السكتة الدماغية
يُؤدِّي اكتشاف أعراض السكتة الدماغية على الفور إلى علاج أسرع وتَلَف أقل في الدماغ.
نظرة عامة
تحدث السكتة الدماغية الإقفارية عندما تنقطع أو تقل إمدادات الدم عن جزء من الدماغ. ويمنع ذلك أنسجة الدماغ من الحصول على الأكسجين والعناصر المغذية. وتبدأ خلايا الدماغ بالموت خلال دقائق. هناك نوع آخر من السكتات الدماغية هو السكتة الدماغية النزفية. وتحدث عند وجود تسريب أو تمزق في أحد الأوعية الدموية في الدماغ، ما يسبب نزفًا في الدماغ. ويؤدي الدم إلى زيادة الضغط على خلايا الدماغ وإتلافها.
السكتة الدماغية حالة طبية طارئة. ومن الضروري الحصول على العلاج الطبي على الفور. إذ يمكن أن يؤدي الحصول على المساعدة الطبية الطارئة بسرعة إلى تقليل تلف الدماغ ومضاعفات السكتة الدماغية الأخرى.
الخبر السار هو أن عدد الأمريكيين الذين يموتون بالسكتة الدماغية الآن أقل مما كان في الماضي. ويمكن للعلاجات الفعالة أن تساعد أيضًا على الوقاية من الإعاقة الناتجة عن السكتة الدماغية.
الأعراض
إذا اشتبهت في إصابتك أنت أو شخص تعرفه بالسكتة الدماغية، فاحرص على تذكٌّر توقيت بدء ظهور الأعراض. وترفع سرعة التدخل العلاجي فعالية التعافي عقب حدوث السكتة الدماغية.
تشمل أعراض السكتة الدماغية ما يلي:
- صعوبة في التحدث وفهم كلام الآخرين. قد يفقد المريض الذي أصيب بالسكتة الدماغية الوعي، أو يتلعثم في الكلام، أو لا يفهم ما يقال له.
- خَدَر أو ضعف أو شلل في الوجه أو الذراع أو الساق. تظهر هذه الأعراض غالبًا في شق واحد فقط من الجسم. اطلب من المريض رفع ذراعيه فوق رأسه، إذا بدأ أحد الذراعين بالسقوط، فقد يشير ذلك إلى الإصابة بسكتة دماغية. كما أن تدلي أحد جانبي الفم عند التبسم قد يكون علامة على السكتة الدماغية.
- اضطرابات في الرؤية بإحدى العينين أو كلتيهما. قد يجد المريض تشوشًا أو تعتيمًا في الرؤية فجأة بإحدى العينين أو كلتيهما. أو قد يرى الأشياء مزدوجة.
- صداع. قد تكون السكتة الدماغية مصحوبة بصداع شديد مفاجئ. وقد يحدث مع هذا الصداع قيء ودوار واضطراب في الوعي.
- صعوبة في المشي. قد يتعثر المريض المصاب بالسكتة الدماغية أو يفقد توازنه أو يصعب عليه التحكم في الحركة.
متى تزور الطبيب؟
اطلب الرعاية الطبية الفورية إذا لاحظت أي أعراض للسكتة الدماغية، حتى إن بدا أنها تأتي وتذهب أو تختفي تمامًا. فكِّر بطريقة "وجه-ذراع-كلام-وقت"، وافعل ما يلي:
- الوجه. اطلب من الشخص الابتسام. هل يتدلى أحد جانبي الوجه؟
- الذراع. اطلب من الشخص رفع ذراعيه. هل تنحدر ذراع واحدة نحو الأسفل؟ أم أنه غير قادر على رفع ذراع واحدة؟
- الكلام (النطق). اطلب من الشخص تكرار عبارة بسيطة. وانظر هل يتحدث الشخص بكلام متداخل أو مختلف عن المعتاد؟
- الوقت. إذا لاحظت أيًّا من هذه المؤشرات، فاتصل على 911 في الولايات المتحدة (أو رقم الطوارئ المحلي لديك) أو خدمات الطوارئ الطبية على الفور.
اتصل فورًا على 911 في الولايات المتحدة، أو رقم الطوارئ المحلي لديك. ولا تنتظر حتى ترى هل ستتوقف الأعراض أم لا. كل دقيقة لها أهميتها. كلما زادت مدة السكتة الدماغية دون علاج، زاد احتمال تلف الدماغ والإصابة بإعاقة.
إذا كنت مرافقًا لشخص تشتبه في إصابته بسكتة دماغية، فراقبه بعناية أثناء انتظار المساعدة الطارئة.
الأسباب
يوجد سببان أساسيان للسكتة الدماغية. تحدث السكتة الدماغية الإقفارية بسبب انسداد أحد الشرايين في الدماغ. بينما تحدث السكتة الدماغية النزفية بسبب وجود تسرب أو تمزق بأحد الأوعية الدموية في الدماغ. قد يحدث لدى بعض المرضى انقطاع مؤقت لتدفق الدم إلى الدماغ، وهو ما يُعرف باسم النوبة الإقفارية العابرة. ولا تسبب هذه النوبة أي أعراض دائمة.
السكتة الدماغية الإقفارية
السكتة الدماغية الإقفارية هي أكثر أنواع السكتات الدماغية شيوعًا. وتحدث عند تضيُّق الأوعية الدموية في الدماغ أو انسدادها. ويؤدي ذلك إلى انخفاض تدفق الدم، المعروف باسم الإقفار. يمكن أن يحدث انسداد الأوعية الدموية أو تضيُّقها بسبب تراكم الترسّبات الدهنية في الأوعية الدموية. أو قد يحدث بسبب جلطات الدم أو غير ذلك من الحطام الذي ينتقل عبر مجرى الدم من القلب غالبًا. تحدث السكتة الدماغية الإقفارية عندما تستقر الترسّبات الدهنية أو جلطات الدم أو غير ذلك من الحطام في الأوعية الدموية في الدماغ.
تشير بعض الأبحاث المبكرة إلى أن عدوى مرض كوفيد 19 قد تزيد من احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية، لكن ما زالت هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات.
السكتة الدماغية النزفية
تحدث السكتة الدماغية النزفية عندما يحدث تسريب أو تمزق في الأوعية الدموية في الدماغ. ويمكن أن يحدث النزف داخل الدماغ نتيجة حالات كثيرة تؤثر في الأوعية الدموية. وتشمل العوامل المتعلقة بالسكتة الدماغية النزفية ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم الخارج عن السيطرة.
- العلاج الزائد بالأدوية المميعة للدم، تُعرف أيضًا بمضادات التخثر.
- الانتفاخات في نقاط ضعيفة في جدران الأوعية الدموية، المعروفة باسم تمدد الأوعية الدموية.
- إصابة الرأس، كتلك التي تحدث بسبب حادث سيارة.
- الترسّبات البروتينية في جدران الأوعية الدموية التي تؤدي إلى ضعف في جدار الوعاء. ويُعرف ذلك باسم اعتلال الأوعية النشواني في الدماغ.
- السكتة الدماغية الإقفارية التي تؤدي إلى النزف داخل الدماغ.
من الأسباب الأقل شيوعًا للنزف داخل الدماغ تمزق التَشوّه الشرياني الوريدي. والتَشوّه الشرياني الوريدي هو تشابك غير منتظم للأوعية الدموية ذات الجدران الرقيقة.
النوبة الإقفارية العابرة
تشمل النوبة الإقفارية العابرة مجموعة أعراض تشبه أعراض السكتة الدماغية وتستمر لفترة قصيرة، ولكنها لا تؤدي إلى حدوث تلف دائم. تحدث النوبة الإقفارية العابرة نتيجة لانخفاض مؤقت في إمداد الدم إلى جزء من الدماغ. وقد يستمر ذلك لمدة لا تتجاوز خمس دقائق. يُطلق على النوبة الإقفارية العابرة في بعض الأحيان السكتة الدماغية المصغرة.
تحدث النوبة الإقفارية العابرة عندما تؤدي جلطة دموية أو ترسبات دهنية إلى تقليل تدفُّق الدم إلى جزء من الجهاز العصبي أو منعه تمامًا.
اطلب الرعاية الطارئة حتى لو كنت تعتقد أن ما تعرضت له هو نوبة إقفارية عابرة، فمن المستحيل معرفة ما إذا كنت مصابًا بسكتة دماغية أو نوبة إقفارية عابرة استنادًا إلى الأعراض فقط. وفي حالة الإصابة بنوبة إقفارية عابرة، فهذا يعني أن أحد الشرايين الذي يؤدي إلى الدماغ قد يكون مسدودًا جزئيًّا أو مُتضيِّقًا. كذلك تزيد الإصابة بالنوبة الإقفارية العابرة من احتمال الإصابة بسكتة دماغية فيما بعد.
عوامل الخطورة
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وتشمل عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية التي يمكن علاجها ما يلي:
عوامل خطر الأنماط الحياتية
- زيادة الوزن أو السمنة.
- قلة النشاط البدني.
- الإفراط في شرب الكحول.
- استخدام عقاقير غير مشروعة مثل الكوكايين أو الميثامفيتامين.
عوامل الخطر الطبية
- ارتفاع ضغط الدم.
- تدخين السجائر أو التعرُّض للتدخين السلبي.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول.
- السكري.
- انقطاع النفس الانسدادي النومي.
- المرض القلبي الوعائي، بما في ذلك فشل القلب أو عيوب القلب أو عَدوى القلب أو اضطراب النظم القلبي، مثل الرجفان الأُذيني.
- تاريخ شخصي أو عائلي من السكتات الدماغية أو النوبات القلبية أو نوبة نقص التروية العابرة.
- عدوى كوفيد 19.
من العوامل الأخرى المرتبطة بزيادة احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية ما يلي:
- العمر — تتعرض الفئة العمرية من 55 عامًا فأكثر لخطر السكتة الدماغية أكثر من الصغار.
- العِرق أو الإثنية — يزداد خطر تعرض الأمريكيين من أصول إفريقية وذوي الأصول الإسبانية للإصابة بالسكتة الدماغية أكثر من الأعراق أو الإثنيات الأخرى.
- الجنس — الرجال عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية أكثر من النساء. وتكون النساء عادةً أكبر سنًّا عندما يُصَبن بالسكتات الدماغية، وهن أكثر عُرضةً للوفاة بالسكتات الدماغية من الرجال.
- الهرمونات — يمكن أن يزيد تناول حبوب منع الحمل أو العلاجات الهرمونية التي تحتوي على هرمون الإستروجين من خطر الإصابة.
المضاعفات
يمكن أن تُسبب السكتة الدماغية في بعض الأحيان إعاقات مؤقتة أو دائمة. وتختلف مضاعفاتها باختلاف مدة توقف تدفق الدم إلى الدماغ وباختلاف الجزء المُصاب. وقد تشمل المضاعفات:
- فقدان حركة العضلات، أو ما يُعرف بالشلل. قد يصيب الشلل أحد شقي الجسم، أو يفقد المصاب السيطرة على عضلات معينة، مثل عضلات أحد شقي الوجه أو أحد الذراعين.
- صعوبة الكلام أو البلع. قد تؤثِّر السكتة الدماغية على عضلات الفم والحلق، ما يصعب عليك التحدث بوضوح أو البلع أو تناول الطعام. وقد تُصاب أيضًا بصعوبات لغوية، بما في ذلك صعوبات في التحدث أو فهم الكلام أو القراءة أو الكتابة.
- فقدان الذاكرة أو صعوبة التفكير. يتعرض الكثير ممن أُصيبوا بسكتات دماغية لفقدان الذاكرة. وقد يواجه آخرون صعوبة في التفكير والاستدلال وإصدار الأحكام وفهم الأفكار.
- الأعراض العاطفية. قد يواجه الأشخاص الذين أُصيبوا بسكتات دماغية صعوبة أكبر في السيطرة على انفعالاتهم، ومنهم من يُصاب بالاكتئاب.
- الألم. قد يحدث ألم أو تنميل أو أحاسيس غريبة أخرى في بعض أجزاء الجسم المصاب بالسكتة الدماغية. فإذا تسببت السكتة الدماغية في فقدان الإحساس في الذراع اليسرى، فقد يكون هناك شعور بوخز غير مريح في تلك الذراع.
- تغيرات في السلوك والرعاية الذاتية. قد يصبح الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية أكثر انعزالاً عن المجتمع، وقد يحتاجون كذلك إلى مساعدة في العناية بأنفسهم وأداء مهامهم اليومية.
الوقاية
يمكنك اتخاذ بعض الخطوات لمنع السكتة الدماغية. فمن المهم معرفة عوامل الخطورة المسببة للسكتة الدماغية واتباع إرشادات اختصاصي الرعاية الصحية بشأن استراتيجيات نمط الحياة الصحي. إذا كنت تعرضت من قبل لسكتة دماغية، فقد تساعد هذه التدابير على منع حدوث سكتة دماغية أخرى. وإذا كنت تعرضت من قبل لنوبة إقفارية عابرة، فإن هذه الخطوات يمكن أن تقلل احتمالات الإصابة بسكتة دماغية. وكذلك قد تؤدي الرعاية التفقدية التي تتلقَّاها في المستشفى وبعد خروجك منها دورًا في ذلك.
العديد من طُرُق الوقاية من السكتة الدماغية هي نفسها المُتَّبَعة للوقاية من مرض القلب. تشمل توصيات نمط الحياة الصحي عامةً:
- السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وهي من أهم التدابير التي يمكنك اتخاذها للحد من احتمالات التعرض للسكتة الدماغية. وإذا كنت قد أُصبت من قبل بسكتة دماغية، فقد يساعد خفض ضغط الدم في الوقاية فيما بعد من النوبة الإقفارية العابرة أو السكتة الدماغية. وتكون التغييرات الصحية في نمط الحياة والأدوية مطلوبة عادةً لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
- خفض كمية الكوليسترول والدهون المُشبَّعة في النظام الغذائي. قد يؤدي تقليل كميات الكوليسترول والدهون -وبخاصة الدهون المشبَّعة والدهون المتحولة- في الطعام إلى تقليل تراكم الدهون في الشرايين. وإذا لم تستطع السيطرة على مستوى الكوليسترول لديك عن طريق إدخال تغييرات على النظام الغذائي فقط، فقد تحتاج إلى أدوية خافضة للكوليسترول.
- الإقلاع عن التدخين. يزيد التدخين من احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المدخنين وغير المدخنين الذين يتعرَّضون للتدخين السلبي. لهذا فالإقلاع عن التدخين يساعد في تقليل احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية.
- السيطرة على داء السكري. يمكن للنظام الغذائي والتمارين الرياضية وإنقاص الوزن أن تساعدك على إبقاء نسبة السكر في الدم في نطاق المستويات الصحية. وإذا لم تكن العوامل المتعلقة بنمط الحياة كافية للسيطرة على سكر الدم، فقد توصف أدوية لعلاج السكري.
- الحفاظ على وزن صحي. تسهم زيادة الوزن في عوامل الخطورة الأخرى المرتبطة بالإصابة بالسكتة الدماغية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري.
- اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات. قد يساعد تناول خمس حصص غذائية أو أكثر يوميًّا من الفواكه أو الخضروات في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وقد يكون من المفيد أيضًا اتباع النظام الغذائي المتوسطي، الذي يركز على زيت الزيتون والفواكه والمكسرات والخضروات والحبوب الكاملة.
- ممارسة الرياضة بانتظام. تقلِّل التمارين الهوائية من احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية بعدة طرق؛ فالتمارين الرياضية يمكن أن تقلِّل من ضغط الدم، وتزيد من مستويات الكوليسترول الجيد، وتحسِّن الصحة العامة للأوعية الدموية والقلب. ويساعد هذا أيضًا على إنقاص الوزن والسيطرة على داء السكري والحد من التوتر. استهدف زيادة التمارين تدريجيًا حتى تصل إلى 30 دقيقة على الأقل من النشاط البدني متوسط الكثافة معظم أيام الأسبوع أو كلها. تقترح جمعية القلب الأمريكية بأداء نشاط هوائي متوسط الشدة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًّا أو 75 دقيقة أسبوعيًا من النشاط الهوائي الشديد. ويمكن أن تشمل الأنشطة متوسطة الشدة المشي والهرولة والسباحة وركوب الدراجات.
- الاعتدال في شُرب الكحوليات إن لم تتخل عنها كليًا. يزيد شرب الكحوليات بكميات كبيرة من خطر ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكتات الدماغية الإقفارية والسكتات الدماغية النزفية. وقد يتفاعل الكحول أيضًا مع الأدوية التي تستخدمها. من ناحية أخرى، قد يساعد شرب كمية صغيرة أو متوسطة من الكحوليات في الوقاية من السكتة الدماغية الإقفارية وتقليل قابلية الدم للتجلط. وتساوي هذه الكمية الصغيرة أو المتوسطة، كوبًا واحدًا يوميًا. لكن تنبغي استشارة اختصاصي الرعاية الصحية بشأن ما يناسب حالتك.
- علاج انقطاع النفس الانسدادي النومي. انقطاع النفس الانسدادي النومي اضطراب في النوم يؤدي إلى توقف التنفس لفترات قصيرة عدة مرات أثناء النوم. وقد يوصي اختصاصي الرعاية الصحية بإجراء دراسة للنوم إذا كانت لديك أعراض انقطاع النفس الانسدادي النومي. ومن سبُل علاج هذه الحالة استخدام جهاز يوفر ضغطًا موجبًا في مجرى التنفس من خلال قناع لإبقاء مجرى التنفس مفتوحًا أثناء النوم.
- الامتناع عن تعاطي المخدرات. تشكل بعض العقاقير غير المشروعة -مثل الكوكايين والميثامفيتامين- عوامل خطورة مؤكدة مرتبطة بالإصابة بالنوبات الإقفارية العابرة أو السكتات الدماغية.
الأدوية الوقائية
إذا أُصبت من قبل بسكتة إقفارية، فقد تحتاج إلى أخذ أدوية تساعد على تقليل خطر إصابتك بسكتة أخرى. وإذا أُصبت من قبل بنوبة إقفارية عابرة، فإن الأدوية يمكنها أن تقلل خطر الإصابة بسكتة دماغية في المستقبل. وتشمل هذه الأدوية ما يلي:
-
مضادات الصفيحات الدموية. الصفيحات الدموية هي خلايا في الدم مسؤولة عن تجلط الدم. وتساعد مضادات الصفيحات الدموية على جعل هذه الخلايا أقل لزوجةً وأقل عرضة للتجلط. ومضاد الصفيحات الأكثر شيوعًا هو الأسبرين. ويمكن أن يصف الطبيب جرعة أسبرين مناسبة للحالة.
في حال وجود إصابة سابقة بنوبة إقفارية عابرة أو سكتة دماغية طفيفة، فيمكن وصف الأسبرين مع مضاد للصفيحات الدموية مثل الكلوبيدوغريل (Plavix). ويمكن وصف هذه الأدوية لفترة محددة لتقليل خطر الإصابة بسكتة دماغية أخرى. وإذا كان هناك ما يمنعك من تناول الأسبيرين، فقد يوصَف لك الكلوبيدوغريل وحدَه. التيكاجريلور (Brilinta) دواء آخر مضاد للصفيحات الدموية، يمكن استخدامه للوقاية من السكتة الدماغية.
-
الأدوية المميعة للدم، المعروفة بمضادات التخثر. تقلل هذه الأدوية من تخثر الدم. والهيبارين مضاد للتخثر سريع المفعول يمكن استخدامه لفترة وجيزة في المستشفى.
وقد يُستخدم الوارفارين الأبطأ في مفعوله (Jantoven) لفترة زمنية أطول. الوارفارين من الأدوية المميعة للدم القوية؛ لذا يجب إعطاؤه حسب الإرشادات بالضبط مع مراقبة الآثار الجانبية. ويجب أيضًا إجراء تحاليل الدم بانتظام لرصد تأثير الوارفارين.
تتوافر العديد من الأدوية الحديثة المميعة للدم للوقاية من السكتات الدماغية لدى الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بها. وتشمل هذه الأدوية ديبيجاتران (Pradaxa) وريفاروكسابان (Xarelto) وأبيكسابان (Eliquis) وإدوكسابان (Savaysa). ويكون مفعولها أسرع من الوارفارين، ولا تتطلب عادةً إجراء تحاليل دم منتظمة أو متابعة من الطبيب. كما تساعد هذه الأدوية أيضًا في تقليل خطر حدوث مضاعفات النزيف مقارنة بالوارفارين.
التشخيص
أثناء السكتة الدماغية، تتسارع وتيرة الأمور بمجرد وصولك إلى المستشفى. ويعمل فريق الطوارئ على تحديد نوع السكتة الدماغية التي تتعرّض لها. ومن المرجّح أن تخضع للفحص بالتصوير المقطعي المحوسب أو لفحص تصويري آخر بعد الوصول مباشرةً. ويحتاج الأطباء أيضًا إلى استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض لدى المريض، مثل وجود ورم دماغي أو تفاعل دوائي.
الاختبارات
من الفحوص التي يمكن إجراؤها:
- الفحص البدني. يُجري الطبيب عدة فحوص، مثل الاستماع إلى القلب وقياس ضغط الدم. ومن هذه الفحوص أيضًا فحص الأعصاب الذي يكشف مدى تأثير السكتة الدماغية المحتمَلة على الجهاز العصبي.
- تحاليل الدم. قد تخضع للعديد من التحاليل لكشف مدى سرعة تجلط الدم وما إذا كان مستوى سكر الدم أعلى أو أقل من اللازم. وقد تخضع للفحص أيضًا لمعرفة ما إذا كنت مصابًا بعدوى أم لا.
- الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب. يستخدم الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب الأشعة السينية لتكوين صورة مُفصَّلة للدماغ لديك. يمكن أن يكشف التصوير المقطعي المحوسب عن وجود نزف في الدماغ أو سكتة دماغية إقفارية أو ورم أو غير ذلك من الحالات المرَضية. وقد تُحقن صبغة في مجرى الدم لإظهار صورة أكثر تفصيلاً للأوعية الدموية الموجودة في العنق والدماغ. ويُطلق على هذا النوع من الفحوص اسم التصوير المقطعي المحوسب.
- التصوير بالرنين المغناطيسي. يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي موجات راديوية قوية ومجالًا مغناطيسيًا قويًا لتكوين صورة مُفصَّلة للدماغ. ويمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي الكشف عن أنسجة الدماغ المتضررة بسبب السكتة الدماغية الإقفارية والنزف داخل الدماغ. وفي بعض الحالات تُحقن صبغة في أحد الأوعية الدموية لإظهار الشرايين والأوردة وتوضيح طبيعة تدفق الدم. ويُطلق على هذا الفحص اسم التصوير الوعائي بالرنين المغناطيسي أو التصوير الوريدي بالرنين المغناطيسي.
- تصوير الشريان السباتي بالموجات فوق الصوتية. في هذا الاختبار، تُكوِّن الموجات الصوتية صورًا مفصلة لباطن الشرايين السباتية في العنق. ويمكن أن يُظهر تصوير الشرايين السباتية بالموجات فوق الصوتية تراكُم الترسبات الدهنية، أو ما يُعرف باللويحات، وتدفُّق الدم في الشرايين السباتية.
- تصوير الأوعية الدموية الدماغية. يُستخدم هذا الاختبار بشكل أقل شيوعًا، لكنه يوفر صورة مفصلة للشرايين في الدماغ والعنق. وفيه يُدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا مرنًا —يُسمى أنبوب القسطرة— عبر شقٍ صغير يكون في الأُربية عادةً. بعد ذلك يُحرَّك أنبوب القسطرة عبر الشرايين الرئيسة وداخل الشريان السباتي أو الشريان الفقري في العنق.، ثم تُحقن صبغة في الأوعية الدموية لجعل الشرايين مرئية أثناء التصوير بالأشعة السينية.
- مخطط صدى القلب. يستخدم مخطط صدى القلب موجات صوتية لتكوين صور مفصلة للقلب. ويمكن باستخدام مخطط صدى القلب كشف منشأ الجلطات في القلب التي ربما تكون قد انتقلت إلى الدماغ وسببت سكتة دماغية.
المعالجة
يعتمد العلاج الطارئ على ما إذا كنت مصابًا بسكتة دماغية إقفارية أم سكتة دماغية نزفية. فخلال السكتة الدماغية الإقفارية، تنسد أو تتضيّق الأوعية الدموية في الدماغ. أما خلال السكتة الدماغية النزفية، فيكون هناك نزيف في الدماغ.
السكتة الدماغية الإقفارية
لعلاج السكتة الدماغية الإقفارية، يجب استعادة تدفق الدم إلى الدماغ بسرعة. يمكن تنفيذ ذلك عن طريق:
-
الأدوية الوريدية في حالات الطوارئ. يجب إعطاء الدواء الوريدي الذي يمكنه تفتيت الجلطات خلال أربع ساعات ونصف من بدء الأعراض. وكلما أُعطي الدواء مبكرًا، كان ذلك أفضل. يفيد العلاج السريع في تحسين فرصك في النجاة وقد يقلل المضاعفات.
حقن منشط البلازمينوجين النسيجي المأشوب من خلال الوريد هي العلاج القياسي للسكتة الدماغية الإقفارية. هناك نوعان من منشط البلازمينوجين النسيجي هما ألتيبلاز (Activase) وتينيكتيبلاز (TNKase). تُعطى حقن منشط البلازمينوجين النسيجي عادةً عبر وريد في الذراع خلال الثلاث ساعات الأولى. وفي بعض الحالات، يُمكن حَقن منشط البلازمينوجين النسيجي المأشوب خلال أربع ساعات ونصف من بدء ظهور أعراض السكتة الدماغية.
يعيد هذا الدواء تدفق الدم عن طريق إذابة الجلطة الدموية المسبِّبة للسكتة الدماغية. وقد يساعد الأشخاص المصابين بالسكتات الدماغية على الشفاء بالكامل عن طريق إزالة سبب السكتة الدماغية بسرعة. يضع الطبيب في حسبانه مخاطر معينة، مثل النزف المحتمل في الدماغ، لتحديد ما إذا كان منشط البلازمينوجين النسيجي ملائمًا لك أم لا.
- إجراءات العلاج داخل الأوعية الدموية في حالات الطوارئ. في بعض الأحيان، يعالج اختصاصيو الرعاية الصحية السكتات الدماغية الإقفارية بإجراءات تُنفَّذ داخل الوعاء الدموي المسدود مباشرةً. وقد ثبت أن العلاج داخل الأوعية الدموية يحسن النتائج، ويقلل فترة الإعاقة طويلة الأجل التي تعقب حدوث السكتة الدماغية الإقفارية. يجب تنفيذ هذه الإجراءات في أسرع وقتٍ ممكن:
- توصيل الأدوية مباشرةً إلى الدماغ. خلال هذا الإجراء، يُدخل الطبيب أنبوبًا طويلاً ورفيعًا يسمى أنبوب القسطرة من خلال شريان في الأُربية. يوجَّه أنبوب القسطرة عبر الشرايين إلى الدماغ لتوصيل منشط البلازمينوجين النسيجي إلى موقع حدوث السكتة الدماغية مباشرةً. الإطار الزمني لهذا العلاج أطول إلى حد ما من حقن منشط البلازمينوجين النسيجي، لكنه ما يزال محدودًا.
- إزالة الجلطة باستخدام الدعامة المستخرِجة للجلطات. يمكن لجهاز متصل بأنبوب القسطرة إزالة الجلطة مباشرةً من الوعاء الدموي المسدود في الدماغ. وهذا الإجراء مفيد على وجه الخصوص للأفراد الذين لديهم جلطات دموية كبيرة لا يمكن إذابتها بالكامل بمنشط البلازمينوجين النسيجي. يُنفَّذ هذا الإجراء غالبًا مع حقن منشط البلازمينوجين النسيجي.
يومًا بعد يوم يتسع الإطار الزمني الذي يمكن خلاله التفكير في استخدام هذه الإجراءات وذلك بفضل توفر تقنيات التصوير الحديثة. تساعد اختبارات الإرواء التصويرية التي تُجرى باستخدام التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي على تحديد ما إذا كان الشخص قد يستفيد من العلاج داخل الأوعية الدموية.
إجراءات أخرى
قد يوصي الطبيب بإجراء لتوسيع الشريان الذي ضيَّقته اللويحة. ويهدف هذا النوع من الإجراءات إلى تقليل خطر التعرض لسكتة دماغية أخرى أو نوبة إقفارية عابرة. توجد خيارات متعددة، ولكنها تشمل:
- استئصال بطانة الشريان السباتي. الشريانان السباتيان هما الوعاءان الدمويان اللذان يمتدان على جانبي العنق ويزودان الدماغ بالدم. في هذا الجراحة، تُزال اللويحات التي تسد الشريان السباتي، وقد تقلل الجراحة خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية. إلا أن استئصال بطانة الشريان السباتى ينطوي على مخاطر، خاصة لدى الأشخاص المصابين بمرض القلب أو لديهم حالات طبية أخرى.
- الرأب الوعائي والدعامات. في الرأب الوعائي، يصل الجرّاح غالبًا إلى الشرايين السباتية بأنبوب قسطرة عبر أحد الشرايين الموجودة في الأربية. ثم يُستخدَم بالون لتوسيع الشريان الضيق. ويمكن بعد ذلك تركيب دعامة لدعم الشريان الذي جرى توسيعه.
السكتة الدماغية النزفية
يركز العلاج الطارئ للسكتة الدماغية النزفية على السيطرة على النزيف وتقليل الضغط في الدماغ الناتج عن السوائل الزائدة.
التدابير الطارئة
إذا كنت تستخدم أدوية مميعة للدم لمنع الجلطات الدموية، فقد تُعطى علاجًا لمقاومة آثار سيولة الدم. وتشمل هذه العلاجات الأدوية أو إجراءات لنقل عناصر الدم. قد تعمل الأدوية أيضًا على خفض الضغط في الدماغ وخفض ضغط الدم ومنع التشنُّجات في الأوعية الدموية ومنع نوبات الصرع.
الجراحة
إذا كانت منطقة النزيف كبيرة، فقد تحتاج إلى إجراء عملية جراحية لإزالة الدم من الدماغ وتخفيف الضغط الواقع عليه. ويمكن كذلك إجراء الجراحة لعلاج تضرر الأوعية الدموية الناجم عن السكتات الدماغية النزفية.
قد يوصي الطبيب بأحد هذه الإجراءات الطبية إذا تسبب تمدد الأوعية الدموية أو التَشوّه الشرياني الوريدي أو أي حالة مرَضية أخرى في الأوعية الدموية في السكتة الدماغية.
- التشبيك الجراحي. يثبِّت الجرَّاح مشبكًا صغيرًا في قاعدة الوعاء الدموي المتمدد لمنع تدفق الدم إليه. تمدد الأوعية الدموية هو انتفاخ يحدث في منطقة ضعيفة في الأوعية الدموية. ويمكن أن يمنع المشبك الأوعية الدموية المتمددة من الانفجار. أو يمكن أن يمنع المشبك الأوعية الدموية المتمددة المنفجرة حديثًا من النزف مرة أخرى.
- وضع الوشائع، وهو يعرف كذلك باسم الإصمام داخل الأوعية الدموية. يُدخَل أنبوب قسطرة في شريان بمنطقة الأُربية، ثم يُوجَّه إلى الدماغ. يضع الجرَّاح، باستخدام أنبوب القسطرة، وشائع صغيرة في الوعاء الدموي المتمدد لسده. وهذا يمنع تدفق الدم إلى الوعاء الدموي المتمدد ويسبب تجلط الدم.
- الاستئصال الجراحي لتشابك الأوعية الدموية ذات الجدران الرقيقة، المعروف باسم التَشوّه الشرياني الوريد. قد يزيل الجرَّاحون التَشوّه الشرياني الوريدي الصغير إذا كان في منطقة من الدماغ يسهل الوصول إليها. ويؤدي ذلك إلى إزالة خطورة التمزق ويضعف احتمال حدوث السكتة الدماغية النزفية. ومع ذلك، لا يمكن دائمًا إزالة التَشوّه الشرياني الوريدي إذا كان متعمقًا في الدماغ أو كان كبيرًا. وقد تكون إزالته غير ممكنة كذلك إذا كان الإجراء الطبي سيؤثر على وظائف الدماغ.
- الجراحة الإشعاعية التجسيمية. يستخدم هذا الإجراء الطبي عدة حزم من الإشعاع عالي التركيز لعلاج تشوهات الأوعية الدموية. الجراحة الإشعاعية التجسيمية هي جراحة علاجية متقدمة لا تتطلب درجة التوغل التي تتطلبها الإجراءات الطبية الأخرى.
التعافي من السكتة الدماغية وإعادة التأهيل
بعد تلقي العلاج الطارئ، ستخضع للملاحظة الطبية اللصيقة لمدة يوم على الأقل. وبعد ذلك، تركز رعاية السكتة الدماغية على مساعدة المريض على استعادة وظائفه قدر الإمكان والعودة للعيش باستقلالية. يختلف تأثير السكتة الدماغية باختلاف منطقة الدماغ التي تضررت ومقدار الأنسجة المتضررة.
فإذا أصابت السكتة الشق الأيمن من الدماغ، قد تتأثر الحركة والإحساس في الشق الأيسر من الجسم. أما إذا أصابت السكتة الشق الأيسر من الدماغ، فقد تتأثر الحركة والإحساس في الشق الأيمن من الجسم. وقد يسبِّب تضرر الشق الأيسر من الدماغ اضطرابات في الكلام واللغة أيضًا.
يخضع معظم المتعافين من السكتة الدماغية لبرامج تأهيلية. ومن الممكن أن يوصي اختصاصي الرعاية الصحية بالبرنامج المناسب للحالة وذلك حسب العمر والحالة الصحية العامة ودرجة الإعاقة الناتجة عن السكتة الدماغية. ويُراعَى في ذلك نمط الحياة والاهتمامات الشخصية والأولويات وما إذا كان هناك أحد أفراد الأسرة أو مقدمي الرعاية لمساعدة المريض أم لا.
قد يبدأ التأهيل قبل مغادرة المستشفى. وبعد الخروج من المستشفى، يمكن متابعة البرنامج في وحدة تأهيل تابعة للمستشفى أو وحدة تأهيل أخرى أو وحدة صحية تخصصية دون حاجة إلى المبيت. تمكن أيضًا متابعة برنامج التأهيل في المنزل.
تختلف وتيرة التعافي من السكتة الدماغية من شخصٍ لآخر. وقد يحتوي الفريق الطبي على التخصصات التالية حسب الحالة المرَضية:
- طبيب متخصص في الحالات الدماغية، ويُعرف باسم اختصاصي الأعصاب.
- طبيب متخصص في التأهيل، ويُعرف باسم الاختصاصي الفيزيائي.
- اختصاصي تمريض تأهيلي.
- اختصاصي نُّظم غذائية.
- اختصاصي علاج طبيعي.
- اختصاصي علاج وظيفي.
- اختصاصي علاج ترفيهي.
- اختصاصي أمراض النُطق.
- اختصاصي اجتماعي أو مدير حالة.
- اختصاصي نفسي أو طبيب نفسي.
- مرشد ديني.
التأقلم والدعم
السكتة الدماغية هي حدث يغيّر مجرى الحياة، ويُمكن أن يؤثر على سلامتك العاطفية بقدر تأثيره على وظائفك الجسدية. وقد يشعر بعض الناس بالإحباط أو الاكتئاب. ويمكن للسكتة الدماغية أن تسبب تغيرات في الحالة المزاجية وتُضعف الدافع الجنسي.
من العوامل الأساسية في التعافي الحفاظ على الثقة بالنفس، والتواصل مع الآخرين، والشغف بالأشياء المحيطة. تشمل الطرُق العديدة التي قد تساعدكَ أنتَ ومُقدِّمي الرعاية الصحية ما يلي:
- لا تقسُ على نفسكَ. يتطلّب التعافي الجسدي والعاطفي جهدًا كبيرًا، ويستغرق وقتًا طويلاً. فعليك أن تحتفي بالتقدّم الذي تحرزه، وتمنح نفسك وقتًا للراحة.
- انضم إلى إحدى مجموعات الدعم. يتيح لك الالتقاء بأناس آخرين يتعافون من السكتة الدماغية الخروج ومشاركة تجاربك. كما يمكنك أن تتبادل معهم المعلومات وتكوّن صداقات جديدة.
- أخبر أصدقاءك وعائلتك بما تحتاج إليه. قد يرغب أحدهم في تقديم المساعدة، لكنه لا يعرف ما ينبغي فعله؛ لذا أخبرهم كيف يمكن لهم أن يساعدوك. ويمكنك أن تطلب منهم أن يُحضروا لك وجبة أو يبقوا ليأكلوا معك ويتحدثوا إليك. ويمكنك أن تطلب منهم مرافقتك في المناسبات الاجتماعية أو الأنشطة الدينية.
تحديات التواصل.
قد تكون هناك صعوبة في النطق واللغة بعد الإصابة بسكتة دماغية. وإليك بعض النصائح التي تساعدك أنت ومقدمي الرعاية في التأقلم مع تحديات التواصل:
- طبّق ما تعلمته. حاوِل إجراء محادثه مرة واحدة يوميًّا على الأقل إذ يمكن أن تساعدك على معرفة ما هو أفضل بالنسبة إليك. ويمكن أن تساعدك أيضًا على الشعور بالتواصل مع الآخرين وعلى إعادة بناء ثقتك بنفسك.
- استرخِ وخذ وقتًا كافيًا. قد يكون التحدث أسهل وأكثر متعة عندما تكون مسترخيًا ولست في عجلة من أمرك. يجد بعض المصابين بالسكتة الدماغية أن الوقت المناسب للحديث هو بعد وجبة العشاء.
- تواصل بطريقتك. قد تحتاج أثناء التعافي من السكتة الدماغية إلى استخدام عدد أقل من الكلمات. لذلك اعتمد على الإشارات أو استخدم نبرة الصوت للتواصل.
- استخدم الوسائل الداعمة ووسائل التواصل. يمكن أن تساعدك البطاقات المصورة في التواصل، ويمكن أن تحتوي البطاقات المصورة على الكلمات التي تستخدمها كثيرًا، أو قد تتضمن صورًا للأصدقاء المقربين وأفراد الأسرة، أو برنامجك التلفزيوني المفضل، أو الحمام، أو غيرها من الاحتياجات والرغبات.
التحضير للموعد
تُشخَّص السكتة الدماغية الحديثة عادةً في المستشفى. وفي حال الإصابة بسكتة دماغية، تركز الرعاية الطبية العاجلة على تخفيف تضرر المخ. وفي حال عدم وجود سابقة إصابة بالسكتة الدماغية، ولكن يوجد قلق حيال التعرض للإصابة بها في المستقبل، يُمكن مناقشة ذلك مع الطبيب خلال الزيارة التالية.
ما يمكن أن يقوم به الطبيب
قد يفحصك في غرفة الطوارئ اختصاصي في طب الطوارئ أو طبيب متخصص في أمراض الدماغ، ويُطلق عليه أيضًا طبيب الأعصاب. ومن المحتمل أيضًا أن يشارك طاقم التمريض والفنيون الطبيون في تقديم الرعاية الطبية لك.
تكون أهم أولويات فريق الطوارئ المعالِج لك منع تفاقُم الأعراض والحالة الطبية بشكل عام. ويحدد الفريق بعد ذلك ما إذا كنت مصابًا بسكتة دماغية أم لا. يحاول الأطباء اكتشاف سبب الإصابة بالسكتة الدماغية لتحديد العلاج المناسب.
إذا كنت تطلب استشارة طبية خلال موعد طبي محدد لك، فسيقيِّم اختصاصي الرعاية الصحية عوامل الخطورة المرتبطة بإصابتك بالسكتة الدماغية ومرض القلب، ويمكن أن يقدم لك مشورة بشأن الحد من احتمال تعرضك لها. وقد يشمل ذلك استراتيجيات لنمط الحياة أو الإقلاع عن التدخين أو عدم تعاطي المخدرات. يدرس اختصاصي الرعاية الصحية أيضًا ما إذا كنت بحاجة إلى أدوية للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وغيرهما من عوامل الخطورة المرتبطة بالإصابة بالسكتة الدماغية أم لا.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use