ارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم)
تعرَّف على أعراض هذه الحالة المَرَضية التي تزيد احتمال الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية وعلاجها، وتعرّف أيضًا على التغييرات التي يمكن إجراؤها على نمط الحياة لخفض ذلك الاحتمال.
نظرة عامة
ارتفاع ضغط الدم حالة شائعة تؤثر على شرايين الجسم، ويُطلَق عليها أيضًا فرط ضغط الدم. في حال الإصابة بارتفاع ضغط الدم، تكون قوة دفع الدم باتجاه جدران الشرايين عالية للغاية باستمرار. ويجعل هذا القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم.
يُقاس ضغط الدم بوحدة الملليمتر الزئبقي (ملم زئبقي). تُوصَف الحالة عمومًا بأنها ارتفاع في ضغط الدم عندما تكون قراءة ضغط الدم 80/130 ملم زئبقي أو أعلى.
تقسم الكلية الأمريكية لأمراض القلب وجمعية القلب الأمريكية ضغط الدم إلى أربع فئات عامة. ويصنّف ضغط الدم المثالي بأنه ضغط الدم الطبيعي.
- ضغط الدم الطبيعي. إذا كانت قراءة ضغط الدم أقل من 120/80 ملم زئبقي.
- ارتفاع ضغط الدم الطفيف. يتراوح الرقم العلوي بين 120 و129 ملم زئبقي والرقم السفلي أقل من 80 ملم زئبقي، وليس أعلى منه.
- فرط ضغط الدم من المرحلة الأولى. يتراوح الرقم العلوي بين 130 و139 ملم زئبقي أو يكون الرقم السفلي بين 80 و89 ملم زئبقي.
- فرط ضغط الدم من المرحلة الثانية. يكون الرقم العلوي 140 ملم زئبقي أو أعلى أو يكون الرقم السفلي 90 ملم زئبقي أو أعلى.
يُوصَف ضغط الدم الذي يتجاوز 120/180 ملم زئبقي بأنه نوبة أو أزمة فرط ضغط دم طارئة. وفي هذه الحالة، ينبغي طلب الرعاية الطبية الطارئة لأي شخص تصل قراءات ضغط دمه إلى هذا الحد.
في حال لم يُعالَج ارتفاع ضغط الدم، فإنه يزيد من احتمال التعرّض للإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية ومشكلات صحية خطيرة أخرى. لذلك من الضروري قياس ضغط الدم مرة على الأقل كل عامين بدءًا من عمر 18 عامًا. وقد يتطلب بعض الأشخاص قياس ضغط دمهم بوتيرة أكبر.
يمكن أن يساعد اتباع عادات نمط الحياة الصحية مثل الامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة وتناول طعام صحي في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وعلاجه. ولكن بعض الأشخاص يحتاجون إلى استخدام أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
الأعراض
لا تظهر أي أعراض على أغلب المصابين بارتفاع ضغط الدم، رغم أنه قد يصل لمستويات عالية الخطورة. وربما يكون ضغط دمك مرتفعًا منذ سنوات من دون أن تظهر عليك أي أعراض.
وقد يشعر قليل من مرضى ارتفاع ضغط الدم بما يلي:
- الصداع
- ضيق النفس
- نزف الأنف
ومع ذلك فإن هذه الأعراض لا تشتير إليه تحديدًا. وهي لا تحدث عادة إلا عندما يصل ارتفاع ضغط الدم إلى مرحلة خطيرة أو مهدِّدة لحياة المريض.
متى تزور الطبيب
قياس ضغط الدم هو إجراء مهم للحفاظ على صحتك العامة. ويعتمد عدد المرات التي يجب عليك قياس ضغط دمك فيها على عمرك وحالتك الصحية العامة.
اطلب من الطبيب قياس ضغط الدم على الأقل مرة كل سنتين على الأقل بدءًا من عمر 18 سنة. وإذا كان عمرك 40 سنة فيما فوق، أو كان يتراوح بين 18 و39 سنة وكنت معرضًا للإصابة بضغط الدم المرتفع، فاطلب من الطبيب قياس ضغط الدم مرة كل سنة.
من المرجح أن يُوصي الطبيب بقياس ضغط الدم عدد مرات أكثر إذا كنت مصابًا بضغط الدم المرتفع أو كشف عن عوامل خطر أخرى لديك تزيد من احتمال إصابتك بأحد أمراض القلب.
أما بالنسبة إلى الأطفال من عمر 3 سنوات فأكثر، يمكن أن يقاس ضغط الدم لهم كجزء من فحصهم الدوري السنوي.
إذا كنت لا تذهب إلى الطبيب بانتظام، يمكنك قياس ضغط دمك مجانًا في أي من معارض الخدمات الصحية أو غيرها من الأماكن في محيط مجتمعك. وتتوفر أيضًا أجهزة لقياس ضغط الدم مجانًا في بعض المتاجر والصيدليات. تعتمد دقة هذه الأجهزة على عدة عوامل، منها الحجم المناسب لسوار جهاز قياس ضغط الدم، والاستخدام الصحيح له. اطلب مشورة طبيبك فيما يتعلق باستخدام أجهزة قياس ضغط الدم العامة.
الأسباب
يتحدد ضغط الدم من خلال عاملين هما: كمية الدم التي يضخها القلب ومدى صعوبة حركة الدم عبر الشرايين. وكلما زادت كمية الدم التي يضخها القلب وزاد ضيق الشرايين، ارتفع ضغط الدم.
ولارتفاع ضغط الدم نوعين رئيسيين.
ويسمى أيضًا ارتفاع ضغط الدم الأوّلي بفرط ضغط الدم الأساسي.
بالنسبة إلى معظم البالغين، لا يوجد سبب محدد للإصابة بارتفاع ضغط الدم. ويُطلق على هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم اسم ارتفاع ضغط الدم الأوّلي أو فرط ضغط الدم الأساسي. وعادةً ما تظهر هذه الحالة المَرضية تدريجيًا على مدى عدة سنوات. كما يؤدي تراكم اللويحات في الشرايين، والذي يسمى بتصلب الشرايين، إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع ضغط الدم الثانوي
ينتج هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم بسبب حالة مرَضية كامنة. ويظهر غالبًا فجأة ويُسبب ارتفاع ضغط الدم بمعدل أعلى من فرط ضغط الدم الأساسي. تشمل الأمراض والأدوية التي يمكن أن تؤدي إلى فرط ضغط الدم الثانوي:
- أورام الغدة الكظرية
- وجود مشكلات في أوعية القلب منذ الولادة، التي تسمى أيضًا عيوب القلب الخلقية.
- أدوية السعال والبرد، وبعض المسكّنات، وحبوب تنظيم النسل، وغيرها من الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية
- العقاقير غير المشروعة، مثل الكوكايين والأمفيتامينات
- أمراض الكلى
- انقطاع النفس الانسدادي النومي
- مشكلات الغدة الدرقية
في بعض الأحيان، يؤدي مجرد إجراء فحص طبي إلى زيادة ضغط الدم. تُعرَف هذه الحالة باسم ارتفاع ضغط الدم بسبب متلازمة المعطف الأبيض.
عوامل الخطورة
هناك عدة عوامل خطر للإصابة بارتفاع ضغط الدم، منها:
- العُمر. يزداد احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع التقدُّم في العمر. فارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعًا لدى الرجال قبل عمر 64 عامًا تقريبًا. لكن النساء أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم بعد عمر 65 عامًا.
- الأصل العِرقي. يشيع ارتفاع ضغط الدم بشكل خاص بين أصحاب البشرة السمراء، إذ يُصابون به في سن مبكرة مقارنةً بأقرانهم من ذوي البشرة البيضاء.
- التاريخ المَرَضي العائلي. يكون الفرد أكثر عرضةً للإصابة بارتفاع ضغط الدم إذا كان أحد والديه أو أشقائه مصابًا به.
- السمنة أو الوزن الزائد. يسبب الوزن الزائد تغيّرات في الأوعية الدموية والكلى وغيرها من أجزاء الجسم، وغالبًا ما تؤدي هذه التغيرات إلى ارتفاع ضغط الدم. علاوة على ذلك، تؤدي زيادة الوزن أو السمنة أيضًا إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب وعوامل الخطر المرتبطة بها، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول.
- قلة ممارسة الرياضة. من الممكن أن يؤدي عدم ممارسة الرياضة إلى زيادة الوزن، ما يزيد من احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وأيضًا تزداد سرعة القلب عادةً لدى الأشخاص الذين لا يمارسون أنشطة بدنية.
- تعاطي التبغ أو تدخين السجائر الإلكترونية. يؤدي التدخين أو مضغ التبغ أو تدخين السجائر الإلكترونية إلى ارتفاع ضغط الدم على الفور لفترة وجيزة. يؤدي تدخين التبغ أيضًا إلى الإضرار بجدران الأوعية الدموية وتسريع الإصابة بتصلُّب الشرايين. لذلك إذا كنت مدخنًا، اسأل الطبيب عن استراتيجيات تساعدك في الإقلاع عن التدخين.
- الإفراط في تناول الملح. يمكن أن تُسبب كثرة الملح، أو ما يُعرف بالصوديوم، في الجسم احتباس السوائل داخله، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
- انخفاض مستويات البوتاسيوم. يساعد البوتاسيوم على توازن نسبة الأملاح في خلايا الجسم. ومن ثم فتحقيق التوازن السليم للبوتاسيوم أمر مهم لصحة القلب. قد تنخفض مستويات البوتاسيوم نتيجة لنقص البوتاسيوم في النظام الغذائي أو وجود مشكلات صحية معيّنة، ومنها الجفاف.
- الإفراط في تناول الكحوليات. يرتبط تعاطي الكحوليات بارتفاع ضغط الدم، خاصةً لدى الرجال.
- التوتر. يمكن أن تؤدي مستويات التوتر المرتفعة إلى ارتفاع ضغط الدم على نحو مؤقت. كما قد تؤدي العادات المرتبطة بالتوتر، مثل تناول الكثير من الطعام أو تعاطي التبغ أو شرب الكحول، إلى زيادة ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض مزمنة مُعينة. من الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أمراض الكلى والسكري وانقطاع النفس النومي.
- الحمل. يُسبب الحمل أحيانًا ارتفاع ضغط الدم.
وفي حين أن ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعًا لدى البالغين، إلا أنه يمكن أن يُصيب الأطفال أيضًا. وقد يكون ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال ناتجًا عن مشكلات في الكلى أو القلب، ولكن بالنسبة إلى عدد متزايد من الأطفال، يرجع ارتفاع ضغط الدم إلى بعض عادات نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي غير صحي وقلة ممارسة التمارين الرياضية.
المضاعفات
يمكن أن يؤدي الضغط الزائد على جدران الشرايين نتيجة لارتفاع ضغط الدم إلى تضرر الأوعية الدموية وأعضاء الجسم. وكلما ارتفع ضغط الدم وطالت مدة عدم السيطرة عليه، زاد الضرر.
يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المسيطَر عليه إلى مضاعفات منها:
- النوبة القلبية أو السكتة الدماغية. قد يؤدي تصلب الشرايين وزيادة سُمكها الناتجين عن ارتفاع ضغط الدم وعدد من العوامل الأخرى إلى حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو مضاعفات أخرى.
- تمدد الأوعية الدموية. يمكن أن يُسبب ارتفاعُ ضغط الدم ضُعفَ الأوعية الدموية وانتفاخها، ما يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية. وإذا حدث تمزّق للأوعية الدموية المتمددة، فقد يصبح الأمر مهددًا للحياة.
- فشل القلب. عندما يكون ضغط الدم مرتفعًا، يُدفع القلب إلى العمل بجهد أكبر لضخ الدم. وهذا يؤدي إلى زيادة سُمك جدران حجرة ضخ الدم في القلب. وتُسمى هذه الحالة المَرَضية بتضخم البطين الأيسر. في النهاية، يعجز القلب عن ضخ ما يكفي من الدم لتلبية حاجة الجسم، ما يؤدي إلى فشل القلب.
- مشكلات مَرَضية بالكلى. يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تضيق الأوعية الدموية الموجودة في الكليتين أو ضعفها، مما يلحق ضررًا بالكُلى.
- مشكلات بالعين. يمكن أن يُسبب ارتفاع ضغط الدم زيادة سُمك الأوعية الدموية في العينين أو تضيقها أو تمزقها، ما يؤدي إلى فقدان البصر.
- متلازمة التمثيل الغذائي. هذه المتلازمة عبارة عن مجموعة الاضطرابات المرتبطة بالأيض داخل الجسم. في هذه الحالة المَرَضية، يتحلل السكر، ويُشار إليه أيضًا بالغلوكوز، بشكل غير منتظم. تشمل هذه المتلازمة زيادة حجم الخصر وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية، وانخفاض نسبة كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة (أو الكوليسترول النافع) وارتفاع ضغط الدم ومستويات السكر بالدم. وتجعلك هذه الأعراض أكثر عرضة للإصابة بداء السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
- تغيّرات في الذاكرة أو الاستيعاب. قد يؤثر ارتفاع ضغط الدم غير المُعالَج على قدرتك على التفكير والتذكر والتعلم.
- الخَرَف. يمكن أن تقيد الشرايين الضيقة أو المسدودة من تدفق الدم إلى الدماغ، ويمكن أن يُسبب ذلك نوعًا من الخَرَف، يُسمى بالخَرَف الوعائي. وقد تؤدي السكتة الدماغية التي تمنع تدفق الدم إلى الدماغ إلى الإصابة بالخَرَف الوعائي.
التشخيص
لتشخيص ارتفاع ضغط الدم، يفحص الطبيب حالتك ويطرح أسئلة حول تاريخك الطبي وأي أعراض لديك. ويستمع الطبيب إلى نبض قلبك باستخدام جهاز يسمى السماعة الطبية.
يُفحص ضغط الدم باستخدام سوار يُلفّ عادة حول ذراعك. ومن المهم أن يكون السوار بمقاس مناسب. فإذا كان كبيرًا جدًا أو صغيرًا جدًا، فقد تختلف قراءات ضغط الدم. ثم يُنفخ السوار باستخدام مضخة يدوية أو أداة صغيرة.
في المرة الأولى التي يُفحص فيها ضغط الدم، ينبغي عادةً قياس ضغط الدم في الذراعين لمعرفة مدى الاختلاف في القراءة بينهما. وبعد ذلك، يجب استخدام الذراع التي تكون قراءاتها أعلى.
يُقاس ضغط الدم بوحدة الملليمتر الزئبقي (ملم زئبقي). تتكون قراءة قياس ضغط الدم من رقمين.
- الرقم العلوي، ويُسمى الضغط الانقباضي. ويقيس الرقم الأول -أو العلوي- الضغط في الشرايين عندما ينبض القلب.
- الرقم السفلي، ويُسمى الضغط الانبساطي. ويقيس الرقم الثاني -أو السفلي- الضغط في الشرايين بين نبضات القلب.
تُشخص الإصابة بارتفاع ضغط الدم إذا كانت قراءة ضغط الدم تساوي 130/80 ملم زئبقي أو أكثر. ويعتمد تشخيص الإصابة بارتفاع ضغط الدم عادةً على متوسط قراءتين أو أكثر تؤخذان في مناسبتين منفصلتين.
يُصنَّف ضغط الدم وفقًا لمدى ارتفاعه. بمعنى أنه يُصنَّف إلى مراحل حسب شدته. ويساعد تصنيف مراحل المرض في توجيه العلاج.
- فرط ضغط الدم من المرحلة الأولى. يتراوح الرقم العلوي بين 130 و139 ملم زئبقي أو يتراوح الرقم السفلي بين 80 و 89 ملم زئبقي.
- فرط ضغط الدم من المرحلة الثانية. يكون الرقم العلوي 140 ملم زئبقي أو أعلى أو يكون الرقم السفلي 90 ملم زئبقي أو أعلى.
وفي بعض الأحيان تكون قراءة الرقم السفلي لضغط الدم عادية (أقل من 80 ملم زئبقي)، بينما يكون الرقم العلوي مرتفعًا. وتُسمى هذه الحالة ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المنعزل. وهذا النوع من ارتفاع ضغط الدم هو الشائع بين من تزيد أعمارهم على 65 عامًا.
الاختبارات
في حال تشخيص الإصابة بارتفاع ضغط الدم، قد يُوصي الطبيب بإجراء فحوص للكشف عن سببه.
- المراقبة المتنقلة. هو أحد الأنواع الأطول لفحوص مرقبة ضغط الدم، ويمكن إجراؤه لقياس ضغط الدم في أوقات منتظمة لمدة 6 ساعات أو 24 ساعة. ويُطلق على هذا الاختبار الفحص بالجهاز المتنقل لمراقبة ضغط الدم. غير أن الأجهزة المستخدمة في هذا الفحص ليس متوفرة في كل المراكز الطبية. لذلك تجب مراجعة شركة التأمين لمعرفة ما إذا كان الفحص بالجهاز المتنقل لمراقبة ضغط الدم خاضعًا للتغطية أم لا.
- الفحوص المختبرية. تُجرى تحاليل للدم والبول للكشف عن المشكلات الصحية التي قد تكون سببًا في ارتفاع ضغط الدم أو تفاقمه. فعلى سبيل المثال، تُجرى بعض التحاليل لقياس مستويات الكوليسترول والسكر في الدم. ويمكن أيضًا إجراء فحوص مختبرية للتحقق من وظائف الكلى والكبد والغدة الدرقية.
- تخطيط كهربية القلب. يقيس هذا الفحص السريع وغير المؤلم النشاط الكهربائي للقلب. ويمكنه أن يبيّن مدى سرعة ضربات القلب أو بطئها. وتُلصَق أثناء الفحص مستشعرات -تسمى أقطاب كهربية- على الصدر وأحيانًا على الذراعين أو الساقين. وتتصل المستشعرات عن طريق الأسلاك بجهاز يعرض النتائج أو يطبعها.
- مخطط صدى القلب. يستخدم هذا الفحص غير المتوغل موجات صوتية لالتقاط صور مفصلة للقلب أثناء نبضه. ويوضح الفحص كيفية انتقال الدم عبر القلب وصماماته.
قياس ضغط دمك في المنزل
قد يقترح الطبيب أيضًا فحص ضغط دمك بانتظام في المنزل. فمراقبة الضغط في المنزل طريقة فعّالة لقياس ضغط الدم. كما أنها تساعد الأطباء على معرفة ما إذا كان دواؤك فعّالاً أم يزداد مرضك سوءًا.
وتتوفر أجهزة قياس ضغط الدم المنزلية في المتاجر المحلية والصيدليات.
للحصول على قياس دقيق لضغط الدم، توصي جمعية القلب الأمريكية باستخدام جهاز قياس بسوار يحيط بالجزء العلوي من ذراعك، عند توفُّره.
ولا تنصح جمعية القلب الأمريكية باستخدام الأجهزة التي تقيس ضغط الدم من الرسغ أو الإصبع لأنها قد تعطي نتائج أقل موثوقية.
العلاج
يمكن أن يساعدك تغيير نمط حياتك في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم وعلاجه. ومن التغييرات في نمط الحياة التي قد يوصي الطبيب بإجرائها ما يلي:
- اتباع نظام غذائي مفيد لصحة القلب ويحتوي على كمية قليلة من الملح
- ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام
- الحفاظ على وزن صحي أو إنقاص الوزن
- الحد من تعاطي الكحوليات
- عدم التدخين
- النوم فترة من 7 و9 ساعات يوميًا
لكن في بعض الأحيان لا تكفي تغييرات نمط الحياة وحدها في علاج ارتفاع ضغط الدم. فإذا لم تساعدك هذه التغيرات في نمط الحياة، فقد يوصي الطبيب ببعض الأدوية لخفض ضغط الدم.
الأدوية
يعتمد تحديد نوع الدواء المستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم على حالتك الصحية العامة ومدى ارتفاع ضغط الدم. ويأتي اثنان أو أكثر من أدوية ضغط الدم غالبًا بنتيجة أفضل من الدواء الواحد. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت للتعرف على أكثر الأدوية أو التركيبات الدوائية فعاليةً بالنسبة لك.
من المهم كذلك عند تناول أدوية ضغط الدم معرفة مستوى ضغط الدم المنشود. يجب أن يكون هدف علاجك لضغط الدم جعله أقل من 130/80 ملم زئبقيًا إذا:
- كنتَ شخصًا بالغًا سليمًا عُمرك 65 عامًا أو أكثر
- كنتَ شخصًا بالغًا سليمًا دون 65 عامًا ومعرضًا بنسبة 10% أو أكثر لخطر الإصابة بمرض قلبي وعائي في السنوات العشر المقبلة
- كنت مصابًا بمرض الكلى المزمن أو داء السكري أو مرض الشرايين التاجية
يمكن أيضًا أن يختلف ضغط الدم المثالي المستهدف باختلاف العمر والحالة الصحية، خصوصًا إذا كان عمرك أكبر من 65 عامًا.
ومن الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم:
-
حبوب الماء (مدرّات البول). تساعد هذه الأدوية في إخراج الصوديوم والماء من الجسم. وغالبًا ما تكون هذه الأدوية غالبًا أول أدوية تُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
توجد فئات مختلفة من مدرّات البول، ومنها الثيازيد ومدرات البول العروية والمعوّضة للبوتاسيوم. وتعتمد توصية الطبيب بأحدها على قياسات ضغط الدم والحالات المَرَضية الأخرى، مثل مرض الكلى أو فشل القلب. ومن مدرّات البول الشائع استخدامها لعلاج ضغط الدم كلورثاليدون وهيدروكلوروثيازيد (Microzide) وغيرهما.
ومن الآثار الجانبية الشائعة لها زيادة التبوُّل. يمكن أن تقلل كثرة التبول من مستويات البوتاسيوم. ويحتاج القلب كي ينبض بشكل صحيح إلى التوازن الجيد في محتوى الجسم من البوتاسيوم. وإذا انخفض مستوى البوتاسيوم (نقص بوتاسيوم الدم)، فقد يصف الطبيب مدر بول معوّضًا للبوتاسيوم يحتوي على التريامتيرين.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين. تساعد هذه الأدوية على إرخاء الأوعية الدموية، وذلك عن طريق منعها تكوُّن المادة الكيميائية الطبيعية التي تُضيِّق الأوعية الدموية. وتشمل تلك الأدوية ليسينوبريل (Prinivil وZestril) وبينازيبريل (Lotensin) وكابتوبريل وغيرها.
- حاصرات مستقبلات الأنغيوتنسين 2. تعمل هذه الأدوية أيضًا على إرخاء الأوعية الدموية، وذلك عن طريق منعها عمل المادة الكيميائية الطبيعية التي تُضيِّق الأوعية الدموية وليس منع تكوُّنها. تشمل حاصرات مستقبلات الأنغيوتنسين كانديسارتان (Atacand) وأيوسارتان (Cozaar) وغيرهما.
-
محصرات قنوات الكالسيوم. تساعد هذه الأدوية على إرخاء عضلات الأوعية الدموية. وبعضها يُبطِئ من سرعة القلب. وتشمل هذه الأدوية الأملوديبين (Norvasc) وديلتيازيم (Cardizem وTiazac وغيرهما) وأدوية غيرها. قد يكون مفعول محصرات قنوات الكالسيوم أفضل من مثبطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين وحدها لدى كبار السن وأصحاب البشرة السمراء.
لا تأكل منتجات الجريب فروت أو تشربها عند تناوُل حاصرات قنوات الكالسيوم. فالجريب فروت يزيد من مستويات بعض محصرات قنوات الكالسيوم في الدم، ما قد يُشكل خطرًا. تحدَّث مع الطبيب أو الصيدلاني إذا ساورك القلق بشأن التفاعلات الدوائية.
بعض الأدوية الأخرى المستخدمة أحيانًا لعلاج ارتفاع ضغط الدم
إذا كنت تواجه صعوبة في الوصول إلى مستوى ضغط الدم المستهدف باستخدام مجموعة الأدوية المذكورة أعلاه، فقد يصف لك الطبيب الأدوية التالية:
- حاصرات مستقبلات ألفا. تقلِّل هذه الأدوية الإشارات العصبية الموجهة إلى الأوعية الدموية، ومن ثمّ تساعد في الحد من آثار المواد الكيميائية الطبيعية التي تؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية. ومن هذه الأدوية دوكسازوسين (Cardura) وبرازوسين (Minipress) وغيرهما.
- حاصرات مستقبلات ألفا-بيتا. تعوق حاصرات مستقبلات ألفا-بيتا وصول الإشارات العصبية إلى الأوعية الدموية وتعمل على إبطاء معدل نبضات القلب، وتقلل كذلك كمية الدم التي يجب ضخها عبر هذه الأوعية. ومن هذه الأدوية كارفيديلول (Coreg) ولابيتالول (Trandate).
-
حاصرات مستقبلات بيتا. تعمل هذه الأدوية على تخفيف عبء العمل الواقع على القلب، وتُوسّع الأوعية الدموية، ويؤدي ذلك إلى مساعدة القلب على النبض ببطء وبجهد أقل. ومن هذه الأدوية أتينولول (Tenormin) وميتوبرولول (Lopressor وToprol-XL وKapspargo sprinkle) وغيرهما.
لا تُوصف حاصرات مستقبلات بيتا وحدها عادةً. فقد تزيد فعاليتها عند استخدامها مع بعض أدوية ضغط الدم الأخرى.
- مضادات الألدوستيرون. يمكن استخدام هذه الأدوية لعلاج فرط ضغط الدم المقاوم للأدوية. تعمل هذه الأدوية عن طريق وقف تأثير المواد الكيميائية الطبيعية التي يمكن أن تؤدي إلى تراكم الأملاح والسوائل في الجسم. ومن هذه الأدوية سبيرونولاكتون (Aldactone) وإيبليرينون (Inspra).
-
مثبطات الرينين. يبطئ دواء الألسكيرين (Tekturna) إفراز إنزيم الرينين، وهو إنزيم تفرزه الكلى ويبدأ سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تعمل على زيادة ضغط الدم.
ونظرًا إلى احتمال حدوث مضاعفات خطيرة لهذا الدواء مثل السكتة الدماغية، يحظر تناول الألسكيرين مع مثبطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين أو حاصرات مستقبلات الأنغيوتنسين.
- موسعات الأوعية الدموية. تمنع هذه الأدوية شد العضلات في جدران الشرايين، ومن ثم يحول ذلك دون حدوث ضيق في الشرايين. ومن هذه الأدوية هيدرالازين ومينوكسيديل.
- الأدوية مركزية المفعول. تمنع هذه الأدوية الدماغ من إرسال إشارات إلى الجهاز العصبي لزيادة سرعة القلب وتضييق الأوعية الدموية. ومن هذه الأدوية كلونيدين (Catapres وKapvay) وغوانفاسين (Intuniv) وميثيلدوبا.
يجب دائمًا أخذ أدوية ضغط الدم وفقًا لتعليمات الطبيب. احرص كذلك دائمًا على عدم تفويت أي جرعة أو التوقف المفاجئ عن أخذ أدوية ضغط الدم. فقد يسبب التوقف عن أخذ أدوية معينة مثل حاصرات مستقبلات بيتا ارتفاعًا حادًا في ضغط الدم، وهو ما يُعرف بفرط ضغط الدم الارتدادي.
استشر الطبيب بشأن الحلول المناسبة في حال تفويت جرعات بسبب ارتفاع تكلفة الأدوية أو وجود آثار جانبية لها أو نسيان تناولها. ولكن يحظر تغيير العلاج دون توجيه من الطبيب.
علاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم
قد تكون مصابًا بفرط الضغط المقاوم في الحالات التالية:
- إذا كنت تتناول على الأقل ثلاثة أدوية مختلفة لضغط الدم، بما في ذلك دواء مُدر للبول. ومع ذلك، يظل ضغط دمك مرتفعًا ويقاوم الانخفاض.
- إذا كنت تتناول أربعة أدوية مختلفة للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم. وفي هذه الحالة، على طبيبك البحث عن سبب ثانٍ محتمَل لارتفاع ضغط الدم لديك.
لا تعني الإصابة بفرط ضغط الدم المقاوم أن ضغط الدم لن ينخفض على الإطلاق. بل إذا تمكنت بمساعدة طبيبك من تحديد سبب الحالة، يمكن وضع خطة علاج أكثر فاعلية.
وقد يشتمل علاج فرط ضغط الدم المقاوم على عدة خطوات، نذكر منها ما يلي:
- تغيير أدوية ضغط الدم للعثور على أفضل تركيبة وجرعة.
- مراجعة جميع أدويتك، بما في ذلك تلك التي تم شراؤها من دون وصفة طبية.
- قياس ضغط الدم في المنزل لمعرفة ما إذا كان ارتفاع ضغط الدم ينتج عن ذهابك إلى المواعيد الطبية. وتُعرَف هذه الحالة باسم فرط ضغط الدم بسبب المعطف الأبيض.
- اتباع نظام غذائي صحي والسيطرة على الوزن وإجراء تغييرات أخرى موصى بها في نمط الحياة.
ارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الحمل
إذا كنتِ حاملاً ومصابة بارتفاع ضغط الدم، ناقشي مع الطبيب كيفية السيطرة على ضغط الدم أثناء فترة الحمل.
العلاجات المستقبلية المحتملة
يعكف الباحثون على دراسة استخدام الحرارة لتدمير أعصاب محددة في الكلية والتي قد تلعب دورًا في فرط ضغط الدم المقاوم. وتُعرَف هذه الطريقة باسم إزالة العصب الكلوي. وقد أظهرت دراسات سابقة بعض الفوائد. لكن كشفت بعض الدراسات الأكثر دقة أن العلاج لا يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بدرجة ملحوظة لدى المصابين بفرط ضغط الدم المقاوِم. وثمة مزيد من البحث الجاري لتحديد الدور الذي ربما يؤديه هذا الأسلوب في علاج فرط ضغط الدم.
الرعاية الذاتية
يمكن أن يساعد الالتزام بنمط حياة صحي في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والسيطرة عليه. جرِّب هذه الاستراتيجيات المفيدة لصحة القلب:
- تناوَل الأطعمة الصحية. اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا. وجرِّب الأنظمة الغذائية المخصصة لوقف ارتفاع ضغط الدم. واختر الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدواجن، والأسماك والألبان قليلة الدسم. وحاول تناول الكثير من البوتاسيوم من مصادر طبيعية، وهو يساعد في خفض ضغط الدم. ينبغي كذلك تقليل تناوُل الدهون المشبعة والمتحولة.
- قلل من تناول الملح. يمكن أن تكون اللحوم المصنعة والأطعمة المعلبة والحساء المعد للتداول التجاري ووجبات العشاء المجمدة وأنواع معينة من الخبز من المصادر الخفية للملح. لذلك راجع ملصقات المعلومات التغذوية لمعرفة محتوى الصوديوم. قلل من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم. والقدر المثالي لمعظم البالغين هو 1500 ملليغرام من الصوديوم يوميًا. ولكن استشر الطبيب لمعرفة المقدار الأنسب لك.
- قلل من تناول الكحوليات. يمكن للكحول أن يرفع ضغط دمك حتى لو كنت بصحة جيدة. إذا اخترت تناول المشروبات الكحولية، فاشربها باعتدال. ويعني ذلك بالنسبة للبالغين الأصحاء تناول مشروب واحد في اليوم للنساء ومشروبين في اليوم للرجال. حيث تعادل الكأس الواحدة 12 أونصة (355 ملليلتر) من البيرة أو 5 أونصات (148 ملليلتر) من النبيذ أو 1.5 أونصة (44 ملليلتر) من الشراب بمعدل 80 وحدة كحول معيارية.
- امتنع عن التدخين. يُصيب التَّبغ جُدران الأوعية الدموية ويسرع عملية تصلُّب الشرايين. فإذ كنت مدخنًا، اسأل الطبيب عن استراتيجيات تساعدك في الإقلاع عن التدخين.
- حافظ على وزن صحي. إذا كان وزنك زائدًا أو كنت مصابًا بالسمنة، فقد يساعد فقدان الوزن في السيطرة على ضغط الدم وتقليل احتمالات حدوث مضاعفات. استعلم من الطبيب عن الوزن الأمثل بالنسبة لك. بشكل عام، ينخفض ضغط الدم بحوالي 1 ملم زئبقي مع كل 2.2 رطل (كيلوغرام واحد) ينقُص من الوزن. بل إن كل كيلوغرام ينقص من الوزن يُفيد للغاية في خفض ضغط الدم لدى المصابين بارتفاعه.
-
مارس مزيدًا من التمارين الرياضية. تحافظ ممارسة الرياضة بانتظام على صحة الجسم إذ يمكنها خفض ضغط الدم وتخفيف التوتر والسيطرة على زيادة الوزن وتقليل احتمال الإصابة بأمراض مزمنة. اجعل هدفك ممارسة تمارين هوائية معتدلة الشدة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا أو ممارسة تمارين هوائية مرتفعة الشدة لمدة 75 دقيقة أسبوعيًا.
وإذا كنت مصابًا بارتفاع ضغط الدم، فيمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية المتوسطة والشديدة بانتظام على تقليل قراءة الرقم العلوي لضغط الدم بنحو 11 ملم زئبقي والرقم السفلي بنحو 5 ملم زئبقي.
- احرص على اتباع عادات نوم جيدة. قد يُسبب انخفاض جودة النوم زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وغيره من الأمراض المزمنة. ينبغي أن يحرص البالغون على النوم لمدة من 7 إلى 9 ساعات يوميًا. بينما يحتاج الأطفال غالبًا إلى النوم لمدة أطول. التزم بالنوم والاستيقاظ منه في الوقت ذاته كل يوم، بما في ذلك أيام العطلات الأسبوعية. وإذا كنت تواجه مشكلة في النوم، فتحدث مع الطبيب عن الاستراتيجيات التي يمكن أن تفيدك في هذا الصدد.
- تحكَّم في التوتر. حاول اكتشاف طرق تخفف بها من حدة التوتر والضغط العصبي. من طرق تخفيف التوتر زيادة معدل ممارسة الرياضة والتدرب على التركيز الذهني والتواصل مع الآخرين في مجموعات الدعم.
- جرب التنفس العميق البطيء. تدرَّب على التنفس ببطء وعمق لمساعدتك على الاسترخاء. تشير بعض الأبحاث إلى أن التنفس المنظم والبطيء (من 5 إلى 7 أنفاس عميقة في الدقيقة) وأساليب التركيز الذهني يمكنهما أن يخفضا ضغط الدم. وتتوفر أجهزة يمكنها أن تساعد في دعم التنفس العميق البطيء. وتشير لجمعية القلب الأمريكية إلى أن التنفس مساعدة الأجهزة قد يكون خيارًا معقولاً غير دوائي لخفض ضغط الدم. وقد يكون خيارًا جيدًا إذا كان ارتفاع ضغط الدم مصحوبًا بالقلق، أو في حال عدم قدرة الجسم على تحمُّل العلاجات القياسية.
الطب البديل
إن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة هما أفضل طريقتين لخفض ضغط الدم. ولكن يُروَّج لبعض المكملات الغذائية على أنها مفيدة لصحة القلب. ومن بين هذه المكملات الغذائية، ما يلي:
- الألياف، مثل نخالة القمح وبذور القطونا
- المعادن، مثل الماغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم
- حمض الفوليك
- المكملات الغذائية أو المُنتجات التي تزيد أكسيد النتريك أو تُوسِّع الأوعية الدموية، مثل الكاكاو، والإنزيم المُساعد Q10، وأقراص إل-أرجينين، والثوم
- أحماض أوميغا-3 الدُّهنية الموجودة في الأسماك الدهنية، والمُكمِّلات الغذائية التي تحتوي على زيت السمك بجرعات عالية، وبذور الكتان
وتدرُس بعض الأبحاث كذلك قدرة فيتامين D على خفض ضغط الدم، ولكن لا تزال الدلائل متضاربة. لذا ينبغي إجراء المزيد من الأبحاث.
استشِر طبيبك قبل إضافة أي من هذه المكمّلات الغذائية إلى علاج ضغط الدم. فقد تتفاعل بعض المكمّلات الغذائية مع الأدوية، وتتسبَّب في آثار جانبية خطيرة يمكن أن تهدد حياتك.
التنفّس العميق أو التركيز الذهني هو أحد أساليب الطب البديل التي يمكن أن تساعدك على الاسترخاء. فهذه الممارسات قد تؤدي إلى خفض مستوى ضغط الدم مؤقتًا.
التأقلم والدعم
ارتفاع ضغط الدم ليس أمرًا يمكن علاجه ثم تجاهله، ولكنه حالة مَرَضية تتطلب فحوصًا طبية منتظمة. ومن الخطوات التي يمكنك اتباعها للسيطرة على هذه الحالة المَرَضية ما يلي:
- المواظبة على الأدوية طبقًا لتعليمات الطبيب. إذا واجهتك مشكلات بسبب الآثار الجانبية للعلاج أو تكلفته، فاسأل طبيبك عن الخيارات الأخرى الممكنة. لكن لا تتوقف عن أخذ أدويتك دون استشارة الطبيب أولاً.
- تحديد مواعيد للفحوص الطبية المنتظمة. يحتاج العلاج الناجح لارتفاع ضغط الدم جهدًا جماعيًا. لذا تعاون مع طبيبك للوصول بضغط الدم إلى مستوى آمن، وحافظ عليه. واعرف مستوى ضغط الدم الذي ينبغي استهدافه.
- اختيار العادات الصحية. احرص على تناول الأطعمة الصحية وإنقاص الوزن الزائد وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام. قلل من تناول الكحوليات. أقلع عن التدخين إن كنت مدخنًا.
- السيطرة على التوتر. ارفض المهام الإضافية، وتخلص من الأفكار السلبية، وحافظ على الصبر والتفاؤل.
- طلب المساعدة. قد يكون من الصعب الالتزام بتغييرات نمط الحياة، وخاصة إذا كنت لا تلاحظ أو تشعر بأي أعراض لارتفاع ضغط الدم. لكن قد يفيدك طلب المساعدة من أصدقائك وأفراد عائلتك لتحقيق أهدافك.
- الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم. قد يفيدك الحديث عن أي مخاوف لديك مع الآخرين ممن يمرون بظروف مماثلة.
الاستعداد لموعدك
إذا كنت تعتقد أنك مصاب بارتفاع ضغط الدم، حدد موعدًا مع طبيبك لفحص ضغط دمك. ويُفضل ارتداء قميص بأكمام قصيرة عند حضور الموعد الطبي بحيث يمكن إحكام سوار قياس ضغط الدم حول ذراعك بسهولة.
لا تحتاج إلى إجراء أي تحضيرات خاصة قبل اختبار ضغط الدم. لكن للحصول على قراءة دقيقة لضغط الدم؛ ينبغي تجنُّب تناول الكافيين وممارسة التمارين الرياضية وتعاطي التبغ لمدة 30 دقيقة على الأقل قبل إجراء الاختبار.
ونظرًا إلى أن بعض الأدوية يمكنها أن ترفع ضغط الدم، فينبغي أن تحضر قائمة بجميع الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية الأخرى التي تتناولها لعرضها على الطبيب في موعدك. ولا تتوقف عن تناول أي دواء إلا بعد استشارة طبيبك.
قد يكون وقت الموعد الطبي قصيرًا. وغالبًا ما تكون هناك أمور كثيرة ترغب في مناقشتها، لذلك يستحسن أن تكون مستعدًا لموعدك استعدادًا جيدًا. وإليك بعض المعلومات لمساعدتك في الاستعداد للموعد الطبي.
ما يمكنك فعله؟
- دوِّن أي أعراض تظهر لديك. نادرًا ما يكون ارتفاع ضغط الدم مصحوبًا بأعراض، لكنه أحد عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب. أخبر الطبيب إذا ظهرت عليك أعراض مثل آلام الصدر أو ضيق النفس، فسيساعده هذا في تحديد مستوى العلاج المطلوب لارتفاع ضغط الدم لديك.
- دوِّن المعلومات الطبية المهمة، ومنها التاريخ العائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول أو أمراض القلب أو السكتات الدماغية أو أمراض الكلى أو السكري، وأي ضغوط كبيرة أو تغيّرات طرأت على حياتك مؤخرًا.
- أعدَّ قائمة بجميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكمِّلات الغذائية التي تتناولها، واذكر جرعاتها.
- اصطحب أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء معك إن أمكن. ففي بعض الأحيان، يكون من الصعب تذكر كل المعلومات المقدمة لك خلال موعدك الطبي. وقد يتذكر الشخص المُرافق شيئًا قد فاتك أو نسيته.
- استعد للحديث عن نظامك الغذائي وعاداتك الرياضية. إذا كنت لا تتبع نظامًا غذائيًّا أو نظامًا لممارسة التمارين الرياضية، فاستعد للحديث مع الطبيب عن أي تحديات قد تواجهها عند البدء.
- دوِّن الأسئلة التي تريد طرحها على الطبيب.
سيساعدك تحضير قائمة بالأسئلة أنت والطبيب على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من وقتكما معًا. رتّب أسئلتك من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية تحسبًا لنفاد الوقت. فيما يلي بعض الأسئلة الأساسية التي يمكنك طرحها على الطبيب بشأن ارتفاع ضغط الدم:
- ما أنواع الفحوص التي أحتاج إلى إجرائها؟
- ما مستوى ضغط الدم المستهدف لحالتي؟
- هل أحتاج إلى أي أدوية؟
- هل هناك بديل جَنيس للدواء الذي تصفه لي؟
- ما الأغذية التي ينبغي لي تناوُلها أو تجنُّبها؟
- ما مستوى النشاط البدني الملائم؟
- كم عدد المرات التي أحتاج فيها إلى فحص ضغط دمي؟
- هل يجب عليَّ قياس ضغط دمي في المنزل؟
- لديّ مشكلات صحية أخرى. كيف يُمكنني التعامل معها معًا على أفضل نحو؟
- هل هناك أي منشورات أو مطبوعات أخرى يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصح بزيارتها؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى تطرأ لك.
ما يمكن أن يقوم به الطبيب
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عدة أسئلة. سيوفر استعدادك للإجابة عليها الوقت الكافي لمناقشة أي نقاط تريد قضاء المزيد من الوقت في التحدث عنها. فقد يطرح عليك الطبيب الأسئلة التالية:
- هل لديك تاريخ مَرضي عائلي يتعلق بارتفاع نسبة الكوليسترول، أو ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب؟
- ما عاداتك في النظام الغذائي الذي تتبعه أو التمارين الرياضية التي تمارسها؟
- هل تتناول المشروبات الكحولية؟ كم كأسًا من المشروبات الكحولية تتناولها في الأسبوع؟
- هل أنت مدخن؟
- متى كانت آخر مرة فحصت فيها ضغط الدم؟ كيف كانت النتائج؟
ما الذي يُمكنُك القِيام به في هذه الأثناء؟
كلما سارعت بإجراء تغييرات صحية على نمط حياتك مثل الإقلاع عن التدخين، وتناول الأطعمة الصحية، وممارسة مزيد من التمارين الرياضية، كان ذلك أفضل لك بالتأكيد. فتلك هي الطرق الأساسية للوقاية من ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته، بما في ذلك النوبة القلبية والسكتة الدماغية.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use