ارتفاع ضعط الدم لدى الأطفال
قد يُصاب الأطفال بارتفاع ضغط الدم للأسباب نفسها التي تسبب إصابة البالغين به، ومنها الوزن الزائد وسوء التغذية وقلة ممارسة التمارين الرياضية.
نظرة عامة
ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال هو وصول ضغط الدم إلى نسبة 95 في المئة أو أعلى لدى الأطفال المماثلين لطفلك في جنسه وعمره وطوله. ولا يوجد نطاق بسيط مستهدف لتحديد ارتفاع ضغط الدم لدى جميع الأطفال، إذ إن ما يعتبر عاديًا يتغيّر بنمو الطفل. رغم ذلك، فإن ضغط الدم المرتفع في حالة المراهقين هو نفسه لدى البالغين، أي عندما تكون قراءة الضغط أكبر من أو تساوي 80/130 ملليمترًا زئبقيًا.
وكلما كان الطفل أصغر سنًا، كان من الأرجح أن يكون ارتفاع ضغط الدم ناتجًا عن حالة طبية محددة ومعروفة. وقد يُصاب الأطفال الأكبر سنًا بارتفاع ضغط الدم للأسباب نفسها لدى البالغين، ومنها الوزن الزائد وسوء التغذية وقلة ممارسة التمارين الرياضية.
يمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة -مثل اتباع نظام غذائي مفيد لصحة القلب منخفض الملح (الصوديوم) وزيادة ممارسة التمارين الرياضية- على خفض ضغط الدم المرتفع لدى الأطفال. إلا أن تناول الأدوية قد يكون ضروريًا لبعض الأطفال.
الأعراض
عادةً لا يسبب ارتفاع ضغط الدم أعراضًا. ومع ذلك، فإن العلامات والأعراض التي قد تُنذر بوجود حالة ارتفاع ضغط دم طارئة (نوبة ارتفاع ضغط الدم) تشمل ما يلي:
- الصداع
- النوبات المرضية
- القيء
- آلام الصدر
- ضربات قلبية سريعة أو متذبذبة أو ثقيلة (خفقان)
- ضيق النفَس
إذا ظهر على طفلك أي من تلك الأعراض أو العلامات، فاطلب رعاية طبية عاجلة.
متى تزور الطبيب
ينبغي قياس ضغط الدم لدى طفلك خلال الزيارات الدورية التي تتضمن الفحص الجيد للطفل، بدايةً من عمر 3 سنوات، كما يجب قياسه باستمرار في حالة إصابة طفلك بارتفاع ضغط الدم.
وفي حالة إصابة طفلك بحالة مرضية قد تتسبب في زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم، ويشمل ذلك الولادة المبكرة وانخفاض وزن الطفل عند الولادة وأمراض القلب الخلقية ومشكلات محدّدة في الكلى، فقد يبدأ قياس ضغط الدم في أقرب وقت بعد الولادة.
وإذا انتابتك مخاوف تتعلق بوجود عامل من عوامل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى طفلك مثل الإصابة بالسمنة، فاستشر طبيب الطفل.
الأسباب
غالبًا ما يرتبط ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال الأصغر سنًّا بأمراض صحية أخرى، مثل عيوب القلب أو أمراض الكلى أو الحالات الوراثية أو الاضطرابات الهرمونية. ويكون الأطفال الأكبر سنًّا، خاصةً الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد، أكثر عرضة لحدوث فرط ضغط الدم الأولي. ويحدث هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم من تلقاء نفسه، من دون أسباب كامنة.
عوامل الخطورة
تعتمد عوامل خطر ارتفاع ضغط الدم لدى طفلك على الظروف الصحية والوراثة وعوامل نمط الحياة.
ضغط الدم المرتفع الأساسي (الجوهري)
يحدث فرط ضغط الدم الأولي من تلقاء نفسه، دون سبب محدّد. غالبًا ما يحدث هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال من عمر 6 سنوات فأكثر. من عوامل خطر الإصابة بفرط ضغط الدم الأولي ما يلي:
- الوزن الزائد أو السمنة
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بضغط الدم المرتفع
- داء السكري من النوع الثاني أو ارتفاع مستوى السكر في الدم أثناء الصيام
- ارتفاع نسبة الكوليسترول
- تناول كميات كبيرة من الملح
- أن تكون من أصحاب البشرة الداكنة أو من أصول هسبانية
- أن تكون ذكرًا
- التدخين أو التعرض للتدخين السلبي
- قلة الحركة
ارتفاع ضغط الدم الثانوي
يحدث ارتفاع ضغط الدم الثانوي بسبب حالة أخرى. ويشيع بصورة أكبر بين الأطفال الصغار. من أسباب ارتفاع ضغط الدم الأخرى ما يلي:
- داء الكلى المزمن
- داء الكلى متعدد الكيسات
- مشكلات في القلب، مثل الضيق الشديد (انقباض) في الشريان الأورطي
- اضطرابات الغدة الكظرية
- زيادة نشاط الغدة الدرقية (فرط الدرقية)
- تضيُق الشريان الموصل إلى الكلى (تضيق الشريان الكلوي)
- اضطرابات النوم، وخاصة انقطاع النفس الانسدادي النومي
- عقاقير وأدوية معينة، من بينها العقاقير المستخدمة لعلاج احتقان الأنف (عقاقير إزالة الاحتقان)، والمنبهات المستخدمة لعلاج اضطراب نقص الانتباه الملازم لفرط النشاط، والكافيين، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والاستيرويدات
- الكوكايين والميثامفيتامين والعقاقير المماثلة
المضاعفات
من المرجَّح أن الأطفال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أن يستمر معهم كبالغين ما لم يعالَج.
إذا استمر ارتفاع ضغط الدم لدى طفلكَ في فترة بلوغه، فقد يكون طفلكَ معرضًا للمخاطر التالية:
- السكتة الدماغية
- النَّوبة القلبية
- فشل القلب
- مرض الكلى
الوقاية
يمكن حماية الأطفال من ارتفاع ضغط الدم عن طريق إجراء نفس التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد على علاجه، مثل التحكم في وزن طفلك، وتوفير نظام غذائي صحي قليل الملح (الصوديوم)، وتشجيع طفلك على ممارسة الرياضة.
يمكن أحيانًا السيطرة على ارتفاع ضغط الدم الناتج عن حالة أخرى، أو حتى الوقاية منه، عن طريق علاج الحالة التي تُسبب ذلك.
التشخيص
سيُجري الطبيب فحصًا جسديًا وسيطرح أسئلة عن التاريخ الطبي للطفل وتاريخ أفراد العائلة المصابين بارتفاع ضغط الدم، وعن التغذية ومستوى النشاط.
سيقيس الطبيب ضغط دم طفلك. ولقياس ضغط الدم بدقة، يجب استخدام سوار ضغط الدم ذي الحجم الصحيح. ومن المهم أيضًا قياس ضغط الدم بطريقة صحيحة في بيئة هادئة مع جلوس الطفل مستريحًا. قد يُقاس ضغط دم الطفل مرتين أو أكثر في الزيارة الواحدة تحريًا للدقة.
وكي تُشخص إصابة طفلك بارتفاع ضغط الدم، فلا بد أن يكون ضغط دمه أعلى من الطبيعي عند قياسه في الزيارات الثلاث الأخيرة للطبيب.
وفي حال تشخيص طفلك بارتفاع ضغط الدم، فمن الضروري تحديد ما إذا كان أوليًّا أو ثانويًّا. يمكن استخدام الاختبارات التالية للكشف عن حالة مرضية أخرى قد تكون مسببة لارتفاع ضغط دم طفلك:
- اختبارات الدم للتحقق من وظائف الكلى ومستويات الكهارل والكوليسترول ومستويات ثلاثي الغليسريد (الشحوم) لدى الطفل
- اختبار عينة البول (تحليل البول)
- مخطط صدى القلب لالتقاط صور للقلب وتدفق الدم عبر القلب
- التصوير بالموجات فوق الصوتية لكليَتَي الطفل (تصوير الكليتين بالموجات فوق الصوتية)
المراقبة المتنقلة
قد يوصي طبيب طفلك بإجراء مراقبة متنقلة، للتأكد من تشخيص حالته بأنها ارتفاع ضغط الدم. ويستلزم ذلك أن يرتدي طفلك جهازًا يقيس ضغط الدم على مدار اليوم، بما في ذلك أثناء النوم والأنشطة المختلفة.
قد تساعد المراقبة المتنقلة على استبعاد ارتفاع ضغط الدم المؤقت بسبب خوف طفلك أثناء وجوده في عيادة الطبيب (فرط ضغط المعطف الأبيض).
العلاج
إذا شُخّصت حالة الطفل بارتفاع طفيف أو معتدل في ضغط الدم (المرحلة 1 من ارتفاع ضغط الدم)، فمن المرجح أن يقترح طبيب طفلك إدخال تغييرات في نمط الحياة، مثل الالتزام بنظام غذائي مفيد لصحة القلب وممارسة المزيد من التمارين الرياضية قبل اللجوء إلى وصف الأدوية.
وإذا لم تساعد تغييرات نمط الحياة، فقد يوصي طبيب طفلك بدواء لتنظيم ضغط الدم.
إذا شُخّصت حالة طفلك بارتفاع حاد في ضغط الدم (المرحلة 2 من ارتفاع ضغط الدم)، فمن المرجح أن يوصي طبيب طفلك بأدوية لضغط الدم.
قد تشمل الأدوية ما يلي:
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE). تساعد هذه الأدوية على إرخاء الأوعية الدموية للطفل عن طريق منع تكون مادة كيميائية طبيعية تتسبب في تضييق الأوعية الدموية. ويساعد هذا على سهولة تدفق دم الطفل، ومن ثم خفض ضغط الدم.
- حاصرات مستقبِلات الأنجيوتنسين 2. تساعد هذه الأدوية على إرخاء الأوعية الدموية عن طريق منع تكون مادة كيميائية تتسبب في تضييق الأوعية الدموية لطفلك.
- محصرات قنوات الكالسيوم. تساعد هذه الأدوية على إرخاء عضلات الأوعية الدموية لطفلك وقد تسبب إبطاء معدل نبضات قلبه.
- مدرات البول. تُسمى هذه المدرات أيضًا حبوب الماء، وتعمل مع كلى طفلك لمساعدته على التخلص من الصوديوم والماء، ومن ثَم خفض ضغط الدم.
سيخبرك طبيب طفلك بالمدة التي ينبغي أن يستمر طفلك في تناول الدواء فيها. وإذا كان ضغط الدم المرتفع لدى طفلك ناتجًا عن السمنة، فربما يكون إنقاص الوزن بديلاً لتناول أي أدوية. وقد يؤدي علاج الحالات الطبية الأخرى لدى طفلك أيضًا إلى السيطرة على ضغط دمه.
رغم قلة المعلومات المتوفرة عن الآثار طويلة المدى لأدوية ضغط الدم على نمو الطفل وتطوره، فإن تناول العديد من هذه الأدوية آمن بشكل عام في فترة الطفولة.
الرعاية الذاتية
يُعالَج ارتفاع ضغط الدم بالطريقة نفسها عند الأطفال والبالغين، وعادةً ما تبدأ بإجراء تغييرات في نمط الحياة. حتى إذا كان طفلك يتناول أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، فإن تغيير نمط الحياة يمكن أن يساعد في تعزيز مفعول تلك الأدوية.
- التحكم في وزن طفلك. إذا كان وزن طفلك زائدًا، فإن الوصول إلى وزن صحي أو الحفاظ على الوزن نفسه مع زيادة الطول قد يسهم في خفض ضغط الدم.
- اتباع الطفل لنظام غذائي صحي. شجِّع طفلك كي يتبع نظامًا غذائيًا مفيدًا لصحة قلبه، مع التركيز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة ومشتقات الحليب قليلة الدسم ومصادر البروتين خفيفة الدهن؛ مثل الأسماك والبقوليات، وتقليل الدهون والسكريات.
-
تقليل الملح في نظام طفلك الغذائي. سيساعد تقليل كمية الملح (الصوديوم) في نظام طفلك الغذائي على خفض ضغط الدم لديه. يجب ألا يتناول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و3 أعوام أكثر من 1200 ميليغرام (ملغم) من الصوديوم في اليوم، ويجب ألا يتناول الأطفال الأكبر سنًا أكثر من 1500 ملغم من الصوديوم يوميًا.
قلِّل من الأطعمة المعالَجة، التي غالبًا ما تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم، وقلِّل من تناوُل الطعام في مطاعم الوجبات السريعة، التي تحتوي وجباتها على الكثير من الملح والدهون والسعرات الحرارية.
- التشجيع على ممارسة الأنشطة البدنية. يجب أن يحصل جميع الأطفال على 60 دقيقة من الأنشطة البدنية المتوسطة إلى القوية يوميًا.
- التقليل من وقت الجلوس أمام الشاشات. لتشجيع طفلك كي يكون أكثر نشاطًا، حدِّد وقتًا مخصصًا لمشاهدة التلفاز أو الجلوس أمام الحاسب الآلي أو الأجهزة الأخرى.
- مشاركة أفراد العائلة. سيكون من الصعب على طفلك اتباع نمط حياة صحي إذا لم يتبع باقي أفراد العائلة نظامًا صحيًا في تناول الطعام وممارسة التمارين الرياضية. فكونوا قدوةً حسنة له. وسيستفيد جميع أفراد العائلة حتمًا من تناوُل الطعام الصحي. اصنع جوًا من المرح في العائلة عن طريق اللعب معًا، كقيادة الدراجات أو الاستمتاع بلعبة المطاردة أو الذهاب في نزهة.
الاستعداد لموعدك
سيُفحص ضغط دم طفلك كجزء من الفحص البدني الكامل الروتيني أو أثناء أي موعد مع طبيب أطفال عند الحاجة. تأكَّد من عدم تناول طفلك كافين أو منشِّط آخر قبل فحص ضغط الدم.
ما يمكنك فعله؟
جهِّزْ قائمة بما يلي:
- الأعراض التي لدى طفلك ووقت بدء حدوثها. قلما يصاحب ارتفاع ضغط الدم أعراض ولكنه أحد العوامل الخطرة لاعتلال القلب وأمراض الطفولة الأخرى.
- المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك تاريخ العائلة مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليستيرول في الدم أو أمراض القلب أو السكتة الدماغية أو داء السكري.
- جميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي يتناولها طفلك، بما في ذلك الجرعات.
- عادات طفلك الغذائية وممارسة التمارين الرياضية، بما في ذلك تناول الملح.
- الأسئلة التي قد يكون مطلوبًا طرحها على طبيبك.
فيما يتعلق بارتفاع ضغط الدم، تتضمن بعض الأسئلة الأساسية التي يجب طرحها على الطبيب ما يلي:
- ما هي الفحوصات التي سيحتاج طفلي لإجرائها؟
- هل يحتاج طفلي إلى أدوية؟
- ما نوعية الأطعمة التي يجب أن يتناولها أو يتجنبها؟
- ما مستوى النشاط البدني الملائم؟
- كم مرة عليَّ تحديد مواعيد فحص ضغط دم طفلي؟
- هل عليَّ قياس ضغط دم طفلي في المنزل؟
- هل ينبغي عليَّ استشارة مختص بشأن طفلي؟
- هل لديك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنك تزويدي بها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تَنصحُني بها؟
لا تتردَّدْ في طرح الأسئلة.
ما يمكن أن يقوم به الطبيب
قد يطرح عليك طبيب طفلك أسئلة، مثل:
- متى كانت آخر مرة تم قياس ضغط دم الطفل فيها؟ كم كان قياس ضغط الدم في هذا الوقت؟
- هل تمت ولادة طفلك مبكرًا أو كان وزنه أقل من الطبيعي عندئذ؟
- هل يدخن طفلك أو أي من أفراد العائلة؟
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use