عمليات زراعة القرنية
في هذا الإجراء، تُستخدَم أنسجة المتبرع لاستعادة الرؤية وتخفيف الألم المصاحب لمرض القرنية. يتيح لك الملخص الذي أعددناه التعرف على مخاطر عملية إنقاذ البصر ومزاياها.
نظرة عامة
عملية زرع القرنية هي إجراء جراحي لاستبدال جزء من القرنية بأنسجة قرنية من أحد المتبرعين. ويُطلق على هذه العملية أحيانًا رأب القرنية. والقرنية هي السطح الشفاف للعين الذي يتخذ شكل قبة، ويدخل الضوء من خلالها إلى العين، وتشكل جزءًا كبيرًا من قدرة العين على الرؤية بوضوح.
قد يؤدي زرع القرنية إلى:
- استعادة الرؤية
- تقليل الألم
- تحسين شكل القرنية التالفة أو المصابة
تُكلل معظم عمليات زرع القرنية بالنجاح، ولكن يحمل زرع القرنية مضاعفات، مثل رفض قرنية المتبرع، وإن كان هذا احتمالًا ضعيفًا.
لماذا يتم ذلك؟
غالبًا ما يلجأ الأطباء إلى زراعة القرنية لإعادة القدرة على الإبصار إلى المريض المصاب بتلف في القرنية. يمكن أن تخفف زراعة القرنية أيضًا الألم أو الأعراض الأخرى المرتبطة بأمراض القرنية.
فيمكن لزراعة القرنية علاج عدد من الأمراض، منها:
- القرنية التي تتضخم إلى الخارج، أو تمخرُط القرنية.
- حثل فوكس، وهو من الحالات المَرضية الوراثية.
- ترقُّق القرنية أو تمزقها.
- تندّب القرنية الناتج عن عدوى أو إصابة.
- تورُّم القرنية.
- قُرح القرنية التي لا تستجيب للعلاج الطبي.
- المضاعفات الناتجة عن جراحة عيون سابقة.
عوامل الخطورة
زراعة القرنية من الإجراءات الآمنة نسبيًا. غير أنه ينطوي على احتمال بسيط للإصابة بمضاعفات خطيرة مثل:
- عدوى العين.
- زيادة الضغط داخل مقلة العين، ما يُطلق عليه المياه الزرقاء.
- مشكلات ناتجة عن الخيوط الجراحية المستخدمة لتثبيت قرنية المتبرِّع.
- رَفض قرنية المتبرع.
- النزف.
- مشكلات في الشبكية، مثل انفصال الشبكية أو تورمها.
أعراض رفض القرنية
قد يهاجم الجهاز المناعي قرنية المتبرع عن طريق الخطأ، ويسمى ذلك رفض القرنية، وقد يتطلب علاجًا طبيًّا أو زرع قرنية أخرى.
احجز موعدًا طبيًّا عاجلًا مع طبيب العيون إذا ظهرت عليك أي أعراض تدل على رفض القرنية المزروعة، مثل:
- فقدان الرؤية
- ألم العين
- احمرار العين
- حساسية تجاه الضوء
يحدث الرفض في ما يقرب من 10% من عمليات زرع القرنية.
كيف تستعد؟
قبل جراحة زرع القرنية، ستخضع للخطوات التالية:
- فحص العين بالكامل. هو فحص يبحث طبيب العيون من خلاله عن الأمراض التي قد تسبب مضاعفات بعد الجراحة.
- تقييم قياسات عينيك. يحدد طبيب العيون الحجم المطلوب للقرنية المتبرع بها.
- مراجعة لجميع الأدوية والمكمِّلات الغذائية التي تتناولها. قد يكون عليك التوقف عن تناوُل أدوية أو مكمِّلات غذائية معينة قبل زراعة القرنية أو بعدها.
- علاج مشكلات العين الأخرى. يمكن لمشكلات العين غير المرتبطة بعملية الزرع، مثل العدوى أو التورم، أن تقلل فرص نجاح زرع القرنية. وسيعالج طبيب العيون هذه المشكلات قبل الجراحة.
العثور على قرنية متبرع
تُؤخذ القرنيات المستخدمة في عمليات الزراعة من متبرعين متوفين. ولا تُستخدم قرنيات الأشخاص المتوفين لأسباب غير معروفة. ولا تُستخدم أيضًا قرنيات الأشخاص الذين سبق خضوعهم لجراحة في العين أو أصيبوا بمرض أو حالات مرضية معينة مثل الأمراض المنقولة من شخص لآخر.
لا تستلزم عمليات زرع القرنية مطابقة أنسجة مَن ستُزرع لهم، بخلاف الأشخاص الذين يحتاجون إلى زراعة أعضاء مثل الكبد والكلى. ففي الولايات المتحدة، تتوفر قرنيات المتبرعين على نطاق واسع؛ ولذلك لا تكون هناك عادة قوائم انتظار طويلة.
عمليات زراعة جزء من القرنية
في عملية زراعة القرنية، تُزال القرنية المريضة بكامل سُمكها أو جزء منه، ويُستبدَل بها نسيج سليم من متبرع. وسيقرر جراح القرنية الطريقة التي سيستخدمها. تشمل أنواع العمليات هذه ما يلي:
-
رأب القرنية الاختراقي. تُزرع في هذه العملية القرنية بكامل سُمكها. يقطع الجرّاح كامل سُمك القرنية غير منتظمة الشكل أو المريضة لإزالة قُرص من نسيج القرنية بحجم زر صغير. وتُستخدَم لهذا القطع الدائري الدقيق أداةٌ خاصة.
ثم تُوضع قرنية المتبرع في الفتحة بعد قطعها بما يناسب حجم الجزء المستأصل. وبعد ذلك يستخدم الجراح الخيوط الجراحية -المسماة الغُرز الجراحية- لتثبيت القرنية الجديدة في موضعها. ويمكن فك الخيوط الجراحية في زيارة لاحقة إلى طبيب العيون.
-
رأب القرنية البطاني. يوجد نوعان من رأب القرنية البطاني. وتستأصل هذه العمليات النسيج المصاب من الطبقات الخلفية للقرنية. وتشمل هذه الطبقات البطانة وطبقة من النسيج يُطلق عليها غشاء ديسيميه تتصل بالبطانة. تحل أنسجة المتبرع محل الأنسجة المُزالة.
يستخدم النوع الأول من هذه العملية -المُسمى رأب القرنية البطاني بنزع غشاء ديسيميه- نسيج المتبرع لوضعه محل ما يصل إلى ثُلث القرنية.
أما النوع الثاني المُسمى رأب القرنية البطاني مع استخدام غشاء ديسيميه، فيستخدم طبقة أرق بكثير من نسيج المتبرع. ويكون النسيج المستخدم في رأب القرنية البطاني مع استخدام غشاء ديسيميه رقيقًا وهشًا للغاية. وهذه العملية أكثر صعوبة من عملية رأب القرنية البطاني بنزع غشاء ديسيميه، ولكنها شائعة الاستخدام.
-
رأب القرنية الصفيحي الأمامي. تُزال الأنسجة المريضة من طبقات القرنية الأمامية، بما في ذلك الظِّهارة والسَّدى بطريقتين مختلفَتين. ولكنهما تتركان طبقة البطانة الخلفية في موضعها.
يحدد مدى عمق تلف القرنية نوع عملية رأب القرنية الصفيحي الأمامي المناسب لك. يستبدل رأب القرنية الصفيحي الأمامي السطحي الطبقات الأمامية فقط من القرنية. ويترك هذا طبقة السَّدى والبطانة السليمتين كما هما.
تُستخدم عملية رأب القرنية الصفيحي الأمامي العميق عندما يكون تلف القرنية قد امتد إلى عمق أكبر في طبقة السَّدى. وبعد ذلك، يُزرع النسيج السليم من المتبرع بدلاً من الجزء الذي تمت إزالته من القرنية. ويُطلق على هذه العملية التطعيم.
- زراعة القرنية الاصطناعية. إذا لم يكن الشخص مؤهلاً لزراعة قرنية من قرنية متبرع، فيمكنك اللجوء إلى زراعة قرنية اصطناعية. ويُطلق على هذه العملية رأب القرنية التعويضي.
سيناقش طبيبك طريقة جراحة زراعة القرنية الأنسب لحالتك، ويخبرك بما تتوقعه أثناء العملية ويشرح لك مخاطرها.
ما يمكن أن تتوقعه
في أثناء إجراء العملية
في يوم زرع القرنية، ستُعطى دواءً ليساعدك على الشعور بالهدوء أو تخفيف التوتر أو ستُعطى دواءً لتخدير عينك. وفي أي من الحالتين، من المفترض ألا تشعر بألم.
وتُجرى الجراحة على عين واحدة في المرة. ويتوقف الوقت الذي تستغرقه الجراحة على حالتك.
بعد العملية
بعد زرع القرنية، يمكنك توقع ما يلي:
- تلقي الأدوية. يمكن أن تساعد قطرات العين وأدوية أخرى في السيطرة على العدوى والتورم والألم. تساعد قطرات العين التي تُستخدم لتثبيط الجهاز المناعي في الوقاية من رفض القرنية المزروعة.
- ارتداء واقٍ للعين. تحمي واقيات العين أو النظارات عينيك حتى تُشفى تمامًا.
- الاستلقاء على ظهرك. حسب نوع عملية الزرع، قد يُطلب منك الاستلقاء على ظهرك لمدة قصيرة بعد الجراحة، إذ يساعد ذلك على استقرار الأنسجة المزروعة حديثًا في مكانها.
- تجنب التعرّض لإصابات. خطِّط للرجوع إلى حياتك الطبيعية شيئًا فشيئًا بعد زرع القرنية. مارس أنشطتك المعتادة تدريجيًّا، بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية، عندما يسمح لك جراح العيون. ولا تفرك عينك ولا تضغط عليها. وسيتعين عليك اتخاذ احتياطات إضافية مدى الحياة لتجنب إلحاق ضرر بعينك.
- العودة لإجراء فحوصات متابعة من حين لآخر. قد يُطلب منك زيارة طبيب العيون المتابع لحالتك على فترات دورية خلال العام التالي للجراحة لكي يتابع تقدم حالتك ويعرف إذا كانت حدثت لك أي مضاعفات.
النتائج
يستعيد معظم الأشخاص الذين يخضعون لعملية زرع القرنية الرؤية جزئيًّا على الأقل. يعتمد ما يمكن أن تتوقعه بعد زرع القرنية على حالتك الصحية وسبب إجراء الجراحة.
يستمر خطر حدوث مضاعفات ورفض القرنية لسنوات بعد زرعها. لهذا السبب، عليك زيارة طبيب العيون سنويًّا. ويمكن غالبًا معالجة رفض القرنية بالأدوية.
تصحيح الرؤية بعد الجراحة
في البداية، قد تشعر بأن الرؤية أسوأ مما كانت قبل الجراحة، إذ تحتاج عينك بعض الوقت حتى تتكيف مع القرنية الجديدة. ويمكن أن يستغرق تحسن الرؤية عدة أشهر.
وقد يستغرق التئام الطبقة الخارجية للقرنية بضعة أسابيع إلى عدة أشهر. وعندما تلتئم، سيجري طبيب العيون بعض التعديلات التي ستحسن الرؤية، مثل:
- تصحيح عدم الاستواء في القرنية. قد تُسبب الغرز الجراحية المثبِّتة لقرنية المتبرع في مكانها داخل عينك عدم تناسق في سطح القرنية، وهذا السطح غير المستوي قد يسبب انحراف النظر الذي يجعل الرؤية ضبابية. وقد يعالج الطبيب انحراف النظر بفك بعض الغرز الجراحية.
- تصحيح مشكلات الرؤية. يمكن تصحيح الأخطاء الانكسارية، مثل قصر النظر وطول النظر. وقد ينصح الطبيب بارتداء نظارات أو عدسات لاصقة أو قد ينصح بإجراء جراحة العين بالليزر في بعض الحالات.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use