تحسين علاقاته بالآخرين ومهاراته في التواصل.
- التوعية. تعرّف على العلامات التحذيرية المتعلقة بإيذاء النفس، وما ينبغي فعله إذا اشتبهت في وجودها.
- تشجيع الأصدقاء على طلب المساعدة. غالبًا ما يكون الأقران مخلصين لأصدقائهم. شجع الأطفال والمراهقين واليافعين على تجنب الكتمان وعلى الإفصاح عما بداخلهم للحصول على المساعدة عند شعورهم بالقلق حيال أحد أصدقائهم أو أفراد أسرتهم.
- الحديث عن تأثير وسائل الإعلام. قد تحث بعض وسائل الإعلام والموسيقى وغيرها من المنافذ المرئية المنتشرة الأطفال والشباب سريعي التأثر والمصابين بمشكلات نفسية وعاطفية على خوض هذه التجربة السيئة. لهذا يمكن أن يسهم تعليم الأطفال مهارات التفكير النقدي للمؤثرات المحيطة بهم في التقليل من أثرها الضار.
التشخيص
رغم أن بعض الأشخاص قد يطلبون المساعدة، فإن مشكلة إيذاء النفس يكتشفها أفراد العائلة أو الأصدقاء في بعض الأحيان. أو قد يلاحظ الطبيب أثناء الفحص الطبي الروتيني مؤشرات المرض، كالندوب أو الإصابات الحديثة.
لا يوجد اختبار محدد لتشخيص مشكلة إيذاء النفس. ويعتمد التشخيص على التقييم البدني والنفسي. وقد تحال إلى أحد الاختصاصيين في الصحة العقلية الذين يتمتعون بخبرة في علاج حالات إيذاء النفس للتقييم. إذ يتحدث هذا الاختصاصي إليك حول حياتك وأفكارك ومشاعرك وأنماطك السلوكية.
قد يقيّم اختصاصي الصحة العقلية أيضًا حالتك بحثًا عن أي حالات مَرضية أخرى تتعلق بالصحة العقلية قد تكون مرتبطة بإيذاء النفس، كالاكتئاب أو اضطرابات الشخصية.
المعالجة
الخطوة الأولى في علاج الشخص المُصاب هي إخباره لشخص ما بمحاولات إيذائه لنفسه حتى يحصل على المساعدة. يعتمد العلاج على مشكلات الشخص المُصاب المحددة وأي اضطرابات متعلقة بالصحة العقلية قد تكون لديه، مثل الاكتئاب. وبما أن إيذاء النفس يمكن أن يشكل تهديدًا كبيرًا لحياة المُصاب، فمن الأفضل أن يتلقى علاجًا من أحد المختصين في مشكلات الصحة العقلية ذوي الخبرة في مثل هذا السلوك.
إذا كان إيذاء النفس مرتبطًا بأحد الاضطرابات العقلية، مثل الاكتئاب أو اضطراب الشخصية الحدية، فإن خطة العلاج ستركز على هذا الاضطراب والسلوك المؤذي للنفس.
يحتاج علاج السلوك المؤذي للنفس إلى وقت طويل ومشقة بالغة، وقبل أي شيء يعتمد على رغبة المريض في الشفاء.
فيما يلي مزيد من المعلومات حول خيارات العلاج.
العلاج النفسي
يمكن للعلاج النفسي، الذي يُعرف أيضًا بالعلاج بالحوار أو الاستشارات النفسية، أن يساعد على:
- تحديد وعلاج المشكلات الكامنة التي تحفز سلوك إيذاء الذات.
- تعلم مهارات التعامل مع الضغط العصبي بشكل أفضل.
- تعلم طرق أفضل للتحكم في الانفعالات الحادة.
- تعلم كيفية تعزيز النظرة الذاتية.
- تطوير مهارات تحسين علاقاتك ومهاراتك الاجتماعية.
- تطوير مهارات حل المشكلات بشكل صحي.
توجد العديد من أنواع العلاج النفسي الفردي التي قد تحقق فائدة، ومنها:
- العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد على تحديد المعتقدات والسلوكيات غير الصحية والسلبية واستبدالها بمعتقدات وسلوكيات أكثر فاعلية. ويمكنك أيضًا اكتساب المهارات التي تساعدك على التعامل مع المواقف المختلفة عند الحاجة.
- العلاج السلوكي الجدلي، وهو أحد أنواع العلاج المعرفي السلوكي الذي يعلم المهارات السلوكية التي تساعد على التعامل مع الضغط العصبي، والتعامل مع المشاعر وتنظيمها، وتحسين علاقاتك مع الآخرين.
- العلاجات المستندة إلى التركيز الذهني التي تساعد على التركيز على الوقت الحاضر والتعامل مع الانفعالات الصعبة والأفكار السلبية. ويمكن لهذه العلاجات أن تساعد على تقليل الضغط النفسي والاكتئاب وتحسين الصحة العامة.
وقد يوصي الطبيب بالعلاج الأسري أو العلاج الجماعي بجانب جلسات العلاج الفردية.
الأدوية
لا توجد أدوية لعلاج سلوك إيذاء النفس على وجه التحديد. غير أنه إذا شخّصك الطبيب على أنك مصاب باضطراب في الصحة العقلية، مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق، فقد يصف لك تناول مضادات اكتئاب أو أدوية الأخرى لعلاج الحالة الكامنة المرتبطة بجرح النفس. وقد يساعدك علاج هذه الحالات المرضية على تقليل الرغبة في إيذاء نفسك.
رعاية المرضى المقيمين
إذا جرحت نفسك بشدة أو بشكل متكرر، فقد يوصي طبيبك بإدخالك مستشفى للرعاية النفسية؛ إذ يوفر لك تلقي الرعاية في المستشفى، حيث ستقيم لفترة قصيرة عادة،ً بيئة آمنة وعلاجًا أكثر فعالية حتى تتخطي أزمتك. وقد تكون برامج الصحة العقلية المعنية بمعالجة اليوم الواحد التي تركّز على تعلّم مهارات التأقلم السلوكي خيارًا مناسبًا لك للتعامل مع الكرب.
نمط الحياة وعلاجات منزلية
بالإضافة إلى العلاج التخصصي، فيما يلي بعض النصائح المهمة بشأن الرعاية الذاتية:
- التزم بخطة العلاج المحددة لك. والتزم بالمواعيد الطبية العلاجية. وطبّق ما تعلمته في الجلسات العلاجية من مهارات التأقلم، وخُذ أي أدوية يصفها لك الطبيب حسب توجيهاته.
- حدد المواقف أو المشاعر التي قد تُحفِّز رغبتك في إيذاء نفسك. وفكِّر في طرق أخرى لتهدئة نفسك أو تشتيت انتباهك أو الحصول على الدعم، حتى تكون مستعدًّا في المرة التالية التي تشعر فيها بالرغبة في إيذاء نفسك.
- اطلب المساعدة. أبقِ رقم هاتف طبيبك أو اختصاصي الصحة العقلية المتابع لحالتك في المتناول، واحرص على إخباره بجميع المواقف المرتبطة بإيذائك لنفسك. واختر شخصًا من أصدقائك أو أقاربك الذين تثق بهم لتتصل به فور شعورك بالرغبة في إيذاء نفسك أو في حال تكرار إيذائك لنفسك.
- اعتنِ بنفسك. تعلَّم كيف تجعل النشاط البدني وتمارين الاسترخاء جزءًا منتظمًا من نمط حياتك اليومي. وتناول أطعمة صحية. واستشِر الطبيب إذا كنت تعاني من مشكلات في النوم يمكن أن تؤثر بوضوح على سلوكك.
- تجنَّب الكحوليات والمخدرات الترفيهية؛ لأنها تؤثر على قدرتك على اتخاذ قرارات سليمة، وقد تُعرِّضك لخطورة إيذاء نفسك.
- إذا آذيت نفسك، فاحرص على الاعتناء جيدًا بجرحك أو اطلب المساعدة الطبية إذا تطلب الأمر ذلك. واتصل بأحد أصدقائك أو أقاربك للحصول على المساعدة والدعم. ولا تشارك الأغراض التي تستخدمها لإيذاء نفسك مع أي شخص؛ لأن هذا قد يزيد من مخاطر الأمراض المُعدية.
التأقلم والدعم
إذا كنت أنت أو أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك بحاجة للمساعدة على التأقلم، يُرجى اتباع النصائح التالية. فإذا كان هناك تركيز على الأفكار الانتحارية، ينبغي اتخاذ الإجراء اللازم وطلب المساعدة على الفور.
تشمل نصائح التأقلم في حال الإقدام على إيذاء النفس ما يلي:
- تواصل مع الآخرين ممن قد يُقدمون الدعم لك حتى لا تشعر بالوحدة. على سبيل المثال، يمكنك التواصل مع أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء الموثوق بهم، أو التواصل مع مجموعات الدعم، أو التواصل مع الطبيب أو اختصاصي الصحة العقلية.
- تجنَّب زيارة المواقع الإلكترونية التي تدعم إيذاء النفس أو تجعله مستحسنًا. ولكن يمكنك البحث عن المواقع التي تدعم جهودك نحو التعافي.
- تعلَّم التعبير عن مشاعرك بطرقٍ إيجابية. فلكي تحقق توازنًا بين مشاعرك وإحساسك بالسعادة، يمكنك مثلاً زيادة مستوى نشاطك البدني أو ممارسة أساليب الاسترخاء. يمكنك كذلك المشاركة في الأنشطة التي تجدها مفيدة لك شخصيًا، مثل الرقص أو الفنون أو الموسيقى.
تشمل نصائح التأقلم الممكن اتباعها إذا كان أحد الأصدقاء أو شخص عزيز عليك مقدمًا على إيذاء نفسه:
- الحصول على المعلومات. تعلَّم المزيد عن إيذاء النفس لتفهم سبب حدوثه، وكيف يمكنك إيقاف هذا السلوك المؤذي. تعرَّف على الاستراتيجيات وخطة الوقاية من الانتكاسات التي وضعها صديقك أو الشخص العزيز عليك بالتعاون مع الطبيب المعالج حتى يُمكنك تشجيعه.
- محاولة تجنُّب الحكم على الشخص أو انتقاده. قد يَزيد الانتقاد أو الصراخ أو التهديد أو الاتهامات من خطورة سلوك إيذاء النفس. ولكن جرّب تقديم الدعم، والثناء على جهود التعبير عن المشاعر بطرق صحية ومحاولة قضاء وقت إيجابي معًا.
- إبداء اهتمامك بالشخص العزيز عليك ليشعر بذلك مهما كان الوضع. ذكِّر ذلك الشخص بأنه ليس وحده وأنك بجواره دومًا للحديث معه. ينبغي أن تُدرك أنه قد يتعذر عليك تغيير السلوك، ولكن يمكنك مساعدة الشخص في العثور على الموارد ومعرفة استراتيجيات التأقلم وتقديم الدعم أثناء العلاج.
- دعم خطة العلاج. شجّع هذا الشخص العزيز عليك على أخذ الأدوية الموصوفة له إذا كان هذا جزءًا من الخطة. أكّد على أهمية الالتزام بمواعيد جلسات العلاج وممارسة المهارات التي تعلمها.
- تهيئة بيئة آمنة في المنزل. حاول إبعاد أعواد الثقاب أو السكاكين أو شفرات الحلاقة وغيرها من الأدوات التي يمكن استخدامها في إيذاء النفس، أو ضع قيود على استعمالها.
- تبادُل الأفكار حول استراتيجيات التأقلم. قد يَستفيد الشخص العزيز عليك من سماعه الاستراتيجيات التي تتبعها عندما تشعر بالإحباط. يمكنك أيضًا أن تكون قدوة يحتذي بها عند استخدامك لاستراتيجيات التأقلم الصحية.
- العثور على الدعم. فكِّر في الحديث مع الأشخاص الذين مرّوا بما تمر به. وشارك تجاربك الشخصية مع أفراد العائلة أو الأصدقاء الذين تثق بهم. ويمكنك سؤال الطبيب أو اختصاصي الصحة العقلية المعالج للشخص العزيز عليك عن مجموعات دعم محلية مخصصة لآباء الأشخاص المقدمين على إيذاء أنفسهم أو أفراد عائلتهم أو أصدقائهم. ويمكنك أيضًا الحديث مع استشاري أو معالج.
- العناية بنفسك. خصص بعض الوقت لفعل الأشياء التي تستمتع بها. واحصل على قسطٍ كافٍ من الراحة ومارِس الأنشطة البدنية.
التحضير للموعد
يمكنك في البداية زيارة طبيبك أو ممرضة مدرسة أو استشاري. ولكن نظرًا لأن إيذاء النفس يتطلب غالبًا رعاية متخصصة في الصحة العقلية، ربما يتم تحويلك إلى اختصاصي في الصحة العقلية للتقييم والعلاج.
وينبغي الاستعداد لتقديم المعلومات الدقيقة والشاملة والصحيحة بشأن موقفك وسلوك إيذاء النفس الذي تعاني منه. ننصحك باصطحاب شخص موثوق من العائلة أو الأصدقاء، إن أمكن، لدعمك ومساعدتك على تذكُّر المعلومات.
ما يمكنك فعله
للمساعدة على الاستعداد للموعد الطبي، جهز قائمة بالآتي:
- الأعراض التي ظهرت عليك، بما في ذلك محفزات إيذاء النفس، ومنذ متى كان لديك سلوك إيذاء النفس، وما إذا كنت تستخدم أي أدوات، والمنطقة التي تؤذيها عادة في جسمك.
- المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك أي ضغوط شديدة تعرضت لها أو تغييرات حياتية حدثت مؤخرًا.
- كل الأدوية أو الفيتامينات أو الأعشاب أو غيرها من المكملات الغذائية التي تتناولها بما في ذلك جرعاتها.
- الأسئلة التي ترغب في طرحها على طبيب الصحة العقلية.
قد تشمل الأسئلة التي يمكنك طرحها:
- ما العلاجات المتوفرة؟ أي منها توصي به؟
- ما الآثار الجانبية المحتملة لهذا العلاج؟
- ما الخيارات الأخرى للنهج الذي تقترحه؟
- هل توجد أدوية قد تساعد؟ هل يوجد دواء غير مرتبط بعلامة تجارية للدواء الذي تصفه؟
- ماذا علي أن أفعل إذا كانت لدي رغبة ملحة في إيذاء نفسي بين جلسات العلاج؟
- ما الذي يمكنني فعله أيضًا لمساعدة نفسي؟
- كيف يمكنني أن أعرف أنا أو من حولي أن الأمور قد تزداد سوءًا؟
- هل يمكنك أن تقترح مصادر تساعدني على معرفة المزيد عن حالتي وعلاجها؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى أثناء الموعد الطبي.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عددًا من الأسئلة، مثل:
- متى أقدمت على إيذاء نفسك لأول مرة؟
- ما الطرق التي تستخدمها لإيذاء نفسك؟
- كم مرة أقدمت على جرح نفسك أو إيذائها؟
- ما المكان الذي تؤذيه من جسمك؟
- ما المشاعر التي تنتابك والأفكار التي تراودك قبل إيذاء نفسك وأثناءه وبعده؟
- ما الذي يبدو أنه يدفعك إلى إيذاء نفسك؟
- ما الذي يجعلك تشعر بتحسُّن؟ ما الذي يجعلك تشعر بأن حالتك تسوء؟
- هل لديك دائرة أصدقاء أو معارف أو علاقات اجتماعية داعمة؟
- ما المشكلات النفسية التي تواجهها؟
- بمَ تشعر حيال مستقبلك؟
- هل سبق لك استخدام علاج لإيذاء النفس؟
- هل يراودك التفكير في الانتحار عند الشعور بالإحباط؟
- هل تتعاطى الكحوليات أو التبغ أو المخدرات الترفيهية؟
قد يطرح عليك اختصاصي الصحة النفسية أسئلة أخرى وفقًا لإجاباتك واحتياجاتك والأعراض التي تشعر بها. سيُساعدك الاستعداد للأسئلة مسبقًا على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من وقتك مع الطبيب.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use