سلوك جنسي قهري
يُعرف أيضًا بالإدمان الجنسي، ويعني الهوَس بالتخيلات الجنسية أو الرغبات أو السلوكيات التي تؤثر في حياتك سلبًا أو تُسبب ضررًا لك أو للآخرين.
نظرة عامة
يُسمى السلوك الجنسي القهري أحيانًا فرط الرغبة الجنسية أو الإدمان الجنسي. ويعرّف بأنه التركيز المفرط على التخيلات أو الرغبات أو السلوكيات الجنسية التي تصعب السيطرة عليها. ويؤدي هذا إلى الشعور بالضيق ومشكلات في الحالة الصحية أو العمل أو العلاقات أو بقية جوانب الحياة.
قد يشمل السلوك الجنسي القهري أنواعًا مختلفة من التجارب الجنسية المعروفة بأنها ممتعة. تشمل الأمثلة الاستمناء أو التواصل الإلكتروني للحصول على الاستثارة الجنسية أو إقامة علاقات جنسية مع عدة أشخاص أو مشاهدة المواد الإباحية أو الدفع مقابل ممارسة الجنس. لكن عندما تصبح هذه السلوكيات الجنسية مركز اهتمام رئيسيًا وثابتًا في حياتك، أو يصعب السيطرة عليها، أو تُسبب مشكلات في حياتك، أو تُسبب ضررًا لك أو للآخرين، فمن المرجح أن تكون هذه سلوكيات جنسية قهرية.
وأيًا ما كان اسم السلوك أو طبيعته المحددة، فقد يؤدي ترك السلوك الجنسي القهري دون علاج أن يضر باحترامك لذاتك وعلاقاتك وحياتك المهنية وحالتك الصحية والأشخاص الآخرين. لكن يمكن بالعلاج والرعاية الذاتية تعلم كيفية السيطرة على السلوك الجنسي القهري.
الأعراض
من العلامات التي قد تدل على الإصابة بالسلوك الجنسي القهري:
- وجود تخيلات ورغبات وسلوكيات جنسية متكررة وشديدة تستهلك الكثير من وقتك وتشعر أنها خارجة عن سيطرتك.
- الشعور بدافع أو رغبات متكررة لممارسة بعض السلوكيات الجنسية تشعر بعدها بتفريغ التوتر، لكنك تشعر أيضًا بالذنب أو الندم العميق.
- محاولة تقليل تخيلاتك أو رغباتك أو سلوكياتك الجنسية أو التحكم فيها لكن دون جدوى.
- اللجوء إلى السلوك الجنسي القهري كمهرب من مشكلات أخرى، مثل الشعور بالوحدة أو الاكتئاب أو القلق أو التوتر.
- الاستمرار في الانخراط في السلوكيات الجنسية على الرغم من تسببها في مشكلات خطيرة قد يكون منها احتمال الإصابة بأمراض منقولة جنسيًا أو نقلها لشخص آخر، أو خسارة علاقات مهمة، أو مواجهة مشكلات في العمل أو مشكلات مالية أو مشكلات قانونية.
- وجود مشكلة في تكوين علاقات صحية ومستقرة والحفاظ عليها.
متى تزور الطبيب
اطلب المساعدة إذا كنت تشعر بفقدان السيطرة على سلوكك الجنسي، وبخاصة إذا كان سلوكك يسبب مشكلات لك أو للآخرين. يتفاقم السلوك الجنسي القهري مع مرور الوقت غالبًا إذا تُرك دون علاج، لذلك ينبغي طلب المساعدة فور ملاحظة أي مشكلة.
اطرح على نفسك الأسئلة التالية أثناء اتخاذك قرار طلب المساعدة:
- هل يمكنني التحكم في اندفاعاتي الجنسية؟
- هل أشعر بالضيق من سلوكي الجنسي؟
- هل يسبب سلوكي الجنسي ضررًا بعلاقاتي، أو هل يؤثر في عملي أو يسبب مشكلات خطيرة مثل التعرض للسجن؟
- هل أحاول إخفاء سلوكي الجنسي؟
قد يكون طلب المساعدة بخصوص السلوك الجنسي القهري يمكن أمرًا صعبًا نظرًا إلى طبيعته الشخصية والخاصة جدًا. حاول تجربة النصائح التالية:
- لا تركز على مشاعر الخزي أو الحرج، وركز على فوائد العلاج.
- تذكر أنك لست وحدك في ذلك، وكثيرون يكافحون السلوك الجنسي القهري. تلقى اختصاصيو الصحة العقلية تدريبًا على تفهُّم الأشخاص لا الحكم عليهم. ولكن ليس كل أطباء الصحة العقلية خبراء في علاج هذه الحالة المرضية. ابحث عن طبيب يتمتع بخبرة في تشخيص السلوك الجنسي القهري وعلاجه.
- تذكَّر أن ما تقوله للطبيب أو طبيب الصحة العقلية أمر سرّي. لكن يتعين على الأطباء الإبلاغ بحالتك إذا أخبرتهم بأنك على وشك إيذاء نفسك أو غيرك. ويتعين عليهم أيضًا الإبلاغ إذا قدمت معلومات عن الانتهاك الجنسي للأطفال، أو إساءة معاملة شخص ضعيف مثل كبار السن أو ذوي الإعاقة أو إهماله.
اطلب المساعدة على الفور
اطلب من الطبيب المساعدة فورًا إذا كنت:
- تعتقد أنك قد تؤذي نفسك أو الآخرين بسبب السلوك الجنسي غير المنضبط.
- تشعر بأن سلوكك الجنسي يخرج عن نطاق السيطرة.
- تفكر في إنهاء حياتك. اتصل من داخل الولايات المتحدة على الرقم 988 أو أرسل إليه رسالة نصية للتواصل مع الخط الوطني الساخن لمكافحة الانتحار والمساعدة في الأزمات 988 المتاح على مدار الساعة كل يوم. أو عبر خدمة الدردشة في خط الحياة. وهذه الخدمات مجانية وسرية.
الأسباب
رغم عدم معرفة أسباب السلوك الجنسي القهري بوضوح، فإنها قد تشمل:
- حدوث تغيرات في مسارات الدماغ. قد يسبب السلوك الجنسي القهري بمرور الوقت تغيرات في مسارات الدماغ المعروفة باسم الدوائر العصبية، وقد يحدث ذلك على وجه الخصوص مناطق الدماغ المسؤولة عن التعزيز. وبمرور الوقت، عادة ما يتطلب الأمر نشاطًا جنسيًا أقوي وتحفيزًا أشد للوصول إلى الإشباع أو الراحة.
- اختلال توازن المواد الكيميائية الطبيعية في الدماغ. تساعد بعض المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، التي تُعرف بالناقلات العصبية -مثل السيروتونين والدوبامين والنورإيبينيفرين- في السيطرة على حالتك المزاجية. وعندما يختل توازن هذه المواد، يمكن أن تتأثر رغبتك الجنسية وسلوكك الجنسي.
- الحالات المرضية التي تؤثر على الدماغ. قد تسبب بعض الأمراض أو المشكلات الصحية -مثل الخَرَف- ضررًا لأجزاء الدماغ التي تؤثر على السلوك الجنسي. وبالإضافة إلى ذلك قد يسبب علاج مرض باركنسون ببعض الأدوية الإصابة بالسلوك الجنسي القهري.
عوامل الخطورة
يمكن أن يحدث السلوك الجنسي القهري لدى كلٍ من الرجال والنساء، ولكن قد يكون أكثر شيوعًا بين الرجال. وقد يصيب أي شخص بصرف النظر عن توجهه الجنسي. تشمل العوامل التي قد تزيد خطر حدوث سلوك جنسي قهري ما يلي:
- مدى سهولة الوصول إلى المحتوى الجنسي. تسهّل التطورات في التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وصول الأشخاص إلى الصور والمعلومات الجنسية المكثفة.
- الخصوصية. يمكن أن تسمح الطبيعة السريّة والخاصة للنشاطات الجنسية القهرية لهذه المشكلات بالتفاقم بمرور الوقت.
كما قد يزداد خطر السلوك الجنسي القهري عند الأشخاص الذين لديهم ما يلي:
- مشكلات متعلقة بتناول الكحول أو تعاطي المخدرات.
- حالة مَرضية متعلقة بالصحة العقلية مثل الاكتئاب أو القلق أو إدمان القمار.
- مشكلات عائلية أو مشكلات الإدمان لدى بعض أفراد العائلة.
- تاريخ من الانتهاك الجسدي أو الانتهاك الجنسي.
المضاعفات
يمكن أن يسبب السلوك الجنسي القهري مشكلات عديدة تؤثر فيك وفي الآخرين. فقد تواجه ما يلي:
- المعاناة مع الشعور بالذنب والخزي وانخفاض تقدير الذات.
- الإصابة بمشكلات عقلية أخرى، مثل الاكتئاب والكرب الشديد والقلق، وقد تراودك أيضًا أفكار انتحارية أو تحاول الانتحار.
- إهمال الزوج أو الزوجة وعائلتك أو الكذب عليهم، ما يضر بالعلاقات المهمة أو يقطعها.
- فقدان التركيز، أو الانخراط في نشاط جنسي أو البحث على الإنترنت عن مواد إباحية في مكان العمل، ما يعرّض حياتك العملية للخطر.
- مشكلات مالية بسبب شراء المواد الإباحية والجنس الإلكتروني أو الهاتفي والخدمات الجنسية.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري أو التهاب الكبد أو غيرهما من أنواع العدوى المنقولة جنسيًّا، أو نقل العدوى المنقولة جنسيًّا إلى شخص آخر.
- مشكلات بسبب تعاطي المخدرات والكحوليات، مثل تعاطي المخدرات الترفيهية أو الإفراط في معاقرة الكحوليات.
- السجن بسبب الجرائم الجنسية.
الوقاية
لا يُعرف سبب محدد للسلوك الجنسي القهري، وبالتالي يصعب منعه. ولكن هناك عدة عوامل قد تساعدك في السيطرة على هذا الاضطراب السلوكي، منها ما يلي:
- المبادرة بالحصول على المساعدة في أسرع وقت لحل مشكلات السلوك الجنسي. قد يساعد تحديد المشكلات وعلاجها مبكرًا في تجنب تفاقم السلوك الجنسي القهري بمرور الوقت. كما أن الحصول على المساعدة مبكرًا قد يُجنبك أيضًا الشعور بالخجل ومواجهة المشكلات في العلاقات وتفاقم الأفعال المؤذية.
- الحصول على علاج مبكر لأمراض الصحة العقلية. قد يزداد السلوك الجنسي القهري سوءًا نتيجة الشعور بالاكتئاب أو القلق أو مشكلات نفسية أخرى.
- طلب المساعدة لعلاج مشكلات إدمان المخدرات وتعاطي الكحوليات. فهذه المشكلات قد تُسبب فقدان السيطرة على الذات، مما يؤدي إلى سوء تقدير الأمور وارتكاب سلوكيات جنسية غير صحية.
- تجنب المواقف المحفوفة بالمخاطر. لا تخاطر بصحتك أو بصحة الآخرين بأن تضع نفسك في مواقف تدفعك إلى ممارسة أنشطة جنسية خطرة.
التشخيص
يمكنك طلب إحالة من الطبيب إلى طبيب صحة عقلية ذي خبرة في تشخيص السلوك الجنسي القهري وعلاجه، أو يمكنك التواصل مع طبيب صحة عقلية مباشرةً. قد يشمل فحص الصحة النفسية الحديث عن:
- الصحة البدنية والعقلية وسلامتك العاطفية.
- الأفكار والسلوكيات والرغبات الجنسية التي تصعُب السيطرة عليها.
- تعاطي المخدرات الترفيهية والكحول.
- الأسرة والعلاقات والحياة الاجتماعية.
- المخاوف والمشكلات الناتجة عن السلوك الجنسي.
من الممكن أن يطلب الطبيب النفسي معلومات من الأسرة والأصدقاء بعد الحصول على موافقتك.
إجراء التشخيص
هناك نقاش دائر بين اختصاصيي الصحة العقلية حول كيفية تعريف السلوك الجنسي القهري بالضبط. فليس من السهل دائمًا معرفة متى يمثل السلوك الجنسي مشكلة.
يستخدم كثير من اختصاصيي الصحة العقلية الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5-TR) الذي نشرته الرابطة الأمريكية للطب النفسي كدليل لتشخيص حالات الصحة العقلية. السلوك الجنسي القهري غير مدرج في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية كتشخيص، ولكن في بعض الأحيان يُشخَّص كجزء من حالة أخرى متعلقة بالصحة العقلية، مثل اضطراب التحكُّم في الاندفاع أو الإدمان السلوكي.
في التنقيح الحادي عشر للتصنيف الدولي للأمراض (ICD-11)، تعرّف منظمة الصحة العالمية اضطراب السلوك الجنسي القهري بأنه اضطراب في التحكم بالدوافع.
يعد بعض اختصاصيي الصحة العقلية السلوكيات الجنسية القهرية أنشطة جنسية متطرفة تسبب مشكلات خطيرة ومضرة في الحياة. يلزم إجراء مزيد من البحوث للتوصل إلى إرشادات قياسية للتشخيص. ولكن في الوقت الحالي، يمكن تحقيق أفضل النتائج عن طريق التشخيص والعلاج الذي يقدمه اختصاصي صحة عقلية لديه خبرة في حالات الإدمان والسلوكيات الجنسية القهرية.
المعالجة
يتضمن علاج السلوك الجنسي القهري عادةً العلاج بالحوار -الذي يسمى أيضًا العلاج النفسي- والأدوية ومجموعات الرعاية الذاتية. والهدف الرئيسي من العلاج هو المساعدة في السيطرة على الرغبات المُلحة والحد من السلوكيات الإشكالية، في ظل الاستمتاع بأنشطة جنسية وعلاقات صحية.
إذا كان لديك سلوك جنسي قهري، فقد تحتاج أيضًا إلى علاج مشكلة أخرى من مشكلات الصحة العقلية. فالذين لديهم سلوك جنسي قهري يواجهون غالبًا مشكلات بسبب تعاطي الكحول أو المخدرات أو غيرها من المشكلات العقلية مثل القلق والاكتئاب، وهذا يستدعي العلاج.
أما مَن لديهم أشكال أخرى من الإدمان أو المشاكل العقلية الخطيرة أو الذين قد يشكّلون خطرًا على الآخرين، فقد تفيدهم الإقامة في المستشفى لتلّقي العلاج. وسواء أكان العلاج في المستشفى أم خارجها، فإنه قد يكون مكثفًا في البداية، وينبغي الاستمرار في تلقيه على المدى الطويل لمنع الانتكاسات.
العلاج بالحوار
يمكن أن يساعدك العلاج بالحوار، الذي يُسمى أيضًا العلاج النفسي، على تعلم كيفية التعامل مع السلوك الجنسي القهري. تشمل أنواع العلاج بالحوار ما يلي:
- العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد على تحديد المعتقدات والسلوكيات غير الصحية والسلبية واستبدالها بمعتقدات وسلوكيات أكثر فاعلية. يمكنك أيضًا اكتساب المهارات التي تساعدك على السيطرة على الرغبات والتأقلم مع المواقف المختلفة عند الحاجة. وتتعلم طرقًا لجعل هذه السلوكيات أقل خصوصية بحيث يقل احتمال وصولك إلى المحتوى الجنسي.
- العلاج بالقبول والالتزام، وهو شكل من أشكال العلاج السلوكي المعرفي الذي يؤكد قبول الأفكار والرغبات والالتزام بخطة للتعامل معها. يمكنك تعلم كيفية اختيار الأفعال التي تتماشى مع قيمك المهمة.
- العلاجات المستندة إلى التركيز الذهني التي تساعد على التركيز على الوقت الحاضر والتعامل مع الانفعالات الصعبة والأفكار السلبية. ويمكن أن تساعد على تقليل القلق والاكتئاب وتحسين الحالة العامة.
- العلاج النفسي الديناميكي، وهو علاج يركز على أن تكون أكثر درايةً بالأفكار والسلوكيات غير الواعية. يمكنك اكتساب رؤى جديدة حول ما يحفزك. وتتعرف أيضًا على طرق لحل الخلافات.
يمكن تقديم هذه العلاجات في شكل جلسات فردية أو جماعية أو عائلية أو للأزواج. يمكن أيضًا تقديم الجلسات وجهًا لوجه أو من خلال مكالمات الفيديو.
الأدوية
من الممكن الاستعانة بأدوية معيّنة بجانب العلاج بالحوار. تعمل هذه الأدوية على المواد الكيميائية في الدماغ المرتبطة بالأفكار والسلوكيات الوسواسية. وتؤدي إلى الحد من "المكافآت" الكيميائية التي تمنحها هذه السلوكيات عندما تتصرف وفقًا لها، وقد تقلل أيضًا الرغبات الجنسية. يُحدَّد الدواء أو الأدوية الأفضل بالنسبة إليك وفقًا لحالتك وغيرها من حالات الصحة العقلية التي قد تكون مصابًا بها.
تكون الأدوية التي تعالج السلوك الجنسي القهري من الأدوية التي توصف غالبًا لعلاج حالات أخرى بصورة أساسية. ومن أمثلتها:
- مضادات الاكتئاب. قد تساعد بعض أنواع مضادات الاكتئاب المستخدمة لعلاج الاكتئاب أو القلق أو اضطراب الوسواس القهري في علاج السلوك الجنسي القهري.
- النالتريكسون. يُستخدَم النالتريكسون (Vivitrol) لعلاج إدمان الكحوليات والأفيونيات. ويعمل عن طريق تثبيط جزء الدماغ الذي يشعر بالمتعة في سلوكيات إدمانية معيّنة. وقد يساعد على علاج أشكال الإدمان السلوكي، مثل السلوك الجنسي القهري أو اضطراب المقامرة.
- مثبتات المزاج. تستخدم هذه الأدوية عادةً لعلاج الاضطراب ثنائي القطب، وقد تقلل أيضًا من الرغبات الجنسية القهرية.
- مضادات الأندروجينات. قد تقلل هذه الأدوية من تأثير الهرمونات الجنسية التي تسمى الأندروجينات في الجسم لدى الرجال. ونظرًا إلى أن مضادات الأندروجينات تقلل من الرغبات الجنسية، فغالبًا تُستخدم لدى الرجال الذين يُشكّل سلوكهم الجنسي القهري خطرًا على الآخرين.
مجموعات المساعدة الذاتية
قد تكون مجموعات المساعدة الذاتية والدعم مفيدة للأشخاص الذين لديهم سلوك جنسي قهري، وللتعامل مع بعض المشكلات الناجمة عنه. تُصمم العديد من المجموعات على غرار برنامج مدمني الكحوليات مجهولي الهوية (AA) المكون من 12 خطوة.
وقد تساعد تلك المجموعات على:
- معرفة المزيد عن الاضطراب الذي تشكو منه.
- العثور على الدعم وفهم حالتك.
- تحديد خيارات العلاج الإضافية وسلوكيات التكيف والموارد.
- منع الانتكاس.
قد تكون هذه المجموعات على الإنترنت أو لقاءات شخصية محلية أو كليهما. وإذا كنت مهتمًا بالانضمام إلى مجموعة رعاية ذاتية، فابحث عن مجموعة طيبة السمعة يمكنك الشعور بالراحة فيها. قد لا يرغب الجميع في المشاركة في تلك المجموعات. لذلك اطلب من طبيب الصحة العقلية أن يقترح عليك مجموعة أو اسأله عن خيارات أخرى غير مجموعات الدعم.
التأقلم والدعم
يمكنك اتخاذ بعض الخطوات للعناية بنفسك أثناء الحصول على علاج متخصص:
- الالتزام بخطة العلاج. احضر جلسات العلاج المحددة وتناول الأدوية حسب التوجيهات. تذكَّر أنها مهمة صعبة، وقد تواجه انتكاسات بين الحين والآخر.
- تثقيف نفسك. تعرف على السلوك الجنسي القهري حتى تتمكن من فهم أسبابه وعلاجك بشكل أفضل.
- التعرف على ما يحفزك. حدد المواقف والأفكار والمشاعر التي قد تثير الرغبات الجنسية حتى تتمكن من اتخاذ خطوات للتعامل معها.
- تجنُّب السلوكيات المحفوفة بالمخاطر. ضع حدودًا لتجنب المواقف المحفوفة بالمخاطر. فعلى سبيل المثال، تجنّب نوادي التعري أو الحانات أو المناطق الأخرى التي قد تجذبك إلى البحث عن شخص جديد لممارسة الجنس معه أو الانخراط في سلوك جنسي محفوف بالمخاطر. أو ابتعد عن الهاتف الذكي والكمبيوتر، أو ثبت البرامج التي تحجب المواقع الإباحية. قد يساعد جعل هذه السلوكيات أقل خصوصية وأكثر صعوبة على الخروج من حلقة الإدمان.
- علاج مشكلات المخدرات أو الكحوليات أو اضطرابات الصحة العقلية الأخرى. يتفاقم الإدمان والاكتئاب والقلق والتوتر بسبب بعضهم البعض، ما يؤدي إلى الدخول في حلقة مفرغة من السلوكيات غير الصحية.
- البحث عن وسائل تنفيس صحية. إذا كنت تلجأ إلى السلوك الجنسي كوسيلة للتغلب على المشاعر السلبية، فاستكشف طرقًا صحية لمواجهتها. فيمكنك على سبيل المثال البدء في ممارسة الرياضة أو المشاركة في الأنشطة الترفيهية.
- ممارسة تمارين الاسترخاء والتحكم في التوتر. جرب أساليب الحد من التوتر مثل التأمل أو اليوغا أو رياضة التاي تشي.
- الاستمرار في التركيز على أهدافك. قد يستغرق التعافي من السلوك الجنسي القهري بعض الوقت. لذلك ضع أهداف تعافيك نصب عينيك حتى تظل متشجعًا. وذكِّر نفسك أنه يمكنك إصلاح العلاقات والصداقات الفاشلة والمشكلات المالية.
التحضير للموعد
يمكنك البحث عن المساعدة بشأن السلوك الجنسي القهري بعدة طرق. يمكنك في البداية:
- التحدث إلى طبيب الرعاية الأولية. يمكن أن يُجري الطبيب فحصًا جسديًا للبحث عن أي مشكلات صحية قد تكون مرتبطة بسلوكك الجنسي. وقد يحيلك الطبيب بعد ذلك إلى طبيب نفسي أو اختصاصي علم النفس أو معالج مرخص آخر لإجراء فحص وعلاج أكثر تعمقًا. قد يقدم إليك الطبيب أيضًا معلومات بشأن مجموعات الدعم أو المواقع الإلكترونية أو مصادر أخرى.
- حدِّد موعدًا طبيًا مع طبيب الصحية العقلية: إذا لم يقدم إليك الطبيب اقتراحًا مناسبًا، فراجع مركزًا طبيًا محليًا أو خدمات الصحة العقلية للعثور على طبيب نفسي أو اختصاصي علم النفس أو معالج مرخص آخر لديه خبرة في مشكلات السلوك الجنسي. أو ابحث في المواقع الإلكترونية الموثوقة عبر الإنترنت. قد تفيد المواقع الإلكترونية الحكومية والوكالات المحلية مثل وزارة الصحة والخدمات البشرية أو وزارة شؤون المحاربين القدامى في الولايات المتحدة في مساعدتك على العثور على طبيب صحة عقلية.
- ابحث في مجموعات الدعم عبر الإنترنت أو المحلية المعروفة بالموثوقية. قد تكون هذه المجموعات قادرة على إحالتك إلى طبيب صحة عقلية مناسب من أحل التشخيص والعلاج. قد تكون لدى هذه المجموعات أيضًا اقتراحات أخرى للدعم عبر الإنترنت أو شخصيًا. وبعض المجموعات مرجعها ديني، وبعضها الآخر مرجعها غير ذلك.
إليكَ بعض المعلومات لمساعدتكَ على الاستعداد للموعد الطبي.
ما يمكنك فعله
قبل موعدك الطبي، اجمع المعلومات التالية:
- ملاحظات عن سلوكك، بما في ذلك وقت حدوثه ومعدل تكراره والأشياء التي يبدو أنها تحفز حدوثه أو تسبب تفاقُمه، واذكر أيضًا ما يساعد على مقاومة الرغبات.
- المشكلات الصحية أو القانونية أو المشكلات في العمل أو العلاقات التي نتجت عن سلوكك.
- أي حالات أخرى متعلقة بالصحة العقلية لديك -مثل الاكتئاب أو القلق- وقد تحتاج إلى علاج.
- موجز صادق لتناول المشروبات الكحولية والمخدرات الترفيهية، واستعد لمناقشة ذلك مع طبيبك.
- المعلومات الشخصية الرئيسية، بما في ذلك أي صدمات نفسية حديثة أو سابقة، ومسببات التوتر الحالية والتغيرات الحياتية الحديثة.
- كل الأدوية أو الفيتامينات أو الأعشاب أو المكمِّلات الغذائية الأخرى التي تتناولها وجرعاتها.
- الأسئلة التي تريد طرحها على طبيبك لمساعدتك على تحقيق أقصى استفادة من وقتك معه.
تتضمَّن بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها ما يلي:
- لماذا أفعل هذه الأشياء حتى عندما تُشعرني بالسوء؟
- كيف يمكنني التحكم بشكل أفضل في رغباتي الجنسية الشديدة المستمرة؟
- ما نوع العلاج الذي قد يساعد في حالتي؟
- هل يمكن أن تساعدني مجموعة دعم أو برنامج من 12 خطوة؟
ما الذي تتوقعه من طبيبك
استعد للإجابة عن الأسئلة التي سيطرحها عليك الطبيب، مثل:
- متى بدأت تلاحظ لأول مرة سلوكًا أو رغبات جنسية تُسبب لك مشكلات؟
- هل سببت سلوكياتك مشكلات صحية أو قانونية أو مشكلات ذات صلة بالعلاقات أو العمل؟
- هل سببت سلوكياتك اضطرابات كبيرة في حياتك اليومية؟
- هل تشعر أن سلوكك يصبح أكثر تطرفًا أو أنه خارج عن السيطرة؟
- ما الذي قد يقلل رغباتك الجنسية، إن وُجد؟
- ما الذي يزيد من رغباتك الجنسية؟
- هل سبق لك أن تسببت في انتهاك جسدي أو عاطفي أو جنسي أو تعرضت له؟
- هل سبق وأن آذاك سلوكك أو تسبب في أذى الآخرين؟ هل تخشى أن يؤذيك أو يؤذي الآخرين في المستقبل؟
- ما مشكلات الصحة العقلية الأخرى التي تشكو منها؟
- هل تشرب الكحول أو تتعاطى مخدرات ترفيهية أو غير مشروعة؟
استعد للأسئلة مبكرًا حتى تجد وقتًا لمناقشة مخاوفك الرئيسية.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use