معالجة وجراحة الصوت لتأكيد الجنس (للمتحولين جنسيًا)
تعرَّف على الطرق التي تساعد بها معالجةُ وجراحة الصوت على التوصُّل إلى أسلوب تواصل يتناسب مع الهوية الجنسية.
نظرة عامة
تساعد معالجة وجراحة الصوت لتأكيد الجنس المتحولين جنسيًا والمتنوعين جنسيًا على تعديل أصواتهم إلى أنماط تواصل تتناسب مع هوياتهم الجنسية. وتُعرف هذه العلاجات كذلك باسم معالجة وجراحة الصوت للمتحولين جنسيًا. ويمكن أن يُطلق عليها معالجة وجراحة تأنيث الصوت أو معالجة وجراحة تذكير الصوت.
يمكن أن تساعد هذه العلاجات على تغيير خصائص الصوت، مثل طبقة الصوت والرنين الصوتي، إضافة إلى جودة الصوت. كما يمكن أن تتضمن التواصل غير اللفظي، مثل التواصل البصري وحركات اليد وتعبيرات الوجه.
يعتمد نوع العناية بالصوت لتأكيد الجنس التي تتلقَّاها على احتياجاتك. ويمكن أن يساعدك فريق الرعاية الصحية على تحديد أهدافك ووضع خطة. كما يمكن أن يوضِّح لك كيفية تجنب إرهاق الأحبال الصوتية وتضررها عند توسيع نطاق الصوت والكلام.
الصوت وأسلوب الكلام أمران شخصيان للغاية. لذلك قد لا تشعر بالراحة أو قد تكون غير معتاد على التغيرات في البداية. واعلم أن تعديل طريقة كلامك يستغرق وقتًا.
لماذا يتم ذلك؟
غالبًا ما يكون هدف الأشخاص الذين يطلبون الحصول على العناية بالصوت لتأكيد الجنس أن تتناسب أصواتهم بشكل أفضل مع هويتهم الجنسية. وقد تخفف العلاجات من الانزعاج أو الضيق الذي يسببه التناقض بين الهوية الجنسية للشخص وجنسه المحدد عند الولادة. وتُسمَّى هذه الحالة اضطراب الهوية الجنسية.
يمكن كذلك الخضوع لمعالجة وجراحة الصوت لتأكيد الجنس لأسباب تتعلق بالسلامة. فبعض الأشخاص الذين لا تتناسب أصواتهم مع هويتهم الجنسية لديهم مخاوف بشأن احتمالية التعرض للتنمر أو المضايقة أو غيرها من المشكلات المتعلقة بالسلامة.
ليس كل الأشخاص المتحولين جنسيًا والمتنوعين جنسيًا يختارون الخضوع لمعالجة أو جراحة الصوت. فبعضهم يكون راضيًا بصوته الحالي ولا يشعر بالحاجة إلى هذا العلاج.
عوامل الخطورة
تتضمن التغييرات طويلة الأمد في الكلام والنطق والتواصل استخدامَ قدرة الجسم على إصدار الصوت بطرق جديدة. وإذا لم تُجرَ هذه التغييرات بطريقة صحيحة، فقد تؤدي إلى إرهاق الأحبال الصوتية. سيتعاون معك اختصاصي أمراض الكلام واللغة لمساعدتك على تجنب الشعور بالانزعاج في الأحبال الصوتية.
عادةً لا تُركِّز جراحة تغيير الصوت لتأكيد الجنس إلا على تغيير طبقة الصوت. وبالنسبة إلى جراحة تأنيث الصوت، فإنها تُركِّز على رفع طبقة الصوت. كما أنها تقلل قدرة الشخص على إصدار صوت منخفض الطبقة. وهذا يعني أنها تخفض النطاق الكلي لطبقة الصوت. وتقلل الجراحة ارتفاعَ الصوت أيضًا. وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة الصراخ أو الصياح.
هناك خطر من أن تسبب الجراحة ارتفاعَ الصوت أكثر من اللازم أو عدم ارتفاعه بدرجة كافية. كما قد يصبح الصوت خشنًا أو أجشَّ أو متوترًا أو هامسًا، ما يجعل التواصل صعبًا. وتكون نتائج معظم جراحات تأنيث الصوت دائمة. وقد يوصي فريق الرعاية الصحية بمعالجة الصوت قبل إجراء الجراحة وبعدها.
جراحة تذكير الصوت ليست شائعة مثل جراحة تأنيث الصوت. وتركِّز هذه الجراحة على خفض طبقة الصوت. وذلك عن طريق تقليل توتر الطَّيَّتين الصوتيتين. وقد تغيِّر الجراحة جودةَ الصوت، وعندها لا يمكن الرجوع إلى وضع ما قبل الجراحة.
كيف تستعد؟
إذا كنت تفكر في معالجة أو جراحة الصوت لتأكيد الجنس، فاطلب من اختصاصي الرعاية الصحية إحالتك إلى اختصاصي أمراض الكلام واللغة. ويجب أن يكون هذا الاختصاصي حاصلاً على تدريب في تقييم مهارات التواصل وتطويرها لدى الأشخاص المتحولين جنسيًا والمتنوعين جنسيًا.
قبل أن تبدأ العلاج، تحدَّث إلى اختصاصي أمراض الكلام واللغة عن أهدافك. ما سلوكيات التواصل التي تريدها؟ وإذا لم تكن لديك أهداف محددة، فيمكن أن يساعدك اختصاصي أمراض الكلام واللغة على استكشاف الخيارات ووضع خطة.
كما قد يكون لمدرِّب الأداء الصوتي أو مدرس الغناء دور في مساعدتك على تحقيق أهدافك. وإذا قررت التعاون مع هذا النوع من الاختصاصيين، فابحث عمَّن لديهم خبرة في التعامل مع الأشخاص المتحولين جنسيًا والمتنوعين جنسيًا.
ما يمكن أن تتوقعه
معالجة الصوت لتأكيد الجنس
يمكن أن تتضمن العناية بالصوت لتأكيد الجنس معالجةَ النطق التي تهدف إلى جعل الصوت والكلام أكثر أنوثة أو ذكورة أو حيادية. أو قد تساعدك على التغيير بين الصوت الذكوري أو الأنثوي أو المحايد. ويُسمَّى ذلك صوتًا متوسعًا جندريًا.
بالنسبة إلى الرجال المتحولين جنسيًا وغيرهم من الأشخاص الذين يريدون الحصول على صوت أعمق، يمكن تعميق الصوت من خلال العلاج بهرمون الذكورة. ويمكن أن تكون معالجة الصوت لتأكيد الجنس مع العلاج بهرمون الذكورة مفيدة في:
- تعلُّم أساليب التواصل التي تتناسب مع الهوية الجنسية.
- العمل على تغيير إيقاع الكلام ونبرته ولحن الكلام والانفعال أثناء الكلام. ويُعرف ذلك بالتصاوت.
- فهم كيف يمكن أن تساعد تقنيات تدفق الهواء والتقنيات الصوتية على تغيير الطَّيَّتين الصوتيتين لتصبحا أكبر حجمًا.
المعالجة بهرمونات الأنوثة التي تتضمن الإستروجين ومضادات الأندروجينات لا تُغيِّر الصوت.
قد تركِّز معالجة النطق على:
-
طبقة الصوت. طبقة الصوت مدى ارتفاع أو انخفاض الصوت. ويتحكم تردد الصوت في طبقة الصوت. وتردد الصوت مدى سرعة اهتزاز الأحبال الصوتية عند إصدار صوت. وكلما زادت سرعة التردد، ارتفعت طبقة الصوت.
يُقاس التردد بالهرتز (هز). بالنسبة إلى الأصوات الأنثوية بشكل عام، يبقى تردد الصوت أعلى من 165 هرتز تقريبًا. وبالنسبة إلى الأصوات الذكورية، يبقى تردد الصوت أقل من 165 هرتز.
- التصاوت. التصاوت إيقاعُ الكلام ونبرته ولحن الكلام والانفعال أثناء الكلام. وقد يختلف التصاوت حسب الجنس. على سبيل المثال، يميل الذكور عادةً إلى تغيير نبرة الكلام أو رفع الصوت للتأكيد على كلامهم. بينما غالبًا ما تُغيِّر الإناث طبقة الصوت للتأكيد على كلامهن.
-
الرنين الصوتي. الرنين الصوتي المكانُ الذي تشعر فيه باهتزازات عند استخدام صوتك. ولا يعتمد مكان الرنين الصوتي تمامًا على الجنس.
على سبيل المثال، في الرنين الحلقي، تتركز الاهتزازات في الحلق أو الصدر. أمَّا في الرنين الأمامي، يشعر الشخص بالاهتزازات حول الشفاه والأنف. يمكن أن يساعدك اختصاصي أمراض الكلام واللغة على اختيار رنين صوتي يعكس شخصيتك الحقيقية.
- تدريب الأذن. يمكن أن يساعدك هذا التدريب على سماع الاختلافات في صوتك وتحديد الأهداف المناسبة لك في ما يتعلق بالصوت.
كما يمكن أن تتضمن معالجة النطق ما يأتي:
- جودة الصوت.
- طريقة الكلام ونطق الكلمات. وهذا يُعرف بالتلفُّظ.
- مدى سرعة الكلام والعبارات المُستخدمة.
- التواصل غير اللفظي. قد يشمل ذلك التواصلَ البصري، وحركات اليدين، وتعبيرات الوجه، ووضعية الجسم، وإيماء الرأس، وغيرها من الحركات.
خلال جلسة معالجة النطق، تتعلمُ وسائل وتمارسها لتعديل صوتك. يمكنك استخدام تطبيق للهاتف أو لوحة مفاتيح أو بيانو لمساعدتك على العثور على طبقة الصوت المستهدفة. كما يمكن استخدام برامج الحاسوب التي يمكنها اكتشاف طبقة الصوت وارتفاعه وجودته. ويمكن أن تساعد هذه التقنية على قياس تقدُّمك وتقديم الملاحظات.
يعتمد عدد مرات جلسات معالجة الصوت لتأكيد الجنس ومدة استمرارها على احتياجاتك. وتستمر الجلسة عادةً من 20 إلى 40 دقيقة. ويمكن أن تكون فردية أو جماعية.
جراحة تغيير الصوت لتأكيد الجنس
يمكن أن تعدِّل جراحة تغيير الصوت لتأكيد الجنس طبقةَ الصوت. وقد يكون من المفيد استشارة جراح واختصاصي الصحة العقلية واختصاصي أمراض الكلام واللغة قبل إجراء الجراحة. حيث يمكن أن يساعدك اختصاصيو الرعاية الصحية هؤلاء على اتخاذ قرار مستنير بشأن توقيت الجراحة والآثار التي تترتب عليها.
بالنسبة إلى جراحة تأنيث الصوت، فإن الخيارين المستخدَمَين غالبًا لرفع طبقة الصوت هما:
- جراحة تشكيل الشبكية المزمارية الأمامية. تُنشئ هذه الجراحة شبكةً أو شريطًا من النسيج الندبي في الجزء الأمامي من الجزء الذي يشبه حرف V من الأحبال الصوتية. والمصطلح الطبي لهذا الإجراء هو الصِّوار الأمامي. تُقصِّر الجراحة الأحبالَ الصوتية لرفع طبقة الصوت. وتؤثر في مدى تردد الصوت من خلال إلغاء القدرة على إصدار أصوات منخفضة الطبقة. كما تُضيِّق مجرى الهواء إلى حدٍ ما. لذلك، قد لا تكون هذه الجراحة خيارًا مناسبًا للمغنيين المحترفين أو غيرهم من الأشخاص الذين يعتمد عملهم على استخدام أصواتهم.
- جراحة المقاربة الحلقية الدرقية (CTA). تزيد هذه الجراحة توترَ الأحبال الصوتية. وينتج عن ذلك ارتفاع طبقة الصوت أثناء الكلام، وقلة القدرة على خفض طبقة الصوت. لكن توصَّلت الدراسات إلى أن تأثيرات هذه الجراحة ليست دائمة.
تشيع جراحة تذكير الصوت لخفض الصوت أكثر من جراحة تأنيث الصوت. لكنها قد تكون خيارًا مناسبًا للأشخاص غير الراضين عن طبقات أصواتهم مع العلاج الهرموني وحده. وتشمل الجراحة لخفض طبقة الصوت ما يأتي:
- رأب الدرقية من النوع 3. تخفض هذه الجراحة تردد الصوت عن طريق تقليل توتر الطيَّتين الصوتيتين.
قد يقترح عليك فريق الرعاية الصحية الخضوع لمعالجة الصوت قبل إجراء الجراحة أو بعدها. وتركِّز المعالجة على خصائص الصوت والكلام التي لا يمكن أن تغيِّرها الجراحة.
النتائج
إنَّ العثور على صوت يُشعِرك بأنه صوتك الحقيقي عمليةٌ فردية. ويُقصد بمعالجة وجراحة الصوت لتأكيد الجنس أدواتٌ يمكنك استخدامها لمساعدتك على تحقيق أهدافك المتعلقة بصوتك.
تعتمد نتائج معالجة وجراحة الصوت لتأكيد الجنس على العلاجات المُستخدَمة. كما أن مقدار الوقت والجهد المبذولين في معالجة الصوت يُحدِث فرقًا. وتستغرق تغييرات الصوت وقتًا وتتطلب التزامًا.
تتطلب معالجة الصوت لتأكيد الجنس التدرُّب والاستكشاف. لا تتعجل على نفسك. واصبر حتى تحدث التغييرات. وتحدَّث إلى الأشخاص الذين تثق بهم عن تجاربك ومشاعرك. وواصِل التعاون مع اختصاصي أمراض الكلام واللغة لتحقيق الأهداف التي تعكس شخصيتك الحقيقية.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use