سرطان الغدة الدرقية
تعرف على تشخيص سرطان الغدة الدرقية وعلاجه، بما في ذلك جراحة الغدة الدرقية واليود المُشِع وعلاج الغدة الدرقية الهرموني.
نظرة عامة
سرطان الغدة الدرقية هو ورم خلايا يبدأ في الغدة الدرقية. والغدة الدرقية هي غدة على شكل فراشة تقع في قاعدة العنق، تحت تفاحة آدم مباشرة. تُفرِز الغدة الدرقية هرمونات لتنظيم سرعة القلب، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، والوزن.
وقد لا يتسبب سرطان الغدة الدرقية في ظهور أي أعراض في البداية. ولكن مع نموِّه، يتسبب في ظهور مؤشرات وأعراض، مثل حدوث تورم في العنق وتغيرات في الصوت وصعوبة في البلع.
توجد أنواع عديدة من سرطان الغدة الدرقية. وتنمو معظم الأنواع ببطء، إلا أن بعض الأنواع قد يكون شرسًا للغاية. ويمكن التعافي من معظم سرطانات الغدة الدرقية بالعلاج.
لكن يبدو أن معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية آخذة في الازدياد. وربما تكون هذه الزيادة ناتجة عن تحسُّن تقنيات التصوير التي تسمح للأطباء باكتشاف سرطانات الغدة الدرقية الصغيرة في فحوصات التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي التي تُجرى للمصابين بأمراض أخرى (سرطانات الغدة الدرقية المكتشفة عرَضيًا). وعادةً ما تكون سرطانات الغدة الدرقية المكتشَفة بهذه الطريقة سرطانات صغيرة تستجيب للعلاجات بصورة جيدة.
الأعراض
لا تسبب أغلب أنواع سرطان الغدة الدرقية أي مؤشرات أو أعراض في المراحل المبكرة للمرض. ومع نمو سرطان الغدة الدرقية، قد يسبب ما يلي:
- ظهور كتلة (عُقَيدة) يمكن الشعور بها من خلال جلد رقبتك
- الإحساس كما لو أن قبة القميص أصبحت ضيقة جدًا حول رقبتك
- تغيرات في صوتك، بما في ذلك زيادة بحَّة الصوت
- صعوبة البلع
- تورم العُقَد اللمفية في رقبتك
- ألم في عنقك وحلقك
متى يجب زيارة الطبيب
إذا كانت لديك أي مؤشرات أو أعراض تثير قلقك، فحددّ موعدًا طبيًّا لاستشارة الطبيب.
الأسباب
يبدأ سرطان الغدة الدرقية عندما تحدث تغيرات على الحمض النووي لخلايا الغدة الدرقية. حيث يحتوي الحمض النووي للخلية على التعليمات التي توجه الخلية نحو وظيفتها. ثم توجه التغيرات -والتي يسميها الأطباء الطفرات- الخلايا لتنمو وتنقسم بسرعة. وتستمر هذه الخلايا في النمو بينما تموت الخلايا السليمة طبيعيًا. فتتراكم تلك الخلايا لتشكل كتلة تسمى الورم.
حيث يمكن أن ينمو الورم ليغزو الأنسجة القريبة، ويمكن أن ينتشر منتقلاً إلى العقد اللمفية في الرقبة. وفي بعض الأحيان، قد تنتشر الخلايا السرطانية إلى أكثر من الرقبة وصولاً إلى الرئتين والعظام وأجزاء أخرى من الجسم.
ولا يُعرف سبب حدوث تغيرات الحمض النووي التي تسبب سرطان الغدة الدرقية.
أنواع سرطان الغدة الدرقية
ينقسم سرطان الغدة الدرقية إلى أنواع مختلفة بناءً على نوع الخلايا الموجودة في الورم. يمكن تحديد النوع الذي أصابك عند فحص عينة من سرطانك تحت المجهر. يُؤخَذ نوع السرطان الذي أصابك في الاعتبار عند تحديد علاجك ومآل مرضك.
تشمل أنواع سرطان الغدة الدرقية ما يلي:
- سرطانات الغدة الدرقية المتمايزة. تتضمن هذه الفئة الواسعة أنواعًا من سرطان الغدة الدرقية تبدأ في الخلايا التي تنتج الهرمونات الدرقية وتخزنها. وتُعرف هذه الخلايا باسم الخلايا الجريبية. وتشبه خلايا سرطانات الغدة الدرقية المتمايزة الخلايا السليمة عند عرضها تحت المجهر.
- سرطان الغدة الدرقية الحليمي. هذا هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الغدة الدرقية. ويمكن أن يحدث في أي فئة عمرية، لكنه غالبًا ما يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عامًا. ومعظم سرطانات الغدة الدرقية الحليمية هي سرطانات صغيرة وتستجيب جيدًا للعلاج، حتى لو انتشرت الخلايا السرطانية إلى العقد اللمفية في الرقبة. وهناك نسبة صغيرة من سرطانات الغدة الدرقية الحليمية بالغة الخطورة، وقد تنمو لتشمل الهياكل الموجودة في الرقبة أو تنتشر إلى مناطق الجسم الأخرى.
- سرطان الغدة الدرقية الجريبي. يصيب عادةً هذا النوع النادر من سرطان الغدة الدرقية الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا. ولا تنتشر غالبًا خلايا سرطان الغدة الدرقية الجريبي إلى العقد اللمفية بالرقبة. لكن قد تنتشر بعض السرطانات الكبيرة وبالغة الخطورة إلى أجزاء الجسم الأخرى. وينتشر سرطان الغدة الدرقية الجريبي غالبًا ليمتد إلى الرئتين والعظام.
- سرطان خلايا هورتله في الغدة الدرقية. كان يندرج هذا النوع النادر من سرطان الغدة الدرقية ضمن سرطان الغدة الدرقية الجريبي. لكنه أصبح الآن نوعًا خاصًا، لأن الخلايا السرطانية تتصرف بشكل مختلف وتستجيب للعلاجات المختلفة. وسرطانات خلايا هورتله في الغدة الدرقية بالغة الخطورة، ويمكن أن تنمو لتشمل الهياكل الموجودة في الرقبة وتنتشر إلى أجزاء الجسم الأخرى.
- سرطان الغدة الدرقية ضعيف التمايز. هذا النوع النادر من سرطان الغدة الدرقية هو بالغ الخطورة بدرجة أكبر من سرطانات الغدة الدرقية المتمايزة الأخرى، ولا يستجيب غالبًا للعلاجات المعتادة.
- سرطان الغدة الدرقية الكشمي. ينمو هذا النوع النادر من سرطان الغدة الدرقية بسرعة وقد يكون من الصعب علاجه. ورغم ذلك، يمكن أن تساعد العلاجات على الحد من تفاقم المرض. ويصيب سرطان الغدة الدرقية الكشمي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. ويمكن أن يتسبب في ظهور مؤشرات وأعراض حادة، مثل تورم الرقبة الذي يتفاقم بسرعة بالغة وقد يؤدي إلى صعوبة في التنفس والبلع.
- سرطان الغدة الدرقية النخاعي. يبدأ هذا النوع النادر من سرطان الغدة الدرقية في خلايا الغدة الدرقية التي تسمى خلايا C، وهي المسؤولة عن إفراز هرمون الكالسيتونين. قد تشير مستويات هرمون الكالسيتونين المرتفعة في الدم إلى وجود سرطان الغدة الدرقية النخاعي في مراحله الأولى. وتحدث بعض سرطانات الغدة الدرقية النخاعية بسبب جين يسمى RET ينتقل من الآباء إلى الأبناء. ويمكن أن تسبب التغيرات التي تطرأ على الجين RET الإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي العائلي وتكوُّن الأورام الصماوية المتعددة، النوع 2. ويؤدي سرطان الغدة الدرقية النخاعي العائلي إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. وتؤدي الإصابة بالأورام الصماوية المتعددة، النوع 2، إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية وسرطان الغدة الكظرية وأنواع السرطانات الأخرى.
- أنواع أخرى نادرة. يمكن أن تبدأ أنواع السرطان الأخرى النادرة جدًا في الغدة الدرقية. ويشمل ذلك لمفومة الغدة الدرقية التي تبدأ من خلايا الجهاز المناعي الموجودة في الغدة الدرقية، وساركومة الغدة الدرقية التي تبدأ في خلايا النسيج الضام في الغدة الدرقية.
عوامل الخطورة
تشتمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية على ما يأتي:
- كونكِ أنثى. غالبًا ما يصيب سرطان الغدة الدرقية النساء أكثر من الرجال. يعتقد الخبراء أن ذلك قد يكون مرتبطًا بهرمون الإستروجين. لدى المواليد الإناث عمومًا مستويات أعلى من الإستروجين في أجسامهن.
- التعرُّض لمستويات عالية من الإشعاع. يُمكن أن يَزيد العلاج الإشعاعي للرأس والعنق من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
- بعض المتلازمات الوراثية الموروثة. تشتمل المتلازمات الوراثية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية على سرطان الغدة الدرقية النخاعي العائلي، والأورام الصماوية المتعددة، ومتلازمة كاودن، وداء السلائل الورمي الغدي العائلي. تشتمل أنواع سرطان الغدة الدرقية الذي يسري في العائلات أحيانًا على سرطان الغدة الدرقية النخاعي وسرطان الغدة الدرقية الحليمي.
المضاعفات
سرطان الغدة الدرقية الذي يتكرر
يمكن أن تتكرر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية رغم نجاح العلاج، بل وحتى بعد استئصال الغدة الدرقية، يمكن أن يظهر مرة أخرى. يمكن أن يحدث هذا في حالة انتشار الخلايا السرطانية خارج الغدة الدرقية قبل استئصالها.
من غير المحتمل أن تتكرر الإصابة بمعظم أنواع سرطانات الغدة الدرقية، بما في ذلك أكثر نوعيْ سرطان الغدة الدرقية شيوعًا، وهما سرطان الغدة الدرقية الحليمي وسرطان الغدة الدرقية الجريبي. ويمكن أن يخبرك الطبيب عما إذا كنت أكثر عرضة لمعاودة إصابتك بالسرطان أم لا بناءً على خصائص السرطان لديك.
وتزيد احتمالية تكرار الإصابة إذا كان السرطان من النوع العدواني أو في حالة انتشاره خارج الغدة الدرقية. في حالة تكرار الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، فإنه يُكتشف عادةً خلال السنوات الخمس الأولى من التشخيص الأولي.
ويمكن أن يؤول سرطان الغدة الدرقية المتكرر الحدوث إلى نتائج جيدة. فغالبًا ما يستجيب للعلاج، كما حقق العلاج نجاحًا على معظم المصابين به.
قد تتكرر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية في:
- تضخم وألم في العُقَد اللمفية الموجودة في الرقبة
- ترك قطع صغيرة من نسيج الغدة الدرقية خلال الاستئصال الجراحي
- أعضاء أخرى من الجسم مثل الرئتين والعظام
قد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات دم أو فحوصات دورية على الغدة الدرقية للتحقق من وجود مؤشرات على تكرار الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. في تلك المواعيد الطبية، قد يسألك الطبيب عما إذا كان لديك أي مؤشرات أو أعراض تدل على تكرار الإصابة بسرطان الغدة الدرقية أم لا، مثل:
- آلام الرقبة
- ظهور كتلة في عنقك
- مشكلات في البلع
- تغيرات في الصوت، مثل بحّة الصوت
انتشار (انتقال) سرطان الغدة الدرقية إلى أجزاء أخرى من الجسم
ينتشر سرطان الغدة الدرقية أحيانًا إلى العقد اللمفية القريبة أو إلى أجزاء الجسم الأخرى. ويمكن اكتشاف الخلايا السرطانية التي انتشرت عند تشخيصك لأول مرة أو ربما تُكتشف بعد العلاج. لا تنتشر الغالبية العظمي من أنواع سرطان الغدة الدرقية.
لكن عندما ينتشر سرطان الغدة الدرقية، فإنه في الأغلب يصل إلى المواضع التالية:
- العقد اللمفية في الرقبة
- الرئتان
- العظام
- الدماغ
- الكبد
- الجلد
قد يكتَشَف سرطان الغدة الدرقية الذي انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم في اختبارات تصويرية مثل التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي عند تشخيص الإصابة بسرطان الغدة الدرقية لأول مرة. وقد يوصي طبيبك بعد نجاح العلاج بعدة مواعيد طبية للمتابعة يفحص فيها وجود مؤشرات على انتشار سرطان الغدة الدرقية. وقد تنطوي هذه المواعيد على اختبارات تصوير نووي يُستخدم فيها أحد الأشكال المشعة من اليود وكاميرا خاصة لاكتشاف خلايا الغدة الدرقية السرطانية.
الوقاية
إن الأطباء ليسوا على يقين من أسباب حدوث التغيرات الجينية التي تؤدي إلى معظم سرطانات الغدة الدرقية، ولهذا فلا توجد أي طريقة للوقاية من سرطان الغدة الدرقية لدى من هم عرضة للمرض بمستوى خطورة متوسط.
الوقاية للأشخاص ذوي الخطر المرتفع
ربما يفكر البالغون والأطفال الذين لديهم جين موروث يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي في خيار إجراء جراحة الغدة الدرقية للوقاية من الإصابة بالسرطان (استئصال الغدة الدرقية الوقائي). ناقش الخيارات المتاحة لك مع استشاري وراثيات يمكنه أن يوضّح لك احتمال الإصابة بسرطان الغدة الدرقية وخيارات العلاج.
الوقاية للأشخاص بالقرب من محطات الطاقة النووية
يُعطى أحيانًا دواء يمنع تأثيرات الإشعاع على الغدة الدرقية للأشخاص الذين يعيشون بالقرب من محطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة الأمريكية. يمكن استخدام الدواء (أيوديد البوتاسيوم) في حال وقوع حادث مفاعل نووي مستبعَد. إذا كنت تعيش على بُعد 10 أميال من محطة للطاقة النووية، وكنت قلقًا بشأن احتياطات السلامة، فاتصل بقسم إدارة الطوارئ المحلية في ولايتك للمزيد من المعلومات.
التشخيص
تتضمن الاختبارات والإجراءات المُستخدمة لتشخيص سرطان الغدة الدرقية ما يأتي:
- الفحص البدني. سيفحص الطبيب الرقبة ليتحسس أي تغيرات في الغدة الدرقية، مثل وجود كتلة أو عقدة في الغدة الدرقية. وقد يسأل الطبيب أيضًا عن عوامل الخطر لديك، مثل التعرض السابق للإشعاع ووجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
- اختبارات الدم لفحص وظيفة الغدة الدرقية. حيث تقيس الاختبارات مستويات الهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH) والهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية في الدم، وتوفر دلائل لفريق الرعاية الصحية حول صحة الغدة الدرقية.
-
التصوير بالموجات فوق الصوتية. يستخدم الألتراساوند (محوِّل الطاقة فوق الصوتي) موجات صوتية عالية التردد لإنتاج صور لأعضاء الجسم. لتكوين صورة للغدة الدرقية، يوضع محول طاقة التصوير بالموجات فوق الصوتية أسفل العنق.
ويساعد مظهر عقدة الغدة الدرقية في صورة الموجات فوق الصوتية على تحديد ما إذا كانت سرطانية على الأرجح. حيث توجد مؤشرات تدل على احتمالية أن تكون عقدة الغدة الدرقية سرطانية، وتشمل ترسبات الكالسيوم الصغيرة داخل تلك العقدة، بالإضافة إلى وجود حدود غير منتظمة حول العقدة. وإذا كانت احتمالية الإصابة بعقدة سرطانية مرتفعة، فسيلزم إحراء اختبارات إضافية لتأكيد التشخيص وتحديد نوع سرطان الغدة الدرقية.
قد يستخدم الطبيب أيضًا التصوير بالموجات فوق الصوتية لتكوين صور للعقد اللمفية في الرقبة (تخطيط العقدة اللمفية) للبحث عن مؤشرات الإصابة بالسرطان.
-
أخذ عينة من نسيج الغدة الدرقية لاختبارها. أثناء خزعة الشفط بالإبرة الرفيعة، يُدخل الطبيب إبرة طويلة ورفيعة عبر الجلد وصولاً إلى عقدة الغدة الدرقية. ويُستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية عادةً لتوجيه الإبرة بدقة. حيث يستخدم الطبيب الإبرة لإزالة بعض الخلايا من الغدة الدرقية. ثم تُرسل العينة إلى المختبر لتحليلها.
وفي المختبر، يفحص طبيب متخصص في تحليل الدم وأنسجة الجسم (اختصاصي علم الأمراض) عينة الأنسجة تحت المجهر، ويحدد مدى وجود إصابة بالسرطان من عدمه. ولكن النتائج لا تكون واضحة دائمًا. فمن المرجح ألا تكون النتائج مؤكدة (عقد الغدة الدرقية غير محددة) لبعض أنواع سرطان الغدة الدرقية، وخاصة سرطان الغدة الدرقية الجريبي وسرطان خلايا هيرتل في الغدة الدرقية. وقد يوصي الطبيب بإجراء خزعة أخرى أو جراحة لإزالة عقدة الغدة الدرقية من أجل اختبارها. وتفيد أيضًا الاختبارات المتخصصة للخلايا في البحث عن التغيرات الجينية (اختبار العلامات الجزيئية).
-
اختبار تصوير باستخدام متتبع إشعاعي. يستخدم فحص اليود المشع نوعًا مشعًا من اليود وكاميرا خاصة لاكتشاف الخلايا السرطانية في الغدة الدرقية في الجسم. ويُستخدم هذا الفحص غالبًا بعد الجراحة للعثور على أي خلايا سرطانية ظلت موجودة. ويفيد هذا الفحص للغاية في سرطانَي الغدة الدرقية الحليمي والجريبي.
تمتص خلايا الغدة الدرقية السليمة اليود من الدم وتستخدمه. كما تفعل بعض أنواع خلايا الغدة الدرقية السرطانية ذلك أيضًا. عندما يُحقن اليود المشع في وريد أو يُبلع، تمتص أي خلايا سرطانية في الغدة الدرقية بالجسم هذا اليود. وتظهر أي خلايا امتصت اليود في صور الأشعة باليود المشع.
- اختبارات تصوير أخرى. يمكن أن يخضع المريض لاختبار تصويري واحد أو أكثر، لمساعدة الطبيب على تحديد مدى انتشار السرطان خارج الغدة الدرقية. وقد تشمل اختبارات التصوير الأخرى التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي.
- اختبار الجينات. تنتج بعض أنواع سرطان الغدة الدرقية النخاعية عن جينات موروثة تنتقل من الآباء إلى الأبناء. فإذا شُخّصت إصابتك بسرطان الغدة الدرقية النخاعي، فقد يوصي الطبيب بزيارة استشاري أمراض وراثية للنظر في اختبارات الجينات. وستساعدك معرفة إصابتك بجين وراثي على فهم مخاطر إصابتك بأنواع أخرى من السرطان ومدى تأثير هذا الجين الموروث في أبنائك.
تصنيف مراحل سرطان الغدة الدرقية
يستعين فريق الرعاية الصحية بمعلومات من فحوصات الحالة وإجراءاتها لتحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره. وتساعد معرفة مرحلة السرطان فريق الرعاية في التعرف على التنبؤات بخصوص سير المرض وتحديد العلاج الأرجح أن يفيد في علاج الحالة.
يُشار إلى مرحلة السرطان برقم من 1 إلى 4. ويُشير الرقم الأصغر عادةً إلى أن السرطان من المرجح أن يستجيب للعلاج، ويعني هذا غالبًا أنه لم يصل إلى خارج الغدة الدرقية. بينما يُشير الرقم الأكبر إلى أن التشخيص أشد خطورة، وأن السرطان قد انتشر خارج الغدة الدرقية إلى أجزاء أخرى من الجسم.
تختلف مجموعات مراحل السرطان باختلاف أنواعه. فعلى سبيل المثال هناك مجموعة من المراحل المختلفة لكل من سرطان الغدة الدرقية النخاعي وسرطان الغدة الدرقية الكشمي. تتشارك أنواع سرطان الغدة الدرقية المتمايزة، بما في ذلك السرطان الحليمي والجريبي وخلايا هورتله والأنواع ضعيفة التمايز في مجموعة من المراحل. وتختلف المرحلة باختلاف العمر في حالة سرطانات الغدة الدرقية المتمايزة.
المعالجة
تعتمد خيارات علاج سرطان الغدة الدرقية على نوع سرطان الغدة الدرقية والمرحلة التي وصل إليها، وصحتك العامة، وتفضيلاتك الخاصة.
يكون مآل المرض ممتازًا بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين شُخصوا بسرطان الغدة الدرقية، ويمكن التعافي من معظم سرطانات الغدة الدرقية بالعلاج.
قد لا يستلزم علاجًا فورًا
قد لا تتطلب سرطانات الغدة الدرقية الحليمية الصغيرة جدًا (السرطانات الحليمية الدقيقة) علاجًا فوريًا نظرًا إلى انخفاض احتمال نموها أو انتشارها. ومن ثمّ يمكنك التفكير في اللجوء إلى المراقبة الفعّالة للسرطان مع المتابعة المستمرة له كخيار بديل للجراحة أو العلاجات الأخرى. وقد يوصي الطبيب بإجراء تحاليل للدم وفحص الرقبة بالتصوير بالموجات فوق الصوتية مرة أو مرتين في العام.
في بعض الحالات لا ينمو السرطان ولا يحتاج إلى أي علاج على الإطلاق. بينما قد يُكتشف نمو الورم في نهاية المطاف، ومن ثم يمكن بدء العلاج.
الجراحة
يخضع معظم المصابين بسرطان الغدة الدرقية الذي يتطلب علاجًا لعملية جراحية لاستئصال الغدة الدرقية بالكامل أو جزء منها. وتعتمد العملية التي قد يوصي بها فريق الرعاية الصحية على نوع سرطان الغدة الدرقية وحجمه، وإذا ما كان قد انتشر خارج الغدة الدرقية ليصل إلى العقد اللمفية. كما يراعي فريق رعايتك أيضًا تفضيلاتك الشخصية عند وضع خطة للعلاج.
تشمل العمليات المستخدَمة لعلاج سرطان الغدة الدرقية ما يأتي:
- استئصال معظم الغدة الدرقية أو كلها (استئصال الغدة الدرقية). قد تتضمن عملية إزالة الغدة الدرقية إزالة جميع أنسجة الغدة الدرقية (استئصال الغدة الدرقية الكلي)، أو معظمها (استئصال الغدة الدرقية شبه الكلي). يترك الجراح في أغلب الأحيان هامشًا رقيقًا من أنسجة الغدة الدرقية حول الغدد الجار درقية لتلافي خطورة الإضرار بالغدد الجار درقية، التي تساعد على تنظيم مستويات الكالسيوم في الدم.
- استئصال جزء من الغدة الدرقية (استئصال الفص الدرقي). أثناء جراحة استئصال الفص الدرقي، يستأصل الجرَّاح نصف الغدة الدرقية. وقد يُوصى باستئصال الفصّ إذا كنت مصابًا بسرطان الغدة الدرقية بطيء النمو في جزء واحد من الغدة الدرقية، دون وجود عقيدات مشتبَه في إصابتها بأجزاء أخرى من الغدة الدرقية، ومع عدم ظهور مؤشرات لوجود سرطان في العُقد اللمفية.
- إزالة العُقَد اللمفية في الرقبة (استئصال العُقد اللمفية). لا تنتشر غالبًا خلايا سرطان الغدة الدرقية الجريبي إلى العقد اللمفية في الرقبة. وقد يكشف فحص الرقبة بالموجات فوق الصوتية قبل الجراحة عن وجود مؤشرات بأن الخلايا السرطانية قد انتشرت وامتدت إلى العُقد اللمفية. فإذا كان الأمر كذلك، فقد يزيل الجرّاح بعض العقد اللمفية في الرقبة للاختبار.
لكي يصل الجراحون إلى العقد اللمفية، ففي العادة يفتحون قطعًا (شقًا) في الجزء السفلي من الرقبة. ويتوقف حجم الشق على حالتك، كنوع العملية وحجم الغدة الدرقية. كما يحاول الجراحون عمل الشق غالبًا في إحدى ثنايا الجلد حتى يصعب ملاحظته عند التئامه ولا يترك ندبة.
تنطوي جراحة الغدة الدرقية على خطورة حدوث النزيف والعدوى. قد تتضرر أيضًا الغدد الجار درقية أثناء الجراحة، مما قد يؤدي إلى انخفاض مستويات الكالسيوم في جسمك.
هناك أيضًا خطورة بألا تعمل الأعصاب المتصلة بالحبال الصوتية كما هو متوقع بعد الجراحة، مما قد يؤدي إلى بحة الصوت أو تغيرات في الصوت. ويمكن للعلاج أن يساعد على تحسين مشكلات الأعصاب أو علاج الضرر الناتج عنها.
يمكنك أن تتوقع الإحساس ببعض الألم مع تعافي جسدك بعد الجراحة. ويعتمد طول المدة اللازمة لشفائك على حالتك ونوع الجراحة التي خضعت لها. ويبدأ معظم الأشخاص في الشعور بالتعافي خلال 10 أيام إلى 14 يومًا. وقد تستمر بعض القيود على نشاطك البدني. على سبيل المثال، قد يوصي الجرَّاح بالبقاء بعيدًا عن الأنشطة البدنية الشاقة لعدة أسابيع بعدها.
قد تجري بعض اختبارات الدم بعد جراحة استئصال معظم الغدة الدرقية أو كلها للتحقق من إزالة كل الخلايا السرطانية في الغدة. وتقيس هذه الاختبارات ما يلي:
- الغلوبولين الدرقي — بروتين تصنعه خلايا الغدة الدرقية السليمة والخلايا السرطانية المتمايزة في الغدة الدرقية
- الكالسيتونين — هرمون تصنعه خلايا سرطان الغدة الدرقية النخاعي
- المستضد السرطاني المضغي — مادة كيميائية تصنعها خلايا سرطان الغدة الدرقية النخاعي
يمكن إجراء اختبارات الدم هذه أيضًا للتحقق من وجود مؤشرات تكرار الإصابة بالسرطان.
العلاج بهرمونات الغدة الدرقية
العلاج بالهرمون الدرقي هو طريقة علاجية لتعويض الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية أو استكمال وظائفها. وعادةً ما يُؤخذ العلاج بالهرمون الدرقي في شكل أقراص. ويمكن استخدامه في الأغراض التالية:
-
تعويض هرمونات الغدة الدرقية بعد الجراحة. ففي حالة استئصال الغدة الدرقية بالكامل، ستحتاج إلى المواظبة على الهرمونات الدرقية بقية حياتك لتعويض الهرمونات التي كانت تفرزها الغدة الدرقية قبل العملية. ويحل هذا العلاج محل الهرمونات الطبيعية، لذا من المفترض ألا تحدث آثار جانبية متى حدد فريق الرعاية الصحية الجرعة المناسبة لك.
قد تحتاج أيضًا تعويض الهرمونات الدرقية بعد إجراء جراحة لاستئصال جزء من الغدة الدرقية، ولكن لا ينطبق ذلك على جميع المصابين. فإذا كانت الهرمونات الدرقية منخفضة للغاية بعد إجراء الجراحة (قصور الدرقية)، فقد يوصي فريق الرعاية الصحية بالهرمونات الدرقية.
- منع نمو الخلايا السرطانية بالغدة الدرقية. يمكن أن تساعد الجرعات الكبيرة من العلاج الهرموني الدرقي في منع إفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية من الغدة النخامية بالدماغ. فقد يؤدي الهرمون المنشط للغدة الدرقية إلى نمو الخلايا السرطانية بها. وقد يُوصى بأخذ جرعات كبيرة من العلاج الهرموني الدرقي في حالات سرطان الغدة الدرقية بالغة الخطورة.
اليود المشع
يستخدم العلاج باليود المشع نوعًا من اليود المشع لقتل خلايا الغدة الدرقية وخلايا سرطان الغدة الدرقية التي قد تظل موجودة بعد الجراحة. ويُستخدم غالبًا لعلاج سرطانات الغدة الدرقية المتباينة التي يحتمل أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
قد تخضع لاختبار لمعرفة ما إذا كان من المحتمل أن يساعد اليود المشع في علاج السرطان أم لا، فبعض أنواع سرطان الغدة الدرقية لا تستجيب لهذا العلاج. وعلى الأرجح ستستجيب أنواع سرطان الغدة الدرقية المتباينة، مثل سرطانات الخلايا الحليمية والجريبية وخلايا هورتله. أما سرطان الغدة الدرقية الكشمي وسرطان الغدة الدرقية النخاعي، فلا يُعالجان باليود المشع.
يتوفر العلاج باليود المشع في شكل كبسولة أو سائل مناسب للابتلاع. وخلايا الغدة الدرقية وخلايا سرطان الغدة الدرقية هما من يمتصان اليود المشع بشكل رئيسي، لذلك فاحتمال تعرض خلايا الجسم الأخرى للضرر بسيطة.
وتتوقف الآثار الجانبية التي تتعرض لها على جرعة اليود المشع التي تتلقاها. قد تسبب الجرعات العالية الآثار التالية:
- جفاف الفم
- ألم في الفم
- التهاب العين
- تغير في حاسة التذوق أو الشم
يخرج معظم اليود المشع من جسمك في البول خلال الأيام القليلة التالية لتلقي العلاج. سيتم تزويدك بتعليمات بشأن الاحتياطات التي يجب عليك اتخاذها خلال تلك الفترة لحماية الآخرين من الإشعاع. فعلى سبيل المثال، قد يُطلب منك تجنب مخالطة الآخرين مخالطة لصيقة بصورة مؤقتة، خاصة الأطفال والنساء الحوامل.
حقن الكحول في السرطان
في عملية الاستئصال بالكحول، ويُطلق عليه أيضًا الاستئصال بالإيثانول، تُستخدم إبرة لحقن الكحول في مناطق صغيرة من سرطان الغدة الدرقية. ويُستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية لتوجيه الإبرة بدقة. حيث يعمل الكحول على تقليص خلايا سرطان الغدة الدرقية.
ويمكن اللجوء إلى الاستئصال بالكحول كخيار لعلاج مناطق صغيرة من سرطان الغدة الدرقية، مثل السرطان الذي يوجد في إحدى العقد اللمفية بعد الجراحة. كما قد يكون خيارًا عمليًا إذا لم تكن حالتك الصحية تسمح بإجراء الجراحة.
علاجات لحالات سرطان الغدة الدرقية المتأخرة
قد تتطلب حالات سرطان الغدة الدرقية الشديدة التي تنمو بسرعة كبيرة خيارات علاج إضافية للتحكم في المرض. قد تتضمن الخيارات ما يلي:
-
العلاج الدوائي الموجّه. تركز العلاجات الدوائية الموجّهة على مواد كيميائية محددة توجد في الخلايا السرطانية. ومن خلال منع هذه المواد الكيميائية، من الممكن أن تؤدي العلاجات الدوائية الموجّهة إلى القضاء على الخلايا السرطانية. تأتي بعض هذه العلاجات في شكل أقراص ويُعطى بعضها عبر الوريد.
ويتوفر العديد من الأدوية العلاجية الموجّهة المختلفة لسرطان الغدة الدرقية. ويستهدف بعضها الأوعية الدموية التي تكوّنها الخلايا السرطانية للحصول على العناصر المغذية التي تساعد الخلايا على النمو. بينما تستهدف الأدوية الأخرى تغيرات جينية معينة. وقد يقترح الطبيب إجراء اختبارات خاصة للخلايا السرطانية لمعرفة العلاجات التي يمكن أن تكون فعالة. وستعتمد الآثار الجانبية على الدواء المحدد الذي تأخذه.
- العلاج الإشعاعي. تستخدم الحزم الإشعاعية الخارجية جهازًا يُوجِّه حزمًا عالية الطاقة، مثل الأشعة السينية والبروتونات، نحو نقاط محددة في الجسم للقضاء على الخلايا السرطانية. وقد يُنصح بالعلاج الإشعاعي إذا لم يستجب السرطان للعلاجات الأخرى أو إذا تكررت الإصابة به. ويمكن أن يساعد العلاج الإشعاعي في السيطرة على الألم الناجم عن السرطان المنتشر إلى العظام. وتتوقف الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي على الموضع المستهدَف بالإشعاع. إذا كانت الرقبة هي الموضع المستهدَف بالإشعاع، فقد تتضمن الآثار الجانبية رد فعل يشبه حروق الشمس على الجلد وسعالاً وشعورًا بالألم عند البلع.
- العلاج الكيميائي. العلاج الكيميائي هو علاج دوائي يستخدم مواد كيميائية لقتل الخلايا السرطانية. وتتوفر العديد من الأدوية المختلفة للعلاج الكيميائي التي يمكن استخدامها بمفردها أو مع علاجات أخرى. وتأتي بعضها في شكل أقراص، لكن يُعطى معظمها عبر الوريد. يمكن أن يساعد العلاج الكيميائي على التحكم في سرطانات الغدة الدرقية سريعة النمو، مثل سرطان الغدة الدرقية الكشمي. في بعض الحالات، يمكن استخدام العلاج الكيميائي مع أنواع أخرى من سرطان الغدة الدرقية. ويُدمج العلاج الكيميائي مع العلاج الإشعاعي أحيانًا. وتعتمد الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي على الأدوية المحددة التي تتلقاها.
- تدمير الخلايا السرطانية بالحرارة والبرودة. يمكن علاج خلايا سرطان الغدة الدرقية الممتدة إلى الرئتين والكبد والعظام بالحرارة والبرودة لقتل الخلايا السرطانية. يستخدم الاستئصال بالترددات الراديوية الطاقة الكهربائية لرفع درجة حرارة الخلايا السرطانية، وهذا يؤدي إلى موتها. يستخدم الاستئصال بالتبريد غازًا لتجميد الخلايا السرطانية وقتلها. ويمكن أن تساعد هذه العلاجات على التحكم في مناطق صغيرة من الخلايا السرطانية.
الرعاية الداعمة (التلطيفية)
الرعاية المخففة هي رعاية طبية متخصصة تركز على تخفيف الألم وتقليل حدة الأعراض الأخرى المصاحبة لمرض خطير. يتعاون اختصاصيو الرعاية المخففة معك ومع أفراد أسرتك ومع فريق الرعاية الصحية لتقديم مستوى إضافي من الدعم يتكامل مع الرعاية المستمرة المقدمة إليك.
ويمكن اللجوء إلى الرعاية المخففة أثناء الخضوع لعلاجات قوية أخرى مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي. ويزداد تقديم الرعاية المخففة في مراحل مبكرة من مسار علاج السرطان.
عند استخدام الرعاية المخففة إلى جانب جميع العلاجات الأخرى المناسبة، قد يشعر المصابون بالسرطان بتحسن وتزيد جودة حياتهم ويعيشون مدة أطول.
يقدم الرعاية المخففة فريق من الأطباء والممرضات وغيرهم من الاختصاصيين المدربين تدريبًا خاصًا. وتهدف فرق الرعاية المخففة إلى تحسين جودة حياة المصابين بالسرطان وعائلاتهم.
اختبارات المتابعة للمتعافين من سرطان الغدة الدرقية
بعد انتهاء علاج سرطان الغدة الدرقية، قد يوصي مزود الرعاية الصحية باختبارات وإجراءات للمتابعة من أجل الكشف عن مؤشرات عودة الإصابة بالسرطان. قد يكون لديك مواعيد طبية للمتابعة مرة أو مرتين في العام لعدة سنوات بعد انتهاء العلاج.
ستعتمد الاختبارات التي تحتاج إلى إجرائها على حالتك. قد تشمل اختبارات المتابعة ما يأتي:
- الفحص البدني للرقبة
- اختبارات الدم
- فحص الرقبة بالألتراساوند (التصوير فوق الصوتي)
- الاختبارات التصويرية الأخرى، مثل: التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي
التأقلم والدعم
قد يستغرق تقبل تشخيص الإصابة بسرطان الغدة الدرقية وتعلم كيفية التعايش معه بعض الوقت. وفي النهاية، يجد كل شخص الطريقة الأنسب للتعايش معه. وحتى تجد أنسب طريقة لك، يمكنك تجربة ما يلي:
- تعرف على معلومات كافية حول سرطان الغدة الدرقية لاتخاذ القرارات المتعلقة برعايتك. دوِّن تفاصيل سرطان الغدة الدرقية، مثل نوعه ومرحلته وخيارات علاجه. اسأل الطبيب المتابع لحالتك عن الأماكن التي يمكنك الحصول على مزيد من المعلومات منها. ومن بين مصادر المعلومات المفيدة التي يمكنك البدء بها: المعهد الوطني للسرطان وجمعية السرطان الأمريكية والرابطة الأمريكية للغدة الدرقية.
- تواصل مع متعافين آخرين من سرطان الغدة الدرقية. فقد تجد الطمأنينة في التحدث مع من مروا بحالتك نفسها. اسأل الطبيب عن مجموعات الدعم في منطقتك. أو تواصل مع متعافين من سرطان الغدة الدرقية على الإنترنت عبر شبكة المتعافين من السرطان التابعة لجمعية السرطان الأمريكية أو رابطة المتعافين من سرطان الغدة الدرقية.
- تحكَّم فيما تملك بشأن صحتك. ليست لك يدٌ في إصابتك بسرطان الغدة الدرقية، لكنك تستطيع اتخاذ خطوات للحفاظ على صحة جسمك أثناء العلاج وبعده. فعلى سبيل المثال، احرص على اتباع نظام غذائي صحي غني بمجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات. احصل على قسط كافٍ من النوم كل ليلة حتى تستيقظ وأنت تشعر بالراحة. اجعل الأنشطة البدنية جزءًا من روتينك في معظم أيام الأسبوع. وتعرَّف على طرق تفيد في التكيف مع الإجهاد.
التحضير للموعد
ابدأ بزيارة طبيب العائلة إذا لاحظت أي مؤشرات أو أعراض غير معتادة تثير قلقك. وفي حال شك الطبيب في احتمال إصابتك بمشكلة في الغدة الدرقية، فقد يحيلك إلى طبيب متخصص في أمراض الغدد الصماء.
ونظرًا إلى أن المواعيد الطبية قد تكون قصيرة المدة، ولأن هناك في الغالب الكثير من المعلومات التي تحتاج إلى مناقشة، فمن المستحسن أن تكون مستعدًا لموعدك. وإليك بعض المعلومات التي تساعدك على الاستعداد للموعد وما يمكنك توقعه فيه.
ما يمكنك فعله
- التزم بأي تعليمات سابقة للموعد الطبي. عند تحديد الموعد الطبي، تأكَّد من السؤال عما إذا كان هناك ما تحتاج لفعله مقدَّمًا، مثل تقييد نظامك الغذائي.
- دوِّن أي أعراض تشعر بها، بمافي ذلك الأعراض التي قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي تحجز الموعد الطبي لأجله.
- دوِّن معلوماتك الشخصية الأساسية، ويشمل ذلك الإجهادات الكبرى أو تغييرات الحياة المُستجدة.
- أعدَّ قائمة بجميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تأخذها. وتذكر تدوين أي أدوية تأخذها دون وصفة طبية.
- اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء. في بعض الأحيان، قد يَصعُب تذكُّر جميع المعلومات المقدَّمة خلال الموعد الطبي. فقد يتذكَّر من يرافقك شيئًا قد فاتك أو نسيته.
- دوِّن الأسئلة التي تريد طرحها على الطبيب. اكتب أهم ثلاث مخاوف صحية لديك حتى تتمكن من مناقشتها قبل الانتقال إلى مخاوف أخرى.
قد يكون الوقت الذي تقضيه مع الطبيب محدودًا؛ لذا سيساعدك إعداد قائمة بالأسئلة على تحقيق أقصى استفادة من وقتكما معًا. رتّب أسئلتك من الأكثر إلى الأقل أهمية تحسبًا لنفاد الوقت. ومن الأسئلة الأساسية التي يمكنك طرحها على الطبيب فيما يتعلق بسرطان الغدة الدرقية:
- ما نوع سرطان الغدة الدرقية لدي؟
- ما مرحلة إصابتي بسرطان الغدة الدرقية؟
- ما العلاجات التي تنصح بها؟
- ما مزايا كل خيار من الخيارات العلاجية ومَخاطِره؟
- لدي مشكلات صحية أخرى. فكيف يمكنني التعامل مع هذه المشكلات معًا على النحو الأمثل؟
- هل سيُمكنني العمل والقيام بأنشطتي المعتادة في أثناء علاج سرطان الغدة الدرقية؟
- هل ينبغي أن أحصل على رأي ثانٍ؟
- هل ينبغي زيارة طبيب مختص في أمراض الغدة الدرقية؟
- ما مدى السرعة المطلوبة لاتخاذ قرار علاج سرطان الغدة الدرقية؟ هل لديّ فسحة في الوقت للتفكير في الخيارات المتاحة؟
- ماذا قد يحدث إذا قررتُ إجراء فحوصات منتظمة دون تلقي علاج للسرطان؟
- هل هناك أي منشورات أو مطبوعات أخرى يمكنني أخذها معي؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟
- هل يمكنني الاطِّلاع على سجلاتي الطبية من خلال بوابة المرضى عبر الإنترنت؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى تطرأ على ذهنك أثناء الزيارة.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح مزود الرعاية الصحية عليك عددًا من الأسئلة. كن مستعدًا للإجابة عنها بحيث يكون لديك متسع من الوقت لتناول النقاط التي تريد التركيز عليها. قد يطرح عليك مزود الرعاية الصحية الأسئلة الآتية:
- متى بدأت تشعر بالأعراض لأول مرة؟
- هل الأعراض عرضية أم مستمرة؟
- ما مدى شدة الأعراض التي تشعر بها؟
- هل هناك أي شيء يبدو أنه يُحسِّن من الأعراض التي تشعر بها؟
- هل يوجد أي شيء يبدو أنه يؤدي إلى تفاقم الأعراض؟
- هل خضعتَ للعلاج الإشعاعي من قبل؟
- هل تعرضت للمخلفات لناتجة عن حادثة نووية من قبل؟
- هل لدى أحد أفراد عائلتك تاريخ مرضي من الإصابة بتضخم في الغدة الدرقية (دُرَاق) أو سرطان الغدة الدرقية أو غيره من سرطانات الغدد الصماء؟
- هل سبق أن شُخِّصت إصابتك بأي حالة طبية أخرى؟
- ما الأدوية التي تتناولها حاليًا، بما فيها الفيتامينات والمكمّلات الغذائية؟
- ما الذي شاركه مزودو الرعاية الصحية الآخرون معك بشأن حالتك؟
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use