الجراحة الإشعاعية التجسيمية للدماغ
يقدم هذا الإجراء علاجًا إشعاعيًا دقيقًا لعلاج أورام الدماغ وأمراض الدماغ الأخرى.
نظرة عامة
الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين غاما نوع من أنواع العلاج الإشعاعي. ويمكن استخدامها لعلاج الأورام والتشوهات الوريدية وغير ذلك من آفات الدماغ.
وعلى غرار أنواع الجراحة الإشعاعية التجسيمية الأخرى، لا تعد الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين غاما جراحة قياسية لأنها لا تتضمن شقوقًا جراحية.
وبدلاً من ذلك، تركز الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين غاما حزمًا صغيرة ومتعددة من الإشعاع على الورم أو أي هدف آخر بدقة فائقة. وتؤثر كل حزمة تأثيرًا بسيطًا للغاية في نسيج الدماغ الذي تمر من خلاله. لكن المكان الذي تلتقي فيه جميع الحزم تصله جرعة قوية من الإشعاع.
لماذا يتم ذلك؟
غالبًا تكون الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين غاما أكثر أمانًا من جراحة الدماغ التقليدية التي تُعرف أيضًا بجراحة الأعصاب. وتتطلب الجراحة القياسية عمل شقوق جراحية في فروة الرأس والجمجمة والأغشية التي تحيط بالدماغ وإجراء شق جراحي في نسيج الدماغ. يُجرى هذا النوع من العلاج الإشعاعي عادةً في الحالات التالية:
- عندما يكون من الصعب جدًا الوصول إلى ورم أو اختلاف آخر في الدماغ من خلال جراحة الأعصاب القياسية.
- عندما لا يتمتع الشخص بصحة كافية لإجراء الجراحة القياسية.
- عندما يفضل الشخص علاجًا أقل توغلاً.
في أغلب الحالات، تكون الآثار الجانبية للجراحة الإشعاعية باستخدام سكين غاما أقل مقارنة بالأنواع الأخرى من العلاج الإشعاعي. ويمكن إجراء هذا النوع من الجراحة في يوم واحد مقارنة بما يصل إلى 30 علاجًا مع العلاج الإشعاعي النموذجي.
الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين غاما هي الأكثر شيوعًا لعلاج الحالات الآتية:
-
ورم الدماغ. يمكن أن تسيطر الجراحة الإشعاعية على أورام الدماغ الصغيرة غير السرطانية التي تُعرف أيضًا بالأورام الحميدة. كما يمكن أن تسيطر الجراحة الإشعاعية على أورام الدماغ السرطانية التي تُعرف أيضًا بالأورام الخبيثة.
تضر الجراحة الإشعاعية بالمادة الوراثية المعروفة بالحمض النووي في خلايا الورم. ولا يمكن للخلايا أن تتكاثر وقد تموت، ويمكن أن يصبح الورم تدريجيًا أصغر حجمًا.
-
التشوه الشرياني الوريدي. التشوه الشرياني الوريدي عبارة عن حُبَيْكات من الشرايين والأوردة في الدماغ. وهذه الحُبَيْكات غير معتادة. في التشوه الشرياني الوريدي، يتدفق الدم من الشرايين إلى الأوردة متجاوزًا الأوعية الدموية الأصغر التي تُعرف أيضًا بالشعيرات الدموية. وإذا لم يُعالَج التشوه الشرياني الوريدي، فقد "يحوِّل" مجرى تدفق الدم المعتاد من الدماغ. وقد يُسبب ذلك حدوث سكتة دماغية أو يؤدي إلى نزيف في الدماغ.
تُسبب الجراحة الإشعاعية غلق الأوعية الدموية في التشوه الشرياني الوريدي مع مرور الوقت. وهذا يقلل من خطر النزيف.
-
ألم العصب ثلاثي التوائم. تنقل الأعصاب ثلاثية التوائم المعلومات الحسية بين الدماغ ومناطق الجبهة والخد والفك السفلي. ويسبب ألم العصب ثلاثي التوائم ألمًا في الوجه يشبه الصدمة الكهربائية.
بعد العلاج، يمكن أن يخف الألم في غضون بضعة أيام إلى بضعة أشهر.
-
ورم العصب السمعي. ورم العصب السمعي، المعروف أيضًا باسم الورم الشفاني الدهليزي، هو ورم غير سرطاني. ينمو هذا الورم على طول العصب الذي يتحكم في التوازن والسمع ويربط الأذن الداخلية بالدماغ.
عندما يضغط الورم على العصب، يمكن أن يُسبب فقدان السمع والدوخة وفقدان التوازن ورنين في الأذن (يُسمى أيضًا طنين الأذن). أثناء نمو الورم، يمكن أيضًا أن يضغط على الأعصاب التي تتحكم في الأحاسيس وحركة العضلات في الوجه.
يمكن أن توقف الجراحة الإشعاعية نمو ورم العصب السمعي.
-
أورام الغدة النخامية. يمكن أن تسبب أورام الغدة بحجم حبة الفاصوليا في قاعدة الدماغ، المعروفة بالغدة النخامية، العديد من المشكلات. وتتحكم الغدة النخامية في هرمونات الجسم التي تنظم العديد من الوظائف مثل الاستجابة للتوتر والأيض والوظيفة الجنسية.
ويمكن استخدام الجراحة الإشعاعية لتقليص حجم الورم وتقليل اضطراب إفراز هرمونات الغدة النخامية.
عوامل الخطورة
لا تتضمن الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين غاما إجراء شقوق جراحية، ولذا فهي عمومًا أقل خطورة من جراحة الأعصاب القياسية. ففي جراحة الأعصاب القياسية، هناك مضاعفات محتملة مرتبطة بالتخدير والنزيف والعدوى.
المضاعفات المبكرة أو الآثار الجانبية تكون مؤقتة عادةً. يشعُر بعض الأشخاص بصُداع خفيف، وإحساس بوخز في فروة الرأس، أو غثيان أو قيء. قد تشمل الآثار الجانبية الأخرى ما يلي:
- الإرهاق. قد يحدُث التعب والإرهاق في الأسابيع القليلة الأولى بعد الجراحة الإشعاعية باستخدام غاما نايف.
- التورم. تورم في الدماغ في مكان العلاج أو بالقرب منه يمكن أن يسبب الكثير من الأعراض بناءً على المناطق المصابة في الدماغ. وإذا حدث تورم ما بعد العلاج وظهرت الأعراض نتيجة علاج سكين غاما، تظهر عادةً هذه الأعراض بعد ستة أشهر تقريبًا من العلاج وليس بعد الإجراء مباشرةً كما هو الحال في الجراحة القياسية. وقد يصف لك الطبيب أدوية مضادة للالتهابات، مثل الكورتيكوستيرويدات، لمنع مثل هذه المشكلات أو لعلاج الأعراض إذا ظهرت.
-
مشكلات في فروة الرأس والشعر. قد يتغير لون جلد فروة الرأس أو يصبح متهيجًا أو حساسًا في الأماكن الأربعة التي ثُبِّت إطار الرأس من خلالها بالرأس أثناء العلاج. ولكن إطار الرأس لا يترك أي علامات دائمة على فروة الرأس. يفقد بعض الأشخاص مؤقتًا كمية صغيرة من الشعر في حالات نادرة إذا كانت المنطقة التي تُعالج تحت فروة الرأس مباشرةً.
وفي حالات نادرة، قد يشعر الأشخاص بآثار جانبية متأخرة، مثل مشكلات الدماغ أو الأعصاب الأخرى، بعد أشهر أو سنوات من أسلوب الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين غاما.
كيف تستعد؟
الطعام والأدوية
- امتنع عن الطعام أو الشراب تمامًا بعد منتصف الليل في الليلة السابقة للإجراء.
- واستشر أحد أعضاء فريق الرعاية الصحية حول ما إذا كان بإمكانك أخذ أدويتك المعتادة في الليلة السابقة للإجراء أو صباح يوم الإجراء.
الملابس والأدوات الشخصية
يوصى بارتداء ملابس مريحة وفضفاضة.
تجنب ارتداء ما يلي أثناء الإجراء:
- المجوهرات.
- النظارات.
- العدسات اللاصقة.
- مُستحضرات التجميل.
- طلاء الأظافر.
- طقم الأسنان الاصطناعي.
- الشعر المستعار أو مشابك الشعر.
الاحتياطات الأخرى
أخبر أحد أفراد فريق الرعاية الصحية في الحالات الآتية:
- إذا كنت تتناول أقراصًا أو حُقَنًا للسيطرة على داء السكري.
- إذا كانت لديك حساسية تجاه الأسماك القشرية أو اليود، إذ يرتبط كلاهما كيميائيًا بصبغات خاصة يمكن استخدامها خلال الإجراء.
- إذا كانت لديك أجهزة طبية مزروعة في الجسم، مثل جهاز تنظيم ضربات القلب أو صمامات القلب الاصطناعية أو مشابك تمدد الأوعية الدموية أو المنشطات العصبية أو الدعامات.
- إذا كنت مصابًا برهاب الأماكن المغلقة.
ما يمكن أن تتوقعه
بعد إجراء العملية
قبل بدء الإجراء، سيُثبَّت إطار خفيف الوزن برأسك بواسطة أربعة دبابيس. وسيجعل هذا الإطار رأسك ثابتًا خلال العلاج الإشعاعي. وسيكون الإطار أيضًا بمنزلة نقطة مرجعية لتركيز حزم الإشعاع. أثناء هذه العملية:
- لن يُحلَق شعرك، لكن ستُنظَّف جبهتك والجزء الخلفي من رأسك باستخدام كحول التدليك.
- ستتلقى حُقَنًا مُخدِّرة في فروة الرأس في الأماكن الأربعة التي ستُثبَّت بها الدبابيس؛ نقطتان على الجبهة ونقطتان في الجزء الخلفي من الرأس.
بعد تثبيت إطار الرأس، يُجرى تصوير الدماغ لكي يظهر مكان الورم أو أي هدف آخر يتعلق بإطار الرأس. يعتمد نوع الفحص المُستخدم على الحالة التي تُجرى مُعالجتها:
-
الأورام. قد تتضمن اختبارات الأورام التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي. يستخدم التصوير المقطعي المحوسب مجموعة من صور الأشعة السينية لتكوين صورة مفصلة للدماغ. ويستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مجالاً مغناطيسيًا وأشعة الراديو لتكوين صورة مفصلة للدماغ.
قد توضع إبرة صغيرة في الجزء الخلفي من يدك أو ذراعك لحَقْن صبغة في وعاء دموي. وتساعد هذه الصبغة على رؤية الأوعية الدموية في الدماغ وإبراز الدورة الدموية. في بعض الحالات، قد تخضع لكل من التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب.
-
التشوهات الشريانية الوريدية. يتضمن تصوير التشوهات الشريانية الوريدية الدماغية عادةً إجراء الفحص من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي وتصوير الأوعية الدماغية.
في تصوير الأوعية الدماغية، يُدخل الطبيب أنبوبًا صغيرًا في أحد الأوعية الدموية في الفخذ ويربطه بالدماغ باستخدام التصوير بالأشعة السينية. وتُحقَن الصبغة من خلال الأوعية الدموية لإمكانية رؤيتها على الأشعة السينية. قد يَحقن الطبيب صبغة في وعاء دموي أثناء الفحوصات باستخدام التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي لعرض الأوعية الدموية وإبراز الدورة الدموية.
- ألم العصب ثلاثي التوائم. يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لالتقاط صور للألياف العصبية لتحديد منطقة مُستهدفة لعلاج ألم العصب ثلاثي التوائم.
وتُدخَل نتائج فحوصات الدماغ في جهاز الكمبيوتر. ويساعد برنامج التخطيط المتخصص فريق الجراحة الإشعاعية على تحديد المناطق التي تجب معالجتها وجرعات الإشعاع وكيفية تركيز حزم الإشعاع لعلاج تلك المناطق. وتستغرق عملية التخطيط هذه عادةً أقل من ساعة. خلال ذلك الوقت، يمكنك الاسترخاء في غرفة أخرى، ولكن يجب أن يبقى الإطار مُثبَّتًا في رأسك.
يتلقى الأطفال عادةً أدوية تُدخلهم في حال شبيهة بالنوم أثناء إجراء اختبارات التصوير والجراحة الإشعاعية. ويكون البالغون مُستيقظين عادةً، لكن قد يحصلون على دواء لمساعدتهم على الاسترخاء.
في أثناء إجراء العملية
ستستلقي على سرير ينزلق داخل جهاز سكين غاما. وسيكون الإطار المثبَّت على رأسك متصلاً بطريقة آمنة بخوذة داخل الجهاز.
سيُجرى توصيلك بأنبوب وريدي لضخ السوائل إلى مجرى الدم لحمايتك من الجفاف على مدار اليوم. وتُثبَّت الإبرة الموجودة في نهاية الأنبوب الوريدي في أحد أوردة الذراع على الأغلب.
قد يتراوح الوقت اللازم لاستكمال الإجراء ما بين أقل من ساعة إلى حوالي أربع ساعات. ويعتمد الوقت على حجم الجزء المستهدف وشكله. أثناء تنفيذ الإجراء:
- لن تشعُر بالإشعاع.
- لن تسمع أي ضوضاء من الجهاز.
- ستكون قادرًا على التحدث إلى فريق الرعاية الصحية من خلال ميكروفون.
كيف تستعد؟
تُجرى الجراحة الإشعاعية باستخدام سكّين غاما عادةً دون مبيت في المستشفى، لكن الإجراء بالكامل قد يستمر حتى فترة ما بعد الظهر. وقد يُطلب منك اصطحاب أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء معك ليرافقك طوال اليوم ويقلك إلى المنزل. وفي حالات نادرة، قد يستلزم الأمر المبيت في المستشفى.
ما يمكن أن تتوقعه
بعد العملية
ويمكنك توقع ما يلي: بعد الإجراء الطبي:
- إزالة الإطار من على رأسك.
- قد تُصاب بنزيف طفيف أو إيلام عند اللمس في منطقة وضع الدبابيس.
- وإذا شعرت بالصداع أو الغثيان أو القيء بعد الإجراء، فستتناول أدوية لتخفيف ذلك.
- وستتمكن من تناول الطعام والشراب بعد الإجراء الطبي.
النتائج
تظهر نتائج العلاج بالجراحة الإشعاعية باستخدام سكين غاما ببطء، وذلك تبعًا للحالة التي تخضع للمعالجة:
- الأورام الحميدة. تمنع الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين غاما تكاثر خلايا الورم. وقد يتقلص حجم الورم على مدار فترة تتراوح بين أشهر إلى أعوام. لكن يتمثل الهدف الرئيسي من الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين غاما للأورام غير السرطانية في منع أي نمو للورم في المستقبل.
- الأورام الخبيثة. قد تتقلص الأورام السرطانية بشكل أسرع، غالبًا في غضون بضعة أشهر.
- التشوهات الشريانية الوريدية. يسبب العلاج الإشعاعي زيادة سمك وإغلاق الأوعية الدموية غير الطبيعية المرتبطة بحالات التشوهات الشريانية الوريدية للدماغ. وقد تستغرق هذه العملية وقتًا يصل إلى عامين أو أكثر.
-
ألم العصب ثلاثي التوائم. تُحدِث الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين غاما جرحًا يمنع انتقال إشارات الألم على طول العصب ثلاثي التوائم. وقد يستغرق الأمر عدة أشهر لزوال الألم.
وستحتاج إلى إجراء فحوصات متابعة لمراقبة تطور حالتك.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use