خزعة الثدي
تعرَّفي على المزيد حول هذا الفحص المستخدم لتشخيص سرطان الثدي، بما في ذلك سبب إجرائه والمخاطر وما يمكن توقعه.
نظرة عامة
خزعة الثدي هي عملية الهدف منها أخذ عينة من نسيج الثدي بغرض فحصها. وتُرسل عينة الأنسجة إلى المختبر حيث يفحص الأطباء المتخصصون في تحليل الدم وأنسجة الجسم (خبراء الأمراض) عينة الأنسجة ويقدمون التشخيص.
قد يُوصى بأخذ خزعة من الثدي إذا كانت لديك منطقة مشتبه فيها في ثديك، مثل كتلة بالثدي أو علامات وأعراض أخرى لسرطان الثدي. كما يمكن استخدامها للتحقق من النتائج غير التقليدية في صورة الثدي الشعاعية (الماموغرام) أو صورة الموجات فوق الصوتية أو أي فحص آخر للثدي.
يمكن أن تُظهر نتائج خزعة الثدي ما إذا كانت المنطقة محل الشك هي سرطان ثدي أم أنها ليست سرطانية. ويمكن أن يساعد تقرير علم الأمراض المُستخلص من خزعة الثدي الطبيب على تحديد ما إذا كنتِ بحاجة إلى جراحة إضافية أو علاج آخر.
لماذا يتم ذلك؟
قد يوصي الطبيب بإجراء خزعة الثدي في حال:
- شعرتِ أنتِ أو الطبيب بوجود كتلة أو زيادة سُمك الثدي، واشتبه الطبيب في الإصابة بسرطان الثدي
- أظهرت صورة الثدي الشعاعية منطقة مشتبهًا فيها في الثدي
- كشف الفحص بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي نتيجة مشتبهًا فيها
- كنتِ مصابة بتغيرات غير طبيعية في الحلمة أو الهالة، بما في ذلك تقرح الجلد أو تقشره أو نزول إفرازات دموية.
عوامل الخطورة
تتضمن المخاطر التي تتعلق بخزعة الثدي ما يلي:
- كدمات الثدي وتورمه
- عَدوى أو نزيف في مكان الخزعة
- تغير شكل الثدي، بناءً على حجم النسيج الذي أُزيل ومدى تعافي الثدي
- جراحة إضافية أو علاج آخر، بناءً على نتائج الخزعة
اتصلي بفريق الرعاية الصحية إذا أصبتِ بحمى، أو إذا ظهر احمرار في مكان الخزعة أو أصبح دافئًا، أو إذا كنتِ مصابة بتسريب غير اعتيادي من مكان الخزعة. فقد تكون هذه مؤشرات لعدوى قد تتطلب علاجًا عاجلاً.
كيف تستعد؟
قبل إجراء خزعة الثدي، أخبري طبيبكِ إذا:
- كان لديكِ أي حساسية
- تناولتِ الأسبرين خلال السبعة أيام الماضية
- كنتِ تتناولين أدوية مضادة لتخثر الدم
- غير قادرة على الاستلقاء على معدتكِ لفترة طويلة
إذا كنتِ ستخضعين لخزعة الثدي باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، فأخبري طبيبكِ إذا كانت هناك ناظمة قلبية، أو أي جهاز إلكتروني آخر، مزروعة في جسمكِ. وأخبري طبيبكِ أيضًا إذا كنتِ حاملًا أو تعتقدين أنك قد تكونين حاملًا. فبوجه عام، لا يُنصح بإجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي في هذه الحالات.
ما يمكن أن تتوقعه
يمكن استخدام العديد من عمليات خزعة الثدي للحصول على عينة من نسيج الثدي. قد يوصي الطبيب بعملية معينة بناءً على حجم المنطقة المشتبه بها في ثديك وموقعها وخصائصها الأخرى. إذا لم يكن من الواضح سبب خضوعك لنوع معين من الخزعات دون غيره، فاطلبي من الطبيب توضيح ذلك.
في العديد من الخزعات، ستُحقنين بمخدر لتخدير موضع إجراء الخزعة في الثدي.
تتضمن أنواع إجراءات خزعة الثدي ما يلي:
-
خزعة الشفط بالإبر الرفيعة. يُعد هذا النوع أبسط أنواع خزعة الثدي ويجوز استخدامه لتقييم الكتلة التي يمكن الإحساس بها أثناء فحص الثدي السريري. في هذه العملية، ستستلقين على ظهرك على طاولة. وبينما يثبِّت الطبيب الكتلة بيد واحدة، يستخدم الأخرى لإدخال إبرة رفيعة جدًا داخل الكتلة.
توصل الإبرة بمحقنة يمكنها جمع عينة من الخلايا أو السوائل من الكتلة. ويُعد الشفط بالإبرة الدقيقة طريقة سريعة للتمييز بين الكيس المملوء بالسائل والكتلة الصلبة. كما يمكن أن يساعد أيضًا على تجنب عملية اختزاع أكثر توغلاً. ولكن، إذا كانت الكتلة صلبة، فقد تحتاجين إلى عملية لجمع عينة من الأنسجة.
-
الخزعة بالإبرة وسط الجسم. يمكن استخدام هذا النوع من خزعة الثدي لتقييم كتلة الثدي التي يمكن رؤيتها في صورة الثدي الشعاعية أو صورة الموجات فوق الصوتية أو التي يحس بها الطبيب أثناء فحص الثدي السريري. يستخدم اختصاصي الأشعة أو الجرّاح إبرة رفيعة وجوفاء لأخذ عينات من أنسجة كتلة الثدي، ويستخدم غالبًا الموجات فوق الصوتية على سبيل الاسترشاد.
تُجمع العديد من العينات، كل واحدة منها بحجم حبة الأرز، وتُحلل. وبناءً على مكان الكتلة، قد تُستخدم وسائل تصوير أخرى، مثل صورة الثدي الشعاعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، لتوجيه موضع الإبرة للحصول على عينة من الأنسجة.
-
الخزعة باستخدام التوجيه التجسيمي. يَستخدم هذا النوع من الخزعة صور الثدي الشعاعية لتحديد موقع المناطق المشتبه فيها داخل الثدي. ولتنفيذ هذه العملية، ستستلقين عمومًا على وجهك على طاولة الخزعة المبطنة مع وضع أحد الثديين في فتحة في الطاولة. أو يمكنكِ الخضوع لهذه العملية في وضعية الجلوس. قد تحتاجين إلى البقاء في هذه الوضعية لمدة تتراوح بين 30 دقيقة وساعة واحدة.
إذا كنتِ مستلقية على وجهك لإجراء العملية، فستُرفع الطاولة بمجرد أن تكوني في وضعية مريحة. ويُضغط ثديك بقوة بين لوحين بينما تؤخذ صور الثدي الشعاعية ليظهر موقع منطقة الخزعة الدقيق لاختصاصي الأشعة.
يصنع اختصاصي الأشعة شقًا صغيرًا، طوله حوالي ربع بوصة (حوالي 6 ملليمترات)، في الثدي. ثم يُدخل إبرة أو مسبارًا يعمل بالشفط ويأخذ عدة عينات من الأنسجة.
-
خزعة لبية بالإبرة موجّهة بالموجات فوق الصوتية. يتضمن هذا النوع من الخزعة اللبية بالإبرة التصوير بالموجات فوق الصوتية، وهي طريقة تصوير تستخدم موجات صوتية عالية التردد لإنتاج صور دقيقة للبنى داخل الجسم. أثناء هذه العملية، ستستلقين على ظهرك على طاولة الموجات فوق الصوتية.
عندما يثبّت اختصاصي الأشعة جهاز الموجات فوق الصوتية أمام الثدي، ويحدد الكتلة، يصنع شقًا صغيرًا لإدخال الإبرة، ويأخذ عدة عينات لبية من الأنسجة.
-
خزعة لبية بالإبرة موجّهة بالتصوير بالرنين المغناطيسي. يُجرى هذا النوع من الخزعة اللبية بالإبرة بالتوجيه بالتصوير بالرنين المغناطيسي، وهي تقنية تصوير تلتقط صورًا مقطعية متعددة للثدي وتمزج بينها باستخدام جهاز كمبيوتر لإنشاء صور مفصلة ثلاثية الأبعاد. أثناء هذه العملية، ستستلقين ووجهكِ لأسفل على طاولة المسح المبطنة. يوجد تجويف مفرّغ في الطاولة يسع الثديين.
يوفر جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي صورًا تساعد على تحديد موقع الخزعة بدقة. يُصنع شق صغير طوله حوالي ربع بوصة (حوالي 6 ملليمترات) ليسمح بإدخال إبرة الخزعة اللبية. وتؤخذ العديد من عينات الأنسجة.
أثناء إجراءات خزعة الثدي المذكورة أعلاه، يمكن وضع مشبك أو أداة تحديد صغيرة جدًا من الصلب المقاوم للصدأ أو التيتانيوم في الثدي في موقع الخزعة. ويتم ذلك بحيث إذا أظهرت الخزعة وجود خلايا سرطانية أو خلايا محتملة التسرطن، فيمكن أن يحدد الطبيب أو الجرّاح منطقة الخزعة لإزالة مزيد من أنسجة الثدي أثناء العملية (الخزعة الجراحية). ولا تسبب هذه المشابك أي ألم أو تشويه ولا تتداخل مع المجال الكهرومغناطيسي عند المرور عبر أجهزة الكشف عن المعادن، كما هو الحال في المطارات.
-
الخزعة الجراحية. أثناء الخزعة الجراحية، يؤخذ بعض كتلة الثدي أو كلها للفحص. تُجرى الخزعة الجراحية عادةً في غرفة العمليات باستخدام المسكن الذي يُعطى عبر وريد في اليد أو الذراع ومخدر موضعي لتخدير الثدي.
إذا لم تكن كتلة الثدي واضحة، فقد يستخدم اختصاصي الأشعة تقنية تسمى تحديد الموضع باستخدام سلك أو بذرة لتحديد المسار إلى الكتلة للجرّاح. ويتم ذلك قبل الجراحة.
أثناء تحديد الموضع باستخدام السلك، يُوضع طرف سلك رفيع داخل كتلة الثدي أو يُمرر عبرها فقط.
في حال تحديد الموضع باستخدام البذرة، فستوضع بذرة صغيرة مشعة باستخدام إبرة رفيعة. وستوجِّه هذه البذرة الجرّاح إلى المنطقة التي يوجد بها السرطان. وهذه البذرة آمنة ولا ينبعث منها سوى كمية قليلة جدًا من الإشعاع.
أثناء الجراحة، سيحاول الجرّاح استئصال كتلة الثدي بالكامل مع السلك أو البذرة. للمساعدة على التأكد من إزالة الكتلة بالكامل، تُرسل الأنسجة إلى مختبر المستشفى لتقييمها. وسيتأكد خبراء الأمراض الذين يعملون في المختبر مما إذا كانت الكتلة تحتوي على سرطان الثدي. كما يقيّمون حواف الكتلة لتحديد ما إذا كانت الخلايا السرطانية موجودة في الحواف (حواف إيجابية).
إذا كانت الخلايا السرطانية موجودة في الحواف، فقد تحتاجين إلى جراحة أخرى لإزالة المزيد من الأنسجة. أما إذا كانت الحواف خالية (حواف سلبية)، فهذا يعني استئصال السرطان بما يكفي.
بعد خزعة الثدي
مع كل أنواع خزعة الثدي عدا الخزعة الجراحية، ستعودين إلى المنزل بضمادات وكمادات باردة فقط فوق موضع الخزعة. على الرغم من أنه يجب عليكِ الاسترخاء لبقية اليوم، ستتمكنين من استئناف أنشطتك المعتادة في غضون يوم واحد.
من الشائع وجود كدمات بعد إجراءات خزعة الإبرة الداخلية. لتخفيف الألم والانزعاج بعد خزعة الثدي، يمكنك تناول مسكن للألم لا يحتوي على الأسبرين ويحتوي على الأسِيتامينُوفين (Tylenol، وغيره) ووضع كمادة باردة حسب الحاجة لتقليل التورم.
إذا كنتِ قد خضعتِ لخزعة جراحية، فمن المحتمل وجود خيوط جراحية في جسمك. من المحتمل أن تعودي إلى المنزل في اليوم نفسه، كما يمكنك عادةً استئناف أنشطتك المعتادة في اليوم التالي. وسيخبرك فريق الرعاية الصحية بكيفية حماية الخيوط الجراحية.
النتائج
قد يستغرق الأمر عدة أيام قبل أن تتوفر نتائج خزعة الثدي. بعد عملية الخزعة، تُرسل أنسجة الثدي إلى المختبر حيث يفحص الطبيب المتخصص في تحليل الدم وأنسجة الجسم (اختصاصي علم الأمراض) العينة باستخدام المجهر وإجراءات خاصة.
وبعد ذلك سيُعِد اختصاصي علم الأمراض التقرير المرضي الذي يُرسل إلى الطبيب الذي سيخبرك بالنتائج. يتضمن تقرير علم الأمراض تفاصيل حول حجم عينات الأنسجة وانتظامها وموقع الخزعة. ويصف التقرير ما إذا كان السرطان أو التغيرات غير السرطانية أو الخلايا المحتملة التسرطن موجودة.
إذا ذكر تقرير علم الأمراض اكتشاف أنسجة سليمة فقط أو تغيرات حميدة في الثدي، فسيحتاج الطبيب إلى معرفة ما إذا كان اختصاصي الأشعة واختصاصي علم الأمراض يتفقان على النتائج، حيث تختلف في بعض الأحيان آراء هذين الخبيرين. على سبيل المثال، قد يجد اختصاصي الأشعة أن نتائج صورة الثدي الشعاعية تشير إلى وجود آفة مشتبه فيها أكثر مثل سرطان الثدي أو آفة محتملة التسرطن، على الرغم من أن تقرير علم الأمراض لم يكشف إلا عن أنسجة سليمة في الثدي. في هذه الحالة، قد تحتاجين إلى إجراء جراحة إضافية للحصول على مزيد من الأنسجة لتقييم المنطقة بقدرٍ أكبر.
إذا أشار تقرير علم أمراض إلى وجود سرطان الثدي، فسيحتوي على معلومات حول السرطان نفسه، مثل نوع سرطان الثدي لديكِ ومعلومات إضافية، مثل إذا ما كان السرطان مستقبلاً إيجابيًا أم سلبيًا للهرمون. يمكنكِ بعد ذلك التعاون مع الطبيب لوضع خطة علاجية تناسب احتياجاتك بشكل أفضل.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use